المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 04:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2009, 06:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ويعيش النضال (Re: الكيك)

    وكانت صحيفة الصحافة افردت ملفا خاصا بالحزب الشيوعى بتاريخ 22/1/2009 قبل انعقاد المؤتمر بيومين ..وكان ملفا شاملا انزله هنا وانا اوثق لهذا المؤتمر الهام ..

    مؤتمرات الحزب الشيوعي العامة




    منذ تأسيسه في اغسطس عام 1946م باسم الحركة السودانية للتحرر الوطني « حستو » عقد الحزب الشيوعي فقط اربعة مؤتمرات ، طبعا بخلاف الاجتماعات الموسعة التي كان يعقدها الحزب.
    المؤتمر الاول:
    انعقد المؤتمر الأول للحزب في اكتوبر 1950م، وطرحت اللجنة المركزية في ذلك المؤتمر قضايا سياسية وفكرية وتنظيمية أمام المؤتمر لاتخاذ قرارات بشأنها، كما اجاز المؤتمر لائحة ساهمت في الاستقرار التنظيمي وفي اعلاء مبادئ التنظيم اللينيني ، كما انتخب المؤتمر اللجنة المركزية والتي قبل ذلك كانت عضويتها تكتسب بالتصعيد« أى بقرار منها بضم اعضاء اليها». كما أشار المؤتمر الي ضرورة ربط العمل الفكري بالعمل الجماهيري واستقلال الحزب في نشاطه بين الجماهير واعلان موقفه المستقل في كل المسائل من منابره المختلفة .
    المؤتمر الثاني:
    بينما انعقد المؤتمر الثاني في 1951م، والذي حسم الصراع الفكري الداخلي في اتجاه دراسة النظرية في ارتباط بالواقع، واستقلال الحزب، وترسيخ المفهوم السليم للتحالف مع الرأسمالية الوطنية.
    المؤتمر الثالث:
    وعلى ذات الطريق سار المؤتمر الثاني للحزب الشيوعي والذي انعقد في عام 1956م تاريخ استقلال السودان عن المستعمر الانجليزي، بالتالي جاء وهو يحمل هموم تلك المرحلة واضعا برنامج « سبيل السودان » الذي اتسم كما يقول نقد بطابع الجبهة السياسية الوطنية الواسعة التي توحد كل القوى المعادية للاستعمار، وطرح البرنامج تمثيلا عادلا للقوى الموجودة في الجمعية التأسيسية داخل الحكومة ، ومنع سيطرة قسم خاص بالبلاد على جهاز الدولة ، او دكتاتورية حزب واحد.
    المؤتمر الرابع:
    يعتبر من اهم المؤتمرات العامة التي عقدها الحزب الشيوعي عام 1967م ، فيه تمسك الحزب باستقلاليته وبالماركسية اللينينية وبالنظر الى الواقع السوداني من هذا المنطلق وفي هذا المؤتمر قدم المعلم عبدالخالق محجوب سفره المهم « الماركسية وقضايا الثورة السودانية » وهو التقرير الذي اجازه المؤتمر وعلى ضوء النظرية الماركسية يتصدى التقرير لمشاكل الثورة السودانية، ويقدم لأول مرة فى التاريخ الفكر الماركسى فى السودان تحليلا أشمل للوضع الاجتماعى والطبقى، مؤكداً بالدراسة أن المجتمع السودانى دخل مرحلة التقسيم الطبقى. والتقرير هو أول وآخر وثيقة شاملة يصدرها الحزب الشيوعي السوداني ملتزماً بالنهج الماركسي.

    ---------------------------------------

    امتدت لستة عقود: الحزب الشيوعي.....مسيرة السر والعلن


    خالد البلوله إزيرق

    بعد إنقطاع دام لأكثر من «40» عاماً قضاها ممتطياً دروب السرية في نشاطه السياسي احياناً، والعلنية أحياناً أخرى، بعيد إنعقاد آخر مؤتمراته العامة عام 1967م، أعلن الحزب الشيوعي السودانى إنطلاقة مؤتمره العام السبت المقبل، بجلسة علنية أختيرت قاعة الصداقة أن تكون الحاضن لها، بعد أن وزع الحزب رقاع الدعوة التى يهدف بها لحشد غير القليل من نظرائه واصدقائه وقادة العمل السياسي والدبلوماسي بالبلاد لمشاركته عرسه السياسي الخامس وسط متغيرات دولية ومحلية في مسيرة الحزب، وغير القليل من التقاطعات المحلية والتحديات الداخلية التى تواجه بناءه وفقاً لمتطلبات المرحلة التى يمر بها السودان.
    وبدأ إعلان موعد المؤتمر الخامس كأنه وضع غير طبيعي للمتابعين لمسيرة الحزب الشيوعي الذي إتسم نشاطه السياسي بالسرية في معظم الأوقات، وهى مسيرة شهدت البلاد خلالها الكثير من التطورات والتغيرات، شارك الحزب الشيوعي في جزء منها، وأخرى كان أحد ضحاياها، ولكنها فترة تميز طابعها الأغلب في مسيرة الحزب الشيوعي بالعمل السري من تحت الأرض، وهى ممارسة إتخذها الحزب فراراً من بطش الحكومات العسكرية التى تعاقبت على البلاد، واختلف حول تقييمها الكثيرون بين مؤيد لممارستها وبين رافض لمبرراتها.
    ويمثل المؤتمر الخامس الذي يلتئم السبت، تدشين بداية مرحلة جديده في تاريخ الحزب الذي تأسس في عام 1946 وكان يعرف باسم الحركة السودانية لتحرر الوطني منذ تأسيسه حتى عام 1956، تاريخ إنتقاله لإسم الحزب الشيوعي السودانى، وقد تأثر الحزب الشيوعي في بداياته بالحركة الشيوعية المصرية بقيادة هنري كورييل الذي ربطته بهم عرى وثيقة، إضافة الى تأثر بعضهم ببعض الضباط الشيوعيين في الجيش البريطاني.
    فيما يصف مراقبون المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي بأنه سيشكل مرحلة فاصلة في تأريخ الحزب، لأن أعضاءه المؤتمرين سينتظرهم قرار حسم إسم الحزب، ليبقى الحزب الشيوعي منذ انطلاقته، أم أن المؤتمر سيختار إسماً جديداً وبالتالى مولداً آخر لحزب جديد، وفقاً لرؤى وآيديولوجية وخارطة سياسية جديده، أم أن التغيير سيشمل الاسم مع الإبقاء على إرث الفكر الشيوعي للحزب الشيوعي. وهو ما ذهب إليه الدكتور أمين حسن عمر في مقاله بالزميلة الأخبار بعنوان «الماركسية وقضايا الثورة السودانية» بقوله «لم يخبرنا أحدٌ حتى الآن بعد عودة الحزب الشيوعي السوداني للساحة السياسية العلنية، إن كان ما يزال حزباً ماركسياً لينينياً كما كان في آخر مؤتمر عام في 1967م، أم أن الماركسية اللينينية لم تعد مرجعية للحزب وإنما مشرباً فكرياً تستلهم منه الأفكار، وعلاقة الحزب بالماركسية اللينينية مهمة للغاية لمعرفة كونه حزباً اشتراكياً في ساحة سياسية ليبرالية أم أنه ما يزال حزب الطبقة العاملة الشيوعي الذي يدعو لأن تحتل الطبقة العاملة دوراً مركزياً في قيادة العمل السياسي في إطار رؤية الديمقراطية الجديدة التي دعا إليها الحزب في العام 1967م، وفي ظل التزام الحزب المركزية الديمقراطية منهجاً للعلاقات التنظيمية الحزبية». ويظل تحدى تجديد القيادة في الحزب الشيوعي اكبر التحديات التى تواجه المؤتمر الخامس، فغالبية الذين يتولون القيادة الحالية جاءوا بالتعيين، ولم يتبقَ مِن الذين جاءوا عبر المؤتمر الرابع إلا قِلَّة.
    ويواجه المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي جملة من التحديات التى تتمثل في تحدى تجديد القيادة وفسح المجال للشباب، ورسم خارطة تحالفات الحزب وعلاقاته مع القوى السياسية، بعد أن تغيرت خارطته التحالفية بعد أن فقد حلفاءه في الحركة الشعبية والقوى السياسية الأخرى بعد نيفاشا، إضافة إلى مستجدات الساحة السياسية الداخلية، وبروز التشكيلات الجديده عبر الحركات المسلحة التى بدأت تؤثر على تشكيل الساحة السياسية وإرتباطاتها، وكذلك قدرته على تجاوز تأثير الأحداث الخارجية على الحزب الشيوعي وفكره، والتغيرات التى حدثت للفكر الشيوعي عالمياً، وحول التحديات التى تنتظر مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس قال الدكتور عبد الله على إبراهيم استاذ التاريخ بجامعة ميسورى الأمريكيه لـ»الصحافة»إن المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي تأخر جداً بحيث أن إنعقاده نفسه ينبغي أن يكون مناسبة يهنئ الشيوعيون أنفسهم بها، وقال إنه ينظر إليه كمحفل طقوسي أكثر منه كمحفل لإختراق سياسي أو إقتصادي أو تكتيكي، وأن مجرد انعقاد المؤتمر هو كسب ينسب الى وجود الحزب أصلاً لا وجوده بشكل ديناميكي، وإذا لم يبلغ التغييرات المعلقة عليه مثل الإسم والفلسفة والقيادة الجديده اعتقد أن المؤتمر الخامس احتفال ببقاء الحزب في الساحة السياسيه السودانيه برغم متاعبه التاريخيه العديده في الداخل أو هزائمه الكثيره في العالم، واضاف يجب أن لا يكون مناسبة خلافيه من أى نوع، وأن يرتب الشيوعيون انفسهم لمناسبة قادمه تكون فيها أجندة التغيير محمية بطول التفكير فيها، وبخروج قيادات تحمل هم التغيير وآفاقه لا مجرد أشواق وتمنيات للتغيير.
    مسيرة سياسية ونضالية إمتدت لأكثر من سبعة عقود عاشها الحزب الشيوعي السودانى بين نشاط علني، وآخر سري من تحت الأرض، وتقلد قيادة الحزب الشيوعي أربعة زعماء تصدوا لتولى قيادة الحزب، كان أولهم عبد الوهاب زين العابدين أول من تولى مسيرة قيادة الحزب الشيوعي السودانى عند تأسيسه «1946-1947» وخلفه الاستاذ عوض عبد الرازق الذي تولى القيادة في «1947 الى 1949» لتؤول ريادة الحزب بعد ذلك للاستاذ عبد الخالق محجوب اشهر القيادات الحزبية والسياسيه التى مرت في التاريخ السودانى «1949 الى 1971»، وبعد إعدامه في عهد النظام المايوي برئاسة المشير جعفر نميري، تم إنتخاب محمد ابراهيم نقد بعد أسابيع قليله من إعدام عبد الخالق محجوب، الذي يعد السكرتير الرابع للحزب الشيوعي في عام 1971م حتى الآن. ويحمد للحزب الشيوعي انه حزب رائدات الحركة النسوية في السودان، وقد أعطى الفرصة مبكراً لمشاركة المرأة في العمل السياسي، ولكن نشاطها وتطوُّرها توقَّف بسبب مرض الجمود الذي أصاب الحزب بكل مكوِّناته، والتى انعكست على دور المرأة في الحزب، وهو ذات ما انطبق على الشباب الذين إختفى دورهم في قيادة الحزب.
    فترة طويله مرت على إنعقاد المؤتمر الرابع في العام 1967م شهدت خلالها الساحة السياسيه متغيرات وأحداث كثيره في السودان والمحيط الدولى، وبرزت تحديات جديده، لم تسعف الحزب الشيوعي من عقد مؤتمره العام الخامس، رغم أن البعض يشير الى أن الحزب توفرت له فرصة عقد مؤتمره العام بعد انتفاضة ابريل 1985م وطيلة فترة الديمقراطية الثالثه قبيل انقلاب الإنقاذ، ولكن الأستاذ صالح محمود قال لـ»الصحافه» بعد المؤتمر الرابع كان هناك إحتياج ملح ليطور الحزب برنامجه السياسي واهدافه السياسيه لتكون منسجمة مع ظروف البلد والتحديات الكبيرة التى تواجه كل القوى السياسيه، ولكن عدم إنعقاد المؤتمر الخامس في موعده لم يكن لرغبة الحزب ولكن لظروف موضوعيه، إرتبطت بإشكاليات وجود الحزب تحت الأرض ونشاطه السري، فلم تتح الظروف المناسبه لقيام المؤتمر الخامس، والمؤتمر في حد ذاته ليس غاية وإنما وسيله، لذا الإعداد الجيد كان مطلوباً للمؤتمر، وقال صالح «رغم الصعوبات ظل الحزب موجودا وتمدد في مناطق الاطراف في دارفور والشرق والجنوب، وهناك مناديب من كل مناطق السودان مشاركون في هذا المؤتمر، الذي من إيجابياته أنه فرصه لتنوع الأجيال وتبادل الأفكار والتجارب والإستماع لأفكار جديده من الشباب، مشيراً الى أن الحزب محظوظ سيجتمع في مؤتمر فيه تنوع للأجيال المختلفه» وأضاف أن الأوضاع منذ الإستقلال لازالت تحتاج للكثير من المعالجات، فنظام الحكم مثلا لم يستقر على صيغة بعد، وظلت كثير من القضايا عالقة لم تتح الفرصة لمعالجتها، وقال إن من أكبر التحديات التى تواجه المؤتمر الخامس هناك تركة حروب متطاوله، فتحقق السلام في الجنوب، ولكن دارفور مازالت تنزف، وهناك قضايا التهميش وعدم التنمية المتوازنه».
    وقد تميز الحزب الشيوعي عند انطلاقته اثناء فترة النضال الوطنى من أجل الاستقلال، بمناداته بحق تقرير المصير للسودان، ويناوئ كل من مصر التي كانت تطمح في ان يتحد السودان معها، وبريطانيا التي كانت تعمل على الاستمرار في بسط سيطرتها على السودان، وفي خضم هذا المعترك تمكن الحزب من توسيع عضويته خاصة في أوساط الطلاب والمهنيين الجدد والطبقة العاملة الصاعدة. وتميز بقدرة كبيرة على النشاط في أوساط الحركة النقابية العمالية، واحرز نجاحا كبيراً في تنظيم عمال السكة حديد في مركزها الرئيسي في مدينة عطبرة شمال السودان، وتحت اشرافه ورعايته تم تأسيس إتحاد عام نقابات عمال السودان الذي أصبح فيما بعد احدى اكبر الحركات النقابية في الشرق الاوسط، كما تمكن الحزب من ممارسة نفوذ قوي على اتحاد مزارعي الجزيرة، وبنهاية الخمسينيات وبداية الستينيات كان لعدد كبير من اعضاء الحزب والمتعاطفين معه وجود مؤثر في المفاصل الهامة للمجتمع السوداني.
    ويشير متابعون لمسيرته الى أن الحزب الشيوعي رغم النجاحات الكبيرة التى حققها كحزب تقدمى في الساحة السياسيه السودانية وتغلغله وسط الطبقة المثقفة والمستنيره في المجتمع، إلا أنه رغم ذلك ظل حزبا سياسيا ضعيف القبول والتمدد الجماهيري في مجتمع تقليدي يتوزع ولاؤه بين حزبين سياسيين طائفيين كبيرين هما حزب الأمة الذي يمثل طائفة الانصار والحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يمثل طائفة الختمية.
    فيما يصفه مراقبون بحزب التحالفات ويشيرون الى عجزه في انجاز مشروع سياسي بمفرده، وأنه يمتاز بصناعة التحالفات لإنجاز برامجه السياسيه منذ الإستقلال، وهو وضع تعذر فيه على الحزب الشيوعي ان يصل الي السلطة بمفرده، لذا يتجه الحزب بتاكتيكاته الي تكوين الجبهات المختلفة مع التنظيمات الاخري، وبدأ ذلك بإعادة تنظيم قواه باسم «الجبهة المعادية للاستعمار» اثناء اول انتخابات برلمانية جرت في السودان عام 1953 والتي اسفرت عن فوزه بمقعد واحد احتله حسن الطاهر زروق. وفي عام 1955 حاول الحزب بناء الجبهة الاستقلالية، ثم حاول مرة اخرى في العام التالي ان يكون جبهة تجمعه ببعض القوي الاقليمية في الجبهة الوطنية الديمقراطية.
    وإعتبر متابعون انقلاب 17 نوفمبر 1958 بأنه شكل حدا فاصلاً لمرحلة جديده في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني، تمكن الحزب من خلال هذه الفترة من توسيع قاعدة نفوذه السياسي وقيادة الحركة المناهضة للحكم العسكري بفاعلية كبيرة، وانضم الحزب لجبهة احزاب المعارضة التي ضمت كل احزاب الحركة السياسية السودانية، كما تمكن الحزب الشيوعي السوداني بنفوذه الكبير في الحركة النقابية السودانية ومنظمات المهنيين والطلاب من الدعوة الي الاضراب السياسي الذي اطاح بالحكم العسكري في ثورة اكتوبر 1964. وقد تمكن الحزب الشيوعي من الاستفادة من نشاطه السياسي الذي إطلع به في مناهضة الحكم العسكري الأول، وتجلى ذلك خلال الفترة الديمقراطية التي إمتدت من 1964 الى 1969م، ففي الإنتخابات التي أجريت في مايو 1965م أحرز الحزب احد عشر مقعدا برلمانيا، كأعلى نسبة مقاعد يحرزها الحزب في إنتخابات عامه، ومن بين تلك المقاعد كان مقعد واحد لاول امرأة تنتخب الى البرلمان في الشرق الاوسط وهي السيدة فاطمة احمد ابراهيم عضوة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي.
    ولكن لم يمضِ الحزب الشيوعي كما خطط لمسيرته في ذلك العقد من الستينيات، فقد جاءت رياح الإسلاميين بما لا تشتهي سفنه، فتحت وطأة مخاوفهم من المد الشيوعي المتزايد نظموا حملة ضد الحزب الشيوعي بدعاوي الإلحاد ومناهضة الاسلام وانتهت بحل الحزب الشيوعي وحظره وطرد نوابه من البرلمان في 24 نوفمبر 1965م بعد حادثة طالب «شوقي محمد على» بكلية التربية بجامعة الخرطوم التى أدلى فيها بحديث يسيء للسيده عاشئة رضي الله عنها، وهى الواقعه التى إستغلها مناوئو الحزب في تنظيم المظاهرات والضغوط ضده والتى أسفرت عن حظر الحزب وطرده من الجمعية التأسيسيه. ولتفادي قرار الحظر عمد الحزب الي تغيير إسمه للحزب الاشتراكي وفاز بمقعد واحد في الانتخابات البرلمانية التي اجريت في انتخابات 1968م، وقادت تداعيات حظر نشاط الحزبي الشيوعي الى تدبير قادته لإنقلاب 25 مايو 1969م الذي أطاح بالديمقراطية الثانية وأحزابها، قبل أن ينقلب الإنقلابيون على الحزب الشيوعي نفسه يوجهون له أكبر ضربة يتلقاها في تاريخه السياسي بعد أن فقد بسببها معظم قادته الذين أعدمهم النظام، واجبر من تبقي منهم لممارسة عمله سراً لما يقارب الخمسة عشر عاماً.
    كما مثل الانقلاب العسكري في مايو 1969م والذي دعمه الحزب الشيوعي، الفترة الاكثر اضطرابا في تاريخ الحزب الشيوعي، فقد ادى تباين الآراء في الموقف من الانقلاب الي انقسام حاد للآراء داخل الحزب حيث ايد بعض قادة الحزب «حركة الجيش الثورية» معولين على تقدميتها ومعاداتها للطائفية. وتم تعيين عدد من رموز هذه المجموعة كوزراء في حكومة الانقلاب وساندت هذه المجموعة دعوة النميرى بان يحل الحزب نفسه اسوة بتجربة الشيوعيين في الجزائر ومصر والانخراط في الاتحاد الاشتراكي السوداني الذي أسسته الحكومة، اما التيار الآخر الذي قاده الامين العام للحزب عبد الخالق محجوب فقد تمسك مبدئيا بتحفظه على الانقلابات العسكرية، ورفض فكرة حل الحزب ودعا الي مواصلة السعي لبناء جبهة وطنية ديمقراطية يشارك فيها الحزب محتفظاً باستقلاليته.
    بتصاعد حدة التوتر بين الحزب والسلطة قام الرئيس النميري بطرد الوزراء الشوعيين من الوزارة في 16 نوفمبر 1970 وفي فبراير 1971 اعلن النميرى عن عزمة على تحطيم الحزب الشيوعي واتبع اعلانه بحل تنظيمات الطلاب والشباب والنساء التي يسيطر عليها الشيوعيون.
    تحسبا للهجمة القمعية على الحزب نفذ الضباط الشيوعيون انقلابا عسكريا مضادا في 19 يوليو 1971 واعتقلوا النميري واعلنوا السودان جمهورية ديمقراطية، الا ان عدم اكتمال التحضير الجيد والدور المصري الليبي المضاد أديا مجتمعين الي فشل الانقلاب واعتقل قادة الحزب وأعدم منهم عبد الخالق محجوب، جوزيف قرنق والشفيع احمد الشيخ والضباط الشيوعيون الذين نفذوا الانقلاب، فيما لم تتأكد بصورة قاطعه الى الآن ان هيئات الحزب اتخذت قراراً بتنفيذ إنقلاب هاشم العطا. وبعد أسابيع قليلة من إعدام عبد الخالق محجوب إختار الحزب محمد ابراهيم نُقُدْ أمينا عاما له في سبتمبر 1971م حتى الآن.
    ظل الحزب الشيوعي السواني محظورا طوال الأربعة عشر عاماً التي أعقبت ذلك وواصل انشطته ونضاله السري ضد النظام، لكنه فقد مركزه الرئيسي كحزب لا طائفي لصالح الاخوان المسلمين الذين تحالفوا مع النميري منذ عام 1977 مما مكنهم من اقامة بنائهم التنظيمي داخل هياكل الدولة.
    ليستعيد الحزب الشيوعي شرعيته عقب إنتفاضة أبريل 1985 التي أطاحت بحكم النميري عندما إنضم الي التجمع الوطني الديمقراطي الذي قاد الانتفاضة، وأسفرت الانتخابات التي جرت عام 1986 عن فوز الحزب الشيوعي بثلاثة مقاعد في البرلمان، مقعدين عن مدينة الخرطوم العاصمة ومقعد ثالث من اقليم بحر الغزال في الجنوب.
    ويشير مراقبون لمسيرة الحزب الشيوعي الى أنه على الرغم من مشاركته في آخر حكومة منتخبة ديمقراطياً في 1986م، إلا أنه لم يترك أثرا كبيراً على التطورات السياسية أثناء فترة التعددية الحزبية بتراجع سيطرته السابقة على الحركة النقابية والاتحادات الطلابية نتيجة لفترات طويلة من القمع الذي تعرض له طوال فترة حكم النميري.

    ------------------------------------------------

    الدكتور الشفيع خضر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخامس:


    حوار- خالد سعد:

    قال عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام الخامس الدكتور الشفيع خضر، انه لا توجد قوائم جاهزة لقيادة جديدة للحزب، وقال ان عملية اختيار اللجنة المركزية ستتم عبر الانتخاب من قبل المناديب المشاركين في المؤتمر.
    وتوقع خضر ان تكون مسألة إعادة بناء الحزب، القضية الرئيسية أمام المؤتمر، ورأى ان عملية بناء الحزب حديث لا يعني التخلي عن منهج الماركسية، وإنما باستخدام «طريقة خلاقة» للمنهج الماركسي في النظر الى القضايا التي تواجه البلاد سياسيا وثقافيا وفكريا.
    وتاليا نص المقابلة مع الدكتور الشفيع:

    * لنبدأ بما نشر بالصحف عن تقديم موعد انعقاد المؤتمر بدلا من موعده المقرر اصلا؟
    حسب علمي أن الخبر نشر في جريدة الصحافة فقط، وليس في عدد من الصحف، وكنت أعتقد أن الصحيفة اعلم مني بصحة هذا الخبر، ونحن منذ فترة نتحدث عن 24 يناير، ولاحظت انه كتب في صحيفة الصحافة بطريقة غير الطريقة الخبرية المعتادة، كان يمكن الاتصال بي للتأكد باعتباري رئيس اللجنة التحضيرية، لكن يبدو ان الخبر استنتاج بناء على توافد المناديب المشاركين في المؤتمر.
    * إذن المؤتمر سينعقد في موعده يوم 24 يناير؟
    مؤتمرنا سيعقد في موعده، بجلسة افتتاحية في قاعة الصداقة «مفتوحة»، وبعد الانتهاء من حفل الافتتاح ستبدأ جلسات المؤتمرين، وستستمر الى اليوم الختامي «27 يناير».
    * من أين لحزب واجه المحاصرة الاقتصادية والحظر والتشريد، أن يجد تمويلا لانعقاد هذا المؤتمر؟
    هذا هو سر عظمة وقوة الشيوعيين السودانيين، نحن عندما خرجنا من ديكتاتورية النميري، أقمنا احتفالا في قاعة الصداقة ايضا، وخضنا الانتخابات، والقاصي والداني في السودان، يعلم أن تمويل الحزب من اعضائه، وأنتهز هذه الفرصة لتحية كل السودانيين الشرفاء الذين سارعوا للتبرع للحزب من اجل عقد المؤتمر، حتى إنها فاقت ما كنا نتوقع، إذن فالمؤتمر ، ممول من اعضائه واصدقائه، والمواطنين الشرفاء، والذين لديهم مصلحة حقيقية في ايجاد تعددية في البلد.
    * كيف تمت عملية مشاركة مناديب الحزب في المؤتمر العام؟
    تمت عبر الانتخاب السري المباشر، وعبر الجمعية العمومية للمنطقة المعينة، وفي كل الاقاليم، وكنا ننشر حينها الاخبار بهذا الخصوص، وكان يحضرها ممثلون للجنة التحضيرية للمؤتمر للاشراف على الاجراءات، وكان يتم انتخاب المناديب بالتنافس الحر الشريف، ولم يحصل أن انتخب مناديب بالتزكية الا في منطقة أو منطقتين.
    * هل صحيح أنه تمت دعوة اعضاء سابقين للمشاركة في اعمال المؤتمر؟
    لا. كلهم اعضاء في الحزب، وكلمة سابق غير واردة هنا، والذين يشاركون المؤتمر مقفولة على نوعين من المشاركين، من سيشارك في مداولات المؤتمر «المقفولة» مناديب يحق لهم التصويت، وكان لدينا معايير على ضوئها وضعنا نسبة التمثيل، فمثلا لابد في التمثيل الذي سيشارك في المؤتمر أن يكون بناء على العضوية النشطة، حتى نفرق بيننا وبين «فك التسجيلات»، الفكرة انها العضوية التي ظلت تعمل بانتظام، وتقوم بتغذية مالية الحزب بانتظام، لكن طبعا في النهاية الفيصل هو الانتخاب المباشر.
    «اما النوع الثاني من المشاركين في مداولات المؤتمر» فهم 10% او اقل وهم المناديب المراقبون، وهؤلاء الذين لم يترشحوا لسبب او لاخر، لكن هم عضوية لديها الخبرة، وقدرة في الاصلاح وادارة المناقشة، وهؤلاء سيشاركون في المؤتمر ولكن لا يحق لهم التصويت.
    * معايير المشاركة في المؤتمر، الا يحتمل انها وضعت من اجل وصول مناديب مؤيدون لتيار محدد داخل الحزب؟
    اذا كان الفيصل هو الانتخاب الحر المباشر، إذن يبقى اي كلام عن معايير عملت من اجل كذا وكذا، هو حديث بلا معنى، نحن لا ننتخب الشيوعيين من كليات، وكل الفروع لديها ممثل، هذه الطريقة في التمثيل تقطع الطريق امام أي «قصص بوليسية» تتحدث عن معايير محددة لتيارات بعينها.
    * ما هو تأثير الجدل الذي أثير حول قضايا الحزب على أعمال المؤتمر الخامس؟
    أنا اتصور، أنه مصدر ثراء، لأنه كلما تعددت المناقشات ودارت من مختلف المنطلقات كلما كان هذا مصدر اثراء، خاصة اذا تمت اجادة لهذا الحوار، واعتقد أننا نجحنا في الحزب، في مناقشة كل الاطروحات الفكرية والسياسية التي طرحت في مختلف الصحف، وتم التفاعل معها في مؤسسات الحزب، ومعكوسة في وثائق الحزب.
    * في تقديرك ما هي ابرز القضايا التي ستتصدر اجندة المؤتمر؟
    أنا عكس ما يتصور كثيرون، أنا اعتقد أن اكثر القضايا أمام المؤتمر، هي التحديات التي تواجه البلاد وتواجه الحزب، وكيف نبدأ من هذا المؤتمر في اعادة بناء حزب قوي يواجه هذه التحديات، هذه هي القضية الرئيسية.
    القضية ليست في طبيعة الحزب أو منطلقه الفكري، هذه قضية بالنقاش يمكن أن اقول: لا يوجد خلاف جذري حولها، فالحزب يستند الى المنهج الماركسي، وفي هذا السياق يتعامل الحزب مع المنهج الماركسي بطريقة خلاقة، ليس بطريقة نصوص، وليس بطريقة أن هنالك مقولات ستطبق، وباستخدام المنهج الماركسي بطريقة خلاقة نبحث في مستخلصات لارثنا الفكري والثقافي والسياسي «السوداني»، وهو حزب يستند الى الكادحين والطبقة العاملة، وحلفائه من المزارعين وخلافهم.
    القضية الرئيسية، هي كيف نبدأ في مشوار بناء حزب حديث، بمعنى مستجيب للعصر، من حيث الحداثة في عمل الحزب، ومناهج عمله، ورفع قدرات عضويته .. الخ، حتى نستطيع مواجهة قضايا البلاد الكبيرة التي لها علاقة بايقاف الحرب الاهلية، والاستفتاء، وبناء نظام ديموقراطي، وقضايا الجهويات والتهميش، والتنمية المتوازنة، والسلطة العادلة، لذلك جاء شعار المؤتمر بهذه العبارات.
    * لكن البعض يخشى أن يقود الخلاف حول هذه القضايا داخل المؤتمر الى انشقاق جديد؟
    الان كل الدلائل تشير الى أن المؤتمر الخامس سيخرج بحزب موحد في قيادته، وسيخرج بحزب موحد في رؤاه الفكرية والسياسية، وموحد في برنامجه، أنا اعتقد أنه تم الترويج لقضايا فكرية ببعض الصحف بطريقة مبتثرة، وطريقة غير جوهرية، ولم تعبر عن جوهر ما هو مراد طرحه، لكن عندما دارت المناقشة داخل الحزب، كل الناس فهمت ما هو المقصود وماهو المطروح، ولا أرى الان أي مشروع قرار متناقض بشكل جذري داخل الحزب، بل على العكس هي تعبر عن اطروحة واحدة ورؤية واحدة. الاختلاف حول اجودها واكثرها قدرة على تطبيق الواقع، هذا ما يدور الان.
    * الى أين وصلت المناقشات العامة حول قضايا الحزب المختلفة؟
    كان لدينا كم هائل من ملخص المناقشات، وقد استخدمنا اسلوب طرح كل القضايا في كل المناطق، وكونا لجنة خاصة لتلخيص هذه المناقشات، ويتم الان تداول ملخص المناقشات بين كل المؤتمرين، وكل شخص تقريبا وجدت فكرته صدى يعبر عنها، ولكن قبولها او لا ، سيقرر فيه المؤتمر، لكن الامر الايجابي أن ملخص المناقشات عكس أنه لايوجد خلاف أساسي او محوري أو مفصلي في ما هو مطروح من قضايا، بالفعل هنالك قضايا حولها خلاف ولكن في اطار الوحدة وفي اطار التمسك بالحزب واطروحاته الأساسية.
    * الا يتطلب تحديث الحزب، تحديث منهجه القديم «الماركسية»؟
    «الماركسية» ليست مقولة داخل كتيب ما، لكنها من وجهة نظري هي مرشد ومنهج عمل، وفي داخلها تتحدث عن التجديد والتطوير، والمنهج الماركسي الجدلي منهج علمي، وليس منهجا ايدلوجيا، او فلسفيا بالمعنى المحض للكلمة التي تقبل صحيح او خطأ، وبالتالي استنادا على المنهج الماركسي يمكن ان نبني حزبا حديثا «دون تسميع مقولات» أو اجترار تجارب سابقة ما في موقع ما.
    * هل تتوقع أن يطرح موضوع تغيير الاسم خلال المؤتمر؟
    طبعا، لأنها واحدة من القضايا التي طرحت في المناقشة العامة، ومنذ فترة طويلة طرحت القضية، خاصة بعد انهيار المعسكر الاشتراكي، فقد تحدثنا عن ضرورة تجديد الحزب واعادة النظر في كثير من قضاياه بما فيها برنامجه ولائحته، ومنذ ان طرح الموضوع يدور النقاش، وطبعا أي فكرة هنالك معيار لمعرفة مدى صحتها، وفي أي منظومة لا يوجد اختبار لمعرفة مدى صحة الاطروحة الا عبر المستوى الاول، وهو ان تنال الاطروحة رضا الغالبية - وهذا لا يعني أيضا أنها صحيحة- والمستوى الثاني هو المحك العملي، ودارت نقاشات طويلة حول موضوع «اسم الحزب» وكل عنده مسبباته المحترمة، وانا ضد تفكير تجريم هذا او ذاك، والايجابي في ملخص المناقشات أن كل الحيثيات لديها مبرراتها المحترمة، ولاحظت ان التيار الغالب في ملخص المناقشات هو الابقاء على اسم الحزب الحالي، وهذا حديث محترم، «هو الحزب الذي تربينا فيه ولا يمكن ان ينكر»، لكن نعطي اعتبارا لمن يرى تغيير اسم الحزب، وهذه هي الديموقراطية، أي قبول الاخر.
    * هل تتوقع انتخاب اللجنة المركزية الحالية من المؤتمر؟
    أي حديث حول هذا الأمر، خاصة من رئيس اللجنة التحضيرية، يجعلني غير مؤهل لهذا المنصب. فنحن ليست لدينا قوائم جاهزة، ومثلما دارت انتخابات للمناديب ستجرى انتخابات للقيادة بالاقتراع السري للقيادة، والمؤتمر سيحدد عدد اعضاء القيادة الجديدة، والاحتياطي.
    * هل يتوقع أن يعلن المؤتمر عن اسم اخر غير الاستاذ نقد في قيادة الحزب المنتخبة؟
    كل شئ جائز في المؤتمر، نحن نناقش داخل المؤتمر ما هي القيادة التي تصلح للحزب في المرحلة القادمة في اطار الجماعية والمؤسسية، وفي اطار ان القادة كلهم متساوون داخل القيادة، وأرى أن المؤتمرين قادرون على اختيار قيادة قادرة على ذلك، واذا رأى المؤتمرون ان اختيار الاستاذ نقد فهذا مكسب ايضا للحزب.

    ----------------------------------------------------

    العضو الشيوعي السابق محمد علي خوجلي في إفادات ساخنة:


    حوار: امل مؤمن ورميساء يحيى

    مع إعلان قيام مؤتمر الحزب الشيوعي، تنشط جهات وشخصيات لإبراز وجهة نظرها للمؤتمر.. وفي هذا الحوار يقدم محمد علي خوجلي ـ وهو أحد الذين تم فصلهم عن الحزب ـ إفاداته لـ «الصحافة».

    ? ما هي توقعاتكم لهذا المؤتمر؟
    - في الواقع إن ما يمكن أن يخرج به المؤتمر الخامس للحزب رهين بالمهمات المطلوب انجازها. ونجد أن تركيبة المؤتمر وقيادة جهاز الحزب الشيوعي وضعت مهمتين، اولاهما ما اطلقت عليه «تجديد الحزب»، ثم شرعية القيادات، فالمؤتمر بمقياس القيادة ناجح تماما، وهي خططت تماما لنجاح مؤتمرها، وافلحت في اقصاء وطرد التيار المعارض لها من عضوية الحزب، واستطاعت بذلك الافلات من المحاسبة وتأجيل كتابة تاريخ الحزب الحقيقي و......
    ? «مقاطعا» عفوا ولكن ما هي المحصلة النهائية لكل ما ذكرت؟
    - باختصار سيتم حل الحزب ذاتيا بأداة المؤتمر، وقد يتم الاحتفاظ بالاسم امعانا في التضليل كما فعلت بعض الاحزاب الشيوعية في المنطقة، كما ان الابقاء على الاسم قد يربك استمرار الحزب الشيوعي.
    ? يعني أنت هنا تبدو متحاملا بعض الشيء.. الا تتوقع اي نجاح لهذا المؤتمر، خاصة أنه يأتي بعد فترة طويلة من آخر مؤتمر عام عقده الحزب؟
    - نجاح المؤتمر من حيث تركيبته يعتمد أساساً على مقدار تعبيره عن قواعد الحزب بحق، أي بمقدار مراعاة الديمقراطية في التصعيد للمؤتمر، وكل الشواهد المتوفرة الآن لا تدعو للتفاؤل، خاصة ان من يتولى التحضير للمؤتمر نفسه يعاني من نقص في الشرعية الحزبية، واتجه نحو المؤتمر مكرها، واعتمد ذات الطرق الستالينية القديمة للتآمر لانجاز هذا الواجب. ومما جاء فإن ما يقدر بـ 70% من أعضاء المؤتمر هم من ولاية الخرطوم والمكاتب المركزية والهيئات، مقابل 30% للولايات الاخرى وفروع الحزب بالخارج، ولا نندهش إذا وجدنا أن معظم أعضاء اللجنة المركزية الجديدة من الذين لم يتم تصعيدهم من أسفل الى أعلى.
    ? نجد أن معظم قيادات الحزب الحالية تتحدث عن ضرورة التجديد وهذا شيء جيد.. إلا اذا كان لكم رأي في التجديد؟
    - سأكون صريحا معكم، فنحن ليس لدينا رأي في التجديد، ولكن مفهومنا للتجديد يختلف عن مفهوم التيار اليميني له، فبينما نحن نرى ان تجديد الافكار والقيادات واساليب العمل تتم من خلال تقييم تجارب الحزب في مسار عمله اليومي وتجاربه بين المؤتمرين، مع مراعاة المستجدات على النطاق الوطني والاقليمي الدولي، فإننا بالمقابل نجد أن التجديد بمفهوم التيار اليميني هو حل الحزب كما ذكرت، مع الإبقاء على اسم الحزب أو ربما تغييره. وفي الواقع نحن نرى أن التجديد من الأمور الطبيعية، ولا تحتاج الى زفة او كورال أو استلاف أزمة الحركة الشيوعية العالمية لتكون هي أزمة الحزب الشيوعي السوداني.
    ? أنت ذكرت أن ما وصفته بمؤتمر التيار اليميني سيحل الحزب الشيوعي.. هذه النقطة تحتاج الى توضيح؟
    - ما عنيته هو أن الدليل على إرادة حل الحزب الشيوعي يتمثل في مشروع النظام الاساسي ومشروع البرنامج، وهما يصلحان لاي حزب سياسي سوداني آخر بخلاف الحزب الشيوعي. فنلاحظ مثلا أن مقدمة مشروع البرنامج اكدت حرصها على مصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين، ولكن عند بحث المشروع لا نجد شيئا من ذلك، بل اعتمد المشروع على التلاعب بالمفردات في محاولة اخفاء حقيقة البرنامج، وعلى سبيل المثال استخدم البرنامج مفردات مثل «التنمية الواعية»، و«التنمية المستقلة» كبديل للتنمية الرأسمالية التابعة، بل أن مشروع البرنامج وهو يطرح استراتيجية التنمية الوطنية الديمقراطية أحال للدولة «الحكومة» مهمة رسمها، وبالتالي رفع الحزب يده تماما عنها، بمعنى أنه يترك مهمة التنمية التي يبشر بها للحكومة، لذلك يمكن القول إن مشروع البرنامج تم تصميمه لتلبية طموحات واحتياجات الطبقة الرأسمالية بالتالي ضاعت فيه مصالح الطبقة العاملة، مشروع النظام الاساسي، فقد تخلى صراحة عن الايديولوجية وطمس طبيعة الحزب ومحتواه، وواصل تكريسه للستالينية، وهذا باختصار ما عنيته في حديثي معكم عن الحل الذاتي المقصود الذي سيتم، بدلالة أن مشروع النظام الأساسي ظل معمولاً به لعدة سنوات، فماذا نتوقع من المؤتمر الخامس..!!
    ? ظللت تقدم نقدا لاذعا لقيادات الحزب، وهي القيادات التي استلمت قيادة الحزب في ظل ظروف صعبة، وتعرضت للاعتقال والتعذيب والتشريد.. الى ماذا ترمي من وراء هذا النقد على قيادات الحزب؟
    - إننا نفرق تماما بين عضوية الحزب الشيوعي والحزب المؤسسة، وبين قيادات جهاز الحزب التي ظلت تحتكر سلطة الحزب بوضع اليد، وبقيت لسنوات طويلة يعين بعضها بعضا، وبالتالي هي تخدع نفسها عندما تظن ان الحزب الشيوعي هو عبارة عن ملكية خاصة لجهاز المتفرغين المندمج في هيئات الرقابة والمعلومات، لذلك فإن استيلاء هؤلاء على الحزب وانقلابهم على نظمه ولائحته شيء، والحزب المؤسسة وعضويته شيء آخر.
    وأكدت تجربة انهيار الأحزاب الشيوعية العالمية أن لاجهزة الاحزاب تلك مصالحها باعتبارها فئات اجتماعية طفيلية، لذلك سرعان ما تحول افراد تلك الاجهزة الى اعداء صريحين للماركسية بعد اقامة احزابهم الجديدة الرأسمالية، وتبني سياسات التحرير والسوق الحر والخصخصة غير العشوائية..!!
    ونلاحظ ان المنهج الستاليني القديم يرى أن كل من ينتقد السكرتير العام سيجعل من انتقاده هذا مدخلا للهجوم على الحزب، وطبعا المقصود من الحزب جهازه، فالسكرتير العام هو رئيس جهاز الحزب. ولكننا الآن نعيش في عصر التعددية الفكرية، وبالضرورة التعددية التنظيمية، متى ما لم يتم الاعتراف بالتيارات في اطار الفكرة الواحدة.
    ? ماذا تعني بقولك إن قيادة الحزب افلتت من المحاسبة ومازالت تتبع المناهج الستالينية؟
    - ما قصدت ذلك، لكن بعد اقرار مشروع التقرير الرئيسي للمؤتمر فإن المركزية المطلقة «الستالينية» قد سادت في الحزب، وأنه تسببت في مصادرة الديمقراطية الداخلية وتجميد برنامج الحزب، وكل ما قرره المؤتمر الرابع بشأن استقلالية فروع الحزب وديمقراطية التنظيمات الديمقراطية والجماهيرية ..الخ، وما حاق بالعضوية من فصل وطرد من الحزب بسبب الخلافات الفكرية التي كان يتم إجهاضها بالاجراءات التنظيمية ...الخ، وبعد ذلك الاقرار كان المطلوب كشف الأخطاء السياسية والتنظيمية وجرائم الستالينية وتصحيح الاخطاء ورد الاعتبار للضحايا ومحاسبة المتسببين، لكننا نجد أن المتسببين هم الذين يتولون الآن مهام التحضير للمؤتمر ومهام التجديد، وهم بذلك يفلتون من المحاسبة، أما بخصوص مواصلة تكريس الستالينية فأنا اعطيكم نموذجا واحدا.. فإننا نجد ان مشروع النظام الاساسي قد نص على أن اللجنة المركزية هي القيادة الفكرية والسياسية والتنظيمية للحزب ما بين المؤتمرين، وهذا هو جوهر الستالينية «احتكار القيادة»، وهذا النص لا يكتفي فقط بقتل المبادرة، بل يحظر أيضا صراع الأفكار، ويحول كل الكادر والعضوية ما دون اللجنة المركزية لمتلقين ومنفذين للاشارة. وفي السياسة العملية اليوم اتذكر انني اوضحت ان النظام الاساسي الموجود معمول به قبل نشره على العضوية..!! ونجد أن النص طبق حرفيا عند مشاركة الحزب في السلطة السياسية باسم التجمع الوطني الديمقراطي، هذه هي القيادة السياسية..!! ونشاهد يوميا الارتباك في مختلف القضايا، ومنها قضية مبدأ السيادة الوطنية، واكتفي بما ذكره تاج السر عثمان بابو في سودانيز اون لاين، عندما قال إن موقف محمد ابراهيم نقد من توقيف البشير مخالف لخط الحزب السياسي. وشخصيا لا اتوقع مناقشة تلك القضايا في المؤتمر الخامس.
    ? هل تتوقع أن يتم انتخاب محمد ابراهيم نقد سكرتيرا عاما مرة اخرى؟ ام ان هنالك آخرين جددا؟ وما هو موقفكم انتم؟
    - اريد ان اوضح لكم في البدء أن كل عضوية الحزب الشيوعي متساوون في الحقوق والواجبات، وهم جميعا مناضلون من أجل القضية، واختيار القيادة يجب ألا يتجاوز مفهوم الادارة وتنسيق الانشطة، ولذلك فإن العمل القيادي لا تقصد به اللجنة المركزية، بل القيادات على جميع مستويات الحزب، وأهمها القيادات في فروع الحزب، التنظيمات القاعدية. وبسبب الاختلاف في هذا المبدأ فإن القيادة الجماعية في الحزب تتلاشى. وثانياً نجد ان محمد ابراهيم نقد لم يكن سكرتيرا عاما للحزب..!! وحتى عندما تم انتخابه سكرتيرا سياسيا للجنة المركزية تم ذلك بالتكليف الى حين انعقاد المؤتمر الخامس، وبما أن نقد يجد قبولاً من اليمين في السلطة والمعارضة معا، فهناك امكانية لفوزه إذا ترشح. والذي يبدو صراعا في الظاهر ليس صراع أفكار، بل على سلطة الحزب من شرائح تيار واحد هو التيار اليميني، ولا فرق عندي بين نقد والشفيع وبابو، لذلك فإن مثل هذه الترشيحات لا تعنيني كثيرا.
    ? ما هي القضايا الأخرى التي ترى أن على المؤتمر الخامس أن يهتم بها؟
    - هناك قضايا على مستوى الحزب غير قابلة للتأجيل، واهمها مبدأ الديمقراطية المركزية الذي تم حذفه من مشروع النظام الاساسي، ومشكلة الكادر او العمل القيادي وهي قضية مؤجلة منذ المؤتمر الرابع، ومشكلة اعضاء الحزب المسرحين والمطرودين ومنحهم حقوقهم اللائحية، الى آخر المقترحات التي قدمها الأستاذ بشرى الصائم عضو الحزب الشيوعي في رسالته المفتوحة للمؤتمر التي أثارت قضايا مهمة ذات علاقة بتنظيم الحزب التي سلمت لادارة المؤتمر وسكرتارية اللجنة المركزية، كذلك نرى أن على المؤتمر الخامس التعرض للاتفاقيات الموقعة مع الحكومة، مبتعدا في ذلك عن التبسيط وعن قراءة الآخرين مثلا لموقع نيفاشا في مجرى حركتنا السياسية. واعتقد أن ما افتقده موقف الحزب تجاه الاتفاقيات كلها ونيفاشا على وجه الخصوص، هو النظر اليها من خلال المنهج الطبقي، وهذا يعني اختلال الموقف الحزبي وفقده لاستقلاليته ويصبح ذيليا، لذلك ننتظر من المؤتمر الخامس أن يخرج بهذه القضية الى حيز الوضوح الفكري من الموقع الثوري، وأن يصوغ خطابا لابناء الجنوب على وجه الخصوص يساهم في تطوير وعيهم وادراكهم ويقربهم من معارك التطور الاجتماعي. فتصحيح الموقف من كل الاتفاقيات، هو مدخل كبير لإعادة معالجة موقف الحزب الشيوعي من قضايا جماهير القطاع التقليدي، كما هو في المصطلح الموروث أو قضايا المهمشين في التعبير الدارج اليوم، ولا ساعد في هذا السبيل التخلي عن مفهوم «الثورة الوطنية الديمقراطية» لصالح مفهوم «النهضة»، فمن يريد أن يخرج مفهوم الثورة من المصطلح لا يرغب في إجراء تغيير عميق في علاقات الانتاج الاجتماعية، بل يرغب في نهوض علاقات الانتاج الحالية في الريف والمدينة من الناحية الكمية على أساس إصلاحات غير جذرية أدنى من الإصلاح الزراعي الديمقراطي الذي يمس اوضاع المزارعين والرعاة مسا جذريا.. وبدون برنامج ثوري للريف لا يمكن أن يتم بناء حلف مع حركة الريف الناهضة، وسيظل الحزب الشيوعي يستجدي هذا الحلف الى الأبد إن هو تنكر لبرنامجه الثوري الديمقراطي الذي نجد أسسه الناضجة في أعمال عبد الخالق محجوب «حول البرنامج»، حيث تلعب السلطة الوطنية الديمقراطية دورها المركزي في التنمية، وفي استخلاص ومعالجة الفائض، وهو موقف مناقض لموقف دعاة الخصخصة والسوق الحر وآلياته. ونحن أيضا ندعو المؤتمر الخامس الى معالجة التناقضات التي يحفل بها مشروع البرنامج، إن كان يرجو للحزب أن يضع اقدامه على الطريق التي توصله الى حلف مع جماهير وتنظيمات الريف السوداني. وتتاح له فرصة الآن لا تعوض لخطاب عميق للجماهير في جنوب الوطن وفي دارفور وكردفان وفي الشرق والوسط. وفرصة لبناء قواعد الحزب هناك من جديد على أساس ثوري ووفقا لخصوصية كل منطقة، وأن يعالج مرة أخرى وعلى أساس التطورات الحالية قضايا الحلف الوطني الديمقراطي، واضعا في الاعتبار الظرف الموضوعي والذاتي الذي خلفته مناهج العمل اليمينية التي قلصت وجود الحزب وأخفت وجهه.

    ---------------------------------------------------
    انقسامات في مسيرة الحزب
    انقسام عوض عبد الرازق



    كان انقسام مجموعة عوض عبدالرازق عام 1952م هو الانقسام الاول في تاريخ الحزب الشيوعي، وكانت مجموعة عوض عبد الرازق تحمل افكارا تتمثل في دراسة النظرية اولا، ثم العمل الجماهيري ، علي ان يتواصل نشاط الحزب الشيوعي من داخل الأحزاب الاتحادية.
    تمت هزيمة افكار مجموعة عوض عبدالرازق في المؤتمر الثاني عام1951م، والذي حسم الصراع الفكري الداخلي في اتجاه دراسة النظرية في ارتباط بالواقع، واستقلال الحزب، وترسيخ المفهوم السليم للتحالف مع الرأسمالية الوطنية، وبعد المؤتمر وقع الانقسام، وقررت اللجنة المركزية فصل المنشقين من الحزب.
    انقسام القيادة الثورية:
    وهو الانقسام الذي قاده أحمد شامي ويوسف عبدالمجيد في اغسطس 1964م في اعقاب ثورة اكتوبر على خلفية صراع فكري داخل الحزب وكانت المجموعة المنقسمة ترى بعدم امكانية انتصار قضية الشعب بدون الثورة المسلحة وان الاضراب السياسي العام لن ينجح بدون حمل السلاح . تم وصف هذه الافكار من قبل الحزب بالافكار اليسارية وتم رفضها وفصل المجموعة الانقسامية..
    انقسام 1970م:
    وكان ذلك من اكبر الانقسامات في تاريخ الحزب الشيوعي في اعقاب انقلاب جعفر نميري في 25 مايو 1969م ووقع خلاله انقسام كبير في صفوف اللجنة المركزية للحزب بين مجموعة بقيادة المعلم عبدالخالق محجوب ترى باستقلالية الحزب ومواصلة نشاطه الدؤوب وسط الجماهير، واخرى تريد الذوبان في تنظيم السلطة السياسي « الاتحاد الاشتراكي » ، وكان من ابرز رموز هذه المجموعة الاستاذ معاوية سورج وأحمد سليمان المحامي وكبج ومحمد مصطفى المكي وقد شارك بعض قيادات هذه المجموعة في العسف الذي حاق بقيادات الحزب وتصفيتهم في يوليو1971م.
    انقسام الخاتم عدلان:
    وقع الانقسام الذي قاده المرحوم الخاتم عدلان في عام 1994م في اعقاب انهيار المعسكر الاشتراكي وجاء بعد خمسة اعوام من انقلاب الجبهة الإسلامية، وفي مؤتمر صحفي بلندن حددت مجموعة الخاتم اسباب خروجها عن الحزب في فشل المشروع الماركسي للتغيير الاجتماعي ، وفشل ثورة البروليتاريا، والتطور الاجتماعي وانفجار ثورة العلم والمعرفة والتكنلوجيا المعاصرة التي وضعت الاسس لتنظير جديد وهي النقاط التي تضمنتها ورقة الخاتم عدلان داخل الحزب الشيوعي « آن أوآن التغيير»، اضافة الى ذلك قال المرحوم الخاتم في المؤتمر الصحفي ان سلبيات برزت داخل الحزب وان القيادة الحالية عاجزة عن مواكبة التحولات الجديدة التي طرأت على الساحة السياسية خاصة بعد انقلاب الجبهة الإسلامية، وقال الخاتم ان هذه القيادة برغم معرفتها بالانقلاب لم تعلن حالة الطوارئ داخل صفوف الحزب.

    -----------------------------------------------------
    من ذاكرة الشيوعيين واليسار السوداني:
    كيف قادت 19 يوليو «71»ملف خاص بمناسبة إنعقاد المؤتمر الـ(5) للحزب الشيوعي

    إعداد: خالد سعد

    البلاد إلى أقصى اليمين..؟!
    كان عُمر حركة 19 يوليو 1971م الانقلابية ثلاثة أيام، لكنها بحساب السياسة كانت نقطة تحول هائلة في الساحة السياسية بالسودان، دفَّعت الحزب الشيوعي الثمن غالياً ولم تـزل. وقادت 19 يوليو 1971م، الى حركة تغيير في الخارطة السياسية بالسودان، فقد تحول مسار اليسار السياسي الذي كان سائدا آنذاك إلى أقصى اليمين، وانخرطت الولايات المتحدة الأميركية بقوة في الشأن السوداني، وتغلغل اليمين العالمي بعمق ومايزال رغم مرور 38 عاما على حركة الايام الثلاثة.

    وقيّم الشيوعيون انقلاب 19 يوليو في يناير 1996م، وكتبت وثيقة مطولة عن الحادثة التي غيرت وجه السودان السياسي، وكتبت الصحف، وتحدث بعضهم في التلفاز و كُتبت مراجع كُثر على مر السنوات، لكن الضباب والغموض كما يقول الاستاذ عبد الله الشقليني في موقع سودانيات على الانترنت، هو الذي غلف الرؤى جميعاً، فخرجت الحقيقة من باب ولم ترجع حتى الآن، فقد اختلطت أحلام العسكر بمكر السياسة، غير أن الباب ظل مفتوحا أمام رياح التغيير والتبديل والالغاء، وحتى الاساطير كانت مختلفة بعد 19 يوليو.
    وفي كتابه «عنف البادية» يحكي الدكتور حسن الجزولي روايات عديدة عن حياة عبد الخالق محجوب مستشهدا ببعض الإفادات، وتطرق الكاتب لعدة قضايا جديدة لم تطرق من قبل، وفتح اسئلة ومواضيع دون الاجابة عليها بخصوص احداث يوليو.. إضافة لذلك استطاع الكاتب الوصف والتعبير بدقة متناهية لأحداث تلك الأيام العصيبة بصورة مثيرة للدهشة والإعجاب.. وخاصة اللحظات الأخيرة لعبد الخالق قبل القبض عليه التى أسماها الكاتب «يوم ضاقت أم درمان».. وأشد الفصول تراجيديا الفصل الأخير «أزير المشنقة». وعبر عن تلك اللحظات المؤرخ الراحل الدكتور محمد سعيد القدال الذى كان معتقلا فى ذلك الوقت قائلا: «عندما افقنا صباح ذلك اليوم كانت هناك بقايا مطر انهمر فى الليل، فسمعنا ان المطر كان ينسكب، وأن الريح كانت تعصف فى ساعة الإعدام، لتجعل من تلك المأساة كأنها إحدى مسرحيات شكسبير التراجيدية التى تأبى الطبيعة إلا أن تشارك فيها».
    وقدم الكتاب صورة لمقتل البطل التراجيدي، وانحسار فعالية حزبه، وتلك التشوهات الفكرية التي حاول أن يجهز عليها في صراعه الفكري معها، فأجهزت على الكثير المستقبلي.
    وتأتي نهاية البطل التراجيدي في كتاب «عنف البادية»، في اللحظة التي يقرر فيها المخلصون المخطئون إصلاح خطئهم، بإعادة الكرة، انقلاب عسكري جديد يبتغي فتح الطريق من جديد للديمقراطية، وحتى لا يتحمل البطل التراجيدي نتائج أفعالهم مرتين، يسعون وينجحون في تهريبه من المعتقل، وإخفائه ببطولة نادرة، ثم يستبقون موافقة الحزب أو رفضه أو إعطائه الفرصة لترتيب الأمور مع الجبهة التي يستهدف إقامتها، ويقومون بانقلاب عسكري.
    كما تبقى قصة مجزرة بيت الضيافة أسطورة ايضا.. قرابة الثلاثين ضابطا يقتلون بالنيران وهو مقيدون في غرفة من القصر؟ من الذي فعل ذلك ولماذا؟!! فرغم مرور 38 عاما على حركة 19 يوليو، الا ان هنالك أسرارا وقصصا لم تروَ بعد..!! فلا تكفي لأرواح ضحايا السودان في كل زمان كلمات عزاء أو اساطير أو بينات تأكيد البينات يلتف عليها ولم يتحقق من صحتها أحد.
    فلا يزال الحزب الشيوعي يحاجج في مسؤوليته عن 19 يوليو .. وتتناقض تصريحات قادة الرفاق .. منهم من يبدو قانعا بأنها كانت حركة بعلم وتوجيه الحزب، لكنه يخشى البوح بذلك في ظل سيادة الحركة اليمينية العالمية وتكتيكات السياسة الداخلية، ومنهم من موجة الأحزاب السودانية المعتادة في الهروب بعيدا عن تحمل مسوولية الانقلابات العسكرية.. لكن البعض الآخر من «الزملاء» يلتزم حرفيا بما جاء في وثيقة الحزب الشيوعي عن 19 يوليو.
    لكن الوثيقة نفسها، لم تضف غير مزيد من الجدل، فقد ارتأ الحزب فيها نظرية الباب الموارب، فلم يفتح الحزب باب الاعتراف بمسؤوليته عن الحركة، ولم يغلقه في وجه الزملاء الذين كانوا مؤيدين لها.. حتى ان الوثيقة راوغت في التوصيف .. فتارة تصفها بأنها كانت حركة وتارة أخرى تصفها بالثورة التصحيحية .. وتارة تنأى عنها بعيدا حتى تكاد تقول إن الحزب الشيوعي برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب في حركة 19 يوليو.
    يقول الدكتور عبدالله علي أبراهيم حول الواقعة: نعم هناك مؤيدون داخل اللجنة المركزيه لانقلاب مايو.. لكن هل يمكن أن نحاسب كل الحزب على تصرف هذه المجموعة المؤيدة؟!!
    يقول الراحل الاستاذ الخاتم عدلان الشيوعي الذي انشق عن الحزب وكون حركة القوى الديمقراطية الحديثة في شهادته عن 19 يوليو إنه يعرف أن الحزب الشيوعي قادها سياسيا، ورأى بأنه فعل الشيء الوحيد الصحيح في تلك اللحظة التاريخية، بصرف النظر عما إذا كانت 19 يوليو ستنتصر أو تنهزم.
    واقرَّ الراحل بتأييده لـ 19 يوليو، ومات وهو على ذات الموقف، ويبرر ذلك بأن 19 يوليو ليست انقلابا على الديمقراطية، بل كانت انقلابا على انقلاب، ومحاولة لإعادة الديمقراطية وفق المفاهيم التي كانت سائدة وقتها. ومن هنا يجب إدراجها في سياق إعادة الديمقراطية في السودان.
    ويتحدث الراحل الخاتم ايضا عن افتراض نجاح الحركة، ويقول إن السؤال الكبير حول ما إذا كنا سنقيم نظاما شبيها بالدكتاتوريات التي أقيمت في المنطقة حينذاك، باسم الماركسية أو الاشتراكية، لكنه يعود ويقول إن مثل هذا النظام لم يقم ولا يمكن محاكمة الشيوعيين باعتبار ما سيكون، أي أنهم إذا أمسكوا بالسلطة فقد كان حتما أن يقيموا دكتاتورية، ولن يغيروا موقفهم ويضطروا بحكم الظروف نفسها إلى قبول مشاركة واسعة في السلطة من كل ألوان الطيف السياسي. وإلا لصح ذلك على الجمهوريين أيضا، فنقول إنهم كانوا سيقيمون دولة دينية إذا استطاعوا إسقاط نميري، ونتعامل مع استشهاد الأستاذ محمود على هذاالاساس. ويضيف الراحل الخاتم عدلان: الحقيقة إن موقف عبد الخالق من الشيوعية كانت به بعض أوجه الشبه من موقف الأستاذ محمود من الإسلام، اي أن الرجلين كانا مجتهدين ومبدعين، ولم يكونا من عبدة النصوص. ويمكن إدراج محاولة عبد الخالق لتكوين الحزب الاشتراكي والتخلي عن الشيوعية ولو مؤقتا، في سياق اجتهاده باعتباره قائدا سياسيا ذا إحساس غير عادي بمشاعر ومزاج شعبه.
    لكن جدل المراجع والوثائق والكتابات، بات أمرا مقلقا اكثر منه أمرا مفيدا في حالة 19 يوليو، إذ يقول الراحل الدكتور محمد سعيد القدال إن انقلاب 19 يوليو 1971م لم يبرح دفتر الأحوال ليدخل سجلات التاريخ. لكن كيف ترتبط المحاولة الانقلابية في 19 يوليو، بما يجري في السودان وجرى خلال 38 سنة؟ في هذا الخصوص يرى المحللون السياسيون تحولا كبيرا أحدثته الحركة في مسار السياسة السودانية، فالدكتور حسن مكي المفكر الاسلامي المعروف، يرى أن فشل الحركة أظهر ممارسة جديدة في الحركة السياسية السودانية، وهي ظاهرة التصفيات بين الاحزاب والنخب، ودخلت البلاد مرحلة وصفها مكي بمرحلة «أدب التصفيات السياسية» بعيدا عن ساحات القضاء والعدالة، مشيرا إلى حالات الاعدام التي نفذت بعد فشل الحركة في اوساط قيادات الحزب الشيوعي، مشيرا الى ان الحركة أدت الى القضاء على قيادات بذل في اعدادها قرابة الاربعين عاما.
    فيما يرى آخرون أن آثار حركة يوليو مازالت تثير الجدل في اتجاه إذا كانت قيادات الحزب الشيوعي أعطت الضوء الأخضر للانقلاب أم لا ؟!!، لكنه يبدو أن من أهم آثار فشل الحركة، هو انهاء البريق الشيوعي، وهو الحزب الذي كان يوصف بأنه أقوى الاحزاب على مستوى الدول العربية، ولم يكن حزبا صفويا، بل كان موجودا في النقابات والعمال.
    ويرى آخرون انه لولا الانقلاب لكان وضع الحزب الشيوعي الآن افضل، لكن ضرب الحزب الشيوعي عقب انقلاب يوليو منح الفرصة لصالح العدو اللدود للشيوعيين، وهم الإسلاميون، بأن يتسللوا الى الفئات الحديثة.
    وما ترتب على فشل 19 يوليو، كان ارتماء نظام النميري في حضن الغرب واميركا وحلفائها من الدول العربية، في مواجهة أثيوبيا - ليبيا- اليمن، واصبح السودان ثاني اكبر حليف للولايات المتحدة الاميركية في المنطقة.
    ويقول شيوعيون تركوا الحزب ورحلوا، إن من اهم نتائج 19 يوليو في السودان، فتح الطريق للتنمية الرأسمالية على مصراعيه، وزحف الاحتكارات الدولية والشركات متعددة الجنسيات، ويضيف محمد علي خوجلي، أن نتائج عملية يوليو أدت بالسودان الى ان يصبح تحت رحمة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وبدأ الهجوم على مؤسسات القطاع العام، وتسبب انهيار عملية يوليو في فقدان الحركة الثورية لقادة شجعان ومفكرين خسرتهم الإنسانية.
    ومع ذلك، فإن الدروس والعبر المستقاة من تجربة 19 يوليو، تشير بما لا يدع مجالا للشكك، إلى أنه ليس هنالك مجال لمحاولة فرض وجهة نظر واحدة في الحكم بالسودان، وليس هناك فرصة نجاح لجهة ما في الانفراد بالسلطة، وأن الطريق الوحيد الذي لم يجرب بصدق هو طريق الاجماع الوطني على مبادئ يرتضيها معظم السودانيين، لأن التعويل على طريق الانتخابات قد يفشل أيضا في ظل أوضاع غير مهيأة سياسيا أو أمنيا، وفي ظل حالة استقطاب شرسة بين القوى المتناحرة والمتشاكسة والرافضة بقوة لقبول الآخر.

