نقل وزارات من شارع النيل الي موقع المطار

Quote: الردمية الفين و ستة للاسكان الفاخر و الشعبى بعض عمرك ما لم تعشه وما لم تمته ومالم تقله وما لا يقال وبعض حقائق عصرك أنك عصر من الكلمات وأنك مستغرق في الخيال الكلمات اعلاه ، تقرير لواقع حال و لم أقلها أنا لكنها كلمات شاعرنا الفيتورى، و المذهل فى كلماته أننا و بقليل من التصرف نجدها قراءة لواقعنا الاغترابى اليوم ، خاصة لبعض اولئك الحالمين بيوم العودة، و الاندماج فى خضم سيارات تتهادى "كما الوجى الوحل" و التى حين تتجاورها الاتوس و النوبيرا و الركشا و الدفار.. تحمر " طاساتها خجلا".. أما أصحاب الامانى الوردية من فئة المقيمين خارج السودان لدواعى أكل العيش بأمتلاك " فيلا" فى الفردوس أو المنشية و حى الشاطئ و الطائف و المعمورة و المهندسين و العودة و كافورى فدائما تحول المدخرات المتآكلة و المصاريف المتعاظمة بينهم و امتلاك أمتار حتى فى البيداء و تجعلهم فى خانة "الأستغراق في الخيال".. و بمناسبة البيداء، و رغم تفسيرات السيد محافظ بنك السودان حول " التعويم المدار لسعر الصرف او العملات الاجنبية مقابل الدينار السوداني" و أيضا ما قاله عن "السعر التأشيري الذي يعتمد في تحديده عل العرض والطلب" .. فأننى احمد الله كثيرا ، بكرة و أصيلا على أننى لم أنل من العلم إلا قليلا.. لكن و حسب مقدراتى العقلية المحدودة و ما تبقى فى الدماغ من خلايا عصبية معدودة و بقليل من الجمع و الطرح أدركت أننى لو عملت خبيرا متفرغا لدى الناسا و لمدة خمسة سنوات متتالية ، و فتحت حسابا للتوفير ، أضع فيه كل دولار و سنتا و ريالا أجنيه ، مع ترك 100 دولار للمصاريف الشخصية .. لما أستطعت شراء منزل فى الاماكن المذكورة اعلاه إلا بالاقساط المريحة جدا جدا .. و على مدى قرن من الزمان. رغم أننى وجدت أن أغلب المشترين و المالكين فى تلك المناطق و لحسن حظهم لم يفارقوا السودان يوما للحصول على الدولار أو الريال مثلى و لم يعانوا فى مسائل الكفالة و الاقامة، و لم يسمعوا بالتحويل الالزامى أو المساهمة الوطنية .. قنعوا بما يكسبونه.. و يا ليتنى "مثلهم" و كم كنت أتمنى أن أجد الوقت الكافى لأسأل بعضهم عن سر هذا النجاح و النبوغ المذهل الذى أوصلهم لما هم عليه من نعمة أسأل الله أن يديمها عليهم.. خاصة أولئك الذين يملكون من هذه المقتنيات" الارضية" عدد يفوق اصابع اليد الواحدة.. و ما يدفعنى بضرب الامثال بالمناطق اياها هو ما وجدته فى الخرطوم من ثراء و بذخ و جمال فى العمران يفوق الوصف ، بل و طرز من المعمار يصعب أن تجدها مجتمعة فى كثير من مدن العالم، اسبانى ، برتغالى، انجليزى كلاسيكى، صينى، عربى .. " اشى رخام و اشى سيراميك و اشى بورسلين".. اللهم زد و بارك، وتأكد لى من مشاهداتى أن البترول فعل فعلته و أصبحنا بفضل الله من الامم الثرية كما يبدو ذلك جليا و ساطعا فى كثير من احيائنا و مدننا السكنية. و رغم ذلك و بلا ذرة إحباط فاننى قد أقترح على القائمين بمشاريع الخرطوم بلازا و الياسمين سيتى و الفل تاون و الرحاب سيتى أن يفكروا نسبة لتعاظم الطلب فى الامتداد و التوسع نحو العتمور سيتى و بيوضة تاون أو أم ضريوة رسيدنشيال و فى حال العدم.. يمكن ان نكون شركة مساهمة عامة لردم البحر الاحمر و تخطيط مدينة " الردمية الفين و ستة للاسكان الفاخر و الشعبى". و نختم، بأبيات شاعرنا المرهف عبد القادر الكتيابى: وأجيك بى قدرتى الباقية حطام إنسان موسّم بى شقا الدنيا ومقسّم قلبو فى الأحزان أجيك فنان أشد أوتارى .. وأحكيلك حكاية إنسان وهب لى سكتك نفسو ورسم صورتك على حسّو وربط ساعد على المجداف وقال يا إنتى يا أغرق..