|
Re: البخيل و الغربة ! (Re: خالد علي محجوب المنسي)
|
قضى نعمان ليلته فى اركويت , وشد الرحال باكرا الى السوق الشعبى متسنجكا فى حافلة مصطفى ود قسوم . النعمان : انتو مافى برينسات تمشى الضهرة بدل الباصات البتتقلب دى ؟ وسرا يقول : التذكرة بى 30 الف ! دا خراب جيب ساكت ! وتانى من ودمدنى للحلة الواحد يمكن داير ليهو 20 الف ! يا جماعة الشقاوة دى شنو ؟ هناك من البيت للشغل بشيلها كدارى ساكت , لا من شاف لا من درى ! والجماعة شابكنى ليك : اشترى عربية يا النعمان احسن ليك من الباصات والترامات , قايلنى بضيع مليم فى اجرة ! ما عارفنى بدقها كدر كل يوم وبجى للشغل من الفجر عشان مافى زول يعرفنى جيت كيف ! يصل النعمان للحلة , ويشوف ليك الناس كاسرة على البرينسة و النعمان جاء ... النعمان جاء .... الشفع الصغار البيلبس فى عراقى الدمورية فى الشارع , والجضيماتو ملايانات ملاح خدره , والحفيان و والرابط سفنجتو بى سير , والجارى وراء الترتاروالعريان شل و كل واحد مادى اديتو مجلبطة بالطين والملاح للسلام . والنعمان قابض الشنطة بيد من حديد ويتلفت مهجوم من السيل الكاسر ناحيتو دا . مرحب ... مرحب الله يبارك فيكم , يا جماعة ما قصرتو وبصلكم فى بيوتكم نفر نفر ! بس دحين هسع خلونى الأنجم من تعب السفر . ووصل النعمان بيتهم وبعد السلامات والتحيات وكل العيون موجهة ناحيته فى انتظار فتح الشنطة وكل يمنى نفسه بهدية , قام النعمان واتنحنح ورفع المخدة وحشر الشنطة تحتها وقال ليهم داير اخد لى نومة , والله نوم الطيارة زى نوم الديك فوق الحبل ! وفى الصباح صحى النعمان بحركة أرجل تصول فى دارهم , وشاف ليك عمو سعيد يسلخ فى الخروف والنسوان مشغولات بنيران الشية . وهنا أسقط فى يده : اسع عمى سعيد دا الضبيحة ليهو شنو ؟ داير يغرمنى جوال ولا جلابية ! يا ربى اقول ليهم أنا فى البلد ديك خليت اكل اللحمة وبقيت نباتى ؟ ولا أسكت اكل الشية الحارة دى واسردب زى المرة الفاتت وابيع جوالاتى وأعوض حق التذكرة ؟ جاهو صوت امه من الصالة : النعمان حسيت ؟ قوم تعال أشرب الشاى بزلابية خجيجة بت عمك سعيد دى ! النعمان فى سره ( يا الله خجيجة كمان دايرالها جوال ! ديل اتنين اتلحسو !
أمه تحمل الشاى وتدخل الأوضة , تجلس بجانبه , وتقول : النعمان ولدى ما تكون جايى تلومنا مع الناس زى المرة الفاتت , كدى أفتح الشنطة وأدى أخواتك واخوانك ووليداتهم وولاد عمك شيء ترضيهم بيهو , شوف عمك ما قصر معاك , ضبح ليك و وبنتو جابت الزلابية والشاى من صباح الرحمن . وكمان فاطنة بت الخير دابا مارقة من الحبس اديها قريشات طيب خاترا , وعلوية بت عمتك مدينة ولدها كاسر كراعو بدوروا يودوهو الخرتوم للعلاج , ونحنا مزيرتنا وقعت من الخريف الفات وقلت ليهم ولدى النعمان بيبنيها لى ! ودايرة لى طقم , باقى سنيناتى كلهن الحكيم قلعن لى جانى انتهاب شديد خلاس احمانى النوم , وانا وصيت امحدأحمد أخوك قتلو وكت النعمان اخوك يضرب التلفون كلمو ان بقت بلدهم ديك فيها طقوم سمحات يجيب لى معاهو واحد , عيلا قال الخت انقطع قبال ما يكلمك بوصيتى . اتشجع النعمان ومرق برة الصالة وقال للناس والشية مدورة : انا يا جماعة الخير عندى ليكم خيبير : انا خليت اكل اللحم وبقيت نباتى , يعنى انا ودحشة جدى ماعوننا واحد ! وبطلت شراب الشاى , وكمان أقولكم شيء تانى : شوفوا لى البرينسة الجابتنى دى ترجعنى ! اجازتى انتهت .
ست البنات .
|
|
|
|
|
|