المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 06:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2009, 05:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق (Re: الكيك)

    النص الكامل لخطاب السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني في المؤتمر الخامس

    نقد يقدم خارطة طريق حزبه لحل مشكلة دارفور ويوضح أسباب عدم انعقاد مؤتمرهم العام طوال الأربعين عام الماضية

    السكرتير العام للحزب الشيوعي يعدد القضايا التسع التي سيناقشها المؤتمر ويطرح مؤشرات حول مستقبل عمل واسم وفكر الحزب

    24 يناير 2009م

    ?{? تحية إعزاز وإجلال لمؤسسي حزبنا وشهدائه من أجل الاستقلال والوحدة والديمقراطية والاقتسام العادل للسلطة والثروة.
    ?{? ومن علي منصة المؤتمر تحية للحركة السياسية السودانية بأحزابها ونقاباتها وصحافتها واتحاداتها وروابطها.
    ?{? تحية لأعضاء الحزب الذين صمدوا واستبسلوا في مواجهة حملات التشريد والقمع والتعذيب الوحشي حد الاستشهاد ثم ثابروا على تجميع وتنظيم فروع الحزب وقياداته المركزية.
    ?{? تحية للأسر التي فتحت لنا قلوبها ودورها فآوتنا طوال سنوات الديكتاتوريات العسكرية المتعاقبة.
    ?{? تحية لكل فروع الحزب وأصدقائه في الداخل وفي شتي بقاع العالم واسهامهم المقدر في ابتدار حملات التضامن مع شعبنا وحزبنا. والتحية موصولة من بعد لمنظمات حقوق الانسان وضحايا التعذيب.
    ?{? تحية للصحفيين الذين استبسلت أقلامهم دفاعا عن حرية التعبير وشرف الكلمة.
    ?{? تحية للحركة النقابية السودانية التي تجاوزت كل القوانين التي تحرم الأحزاب ولم تحصر دورها في المطالب النقابية بل أسهمت في الحركة الوطنية كتفا لكتف مع الأحزاب السياسية في النضال الوطني وقضايا ما بعد الاستقلال .
    ?{? 40 عاما بدون مؤتمر !!
    من قضايانا الكبيرة التي نتصدي لعلاجها في مؤتمرنا الخامس هذا أن حزبنا لم يعقد مؤتمرا طيلة الأعوام الأربعين الماضية علما بأن النظام الداخلي ينص علي عقد المؤتمر مرة كل عامين .

    إن مؤتمرات الحزب هي مواسم التشمير عن ساعد الجد واستنهاض الهمه والفكر لمراجعة أداء الحزب في كل مفاصله وتصحيح الأخطاء وحل المشكلات النظرية والعملية التي تعترض نشاطه ولمحاسبة اللجنة المركزية للحزب عن اعمالها. ان المؤتمرات الحزبية تحتل موقعا مفصليا في ممارسة الرقابة الجماعية والديمقراطية الداخلية والحياة المعافاة داخل الحزب.
    ?{? ان عدم عقد المؤتمرات الخامس وغياب المؤتمرات طيلة أربعين عاما تقصير جسيم لابد من النظر في أسبابه ومعالجتها وتحديد المسئولية فيها واتخاذ كل ما يلزم لمنع تكراره. ان عقد المؤتمرات في مواعيدها من شروط ترسيخ الديمقراطية في الحزب.
    ?{? يمكن القول أن السبب الرئيسي لتعطيل انعقاد المؤتمر كان تغليب الاعتبارات التأمينية لسلامة الحزب وكوادره علي ضرورات التمسك بقواعد النظم الحزبية ومبادئها. ولقد كان في الامكان اختيار وتطبيق بدائل تتيح عقد المؤتمر بتنازلات في بعض الجوانب (مثل عدد أعضاء المؤتمر) بأشكال التفويض تجنبا لغيابه اكثر من اربعين عاما. وهو تقصير جسيم تتحمل مسئوليته دون شك اللجنة المركزية.
    ?{? ماذا يواجه المؤتمر الخامس؟
    ينعقد المؤتمر الخامس ليواجه ذات القضايا التي واجهت مؤتمراتنا السابقة وهي قضايا التحول الوطني الديمقراطي ولكن في ظروف جديدة أكثر تعقيدا بما لا يقاس بظروف في مؤتمراتنا السابقة، ما هي هذه القضايا علي رأسها :
    القضية الأولي : بقاء الوطن موحدا وديمقراطيا في ظروف سيخوض فيها شعبنا في الجنوب بعد أقل من عامين معركة الاستفتاء من أجل تقرير المصير ما بين الوحدة والانفصال. واجبنا كحزب له تجاربه الثرة في النضال السياسي يتحمل أكثر من غيره مسئولية تجميع أوسع جبهة من القوي الديمقراطية في الشمال والجنوب للمحافظة علي وحدة البلاد والتطور التنموي المتوازن في مناطقها المختلفة خاصة في جنوب البلاد لضمان تنفيذ اتفاقية السلام الشامل باعتبارها قضية كل السودان وليس مهمة الحركة الشعبية وحدها.
    حزبنا وهو يستعيد نضاله في تجميع كافة فعاليات ومنابر القوى الديمقراطية كأساس للوحدة الواسعة لا يبدأ من الصفر بل هناك تقاليد راسخة للعمل الديمقراطي والتقدمي ما زالت باقية ولم تندثر رغم الحرب وهذا يستوجب بذل جهود مضاعفة لقراءة مستجدات الواقع في الجنوب بعد اتفاقية السلام الشامل والاستفادة من تجارب الماضي بكل سلبياتها وايجابياتها لبعث عمل القوي الديمقراطية في الجنوب من جديد علي أسس وقواعد تستند علي دراسة عملية للواقع.
    القضية الثانية التي يواجهها مؤتمرنا هي تصدي شعب السودان لمهامه المصيرية فيما يتصل بوضع حد لنزيف الدم في دارفور والاستجابة لمطالب أهله العادلة وهي :
    عودة النازحين واللاجئين الي قراهم الأصلية واستبعاد الذين استجلبوا من دول مجاورة وتم استيطانهم في تلك القري والحواكير كذلك تطبيق شكل وطني ملائم للعدالة في الاقليم ويري حزبنا أن هذا الشكل ليس سوي العدالة الانتقالية التي طبقت في أكثر من أربعين بلدا أقربها الينا جنوب افريقيا والمغرب ونستطيع أن نضيف اليها من خبرة شعبنا وحكمته الكثير كي نرفد به تلك الخبرة العالمية الواسعة والاستجابة لمطلبهم في الاقليم الخاص في اطار مشروع متكامل لاعادة تقسيم السودان الي تسعة أقاليم ويكون لهم الحق في انشاء أي عدد من الولايات يرونه مناسبا بالاضافة الي أشكال الحكم كقاعدة لا غني عنها في ممارسة الديمقراطية كذلك تمثيل أهل الاقليم تمثيلا عادلا في رئاسة الجمهورية وحصولهم علي نصيب عادل أيضا في الثروة القومية كذلك حصولهم علي ما يستحقونه من مواقع ومناصب في جهاز الدولة بشقية المدني والعسكري ونعتبر هذه بمثابة خارطة الطريق العقلانية الوحيدة للخروج من المأزق الوطني الراهن في هذا الاقليم .
    القضية الثالثة التي تواجه مؤتمرنا هي أنه ينعقد والوطن مثقل بتعدد الاتفاقيات ( نيفاشا، أسمرا، القاهرة، أبوجا الأولي وقد تتبعها الثانية الأخري ) ونأمل أن يستجمع شعبنا ارادته لتوحيد وصهر الاتفاقيات في برنامج وطني شامل من أجل السودان الوطن الواحد ودولة مدنية وديمقراطية راسخة وتنمية متوازنة وسلم وطيد.
    القضية الرابعة هي استكمال مهام التحول الديمقراطي ويعلم الجميع أن أهم عناصر هذه القضية هو الاصلاح القانوني والشامل من حيث الغاء كل التشريعات التي تتعارض مع الدستور الانتقالي لسنة 2005 وعلي راسها قانون قوات الأمن الوطني لسنة 1999 م وقانون الصحافة الجديد وغيرها من شاكلة هذه التشريعات . ان بقاء هذه القوانين يشكل عقبة كؤود أمام تمتع شعبنا بحرياته العامة وحقوقه الأساسية المضمنة في وثيقة الحقوق بالدستور كشرط لانخراطه في حركة جماهيرية واسعة من أجل انجاز مهام التحول الديمقراطي وبغير ذلك لن تقوم لهذا التحول قائمة مهما تعددت الأشكال الخاوية من المحتوي للمارسة الديمقراطية المظهرية.
    القضية الخامسة : هي معاناة الأغلبية الساحقه من شعبنا جراء الضوائق المعيشية التي ما تزال تحكم حلقاتها في كل جوانب الحياة حتي أصبح زهاء 95 % من المواطنين يرزحون تحت خط الفقر وربما يكون مدعاة حقيقية للدهشة والاستغراب أن هذا يحدث في بلد غني بثرواته الزراعية والحيوانية والمعدنية بل واكتشف البترول وصدره للاسواق العالمية.
    القضية السادسة هي أن انعقاد مؤتمرنا هذا يتزامن والازمة الاقتصادية والمالية تنشب مخالبها في كيان النظام الرسمالي العالمي حتي تهافت دهاقنته علي المكتبات لاقتناء كتاب رأس المال لكارل ماركس . كما يتزامن مع تصاعد حركة واسعة في بلدان الغرب الرأسمالي الصناعي تستشعر ما ترتبه العولمة الرأسمالية من مخاطر علي شعوب العالم واقتصادياته بما لا تخفف منها في حساباتهم كل مكاسبهم التي حققوها عبر عقود طوال تحت مظلة الضمان الاجتماعي. ان هذه الحركة التي تطلق علي نفسها حركة العداء للرأسمالية هي حركة مستقلة وناتجة من وعي تلقائي بمخاطر الرأسمالية المتوحشة وتنتظم فيها جموع العاملين في هذه البلدان من مختلف المشارب الفكرية والسياسية والدينية ولا يستطيع أحد ان يدعي أنها ( صنيعة شيوعية ) كما دأبت ألة الدعاية الأمبريالية علي وصف الحركات المناهضة لها في زمان مضي .
