|
رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها!
|
تطأطأ هذه البلاد رأسها خجلا منك اذ لم تحملني اليك اماه في عيد ميلادك سوى اشواك الشكوى تجرح حلقي اذا ما حكيتها لك الخرطوم يا حبيبتي جرحتني عميقا هذا العام اودعتني اكاذيب و خيانات كثيرة
علمتني ان احترم كل انثى لا تنحني و كل ذكر لا يبيت ليله يحلم بأنثى تنحني
في بواكير هذا العام حدثني احدهم عن فرحته بصبيته الجديدة كيف انها تمتلك من الجمال فقط بقدر ما يكفي , لأن ما يزيد عن ذلك قد يجعلها (تطلع ليهو فوق راسو) تعجبت منه, من كونه يرسم بعلاقته بها وضعا يكون احدهم فيه فوق رأس الآخر! ربما من كونه يتلو عليّ سفر جهله هذا دونما خجل ! ربما و لكن ما هو مؤكد انني تعجبت ايما عجب انه لم يرى في صبيته ما قد يرفع مقامها سوى جمال حرمت منه فحازت رضى سيدها المدمن للطاعة,,,
تعلمت في هذا العام ان لماذا تستحق الجليلات المبجلات ممن ارتدن ساحات السياسة و الثقافة و العمل العام في بلادنا هذي ان ترفع لأجلهن القبعات, فكوننا اناث يا عزيزتي يعني من ضمن ما يعني ان نؤمن حقا بما سنقول قبل ان نتفوه به , و بما سنفعل قبل ان نقدم عليه, و ان ننسى تماما اي محاولة جادة للحد من خسائرنا, نحن هنا نخسر الخسارة المطلقة حيث لا حق لنا بالعودة مرة اخرى لزرائب الهلامية و القطيعية التي ما فتئوا يجترونها, نحن اذا ما اختلفنا في يوم عنهم فلن يكون لنا كما لذكورالقطيع احتفالات مزركشة بعودتنا النصوحة تلك التي اعتدناها في شكل نمط الردة السافرة الذي مللنا تكراره في العقد الثالث او الرابع من حياة معظم ذكور القطيع مدعيّ المبدئية و حاملي راية التغيير الآيلة لا محالة الى السقوط,,,, نحن كذلك نربح ربحا مطلقا حبيبتي,,, فكل هذه الاوضاع المزرية ليس لنا ان نرى فيها سوى رادعا خارجيا عن الخنوع نضيفه الا ما يردعنا من ايمان و امل, فلنشكر في القطيع وقوفه حاجزا بيننا و بين ابواب الزريبة,,,
انتصف العام فقسم ظهر صبري يا ام لم اجد ما ابرر به لنفسي ان كيف تنهال علي الأيادي و الارجل عليّ , امام ابواب جامعتي و بين جدران مكتب اكسبته ضائلته قدرة اضافية على خنق آخر بصيص ضوء كان المشهد اقرب ما يكون لفيلم منخفض الميزانية تافه المغزى يركز قبل كل شيء على نفخ مجسم الضابط الجالس خلف مكتبه يراقب جواريه يضربن هاذي المارقة التي تجرأت و طالبت ببطاقتها الجامعية بعد ان سحبنها منها بلا مبرر,,, ألمي تلحف بالصمت يا أم اياما بعدها حزنتي كثيرا عندما علمتي بما حدث لاحقا و هالك ان لم أخبرك حينها لكن كيف تخبرين مصدر عزتك ان عزتك قد سلبت!!!
آلام كثيرات سطرت بالنار تواريخها على روحي
يتركني عامي هذا و انا اعلم انك اُهديتِ و قبل 23 عاما كنز الكنوز و انني ما حييت لن استطيع يوما ان ازايد عليه قبليني يا ام و ضعي يدك في يده و احضنينا معا اجعلي يدك على كتفي و راسي على صدره و اخبريه عني قولي له انني في عاشرة عمري حينما اعترضت على غيابه لم اعلم حينها انه لم يرحل عن هاذي البلاد الا ليقني ألم هذا الشرخ الذي شق صدري و شروخ اخر ادمت مني الجلد,,, قولي له ذلك و اشكريه عني اذ اهداني أياك
اما مني اليك فلا املك الا ان اهديك وعدا سأسير عليه اينما حملني وعدا بأن اصنع لصغيراتكم بين هاذي الخرائب و الزرائب مكانا اجمل قد يخطون عليه يوما دونما ان ترمي عليهم المدينة بظلمها
اعذريني لم تترك لي البلاد سوى ما بقي من أمل اهديك اياه... و كل عام و انتِ بخير يا حبيبة!
(عدل بواسطة مزن ابوعبيدة النيل on 12-26-2008, 10:31 PM)
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-26-08, 09:59 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | أحمد الشايقي | 12-26-08, 10:44 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-28-08, 11:59 AM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | Adil Osman | 12-26-08, 11:20 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | Elmoiz Abunura | 12-26-08, 11:28 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-29-08, 10:28 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-29-08, 10:21 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | نورالدين صلاح الدين | 12-26-08, 11:48 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-29-08, 10:56 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | Rihab Khalifa | 12-26-08, 11:55 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | Manal Mohamed Ali | 12-28-08, 09:09 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-29-08, 11:09 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-29-08, 10:59 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | كمال علي الزين | 12-28-08, 09:30 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | Ishraga Mustafa | 12-28-08, 09:50 PM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | Salma Daoud | 12-29-08, 05:05 AM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-31-08, 11:38 AM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-31-08, 11:11 AM |
Re: رغم الخرائب و الزرائب, إلى امي في عيد ميلادها! | مزن ابوعبيدة النيل | 12-31-08, 10:44 AM |
|
|
|