    -----------------------------------------------------
    على طاولة المؤتمر الخامس للشيوعي: الصراع الفكري حول نظرية الحزب واسمه


    إعداد : علاء الدين محمود

    نالت قضيتا المرتكزات الفكرية للحزب واسم الحزب الشيوعي الاهتمام الاكبر من التناول في المناقشة العامة التي انتظمت الصفوف منذ عام 1990م وكذلك في الكتابات للصحف.
    المرتكزات الفكرية للحزب
    ويبدو ان القضية الاكبر والشاغل الاهم لمؤتمر الحزب الخامس تتمثل في المراجعات الفكرية وكيفية النظر الى المرجعيات والمرتكزات الفكرية والفلسفية التي قام عليها الحزب الشيوعي في ظل الانهيارات الكبيرة وعملية التراجع عن الفكر الماركسي التي شملت احزابا شيوعية كثيرة في المنطقة بل وفي العالم أجمع، وفي ظل جماعات في الداخل تدعو الحزب الى التخلي عن هذه المرتكزات والتخلي عن اسم الشيوعي الى اسم آخر على نحو ما فعل د. فاروق محمد ابراهيم القيادي السابق بالحزب الشيوعي، والذي دعا الى تحويل الحزب الشيوعي الى حزب اشتراكي ديمقراطي، وهذه العملية هي احياء لطرح قديم منذ 1965م، في مؤتمر دعا الى قيام الحزب الاشتراكي ، ود. فاروق يدافع في هذا الحوار عن ذلك الطرح باعتباره احد القيادات التي شاركت في ذلك المؤتمر، وانحازت لهذا الطرح وبسببه ترك الحزب في تلك الفترة الى ان عاد اليه مرة اخرى في فترة الانتفاضة، ثم خرج عنه مرة اخرى وعاد اخيرا بدايات هذا العام ليوجه رسالة الى مؤتمر الحزب الخامس، داعيا إياه الى الاخذ بافكاره التي نفض عنها غبار القدم، داعيا الى رد الاعتبار الى مؤتمر الجريف عبر تحويل الحزب الى اشتراكي ديمقراطي، متهما قيادات الحزب الشيوعي بأنهم قد اجهضوا هذه العملية، ويرى فاروق في خلاصة فكرته : « السؤال المطروح هو ما العمل الآن هل نجدد الحزب بصورته القديمة، ونجدد الماركسية ، و.. الخ.. ام ان سبب الجمود هو الماركسية نفسها وفهمنا لها، وتجربتنا معها؟ وبالتالي ان تكون الماركسية هي احد المصادر، وبالتالي نتجه نحو ان يصبح الحزب حزب برنامج وليس حزب نظرية وهذا طرحي انا» وتجديد د. فاروق لدعوته في هذا التوقيت لها اكثر من مغزى أو كما قال لي الماركسي أبو بكر الأمين ان هذه المحاولات في هذا التوقيت الغرض منها التأثير على موقف الشيوعيين لانهم على وشك عقد مؤتمرهم ويرى الامين ان هذا التيار تيار قديم انطرح منذ الاربعينات. محاولات فاروق والنسخة الجديدة منها سبقتها محاولات للراحل الخاتم عدلان في ورقته «آن أوان التغيير» ولعل محاولات الخاتم عدلان ليست بعيدة عن المحاولات الموجودة ولا تزال موجودة داخل الحزب الشيوعي ولعل دستور الحزب الجديد هو الأكثر تعبيراً عن الاقتراب من موقف الخاتم عدلان فمشروع الدستور الجديد عمل على استبعاد الماركسية كمرشد للعمل والاستفادة من كافة النظريات، كما ان البرنامج الواسع والمستمد من الواقع ومعطيات العلم حل محل المساحات التي كانت تحتلها الآيديولوجيا واستبق مبدأ المركزية الديمقراطية، والديمقراطية المركزية. ولعل هذا ما جعل الخاتم عدلان وهو يقف مخاطباً طلاب جامعة الخرطوم في يناير 4002م وهو يلوح بمشروع الدستور الجديد مشيداً ومثمناً وحينها قال الخاتم »قد وقعت في يدي وثيقة جماهيرية وهي الدستور الذي اقرته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وقد جاءت في هذه الوثيقة الجديدة المطروحة للمؤتمر الخامس تغييرات ايجابية لأبعد الحدود وأنا مهتم بهذه المسألة نسبة للماضي الشخصي في الحزب الشيوعي، ولأنني أؤمن ان الحزب الشيوعي به راسخو القدم في خدمة الشعب وان أي تغيير ايجابي في الحزب يمكن أن يكون له تأثير ايجابي كبيراً جداً على الحياة السياسية السودانية وهذا يعني ان الانتقادات التي كنت أوجهها للحزب الشيوعي السوداني ليست مسألة شخصية بأي حال من الأحوال فأنا طرحت قبل اثنتي عشرة عاماً تصوراً للتغيير من داخل الحزب الشيوعي واعتقد ان هذا النظام «الدستور» يقترب منه كثيراً على الرغم من انه قد تم رفض هذه المقترحات عندما عرضتها للحزب قبل اثنتي عشر عاماً، وكوني خرجت من الحزب الشيوعي نتاج هذا الرفض لا يغير مُطلقاً من ان اقول «بالصوت العالي» ان هذه نتيجة ايجابية لابعد الحدود وانا اثمنها وهي خطوة «إلى الأمام» بالطبع كان هذا الموقف من الخاتم هو استجابة لدستور الحزب الجديد الذي يرى فيه الخاتم عدلان اقتراباً من اطروحاته هو في «آن أوان التغيير» وهو ايضاً اقتراب من موقف فاروق محمد ابراهيم الذي يطالب بمشروع ارشادي جديد وحزب برنامج وليس حزب نظرية وهو ايضاً ما كان ينادي به الخاتم عدلان والذي يقول «الحزب الشيوعي رجع لما ناديت به وهي ان يقتصر البرنامج على تنفيذ برنامج للنهضة الوطنية الشاملة في السودان، وان يتخلص من الحمولة الآيديولوجيا الثقيلة التي قصم بها ظهر قوى التقدم في السودان» وبمثل بما وصف مؤتمر الجريف الذي ينادى فاروق بالعودة إليه بالانحراف اليميني وصفت كذلك محاولات الخاتم عدلان بأنها اتجاه يميني تصفوي ولكن الواضح ان هذا التيار مازال موجوداً داخل الحزب الشيوعي نفسه وهذا واضح من خلال عتابهم للخاتم عدلان بأنه قد «تعجل» اذاً الاختلاف مع الخاتم - الذي كان شجاعاً وخرج لينادي بافكاره بعيداً عن الحزب - هو انه قد تعجل ولم يمضِ في ذلك الاتجاه مع المجموعة التي هي في داخل الحزب الشيوعي. يقول صدقي كبلو ان التيار اليميني الهادف الى تصفية الحزب الشيوعي موجود داخل وخارج الحزب وهذا التيار سينحسر بالانفراج الديمقراطي وملاقاة جماهير الحزب. ولكن اين يقف هذا التيار اليميني التصفوي هذا السؤال طرحته لصدقي كبلو والذي اجاب بانه لا يستطيع القول بانه موجود في مواقع قيادية ام لا ويبرر صدقي تلك الاجابة بانه غير مطلع على افكار القياديين داخل الحزب باعتبار ان المساهمات تنشر باسماء حركية!! غير ان الكثير من قيادات الحزب لها تصريحات متوفرة تسير في اتجاه يقترب من افكار الخاتم وفاروق فالسكرتير السياسي للحزب محمد ابراهيم نقد يقول «لابد من نظرية ثورية جديدة، الماركسية سيكون لها تأثير ولكن ليس تأثير المرشد وانما تأثير الفكر الانساني، نحن نبحث في جذورنا وتجربتنا وفي واقع السودان من المباديء النظرية الاساسية التي يمكن ان تقودنا» الا ان نقد فيما يبدو قد تراجع عن ذلك الطرح ايام ملاقاته جماهير الحزب في ندوة الديم الشهيرة في اول لقاء جماهيري له اعقاب خروجه الى العلن عندما قال « نحن مازلنا ماركسيين ، نحنا ما نطينا، نحنا بنواصل ما كنا عليه وما بنط من كلامنا ولا منهجنا ولا رؤية حزبنا» ، وكذلك في حوار مع صحيفة يمنية عندما قال :« نحن لازلنا حزبا ماركسيا.. وهناك قضايا توصلنا اليها قبل انهيار الاتحاد السوفيتي مثل موضوع التعددية» وأكد على أن الحزب لا يزال حزباً شيوعياً ماركسياً رغم انهيار التجربة السوفيتية.. وأن الحزب يبحث عن تحقيق العدالة الاجتماعية بطرق ووسائل مبدعة.. بعيداً عن لعنة الحزب الواحد«، وكذلك في » موجهات لاجل البرنامج « عندما اشار نقد الى انهم لن يصبحوا كاحزاب في المنطقة ألقت براياتها الماركسية عندما قال انهم لن يفرون من المعسكر المهزوم الى المنتصر، وهذا ايضا ما اكده المناضل الراحل فاروق كدودة في سياق اجابة على سؤال لصحيفة «الصحافة» عندما قال ان تغيير الاسم لا يعني بالضرورة تغيير سمات الحزب ونظريته الأساسية.وقال ، ان الحزب الشيوعي سيحتفظ بسماته ونظريته الاساسية بطريقة جديدة مستنيرة . غير ان في قيادات الحزب من يجهر بقناعات تغيير طبيعة الحزب والتخلي عن نظريته الاساسية يقول الشفيع خضر «كنا في حزب ننطلق فيه من طرح يقول ان النظرية العامة له هي الماركسية التي تتجلى حسب القسمات الخاصة بكل بلد ونحن نستمد القوانين الخاصة بتطور الثورة السودانية من هذه النظرية العامة الماركسية، ما نحن بصدده هو عكس هذا الطرح اي بدلا من الانطلاق من نظرية عامة لبناء واقع نظري خاص نبدأ من دراسة الواقع السوداني، ومن هذه الدراسة نخرج بتعميمات نظرية، وطرحنا يتبنى تقليص مساحة الآيديولوجيات في الحزب على اساس زيادة مساحة البرنامج الواسع الممتد من الواقع وفق معطيات العلم وبمشاركة اصحاب المصلحة الحقيقيين كل في مجاله، نحن نتحدث عن تعدد المصادر النظرية ولا نوصد الباب امام النظريات غير الماركسية» ولعل كل هذه الآراء لقيادات الحزب الحالية او فاروق محمد ابراهيم آراء الخاتم عدلان كلها متحققة في مشروع دستور الحزب الجديد او كما يقول محدثي الشيوعي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان جميع هذه الافكار خرجت من كنانة واحدة وهي جميعها تسعى الى تصفية الحزب الشيوعي وان اختلفت مبرراتها ويرى هذا المراقب ان نقد عندما واجه جماهير الحزب جمد قناعاته وتحدث بغيرها كموقف تكتيكي ولكن لماذا تسعى جميع هذه التيارات ما عدا تيار الراحل الخاتم عدلان الى الاعلان عن افكارهم وقيام حزبهم الجديد على انقاض الحزب الشيوعي؟ محدثي ابوبكر الامين على هذا السؤال بان هذه التيارات المتفقة تسعى الى ايجاد شرعية في عملية التحول هذه من حزب شيوعي الى حزب آخر مثلما حدث في مصر حيث تم التغيير على يد الشيوعيين انفسهم ويرى ابوبكر الامين يرد على هذا السؤال ان المجموعة الموجودة في قيادة الحزب الآن لم تقم بأي مجهود فكري تجاه هذه الافكار التصفوية وتصالحت معها وانهم يطرحون المسائل التاريخية هروبا من طرح المسائل الجديدة والمعقدة، وهذا ـ حسب محدثي ـ يشير الى تركيبتهم الطبقية ويرى الامين ان ما اجيز في مؤتمر الحزب الرابع 1967م كان نشاطا فكريا متقدما وعلى اي مؤتمر قادم ان يطور ما جاء في المؤتمر الرابع لا ان يتراجع عنه.
    اذاً الصراعات الفكرية المحتدة بين التيارات المتباينة داخل وخارج الحزب الشيوعي تغطي المشهد الشيوعي الآن وفي انتظار ما يسفر عنه المؤتمر العام للحزب
    اسم الحزب الشيوعي
    ويبدو ان اسم الحزب « الشيوعي » من القضايا التي اثير حولها جدل كثيف حول ان يبقى الاسم « الشيوعي » او ان يتم تغييره باسم آخر على شاكلة اشتراكي ديمقراطي او ديمقراطي اشتراكي، وفي هذا الصدد أكد الاستاذ محمد ابراهيم نقد للاهرام العربي ان تغيير اسم الحزب من القضايا التي سيتم طرحها في المؤتمر العام الخامس المزمع عقده قريبا، مبينا ان تغيير الاسم لم تمله أي ضغوطات، لكن هناك تحولات حدثت وأحزابا شيوعية فشلت، كما أن تغييرات كثيرة في العالم أحس بها الحزب ومن بينها موضوع الاسم، ويقول الشفيع خضر القيادي بالحزب في حوار للزميلة آخر لحظة، ان هناك اقتراحات «قوية جدا» باخفاء أو التخلي عن اسم « الشيوعي » ، وهناك اقتراحات اخرى تطالب بالتمسك به وان كل ذلك _ بحسب الشفيع خضر _ في انتظار المؤتمر الخامس لحسمه ، وعلى الرغم من لغة الشفيع خضر المرجحة لانتصار اقتراح التخلي عن اسم الحزب «الشيوعي» الا ان هنالك من يؤكد _ من خلال ما رشح _ على ان الحزب في طريقه الى الابقاء على اسمه خلال مؤتمره القادم ، ومن خلال المناقشة العامة فان مسألة اسم الحزب تكتسب اهمية مقدرة، وفي هذا الاتجاه يقول المناضل الشيوعي الراحل فاروق زكريا في حوار لي معه : « ان اسم الحزب الشيوعي صاغه الحزب في مؤتمره الثالث في عام 1956م ومن ذلك الاسم يمكن لأي شخص ان يتفهم بسهولة ان الشيوعيين السودانيين ينظرون الى مسألة الاسم بوصفها تعبيرا عن مهام في مرحلة بعينها، اي عندما نجح الشعب السوداني في المعركة ضد الاستعمار ونيل الاستقلال اصبح اسم الحركة السودانية للتحرر الوطني _ برغم عدم اكتمال عملية التحرر الوطني _ فترة اجتازها شعبنا وحزبنا ، والآن عند الكثيرين اصبح اسم الحزب ـ الشيوعي ـ يرتبط بمؤسسة مكونة من لحم ودم ويعرفهم شعبنا الاحياء منهم والشهداء شخصا شخصا ولم يعرفهم كفارا او تجار دين أو افاقين سرقوا المال ، وممتلكات الشعب ويدعون الاسلام . ففائدة تغيير اسم الحزب في نظر الشيوعيين ترتبط بالمرحلة التي يمر بها نضال الشعب ونضال الحزب ، اسم الحزب ارتبط ايضا بالحزب المناضل والمثابر والمتمسك بالديمقراطية وتجديد السودان وتخليصه من التخلف ، وبقياداته الذين علقوا على المشانق «، ويرى الشهيد فاروق زكريا ان بعض الذين يدعون الى تغيير اسم الحزب هم من اعدائه في السلطة : « جرى جدل حول اسم الحزب في الصحف ، وفي التصريحات ، وفي دعوة من اعداء الوطن في السلطة وفي المؤتمر الوطني ، والغريب انهم يدعون الحزب الشيوعي الى تغيير اسمه ! لذلك يمكن ان نقول : ماذا يفيد تغيير اسم الحزب اذا كان هذا هو مصدره ودافعه ؟! يدعون الى تغيير اسم الحزب في حملتهم الدعائية اليومية ضد الحزب الشيوعي السوداني ويدعون ان اسم الحزب وطبيعته ضد الدين وهم تجار الدين »، وربما من خلال هذا السرد الصادق والمرافعة القوية للمناضل الشيوعي الراحل فاروق زكريا يتضح من يقف خلف الدعوة الى تغيير اسم الحزب الشيوعي، غير ان عددا من المتابعين للحزب الشيوعي يرون في الاتجاه الى ابقاء اسم الحزب الشيوعي بمثابة رمي عظمة لالهاء من يتهمون قيادة الحزب بالتراجع عن مرتكزاته الفكرية، غير ان هذه المسألة فيما يبدو قد حسمها الاستاذ محمد ابراهيم نقد السكرتير السياسي للحزب عندما قال في حوار مع صحيفة يمينية » نحن لازلنا حزبا ماركسيا.. وهناك قضايا توصلنا اليها قبل انهيار الاتحاد السوفيتي مثل موضوع التعددية« وهي ذات العبارات التي رددها نقد عند خروجه الى العلن في ندوة الديم الشهيرة، عندما قال » نحن مازلنا ماركسيين ، نحنا ما نطينا، نحنا بنواصل ما كنا عليه وما بنط من كلامنا ولا منهجنا ولا رؤية حزبنا» ، وأكد على أن الحزب لا يزال حزباً شيوعياً ماركسياً رغم انهيار التجربة السوفيتية.. وأن الحزب يبحث عن تحقيق العدالة الاجتماعية بطرق ووسائل مبدعة.. بعيداً عن لعنة الحزب الواحد»، وكذلك في « موجهات لاجل البرنامج » عندما اشار نقد الى انهم لن يصبحوا كاحزاب في المنطقة القت براياتها الماركسية عندما قال انهم لن يفروا من المعسكر المهزوم الى المنتصر، وهذا ايضا ما اكده المناضل الراحل فاروق كدودة في سياق اجابة على سؤال لصحيفة «الصحافة» عندما قال ان تغيير الاسم لا يعني بالضرورة تغيير سمات الحزب ونظريته الأساسية.وقال ، ان الحزب الشيوعي سيحتفظ بسماته ونظريته الاساسية بطريقة جديدة مستنيرة .