    القضية السابعة : هي النضال الباسل الذي يخوضه إخوة لشعبنا في فلسطين وصمودهم الأسطوري في غزة كما يتزامن مع ما يخوضة اخوتنا في العراق ونعبر عن ثقتنا في قدرتهم علي الانعتاق من اسار الاحتلال والازمة الانسانية والسياسية التي فرضت عليهم.
    القضية الثامنة هي أن انعقاد مؤتمرنا هذا يتزامن مع التجارب الجديدة في فنزويلا وبوليفيا وشيلي والبرازيل في أمريكا اللاتينية لا شك أن هذه التجارب تطرح مستويات جديدة من الاسئلة والجدل النظري حول مآلاتها وما يفرضه عليها الواقع من تحالفات وارتباطات وخصومات علي المستوي القاري والعالمي واهتمام حزبنا بتتبعها ودراستها لا يأتي من باب الترف الفكري وانما لما تفرزه هذه التجارب والخبرات من دروس جديدة علي حركة الثورة العالمية وحزبنا جزء أصيل منها.
    أما القضية التاسعة ولعلها تكون في مقام القضية الأولي بالنسبة لنا من الزاوية الفكرية والأيدولوجية فهي ما شهده العالم من انهيار للاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية في شرق أوربا واثار ذلك علي الوضع العالمي ومستقبل الحركة الشيوعية العالمية بالأخص خلال العقدين الماضيين وما يتوقع من تداعيات لذلك مستقبلا وهذا أدعي لأن نعرض لهذه القضية في هذا الحيز من كلمتنا .
    الاشتراكية :
    الادعاء بأن هنالك طريقا واحدا للوصول الي الاشتراكية ينفي حقيقة المميزات الوطنية لكل شعب ويجعل من الاشتراكية عقيدة جامدة وعقيمة ويخرجها من نطاق العلم الي نطاق الخرافة. واذا كانت الاشتراكية العلمية هي حصيلة التجارب الثورية للشعوب فانها تتحقق لدي كل شعب بارتباطها بجذور عميقة في مجري تجاربه الخاصة وفي مجري سماته الحضارية أيضا.
    إنجاز المهام الوطنية الديمقراطية يفتح الباب لولوج مرحلة التحول الاشتراكي ويمكن تلخيص سماتها العامة في :
    تحرير الإنسان من الاستغلال .
    الغاء الامتيازات الطبقية بما ينهي اغتراب الانسان من مراكز النفوذ.
    مكافأة الانسان حسب عمله.
    تملك الشعب لوسائل الانتاج ونشر عائد الثروة في كل المجتمع.
    سلطة سياسية ديمقراطية تعددية لتحالف واسع من الأحزاب والتنظيمات السياسية للطبقة العاملة والمزارعين والمثقفين الثوريين والرأسماليين الوطنيين وتؤسس تلك السلطة من خلال التجارب وزمالة النضال السياسي والاقتصادي والفكري ولا تفرض فرضا.
    دعم الديمقراطية النيابية التعددية بالديمقراطية المباشرة.
    توفير الشروط اللازمة كيما تصبح المرأة عضوا فاعلا في المجتمع بكفالة الحقوق المتساوية بينها والرجل.
    التحرر من الاضطهاد القومي والاستعلاء العرقي والثقافي .
    النضال الأممي.
    النضال من أجل حماية السلام العالمي ونبذ الحروب والحد من التسلح.
    ?{? تجديد المشروع الاشتراكي
    الدراسة الباطنية لبنية الرأسمالية المعاصرة التي تجاوزت مرحلة المنافسة الحرة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكذلك للآليات والبرامج التي استحدثتها لتطويق أزماتها وللمتغيرات في التركيب العضوي والتقني للطبقة العاملة والفئات الوسطي العاملة بأجر.
    التقويم الموضوعي الناقد للعوامل والأسباب الباطنية – موضوعية وذاتية –لانهيار النمط السوفيتي للاشتراكية ولفشل تجارب نمط الحزب الواحد ورأسمالية الدولة والاصلاحات الاجتماعية ( مصر عبد الناصر وتنزانيا نيريري ) ولما استجد في البرامج والمنطلقات الفكرية للنماذج الاشتراكية الماثلة : الصين فيتنام كوريا الديمقراطية كوريا ولما هو جديد في فكر المدارس الاشتراكية في افريقيا والمنطقة العربية وفي امريكا اللاتينية وآسيا وغرب أوربا ولما استجد في روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة وبلدان شرق أوربا .
    استيعاب ما استجد واستحدث من مقولات ومفاهيم في العلوم الطبيعية والاجتماعية للوقوف علي مدي أثرها في تطوير أو تجاوز استنتاجات الماركسية باعتبار الماركسية نظرية عامة للواقع والكون وليست منظومة فلسفية مغلقة ومنكفية ذاتيا علي طراز أرسطو وهيجل .
    تقويم ناقد لما ورد في برنامج حزبنا ووثائقة الأساسية عن الاشتراكية .
    قيادة الحزب الماركسي في ظل النظام الاشتراكي لا يعني وجوب نظام الحزب الواحد. الديمقراطية الاشتراكية ترتكز علي ما حققته الشعوب من حرية للفرد والجماعة في التعبير وحرية الفكر وتستكمل هذا البناء بتحرير الانسان من سيطرة رأس المال والاغتراب .
    الالتزام بالدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الانسان التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة واتفاقيات المنظمات الدولية الأقليمية .
    الالتزام بدولة المواطنة والتعددية الحزبية والتدوال الديمقراطي للسلطة.
    ويثور هنا بطبيعة الحال السؤال الذي ظل يشغل بال الرأي العام والصحفيين من أصدقاء الحزب ومن خصومه حول اسم الحزب. وليس سرا أن هذا الموضوع ظل مطروحا ضمن المناقشة العامة التي انتظمت صفوف حزبنا منذ بواكير تسعينات القرن المنصرم والآن سيكون مطروحا علي مؤتمرنا حسم هذا التداول الواسع بالتصويت الديمقراطي حيث سيسود رأي الأغلبية بلا شك .
    ختاما : إشادة بالجهد المثابر الذي بذلته اللجان التي أعدت مشروع التقرير السياسي، مشروع البرنامج، مشروع النظام الداخلي ومشاريع القرارات التي سيجيزها مؤتمرنا . واشادة مستحقة للجان المناطق وفروع الحزب في داخل والخارج علي تعاملها الجاد مع مهام التحضير للمؤتمر وآمل أن يرتقي اسهام المؤتمر للمستوي الذي يلبي طوحات أعضاء الحزب والمتعاطفين معه وأن يسهم بقسط متواضع في الفكر السياسي السوداني.


    --------------------------------------------

    العدد رقم: 1152 2009-01-27

    شكر وعرفان

    بقلم: أتيم قرنق دينق - نائب رئيس المجلس الوطني



    بمناسبة المؤتمـر الخامـس للحزب الشيـوعي السـوداني
    الرفيقات والرفاق، المناضلون والمناضلات
    تحية ثورية خالدة
    · يسعدني أن أكون من بين المشاركين في افتتاح أعمال مؤتمركم العام هذا وبلادنا في حاجة إلى تضامننا أكثر من أي لحظة من حقب تاريخنا الوطني. ينعقد مؤتمركم ووطننا في مفترق الطرق بين أن يكون موحداً قوياً مزدهراً متقدماً معاصراً أو إن يتشظى ويتشتت ويصير منسياً مندثراً.
    · أيها الرفاق أنتم اليوم تعقدون مؤتمركم وأنتم تعلمون الدور النضالي الايجابي الذي قام به حزبكم كفصيل فعال من فصائل النضال الوطني في السودان. إن ما كانت تعرف بمراكز الشبيبة لحزبكم في منتصف القرن الماضي كانت هي الفضائية الأولى في السودان في نشر الوعي عن العمل النقابي وعن النضال الثوري وعن حقوق المواطنة في السودان وعن حقوق الشعوب المضطهدة في أرجاء العالم. فلولا مجهودات حزبكم، الحزب الشيوعي السوداني، فمن أين لنا في السودان في ذلك الزمان الذي لم يكن توجد فيه الأجهزة الكافية من راديوهات الترانستر ناهيك عن التلفزيون، نعم من أين كان لنا أن نعرف عن نضال الشعب الفلسطيني البطل وعن الثورة الجزائرية الفدائية وعن نضال الشعب الفيتنامي المقاوم وعن جهود الشعب الصيني العظيم في بناء أمة حديثة قوية. لقد قمتم بنشر الوعي الثوري عن حركات التحرر الأفريقي، عن عبد الناصر، نكروما، نياريري، مانديلا، سوكارنو، نهرو، جيفارا، بن بله، كاسترو، بن بركة، هوش منه وغيرهم من ثوار العالم.
    · إن دوركم في رفع الوعي النضالي في السودان هو دور ريادي وقيادي كما أنه لم يسبقكم في نصرة المرأة السودانية أي فصيل من فصائل العمل السياسي أو العمل الاجتماعي في السودان باستثناء الشيخ العظيم بابكر بدري الذي سبقكم في سبيل حق تعليم المرأة السودانية.
    · أيها المناضلون والمناضلات: لقد تعرض حزبكم من بين فصائل النضال الوطني في السودان لأكثر النكبات والاضطهاد السياسي في أزمنة الحكومات الديمقراطية والحكومات الشمولية، إنها مهزلة التاريخ. نكبتكم كانت أكثر من نكبة البرامكة. ولكن ها هو أنتم اليوم تجتمعون في نصف النهار في قلب الخرطوم والكل حضوراً وشهوداً. لقد تغيرت الكثير من المفاهيم في هذا الوطن بعضها ايجابي وبعضها سلبي. نعم ها هنا أنتم بعد أن عبرتم بحراً هائجاً من حقب التاريخ وها هم أنتم اليوم قد خرجتم من نفق مظلم من فصول التاريخ السياسي السوداني. وهنا مرة أخرى التقيتم بالنور وهنا في قلب الخرطوم التقى "جيل التضحيات بجيل البطولات".
    · نعم: ولكن إلى أين من هنا نحن ماضون وكيف نضمن وحدة وقوة ورفاهية هذا الوطن؟
    لقد تولى عهد تصنيفنا لبعضنا البعض بأوصاف ونعوت عفى عنها الزمن بالضرورة (رجعي، تقدمي، عميل، كافر، ملحد، مجاهد، مؤمن الخ...)
    نحن اليوم (سودانيون بالمواطنة) نحن اليوم نبحث عن كيفية تقوية تنوعنا وتعدديتنا. إن السودان بحدوده الحالية هو من صنع الآخرين ولكن الاحتفاظ بالسودان بحدوده هذه هو من صميم إرادتنا القومية، ووحدته وديمومة الوحدة هي من واجباتنا الوطنية وعلى ضوء هذا أتمنى أن تكون خطواتكم القادمة هي تحقيق استقرار ووحدة الوطن من خلال التنوع السوداني.
    * التحية لشهدائكم، عبد الخالق محجوب، الشفيع أحمد الشيخ، جوزيف قرنق وغيرهم من أبناء وبنات وطن النجوم والنيل
    أتمنى النجاح لمؤتمركم
    والسلام عليكم،،،



    أتيم قرنق دينق
    24/1/2009م الخرطوم




    -----------------------------------------------

    العدد رقم: 1150 2009-01-25

    مشاهد من شرفة المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي

    : المحرر السياسي
    نقد .. (الخروج عن النص)



