في الخمسينات من القرن الماضي اهتم الكاتب A. E. Van Vogt بما يسمى الآن حماقة التعصب الذكوري male chauvinist piggery وبدأ في دراسة أمثلة عليها في حالات الطلاق. وعندها اكتشف وجود نوع من الرجال يطبق على نفسه منهجا سلوكيا معينا في حين أنه يفرض على زوجته منهجا سلوكيا مختلفا. واتضح للكاتب أنه قد اكتشف جانبا من الطبيعة البشرية لم يلاحظه علم النفس التقليدي.
الخاصية الرئيسية لهذا النوع من الذكور هي انه مهووس بأن يكون على حق. وهو لا يعترف أبدا تحت ي ظرف من الظروف بأنه أخطأ . إذا ضايقه شئ فهو يبحث عن شخص ليلقي عليه اللوم و يصب جام غضبه على أقرب انسان، خاصة إذا كان أحد أفراد أسرته المقربين. هو لا يستطيع أبدا الاعتراف بأنه هو نفسه الملام على ما حدث. أمام الغرباء والزملاء في العمل هو يبدو انسانا عاقلا متزنا مثاليا. أما فيما يخص عائلته فهو عبارة عن هتلر مصغر. هو معرض لغيرة مرضية ويمكنه أن يتصرف مثله مثل أشد الآباء تدينا في عصر الملكة فيكتوريا. لكنه في كثير من الأحيان ما يكون في نفس الوقت منحلا وغويا فإن الغزوات الجنسية تعتبر واحدة من أهم مصادر تقييمه لنفسه. هو معتاد على إرضاء كل نوازعه العاطفية دون النظر لما هو صحيح أو خطأ في الأمر، وإذا تم الاعتراض عليه فمن المحتمل ان يلجأ للعنف. وسمى فان فوجت هذه الشخصية بالرجل الحقاني right man أو الرجل العنيف. (هناك شخصية مماثلة موجودة في النساء أيضا).
من المفهوم أن مثل هذا السلوك كثيرا ما يؤدي لنزاعات عائلية وطلاق. أحد هؤلاء الرجال دخل مجال التجارة خمسة مرات مستخدما أموال ورثتها زوجته وفي كل مرة تعرض للإفلاس. وعندما ذهبت زوجته للعمل لتعيل العائة بدأ الرجل يتكلم عن الطلاق وطلب من الأبناء العيش معه. ولدهشته فقد رفضوا. عند ذلك قام بجمعهم وقال لهم أن أمهم لم تكن عذراء حين تزوجها قبل عشرين عاما. وصدمت زوجته لهذه النذالة من جانبه وقالت له أنه كان باستمرار له علاقات مع نساء أخريات بعد الزواج. هنا غضب الرجل غضبا شديدا وصاح بأنها ليس لها الحق في أن تكشف عن ضعفه أمام أطفاله.
مثل هذا السلوك يبدو مضحكا لكن أي إنسان عاش مع رجل عنيف (أو امرأة عنيفة) يعرف أن المأساة قد تطول: محاولة قاسية لاجبار الآخرين على الدخول في قوالب صنعها لهم فرد. جميع البشر لهم ميل لأحلام اليقظة والدخول في خيالات تشبع أنانيتهم ، أما الرجل الحقاني فهو يحاول تنفيذ خيالاته التي تشبع أنانيته ويستعمل سلطته لإجبار الآخرين لدعم أوهامه. وإذا أمكن له الوصول لموقع سلطة مثلما يحدث كثيرا فإنه غالبا ما يقع فريسة للإفساد بسبب تمجيده لنفسه مثل الكثيرين من الطغاة والظلمة في التاريخ. يستطيع الآن أن يشبع أحلامه في أن يكون جبارا متألها، ويعبتر كل من يعاكس إرادته مجرما يستحق العذاب. ستالين وهتلر كانا رجلين حقانيين وكذلك ربما كان ماو تسي تونغ. قبل فترة قصيرة من وفاة ماو تظاهر صينيون في ميدان السلام السماوي في بكين احتجاجا على إبعاد تنغ شاو بينغ لمعتدل فتم اعتقال العديدين وتم قتلهم أو ارسالهم للسجن لمدة طويلة. كان ماو حينها عجوزا مريضا لكن كن لا يزال بالامكان اثارته للوصول لحالات من الغضب الإجرامي القاتل بسبب أقل علامة معارضة أو معاكسة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست