السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2024, 05:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-12-2009, 05:15 PM

يسرى معتصم
<aيسرى معتصم
تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 4033

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة )

    قد تضطر عزيزي الراكب والقارئ أن تفرك عينيك مرتين وثلاثا قبل أن تصدق أن السائق الذي يجلس خلف (دركسون الهايس الكحيلة) امراة ذات عيون (كحيلة) أيضاً ، تجيد الزوغان جيداً من ( دقداق الزلط) قبل ان تضغط علي البنزين بصندلها النسائي المميز ، فتتبختر بها العربة وسط سائقي الحافلات من الرجال الذين احتكروا قيادة الطريق دهراً طويلاً . ليس هذا هو الغريب في حكاية السيدة (زينب حسن أحمد) ، ولا علي مستخدمي الطريق في السودان ، بل المدهش أن السيدة زينب قررت ان تأكل عيشها من بطن هذه الحديدة الزرقاء لتعول خمسة من أولادها الايتام بعد ان رحل عنهم ابوهم وتركهم في حضن أم تقش الشارع منذ صباح الرحمن بإطارات حافلتها ، ثم تؤوب في الليالي الي بيتها واولادها آمنة مطمئنة فتقشه من الفقر والمسغبة ومد اليد للناس.

    جاءت (زينب حسن احمد) من منطقة الرهد (ابو دكنة) وأكملت دينها بالزواج وهي مازالت طالبة في السنة الاولى المتوسطة ، عاشت مع زوجها في حي الثورة بأمدرمان اياماً هانئة انجبت خلالها ابناءها الخمسة ، ثم مالبث حال الدنيا المائل ان تمايل بعشتها الصغيرة ففقدت زوجها في حادث حركة بعد حب ووئام دام طويلاً ، فأثمر فقدا كبيراً مازالت تسعى في ملئة ليلا ونهاراً . شقيت (زينب) بعد وفاة زوجها فنقبت في فجاج الارض تبحث عن رزقها ورزق اولادها ففتحت لها كشكاً في حديقة امدرمان الكبرى ، وعندما داهمتها الديون من كل جانب نبشت خبرتها القديمة في (سواقة العربات) التي تعلمتها منذ سبعة عشر عاماً وغسلت حافلتها الهايس جيداً ومرقت تنقل الاطفال من منازلهم الي مدارسهم ورياضهم وبعدها انطلق عادم عربيتها يزفر دخانه فرحان جذلاً.
    تقوم (زينب ) من مرقدها قبل ان تفكر الشمس بالبزوغ وتفتح باب بيتها علي مصراعيه وتخرج الهايس وتقول :
    - يافتاح ياعليم يارزاق يا كريم .
    تذكرت ايامها الاولى مع السواقة فقالت :
    - كنت أطلع من الدغش أحوم بالهايس بنور العربية الف علي أحياء الثورة والشهداء والملازمين وحي العرب ألقّط اولاد المدارس عشان اوصلهم .
    * سألتها : والناس كانوا بيقولوا عليك شنو ؟
    - في البداية كانوا مستغربين وما مصدقين .. لكن الحمد لله أثبت ليهم جدارتي ومسؤوليتي .. ولو ماكده ماكان بيستأمنوني علي اولادهم .
    * يعني ما وجدت اي اعتراض أو مضايقات؟
    - ابدأً .. الناس وقفوا معاي خاصة اهلي ، لكن لحدّ هسع في واحدين بيضحكو لمن يشوفوني سايقا الحافلة وواحدين بيجروا وراي لحدّ ما يحصلوني زي الما مصدقين عيونهم ، خاصة النسوان كانوا بيسألوني كيف لقيتي السواقة وكيف صابرة علي التعب دة ؟
    لم تجد السيدة (زينب) في رحلتها مع الهايس اي مضايقات الا ناس المرور الذين يستوقفونها في العادة بسؤالها عن رخصتها الملاكي التي حولتها الي تجاري ، لكنها تقول إنهم باتوا يعرفونها ويغدقون عليها نصائحهم وفرحهم بالسائقة النسائية التي تنافس الرجال (بضراعها) في كرسي القيادة . تعلمت (زينب) القادة العربات في شارع الشنقيطي منذ العام 1992 عندما كان زوجها يسوق سيارة من نوع نيسان (يورفان) الي ان وجدت نفسها مضرة لقيادة تويوتا (هايس) . وبجانب ترحيل اولاد المدارس تقوم (زينب) بمهمة توصيل مشاوير الاسر في الرحلات ومناسبات الافراح . وهي الآن تلازم حافلتها استعدادا لأي مشوار حسب الطلب .
    قالت (زينب) إنها عانت كثيراً من أجل تربية اولادها وكفايتهم ولم يدخل هواء الطمانينة الي رئتيها الابعد أن رأت أبناءها يكبرون امام عينيها ويكملون مشوارهم التعليمي في الجامعات السودانية ، حتى ابنها الصغير (محمد ) لم تنس (زينب) أن تعلمه قيادة العربات ليرفع قدمه من تراب الواطة ويقف بجانبها ساعة الحاجة . تعتز(زينب) بنجاح أولادها الخمسة وفلاحهم ، وتقول ان الناس اصبحوا يشيرون اليها بالبنان ويضربون بها المثل في حسن التربية ، ويقولون :
    كيف المرأة دي ما عندها راجل ومربية اولادها أحسن تربية ؟ لذا تنصح (زينب ) رفيقاتها الارامل بالعناية بتربية اولادهن قبل اي شئ وتقول : ياأم الايتام ماتكوني عطوفة شديد علي اولادك .. ولاتكوني شادة شديد عشان ما يطلعوا فاكين وفاقدين حنان .
    بالرغم من ان (زينب) ركبت (الزلط) بسبب الاضطرار الا انها معتزة بعملها وتتمنى ان تكون من زمرة سائقي التاكسي .. تشجع الهلال بقلبها وقالبها ، تحب ان تلبس الازرق وتقود سيارتها الزرقاء تجوب بها انحاء امدرمان حين فوز الهلال رافعة العلم عالياً ، بينما ( بوريها) الفرحان يؤدي فروض الحب كصفارة إطفاء لا تسكت الا بعد ان تصب جام مائها علي فرحها المشتعل .

    صحيفة حكايات
                  

العنوان الكاتب Date
السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة ) يسرى معتصم02-12-09, 05:15 PM
  Re: السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة ) Abureesh02-12-09, 06:14 PM
    Re: السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة ) waleed dawash02-12-09, 07:34 PM
  Re: السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة ) Hassan Makkawi02-12-09, 06:40 PM
    Re: السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة ) ihsan fagiri02-12-09, 06:51 PM
      Re: السـيـدة زيـنـب .. أول (سـواقـة) حـافـلـة فـي السـودان ( صـورة ) khatab02-12-09, 07:44 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de