    (1)
    الامام الصادق المهدي والاستاذة فاطمة احمد ابراهيم (العفو والعافية)
    (2)
    الاستاذ محجوب شريف وكريمته مي محجوب (ود الوز عوام)
    نقد .. (الخروج عن النص)
    خرج السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني محمد ابراهيم نقد خلال القائه خطابه عن النص لعدة مرات بقفشات اثارت ضحك الحاضرين. وقال اثناء حديثه عن تغيير اسماء المديريات لاقاليم ثم لولايات بقوله:"دا هسع زي قصة تغيير اسم الحزب الشيوعي زي ما واحد قال ليهم والله لو سميتوا الحزب الاشتراكي الإسلامي في النهاية حيقولوا ديك ياهم الشيوعيين، يعني المسألة ما تغيير اسم"، وحينما دعا لمنح تمثيل دارفور في رئاسة الجمهورية وعدم التعلل بالمؤهلات فقال:"هسع نحن ما شفنا رئيس جمهورية في مايو مؤهلاتوا كانت شنو ؟؟"، واثناء حديث نقد عن الازمة المالية العالمية قال:"ما افتكر عندكم مانع نديكم جرعة صغيرة من الماركسية ما بتسوي ليكم حاجة"، واثناء تعرضه لسفره لكوبا والتقائه الرئيس الكوبي راؤول كاسترو فذكر:"أنا طلعتا من المطار بطريقة قانونية وبتأشيرة خروج". واضاف خلال حديثه عن امكانية القيام بانقلاب عسكري لتطبيق النموذج الاشتراكي والذي اعتبره امراً ممكناً بأنه "ممكن نعمل أنقلاب، ايوا اشتغلنا في الانقلابات منو مننا ما اشتغل في الانقلابات ما الموضوع سوق"، ودعا نقد اعضاء الحزب للاطلاع على الدراسات الباطنية للنظام الرأسمالي التي اعدها الحزب وقال:"لو ما لقيتوها نمشي لي ناس الامن نقول ليهم ادونا نصورها ونرجعها ليكم"، واعتبر نفسه خلال تطرقه لحقوق النساء "اكثر فصاحة من النساء للتعبير عن قضاياهن وحقوقهن وانهن بامكانهن أن يعبرن عنها وينتزعنها".
    حضور سياسي كبير
    حظيت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي السوداني بحضور عدد كبير من ممثلي القوي السياسية يتقدمهم رئيس الوزراء السابق رئيس حزب الامة القومي وامام الانصار الامام الصادق المهدي ورئيس التجمع الوطني الديمقراطي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مرشد الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني ومساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون السياسية والتنظيمية دكتور نافع على نافع ونائب رئيس الحركة الشعبية الفريق مالك عقار.
    ولا نستطيع أن نقول أننا رصدنا كل قيادات الاحزاب ولكننا رصدنا من رؤساء الاحزاب كلاً من مبارك الفاضل رئيس حزب الامة الاصلاح والتجديد، ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر الوطني، ومحمد على جادين (حزب البعث السوداني)، العميد (م) عصام ميرغني طه رئيس حزب التحالف الوطني السوداني بالانابة.
    ومن بين القيادات الحزبية التي رصدناها نائب الامين العام دكتور عبد الرحمن الغالي (حزب الامة القومي)، احمد على ابوبكر، حسن هلال، مولانا حسن ابوسبيب، د. الباقر احمد عبد الله (الحزب الاتحادي الديمقراطي)، نائب الامين العام لقطاع الشمال ياسر عرمان، د.محمد يوسف مصطفي ونائب رئيس المجلس الوطني اتيم قرنق (الحركة الشعبية لتحرير السودان)، المهندس عابدين محيسي (التحالف الوطني السوداني)، دكتور ياسر ميرغني (حزب المؤتمر السوداني)، محمد نور الدين (حركة جيش تحرير السودان جناح مناوي)، (محمد وداعة ويحي الحسين)، مساعد رئيس التجمع للشؤون القانونية فاروق ابوعيسي وجلاء الازهري (الاتحادي الموحد).
    برقيات مهنئة
    تلت المنصة عدة برقيات وردت اليها مهنئة بمناسبة المؤتمر العام لاحزاب سياسية وهي (تضامن القوي الديمقراطية المتحدة "تقدم"، حزب البعث العربي الاشتراكي- القيادة القطرية، الامة الإصلاح والتجديد، حركة وجيش تحرير السودان جناح مناوي، التحالف الوطني السوداني،الاتحادي الموحد، الحزب الوطني الديمقراطي،التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الشعبية لتحرير السودان والمؤتمر الشعبي).
    وأول برقية تليت كانت برقية "تقدم" واطولها كانت برقية التحالف الوطني السوداني الممهورة بتوقيع رئيس الحزب عبد العزيز خالد والتي وضح أنها كانت معدة قبل انطلاق الاحتقال ولم تكتب اثناءه، أما برقية المؤتمر الشعبي فدعت لتحالف عريض لاسقاط الحكومة ..!!.
    أما البرقيات التي وردت من الهيئات فرصدنا منها برقيات (اللجنة القومية للمفصولين، تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، التضامن النقابي، ورابطة الاطباء الاشتراكيين).
    جفاء (ال المهدي)
    توقع الصحفيون أن يقوم رئيس حزب الامة الاصلاح والتجديد مبارك الفاضل المهدي بعد تحيته لمساعد رئيس الجمهورية دكتور نافع على نافع أن يبادر بالسلام على رئيس حزب الامة القومي الامام الصادق المهدي، لكن الرجلين كل منهما (اعرض عن صاحبه) لم يمد مبارك يده واشاح الامام بوجهه في الاتجاه المعاكس لمبارك والذي مر امامه دون إلقاء السلام أو الكلام. المشهد الثاني تكرر حينما خصصت مراسم الجلسة مقعداً لمبارك الفاضل يفصل بينه والامام مقعد، ولم نستمع لما دار بين مبارك الفاضل ومراسم الجلسة لكنه اختار بعدها الجلوس في الصف الثالث. وفسر البعض الجفوة بين الرجلين على خلفية الاتهامات التي تجددت بينهما على خلفية الوساطة التي يقودها وفد النيل الأبيض لتوحيد الحزبين والتي اتهم فيها مبارك الامام "بالتنصل مما تم الاتفاق عليه بإصراره على عودة المنقسمين عن حزب الامة كأفراد لا ككيان".
    (الميرغني) مفأجأة الجلسة الافتتاحية
    لم يتوقع أي من المراقبين أن يحضر رئيس التجمع الوطني الديمقراطي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي مرشد الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعي الذي يعد من الاعضاء المؤسسين للتجمع الوطني الديمقراطي في عام 1989م. وصحيح أن الميرغني اكتفي بالحضور على سبيل المجاملة ولم يحضر الجلسة الافتتاحية. ويبقي مغزي حضور الميرغني تعبيراً عن تقدير للحلفاء، وكان رد (الزملاء) تحية احسن منها تصفيقاً وهتافاً.
    هتافات بالقاعة
    تخللت فعاليات الجلسة الافتتاحية العديد من الشعارات والهتافات التي اطلقها منسوبو الحزب كان اكثرها (شيوعاً) وسط الحضور (عاش كفاح الشعب السوداني، عاش كفاح الحزب الشيوعي، عاش كفاح الطبقة العاملة، جبهة عريضة شمال وجنوب لاجل الوحدة، خالد خالد عبد الخالق، امين امين يا قاسم امين).
    الغائبون الحاضرون
    خلال السنوات العديدة التي مرت ما بين المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي في اكتوبر 1967م وحتي مؤتمره الخامس في 2009م غيب الموت العديد من قيادات واعضاء الحزب الشيوعي السوداني الذين كانوا حضوراً بالمؤتمر من خلال عرض صورهم بالبروجكتر وعلى رأسهم (عبد الخالف محجوب، الشفيع احمد الشيخ، جوزيف قرنق، قاسم أمين، دكتور عزالدين على عامر، بروفسير فاروق كدودة، بروفسير محمد سعيد القدال، فاروق زكريا، دكتور علي فضل، ابوبكر راسخ) ومن طلاب الحزب (محمد عبد السلام، معتصم حامد ابوالقاسم "ابوالعاص") وكلما تعرض صورة احد الاشخاص من خلال شاشتي العرض بالقاعة تدوي الهتافات بالتصفيق الشديد، لكن خلال عرض صورة ابوالعاص اطلق عدد من طلاب الحزب هتافات تطالب القصاص بالرصاص.
    الدم بيحن
    اتهم الشيوعيون السودانيون بخصلة (الفجور في الخصومة مع المنقسمين عنهم) لكن تلاحظ أن الجلسة الافتتاحية حضرها عدد من المنقسمين من بينهم محمد عبده كبج وتاج السر مكي واخرون لمن نرصدهم، صفق الحضور بحرارة عقب انتهاء البرقية التي ارسلها كبج للمؤتمر رغم أنني توقعت أن لا تعار أي اهتمام من واقع الاتهام الموجه للشيوعيين بخصومتهم الشديدة مع المنقسمين عنهم، ربما توصل الشيوعيون بعد تجربة تزيد عن الستين عاماً أن (التسامي والتسامح يفتح القلوب والعقول أما الفجور في الخصومة فيهدم جسور التواصل ويخلق البغضاء).
    الكاتمو في جواي كتير
    الشاعر المرهف محجوب شريف تواجد في الصفوف الخلفية مع الجماهير دون ضوضاء أو جلبة، وحينما دعته المنصة للتقدم لالقاء وصلة شعرية شق صفوفه وسط الحشود الضخمة وزف للمنصة بترديد عدد كبير من الحضور لقصيدته (عشا كلمينا ميري ذكرينا) وعانق القيادية بالحزب فاطمة احمد ابراهيم طويلاً. وبعد أن صعد المسرح استهل حديثه بشكر كل الجهات التي دعته طوال السنوات الماضية وسمحت له بالاطلالة عبر منافذها لالقاء الشعر، مبيناً أنه احتراماً لتلك المنابر فظل لسنوات طويلة أن يحتفظ بهتاف عزيز على نفسه في دواخله ولا يقوله وجاء الوقت ليصدح به وهتف:"عاش نضال الحزب الشيوعي عاش كفاح الحزب الشيوعي"، وحينما لمح الامام الصادق المهدي في الصفوف الامامية حياه وشكره على دعوته لالقاء الشعر بالمنتدي في بيته وقدم قصديته الاولي (عشا كلمينا ميري ذكرينا) اهداء لروحي جوزيف قرنق ودكتور جون قرنق، وطالب محجوب شريف وسط ضحك الحاضرين من ابنته مي التي تغني بكورال الحزب الشيوعي مساعدته "باعتباره يدخل ضمن بر الوالدين".
    الامر حقيقة
    رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر دكتور الشفيع خضر كرر في مستهل كلمته ترحيباً بحضور المؤتمر العام الخامس وكرر ربما تأكيداً:"نعم مرحباً بكم في المؤتمر العام الخامس".
    النساء سيدات الموقف
    حظيت كل من القيادية بالحزب فاطمة احمد ابراهيم ودكتورة خالدة زاهر بعاصفة كبيرة من التصفيق وهتف الحاضرون للثانية (خالدة زاهر زمنك زاهر) واجهشت السيدتان ببكاء حار. لكن يبقي الهتاف والاستقبال الحاشد لعضوة اللجنة المركزية سعاد ابراهيم احمد التي حضرت اثناء القاء سكرتير الحزب محمد ابراهيم نقد لخطابه الاكثر عاطفية والاشد نظراً لظروفها الصحية حيث لم يتوقع أحد أن تحضر، لكنها فأجأت الجميع وأثبتت أنها لا تزال "هي نفسها العنيدة والصلبة التي واجهت اصعب الموقف بشجاعة كاملة".
    أين ذهب ضباط 19 يوليو 1971م ؟؟
    تلاحظ أن خطاب اللجنة التحضيرية والسكرتير العام للحزب الشيوعي لم يورد أياً من اسماء ضباط حركة 19 يوليو 1971م الذين تم اعدامهم، باستثناء المرحوم هاشم العطا والمقدم بابكر النور سوارالذهب اللذين عرضت لهما صورتان بالبورجيكتر، فتم اغفال صورة بقية اولئك الضباط.


