|
انطفأ النور الذى كشف هيبتنا للعالم ... فكيف نكون !!؟
|
جاءنى صوته هادئا مهولا , رصين الكلم دافئا حين حادثته عبر الهاتف فى قاهرة المعز عام الفين ! ليتنى قابلته حينها ! تحدثنا عن كمبال , ودكتور الشوش . حادثنى الدكتور الشوش من الدوحة العام الماضى وسالته عن صحة الطيب الصالح , وابديت للشوش استعدادى لوهب كلية له ( وقلت له هو اولى بها منى ) وضحك الدكتور الشوش ولم يك يعلم انى اعنى ما قلت ! ليتك أخذتها ماخذ الجد ...ليتك ! قرأت عرس الزين , دومة ود حامد موسم الهجرة الى الشمال , ولم اك أعلم أن قراءة ذلكم المفخرة لن يستطعها احد ! فالرجل كان عبقرية لا تضاهى , وروايات لن يدرك كنهها احد ! وحين حاوره ذلك الصحفى فى فضائية السودان أدركت انه أكبر من أى حوار ! و بدأ الهامة فى جلبابه الأبيض وقد داهمته بعض الكحة وهو يجاهد لمواصلة الحوار رقم الأجهاد والرهق الباديين متماسكا ! وأصابتنى الغصة وانا أرى الطفابيع تحكمنا وتزهو والعبقرية فى بعض الرعية تحتضر !! ومن يقييم الموقف يدرك هول الدرك الذى الت اليه بلادنا ! وكيف نتجاهل العارفين والقمم . ويدرك ان الدول الأخرى والتى تقدرأبناءها و أبناء السودان الموهوبين والهامات من أمثاله حق قدرهم وهم احياء وليس حين الرحيل فقط ! ففى الوقت الذى كانت دولة الطفابيع تحكم قبضتها على رواياته وتمنع طباعتها وقراءتها , كانت الدول المستنيرة تدرجها ضمن مناهجها المدرسية ! فى عام 95 وانا اتجول فى شوارع مدينة مالبورن برفقة الصديق عبدالرحمن حسن ( قارئ نهم من دولة اريتريا ) وكان المطر مدرارا , وأذكر انه كانيوم الأثنين , وهو اليوم الذى يخرج السكان فى كل أجياء المدينة ما لديهم من كتب ومجلات ويضعونها أمام المساكن والبنايات لتاتى عربة البلدية لأخذها , فتعثرت قدمى فى كتاب باللغة النجليزية , فقلت مازخة لعبدالرحمن : يبدو ان هذا الكتاب يقول لى خذينى ! وفتحته فوجدت به قصصا قصيرة لكتاب من دول شتى مترجمة الى الأنجليزية , وبدات أقرأ الفهرست وتسمرت قدماى حين قرأت اسم الطيب الصالح ملحقا به ( راوى من السودان ) وكانت دومة ودحامد ! فجاءتنى رغبة فى ان اصرخ فى الجميع : هذا الطيب الصالح المنشورة روايته ضمن اعظم الروايات فى العالم من بلادى ومن دمى ! فهؤلاء يقدرونه حيا ويأتى تقديرنا خجلا بعد الرحيل ! !
فأى ظلم أشد من ذلك ! وأى سوء وجهل !؟ فظلم ذوى القربى أمر !! وان كانوا جاهلين .
أعزائى عبدالواحد كمبال , والدكتور محمد ابراهيم الشوش , انعى اليكما حبيبكما الراحل الطيب الصالح منارتنا الى العالم !! كما انعى الى الأمة السودانية ابنا كم كان فخرا وعلما نتباهى به فى المحافل , وسراجا كان ينير ليلنا الداجى ونفاخر به الأمم والشعوب . اللهم ارحم الطيب الصالح بقدر عطائه السخى وتواضعه وحكمته وحبه للبسطاء .
ملحوظة : الى الدكتور بشرى الفاضل : عذرا فقد استعرت عبارتك الطفابيع .
ست البنات .
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|