6.
التفت فرأيت نفسي واقفا في مكان ما لا أبدي حراكاً، وبإصرار حاد رافضاً السفر معه وأن أستمر في دراستي حتى التخرج من هذا المعهد. وافق خالي على ذلك وهاهو يجرجر قدميه المثقلتين بعدم الرضاء والخوف.
- سافر خالي وما بين الخوف والرجاء اللذين قدمهما لي كنصح وان أظل على ما أنا عليه، من أدب ووقار وتدين وأن أظل دوما بين سكني ومعهدي وكنيستي، أدرت ظهري للقيود التي كنت مكبلاً بها، وبدأت بداية مشجعة وتفتحت نفسي لكل شئ بشهوة عارمة ... وأحتككت بالطلاب من كل أنحاء العالم ومن وطني رغم قلة عددهم هنالك وبرغم صعوبة التواصل بصورة متكاملة حيث أنني لا اجيد اللهجة العربية بالدارجية السودانية.
بدات أصرف ببزخ لأنطلق بحرية وسنوات الحرمان، وفي أحايين كثيرة قبل إنقضاء الشهر اصرف كل ما عندي ولا أرغب في أن أزعج خالي وبالتالي أقدم له طلب فرصة الالتحاق به على طبق من ذهب فأضطررت أن أعمل.
التقيت بشاب أفريقي وبدات بيننا الصداقة ... وهو شاب ودود طيب ... عرفني على طرق العمل المختلفة وهي جلها مهن هامشية ... عمالية .. مثل عمليات التوزيع ... الطلاء ... غسيل الأواني .... والحمل وغيرها .... والعمل في المواسم الزراعية في المزارع .... فعملنا سوية في أحد المزارع مع رجل إسباني لم ارى مثيلاً لطيبة المعشر وحسن الخلق المتوفران في هذا الرجل الاسباني وتواضعه من نوع غريب .... بل أعجبت بمعرفته العالية وعلمه الوفير ... في المقارنة بين الأديان التي يتحدث عنها بمقارنة لطيفة تجذبك للإستماع إليه ... والرجل مسلم ... وهو الذي قرب لي كثيرا من المفاهيم عن الاسلام وتعامل معنا تعامل المؤدب المتواضع ... هذا بالإضافة إلى ملكة هذا الرجل في تهدئة الأرواح القلقة بفلسفة عميقة تستند على معرفة وعلم غزير ووفير وكثيرا ما كنا نلجا لهذا الرجل في حل مشاكلنا العميقة وتهدئة قلقنا ... ورغم فارق السن صار الرجل الإسباني كالصديق .... وقد كان مخلصاً ...
ملاحظة: أعتقد أن السرد قد بلغ خيطا يمكن القارئ الذي التقى يوما ما بأخي عبد الله من معرفته ... حيث أنني أنقل هذه الفقرات وفقا لما سمعت وبترتيب وفقاً لنصوص أخترتها من عندي دون تغيير ... قمن يعرف عن عبد الله شيئاً أو سمع به فليراسلني عبر هذا الايميل:
[email protected]
تمَّ التعديل لتكبير الخط وفقاً لرغبة بعض الأخوة ....
(عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:23 PM)
(عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:39 PM)