    العدد رقم: 1150 2009-01-25

    قولوا حسناً
    يوم مع الحزب الشيوعي السوداني

    محجوب عروة
    كُتب في: 2009-01-25




    بدعوة كريمة من الحزب الشيوعي السوداني حضرنا أمس مؤتمره الخامس في قاعة الصداقة.. كان نهاراً حافلاً استمتعنا فيه بعمل ثقافي وأدبي ووثائقى جيِّد، واستمعنا لخطاب السكرتير العام للحزب الأستاذ نقد.
    وكان لافتاً للأنظار حضور د. نافع علي نافع ممثل المؤتمر الوطني الحاكم وزعامات الأحزاب الأخرى وكثير من زعاماتها قياداتها.. وكان الحضور كبيراً من مختلف قطاعات الشعب السوداني والمجتمع المدني والقيادات الصحفية، إضافة إلى ممثلي قواعد الحزب الشيوعي والقيادات التاريخية من الجنسين.
    قلت لمحدثي من الضيوف إن هذا السودان مختلف عن غيره، فكون أن الغريم والعدو الأساسي للحزب الشيوعي ممثلاً في الحركة الإسلامية وحزبها المؤتمر الوطني الحاكم يسمح بقيام المؤتمر بل يحضره، فهذا يؤكّد تفرّد السودانيين بخصائص غير معهودة في العالم العربي والإسلامي والأفريقي بل العالم الثالث أجمع، حتى الأجنحة الفلسطينية المتخاصمة التي تواجه عدواً واحداً شرساً وفي أحلك ظروفهم تجدهم لا يقبلون ببعضهم .
    لا شك أن هذا السودان بلد متفرد ولا شك أن مثل هذا التصرّف من كل القوى السياسية شيء جميل خاصة طرفي النزاع (الشيوعيون والاخوان المسلمون) وليت السلطات سمحت بصدور صحيفة (الميدان) في هذا اليوم حتى تثبت جديتها في التحول الديمقراطي، فلا شك ان وكالات الانباء والقنوات الفضائية ستبث هذا المؤتمر، فيشعر المشاهدون كيف ان السودان سائر في طريق التحول الديمقراطي المنشود.
    كان خطاب الاستاذ نقد شاملاً وقد أتفقُ مع كثير مما قاله، ولكن أختلف مع بعضه، وقد كتبت ذلك أمس ولا أريد التكرار، لكن لاحظ المراقبون أن هناك قواسم مشتركة في خطابه تتفق مع ما يطرحه المؤتمر الوطني وباقي القوى السياسية خاصة في جانب موقفه من الولايات المتحدة وانحيازه للحرية ورفض فكرة الحزب الواحد ورأسمالية الدولة، لكن لاحظت أنهم ما زالوا متمسكين باسم الحزب الشيوعي الذي حاول الأستاذ نقد أن يفنّد رؤية من قالوا بضرورة تغييره فما زال يتمسك بالاسم التقليدي القديم ولم يتطوّر بعد إلى آفاق أخرى، كما فعل غريمه الحركة الإسلامية التي اختارت اسماء جديدة لتستوعب المتغيرات و قوى جديدة لم تكن يوماً منظمة معها فكانت أكثر ذكاءً من الحزب الشيوعي.. اسماء مثل المؤتمر الوطني والشعبي استطاعت أن تجذب إليها عناصر وشخصيات جديدة رغم أن الجميع مقتنع تماماً بأن التيار الأصل هم الإسلاميون..
    ونصيحتي للمؤتمرين أن يفكروا قليلاً وينظروا للمستقبل فاسماء مثل الجبهة الديمقراطية الوطنية أو الحزب الاشتراكي الديمقراطي تتسق تماماً مع حديث الأستاذ نقد بأن الاتحاد السوفياتي كان يمكن أن يتطوّر إلى تعددية سياسية فما يمنع الحزب الشيوعي السوداني أن يطوِّر نفسه ويعيد بناء نفسه ويغيِّر اسمه ليستوعب عناصر ديمقراطية اشتراكية جديدة؟ ما زال السؤال قائماً..
    مهما يكن فقد استمتعنا بشعراء الحزب وشبابه الأدباء والفنانين وذلك التسجيل الوثائقى الذي تم بإخراج رفيع عن تاريخ الحزب، وإن كنت أعيب عليه تركيزه على الشخصيات أكثر من المواقف الفكرية والنضالية.. فحزب عقائدي كالشيوعي يتعيَّن عليه أن يركِّز على الانجاز أكثر من الشخصنة فذلك أقرب الى الطائفية الحزبية.
    أما شعار الحزب الذي ركَّز فيه على (ديمقراطية راسخة وتنمية متوازنة ووطن واحد وسلم وطيد) فهذه شعارات ممتازة تصلح لأن تكون هي القواسم المشتركة مع كافة القوى السياسية الأخرى فمن منا لا يريد انجاز وتكريس هذه القواعد الأربع فإذا حدث ذلك فمن المؤكد سننعم بسودان جديد ومتجدد يسع الجميع.. فكفى صراعات الماضي.. كفى..

