|
دقس.. و.. إتلحس!..
|
دقس.. و.. إتلحس!.. خط الاستواء عبد الله الشيخ لو داير تكون كضاب ما تكون نسّاي!..
وقالت الشماسة: الدقسة معاها اللحسة..! في هذا العهد.. صدقت العبارة الأولى، ولم تصدق العبارة الثانية، لكون المشاركين بصنعها ليسوا (جهة الاختصاص) في إطلاق الحكم والمأثورات..
ولكن الثابت بالتجربة، أنك لو كذبت ونسيت الكذبة التي قلتها، فإنك تفتح الطريق أمام الخشَّامة.. أو- على حد أقوالهم- تمهد الطريق لقوى البغي والعدوان والمغرضين والملحدين والشيوعيين والعلمانيين.. الخ, كل هؤلاء، وعن طريق كضبة منسية! سيجدون ثغرات في جلدك التخين!..
من يعنيه الأمر عليه أن يأخذ بهذه القاعدة الذهبية: لو داير تكون كضاب ما تكون نسّاي.. فللكذب أيضاً مطلوباته فلا تنسى أكاذيبك.. لأنك لو نسيتها ح تضطر الى تغيير الرواية.. وتحدث الدربكة في الخطة..
وقريباً من هذا المعنى ما قالته (الشماسة) وقولهم هنا يعتبر من الإسهامات المشرقة لهذه القبيلة في الثقافة العامة, قالوا: (الدقسة معاها اللحسة).. وفي رواية أخرى: (إذا دقست، إتلحست)، وهناك رواية ثالثة: ( دقس، وإتلحس)..
لكن خرير أيام الزمان اعتدى على هذه مساهمة (الشماسة) في الثقافة العامة.. فقد عشنا هذا العهد وشفناهم (يدقسون) ستين مرة ولا (يتلحسون)..
الكضب، آفته النسيان.. فقد سمعت (بأذنيَّ هاتين)، أيام (نحن يا دوبنا ابتدينا).. سمعت هديراً لبعض أبناء هذا القطر السعيد يتحدث عن حفر ترعتين، وليس ترعة واحدة.. ورأيت، (بعينيَّ هاتين) طواري وكوريقات للحكومة ورجالها وهي تحفر ترعتي الرهد وكنانة معاً.. وكانت الطواري والكواريق دائماً ما تفتح (المعابر) مع عدوين أو ثلاثة في وقت واحد.. فهي مثلاً لا تحارب أمريكا و(تلحسها) وإنما تشرع في حرب في جبهتين ضد (أمريكيا روسيا قد دنا عذابها)!.. وكذلك، لا تبدأ في حفر ترعة كنانة, ثم تبدأ في حفر الرهد، بل (الثنتين)!.. وأثناء الحفر، كانوا- على ما أذكر- يهللون ويكبرون.. في الوقت الذي كنت انتظر فيه التنعم بخيرات الترعة كانت الحكومة قد نسيت أمر الترعتين، بمعنى أنها (دقست)!.. لكنها لم (تتلحس)!..
ومما أذكره من أيام داحس والغبراء أنهم كانوا يقولون: من أجل (حلايف) وغادي..والبوسنة هناك بتنادي.. ولكوني لا أحب علم الجغرافيا ولا أعرف مواقع البلدان فكنت اعتقد أن (حلايف) هذه ربما تكون بنتاً من البنات السمحات ألهبت خيال المجاهدين قبل أن يشتعل بحبها الشعراء.. فبدأت أبحث عن صورة (حلايف) في الثقافة المشرقية! وفي إصدارات دولة المشروع.. لكن قادة المشروع نسوا الأمر.. أي أنهم (دقسوا، وما إتلحسوا)!..
وبما أنكم تذهبون الى الجامع، كل يوم خمس مرات فقد سمعتم (بأذنيَّ هاتين)! عن تطبيق الشريعة الغراء في هذه البلاد.. وأنا- على المستوى الشخصي- كنت اقرأ في الحيطان وفي كل لافتات المدينة شعارات العدل والمساواة قبل أن يبتعث أبا خليل نفسه الى (الجهاد).. وفجأة عدت، وألقيت نظرة على الحيطان ولافتات الإعلان.. ووجدت المدينة كلها تبشر بـ(ثورة الاتصالات).. وبـ(حليب دايمة)!.. الدوام لله.. فقد نسي الجماعة، و(دقسوا.. وما إتلحسوا!)..
وفتحت كتاب اتفاقية السلام، وقرأت (بعينيَّ هاتين) عن أن السودان بدأ بعد التوقيع عهداً جديداً.. وأنه, قريباً جداً سيأكل مما يزرع، ويلبس مما يصنع.. وأنه مزق فاتورة البترول.. ودخلت المدينة على حين غفلة من (أهلها) واستبشرت خيراً لأنني وجدت فاكهة لم أعهدها من قبل.. ولكن أحد المغرضين قال لي إن هذه الفاكهة تسمى بـ(النبق الفارسي)!..
إذن لقد خدعني أبناء الشمس!.. لأني- على ما يبدو- الداقس الوحيد في دولة المشروع!..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
دقس.. و.. إتلحس!.. | عبد الله الشيخ | 01-29-09, 09:53 AM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | عبد الله الشيخ | 01-29-09, 01:42 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | dardiri satti | 01-29-09, 03:09 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | dardiri satti | 01-29-09, 03:09 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | عبد الله الشيخ | 01-29-09, 03:47 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | Abdlaziz Eisa | 01-29-09, 04:08 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | عبد الله الشيخ | 02-03-09, 10:31 AM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | عبد الله الشيخ | 02-03-09, 03:52 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | عبد الله الشيخ | 02-03-09, 08:45 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | حسن بركية | 02-03-09, 09:03 PM |
Re: دقس.. و.. إتلحس!.. | Elsanosi Badr | 02-03-09, 08:48 PM |
|
|
|