الجكيكة !!

Quote: هوامش علي رحلة الجكيكة [email protected] الطريق بين نهر النيل حيث بنطون البسابير من الضفة الشرقية الي قري جنوب محلية المتمة في الضفة الغربية التي تبدأ من (فنقول) الجريف حتي الصلوعابات يكشف عن واقع قاسي تتضاعف قساوته عندما يحتاج احد المواطنين في تلك القري لخدمة طبية قد تنقذ حياته بتوفيق من رب العالمين ... وعندما نتحدث تحديدا عن المسافة حتي قرية الجكيكة التي قصدناها في زيارة أمس الاول نرى ان القساوة لم تقف عند بعد المسافات (رغم بعدها) ولم تقف القساوة عند فقد الخدمة الطبية (رغم ندرتها) ولكن القساوة امتدت الي طبيعة المنطقة التي تكاد تكون جزيرة معزولة في فصل الخريف فيما يعاني الانسان هناك من صعوبة التنقل في كافة الحالات . لكل تلك الاسباب يبقي من الضرورة الحتمية ان تشهد المنطقة تنفيذ مشروعات تنموية تكافيء أهلها علي صبرهم علي فقد الأم والابن بسبب عدم توفر الرعاية الصحية في السابق وتحملهم لصعوبة التنقل في مواصلة الارحام وقضاء الاحتياجات المعاشية .. وهذه المكافأة تمثلت اليوم في زيارة رئيس الجمهورية وافتتاح مستشفي الشهيد الزبير محمد صالح بقرية الجكيكة وبالاضافة لانارة كل القرى التي تقع في القطاع الجنوبي لمحلية المتمة. ومستشفي الشهيد الزبير في تلك القرية التي تحتل موقعا متوسطا بين قرى المنطقة يقدر له انه يوفر الخدمات الطبية والاسعافية والعلاجية لاكثر من 37 قرية لا يقل اجمالي عدد سكانها عن 80 ألف نسمة من بينهم النساء والاطفال والشيوخ الذين كانوا يتعرضون للمعاناة الكبيرة وهم يقطعون المسافات في الطريق الوعر الي أقرب مستشفي ... بينما الآن يكفي ان يسير عددا محدودا من الخطوات ليحصل علي العلاج اللازم وبأسعار رمزية تم وضعها لتساهم في استمرار الخدمة الطبية بالمستشفي كما تم تخصيص رقم هاتفي للاتصال به في الحالات الطارئة بالقري المجاورة حتي يتوجه اليها الاسعاف لاحضار المريض الي المستشفي ومحاصرة الحالة المرضية قبل تطورها . تفاعل المواطنين هناك مع زيارة السيد رئيس الجمهورية فاق كل التوقعات حتي ان اللجنة المنظمة للاحتفال فشلت في ذلك ـ ليس لضعفها ـ وانما بسبب التدافع الكبير واصرار الجميع لاعلان دعمهم وتاييدهم لرئيس الجمهورية رمز الامة في مواجهة ادعاءات مرفوضة من كل اهل السودان .. وكان الرئيس البشير يحمل تقديرا كبيرا لهذه الحشود الكبيرة وصعد لمخاطبتها رغم الارهاق الذي كان واضحا علي صوته كما شارك أهله الجعليين (العرضة) المشهورة علي ايقاعات فنان المنطقة البشري جاد السيد المعروف (بالبشيرة) بينما عدد من اخوات نسيبة من فتيات المنطقة تقدمن الي الرئيس لتسليمه (مجسم) لصواريخ القسام و(غراد) التي استخدمتها المقاومة في غزة لدحر العدوان الصهيوني .