    مناظير
    لماذا حزب ولماذا شيوعي؟!

    زهير السراج
    كُتب في: 2009-01-24

    [email protected]


    على خلفية انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني، لابد ان انتهز الفرصة لأحيي نضال وصمود الاستاذ (محمد ابراهيم نقد) كمفكر فريد، وقائد حزبي، أسهم في بقاء الحزب الشيوعي السوداني حياً ومتماسكاً برغم التجارب العصيبة التي تعرض لها، سواء المتمثلة في حملات القمع خلال الأنظمة الشمولية، أو الصراعات والانقسامات المتكررة داخل الحزب التي واجهها الاستاذ نقد منذ توليه مسؤوليات الأمانة العامة في عام 1971م في ظروف عصيبة جداً فقد فيها الحزب معظم كوادره القيادية والفكرية، بعد فشل انقلاب يوليو 1971 بقيادة المرحوم هاشم العطا، بالإضافة الى فشل التجربة السوفيتية التي ألقت بظلالها القاتمة والسالبة على الأحزاب الشيوعية في معظم أنحاء العالم، مما حدا بمعظمها الى حل أجهزتها أو التخلي عن الفكر الشيوعي، خاصة في المنطقتين العربية والإسلامية، ولم يتبق إلا أحزاب بسيطة وصغيرة تحمل الاسم الشيوعي، وتنتهج الفكر الشيوعي، من بينها الحزب الشيوعي السوداني الذي بقى حياً ومتماسكاً بفضل الفهم الصحيح للفكر الشيوعي والإصرار على التمسك به وتطويره، وبرغم كل التحديات التي واجهته، ولا شك ان الكثير من الفضل في ذلك يعود الى الاستاذ (نقد)، ومجموعة من جهابزة الحزب وعضويته.
    * تحيتي للأستاذ (نقد) ذات ثلاثة أبعاد .. الأول فكري، والثاني سياسي، والثالث انساني.
    * من المنطق الفكري، فإن الاستاذ (نقد) يستحق التحية والإعجاب الشديد والتقدير، بل أكثر من ذلك، فقد كان من أوائل المفكرين الشيوعيين، على مستوى العالم، وليس السودان فقط، الذي استطاع ان يفهم ويفند (الجمود) الذي حاصر أطروحات (ماركس وانجلز) عن الاشتراكية، وكرّس تصوراً خاطئاً جعل من الاشتراكية نظرية علمية شاملة ومكتملة، ووضع التجربة السوفيتية في مركز هذه النظرية، والنور الذي يضئ الدروب للتجارب الأخرى .. وعندما سقطت هذه التجربة، أصابت الكثيرين باليأس!
    * كتب (نقد) عن هذا الجمود والمفاهيم الخاطئة، التي رسختها التجربة السيتالينية، وأطروحات ستالين العقيمة، الكثير من الأوراق والمقالات التي ساهمت بشكل كبير في التحرر من الإرث الستاليني، والأفكار الجامدة، ولعبت دوراً لا يستهان به في تثبيت الفهم الصحيح للنظرية الاشتراكية، وأطروحات (ماركس ولينين). ومن أكثر هذه الكتابات عمقاً ومحاصرة للجمود والأفكار العقيمة، ومحاربتها، ونشر الوعي، الورقة التي كتبها تحت عنوان (كيف حاصر الجمود أطروحات ماركس وانجلز عن الاشتراكية)، ونشرتها مجلة قضايا سودانية (العدد 24 أكتوبر 2000)!
    * لو لم يكتب (نقد) سوى هذه الورقة في حياته، لوضعته في مقدمة المفكرين الذين أسهموا في تحرير الاشتراكية من التجربة السوفيتية، والرد على مزاعم سقوطها كنظرية بسقوط التجربة السوفيتية!
    * وبقراءتنا لهذه الورقة، نستطيع ان نفهم الى أية درجة ساهمت أفكار (نقد) المتحررة في بقاء الحزب الشيوعي ككيان فكري وسياسي، بل وجماهيري، واحتفاظه باسمه، ليس فقط بعد سقوط التجربة السوفيتية، بل منذ الصراع الذي نشب بين مجموعة (عبد الخالق) ومجموعة (أحمد سليمان) في بداية السبعينيات من القرن الماضي، حول بقاء أو حل الحزب، بعد انقلاب مايو 1969.. وقد انتهى الصراع لصالح بقاء الحزب، ولا يزال موجوداً حتى الآن، بفضل الأفكار النيرة لمجموعة من عضوية الحزب، على رأسهم الأستاذ (نقد)!
    * غداً بإذن الله يتصل الحديث .. انتظروني
    مناظير
    لماذا صمد الحزب الشيوعي السوداني