    ------------------------------------------------------------------------------
    محمد ابراهيم نقد ومهمة البحث في الجيوب المبعثرة




    صعد محمد ابراهيم نقد إلى منصب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي، خلفا للمعلم عبد الخالق محجوب. وانتخب محمد ابراهيم نقد لقيادة الحزب في اعقاب استشهاد قيادات الحزب وتعليقهم على اعواد المشانق في عام 1971م، وهي المرحلة التي أعقبتها مطاردة شرسة واضطهاد واعتقالات وتشريد وتعذيب لكوادر الحزب، مما أدى الى تراجع دور الحزب السياسي والفكري في ظل العمل السري للحزب، وامام هذا الواقع قال زعيم الحزب الشيوعي إن كوادر الحزب الآن يبحثون في جميع جيوبه المبعثرة حتى يصنعون منها تنظيما، وبعد أن يستقر التنظيم، سيبدأ الحزب في العمل السياسي لمجابهة الانتخابات السودانية المقبلة. وأبان نقد أنهم قاموا بتبسيط الماركسية والاشتراكية لعامة الناس، وأن لديهم قدرة على العمل السياسي والدعائي، وبالمثابرة عليه سيتم إقناع الناس.
    يقول الصحافي عثمان تراث إن نقد قاد الحزب الشيوعي السوداني في أكثر مراحل هذا الحزب العريق حساسية وتعقيدا وصعوبة، وبذل منذ أن تم اختياره سكرتيرا سياسيا للحزب في 1971م، جهودا سياسية وتنظيمية وفكرية جبارة لقيادة حزبه. وللأسف فإن معظم السنوات التي مرت منذ ذلك الحين وحتى الآن، سيطر فيها النظام العسكري الديكتاتوري على الحكم في السودان، ما اضطر نقد إلى الاختفاء لقيادة العمل السري للحزب الشيوعي.
    ونقد سياسي مناضل سيحتفظ تاريخ الحركات الثورية باسمه وسيرته مدى الدهر، وهو كذلك باحث جاد ومفكر عميق مدَّ المكتبة بعدد من البحوث والمؤلفات القيمة مثل «علاقات الرق في المجتمع السوداني» و«علاقات الأرض»، و«حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلامية» وغيرها. وهو الآن في عقده السابع من عمره لازال يتوهج كاريزما، ويتقد نشاطا في قيادة الحزب الشيوعي الذي يستعد لعقد مؤتمره العام الخامس.

    --------------------------------------------------------

    أسماء في ذاكرة المؤتمر الرابع
    ملف خاص بمناسبة إنعقاد المؤتمر الـ(5) للحزب الشيوعي



    انتخب المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي 1967م اللجنة المركزية المكونة من أسماء رفاق أسهموا في مسيرة الحزب الشيوعي، منهم من انتقل إلى الرفيق الاعلى، ومنهم من انقسم عام1970م، ومنهم احياء. والاسماء التالية هي اللجنة المركزية التي انتخبها المؤتمر الرابع:
    عبد الخالق محجوب.
    قاسم أمين.
    الشفيع أحمد الشيخ.
    جوزيف قرنق.
    عز الدين علي عامر.
    خضر نصر.
    محمد محمود الشايقي.
    عبد المجيد شكاك.
    صلاح ميزني.
    فاروق زكريا.
    التيجاني الطيب.
    محمد ابراهيم نقد.
    فاطمة أحمد ابراهيم.
    سعاد ابراهيم أحمد.
    يوسف حسين.
    سليمان حامد.
    سعودي دراج.
    محجوب عثمان.
    معاوية سورج.
    أحمد سليمان.
    محمد ابراهيم كبج.
    الحاج عبد الرحمن.
    الأمين محمد الأمين.
    فاطمة بابكر.
    مصطفى محمد صالح.
    محمد ابراهيم كبج.
    عمر مصطفى المكي.
    محاسن عبد العال.


    الصحافة
    22/1/2009
                  

العنوان الكاتب Date
المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:08 AM
  Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:15 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:20 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:22 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:27 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:29 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:31 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:32 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:36 AM
      Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 06:22 AM
        Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 08:14 AM
          Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 10:21 AM
          Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 10:29 AM
            Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 10:46 AM
              Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 07:57 PM
        Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-30-09, 09:23 PM
  ويعيش النضال mahdy alamin01-28-09, 08:56 PM
    Re: ويعيش النضال الكيك01-28-09, 08:58 PM
      Re: ويعيش النضال الكيك01-29-09, 05:17 AM
        Re: ويعيش النضال الكيك01-29-09, 06:16 AM
      Re: ويعيش النضال الكيك01-30-09, 08:40 PM
        Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 07:37 AM
          Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 08:36 AM
            Re: ويعيش النضال اسامة الكاشف02-01-09, 01:11 PM
              Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 04:37 PM
                Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 08:35 PM
                Re: ويعيش النضال عبداللطيف حسن علي02-01-09, 08:38 PM
                Re: ويعيش النضال أبو ساندرا02-01-09, 08:39 PM
                  Re: ويعيش النضال هاشم الحسن02-01-09, 10:05 PM
            Re: ويعيش النضال محمد عثمان عبدالله02-01-09, 10:34 PM
              Re: ويعيش النضال الكيك02-02-09, 04:41 AM
                Re: ويعيش النضال الكيك02-02-09, 10:59 AM
                  Re: ويعيش النضال الكيك02-03-09, 07:06 AM
                    Re: ويعيش النضال الكيك02-03-09, 10:18 AM
                      Re: ويعيش النضال الكيك02-03-09, 10:40 AM
                        Re: ويعيش النضال الكيك02-05-09, 10:07 AM
                          Re: ويعيش النضال الكيك02-05-09, 10:29 AM
                            Re: ويعيش النضال الكيك02-08-09, 04:55 AM
                              Re: ويعيش النضال الكيك02-09-09, 10:51 AM
                                Re: ويعيش النضال الكيك02-11-09, 06:00 AM
                                  Re: ويعيش النضال الكيك02-13-09, 05:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de