    زهير السراج
    كُتب في: 2009-01-25

    [email protected]


    اختتمت حديثي بالأمس بالقول ان الفهم العميق والمتحرر للاستاذ (محمد ابراهيم نقد) للفكر الماركسي والاشتراكية، قد أسهم بشكل كبير في بقاء الحزب الشيوعي السوداني ككيان فكري وسياسي، بل وجماهيري، في الساحة الفكرية والسياسية، بعد انهيار التجربة السوفيتية في الوقت الذي تهاوت فيه الكثير من الأحزاب الاشتراكية والشيوعية في العالم.
    * وفي مجتمع متدين مثل السودان يرفض الفكر الإلحادي الذي راج عن الماركسية، بالاضافة الى الظروف الصعبة التي مر بها الحزب، وتجاربه المريرة مع الأنظمة الشمولية، والصراعات الداخلية، كان الحزب الشيوعي السوداني، أول الأحزاب الشيوعية المرشحة في المنطقة العربية والإسلامية للسقوط والإنهيار والموت بعد سقوط التجربة السوفيتية، ولكن استطاع الاستاذ (نقد) الذي تولى مسؤولية قيادة الحزب عام 1971، في ظروف عصيبة جداً، فقد فيها الحزب معظم كوادره القيادية و الوسيطة، استطاع بفهمه العميق والصحيح للاشتراكية والماركسية، وللتجربة السوفيتية باعتبارها إحدى التجارب الإشتراكية التي تستحق الاحترام والدراسة والنقد، وليست النموذج الذي تتمحور حوله النظرية الاشتراكية، أو مركز الإشعاع الذي يضئ الدروب للتجارب التالية – كما كرر (نقد) في كتاباته وأقواله أكثر من مرة، ان يحمي الحزب الشيوعي السوداني من الانهيار ويبقيه شعلة ماركسية مضيئة ومتجددة في الساحة التي انطفأت فيها شموع كثيرة، ولم يبق منها حتى الرماد!
    * وقد ثابر (نقد) في تقديم الأفكار الوضيئة، ووقف سداً منيعاً، بفكره وحصافته، وسعه أفقه وصدره، وليس بالتعصب والغلظة والاستئثار بالرأي، أمام الأفكار الثائرة التي أرادت ان تطيح بماركسية الحزب، وتحوله إلى تنظيم سياسي خاوي الفكر والمنهج، ولو نجحت تلك الأفكار الثائرة في مسعاها، لما بقي الحزب الشيوعي قائماً وصامداً حتى هذه اللحظة، مهما كانت المناهج والمسميات التي كان سيرتكز عليها، والدليل على ذلك.. ان معظم الأحزاب الاشتراكية في العالم التي تجردت من الماركسية زالت من الوجود!
    * بل حتى الأحزاب غير الاشتراكية في السودان، التي لديها ثقل جماهيري كبير، وقيادات ذات وزن ديني وطائفي لا يستهان به، كادت تتلاشى بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، ولولا وجود هذه القيادات على رأسها (وليس العكس كما يعتقد البعض)، لانهارت وماتت، لعدم وجود المنهج الفكري الواضح، بينما ظل الحزب الشيوعي السوداني صامداً، بل انه يعقد الآن مؤتمره الخامس، بفضل المنهج الذي يقوم عليه، والفهم الصحيح لهذا المنهج، وعمليات التحرير المستمرة له من الشوائب والعوائق والجمود، بما يتناسب مع ظروف الحزب، والبيئة التي ينمو فيها .. وكان للأستاذ (نقد) دوراً كبيراً في ذلك.. بل فعل ذلك حتى وهو في سنوات (الاختفاء) الذي قيد حركته بشكل كبير، ومنعه من (التواصل) مع معظم قيادات وكوادر الحزب، وهو ما يدل على عبقرية (نقد) ومثابرته وصموده!
    * وعلى ذكر (الاختفاء).. فهو محطة سياسية (مضيئة) في تاريخ (نقد) السياسي أتناولها بالحديث غداً بإذن الله!
    انتظروني!!



    السودانى
                  

العنوان الكاتب Date
المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:08 AM
  Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:15 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:20 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:22 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:27 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:29 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:31 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:32 AM
    Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 05:36 AM
      Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 06:22 AM
        Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 08:14 AM
          Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 10:21 AM
          Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 10:29 AM
            Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 10:46 AM
              Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-28-09, 07:57 PM
        Re: المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى السودانى ...مساهمة من اجل سودان جديد ..للتوثيق الكيك01-30-09, 09:23 PM
  ويعيش النضال mahdy alamin01-28-09, 08:56 PM
    Re: ويعيش النضال الكيك01-28-09, 08:58 PM
      Re: ويعيش النضال الكيك01-29-09, 05:17 AM
        Re: ويعيش النضال الكيك01-29-09, 06:16 AM
      Re: ويعيش النضال الكيك01-30-09, 08:40 PM
        Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 07:37 AM
          Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 08:36 AM
            Re: ويعيش النضال اسامة الكاشف02-01-09, 01:11 PM
              Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 04:37 PM
                Re: ويعيش النضال الكيك02-01-09, 08:35 PM
                Re: ويعيش النضال عبداللطيف حسن علي02-01-09, 08:38 PM
                Re: ويعيش النضال أبو ساندرا02-01-09, 08:39 PM
                  Re: ويعيش النضال هاشم الحسن02-01-09, 10:05 PM
            Re: ويعيش النضال محمد عثمان عبدالله02-01-09, 10:34 PM
              Re: ويعيش النضال الكيك02-02-09, 04:41 AM
                Re: ويعيش النضال الكيك02-02-09, 10:59 AM
                  Re: ويعيش النضال الكيك02-03-09, 07:06 AM
                    Re: ويعيش النضال الكيك02-03-09, 10:18 AM
                      Re: ويعيش النضال الكيك02-03-09, 10:40 AM
                        Re: ويعيش النضال الكيك02-05-09, 10:07 AM
                          Re: ويعيش النضال الكيك02-05-09, 10:29 AM
                            Re: ويعيش النضال الكيك02-08-09, 04:55 AM
                              Re: ويعيش النضال الكيك02-09-09, 10:51 AM
                                Re: ويعيش النضال الكيك02-11-09, 06:00 AM
                                  Re: ويعيش النضال الكيك02-13-09, 05:13 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de