5.
مشيت ومددت البصر في براحات الحرية الواسعة التي بدات تطل علي ومجتمع الطلاب المنتقون إنتقاءاً للدراسة في هذا المعهد ووجدت سبيلا للحرية ولإحداث ما كنت أفكر فيه وما أقوله مع الزملاء وأساتذتي دون أن يقطع حبل أفكاري شئ.
يمر الوقت كثيراً وأنا أكثر سعادة وهكذا الاوقات السعيدة تمر سريعاً ... وكنا نزور بين الفينة والأخرى أهلنا في السودان لفترة وجيزة جدا ولا نجلس كثيراً، ثم نعود بعجالة لا تسمح لي بالاحتكاك كثيرا بالناس .... وفقا لرغبتي وكل حركتي رهنا للإشارة من أهلي بعد موافقتهم .... يمر الوقت سريعا ويرتفع الستار عن رسالة صادرة من وزارة الخارجية بنقل خالي إلى الأردن، خالي الذي حاول أن يعتذر ويقدم إعتذاراته بتقديم الأسباب الكفيلة بعدم نقله ولكن دون جدوى ولم تجدى كل توسلاته وتوسط الكثير من معارفه بأن يترك في أسبانيا ... فأضطر لتنفيذ ذلك وبإصرار غريب كذلك أصر على أن أرافقه.
مضيت معه للأردن وما بين البحث عن معهد أكمل فيه نفس اللغة مع إصراري عليها ... ورغبة خالي في أن لا أتركه أبداً بالعودة مفرداً .... تمَّ الاتفاق فيما بيننا أن أدرس علم الاقتصاد في أحد المعاهد وأن أتخصص فيه ... وألتحقت بأحد المعاهد الجامعية هنالك ... وما بين قضاء وقتي الكبير في الدراسة وذلك المجتمع العربي الذي يحرص على الحديث بلغته مع أن الدراسة كانت باللغة الانجليزية وجيدة ... أكتسبت الكثير من الكلمات العربية وكنت أباهي بها خالي في تلك الفترة القصير لوجودي ... ولكن الدراسة الأكاديمية كنت لا أرغب فيها البتة ولا أرغب بالسير فيها ومع إضطراب التفكير والذي اصابني بهاجس رغبة مواصلة اللغة اليابانية مهما كان والذي لم تجدي معه أي مسكنات للقناعة بذلك كان يدب في خالي خوف غير ظاهر .... من وجودي معه في هذا البلد ... وأخيراً نجحت محاولاته بالرجوع إلى إسبانيا حيث تعذر كثيراً بأنه درس في أوربا وعاش فيها فترة عمل ليست بالقصيرة وأنه قد تأقلم مع تلك البيئة الباردة التي عاش فيها كثيراً هذا بالإضافة إلى عوامل كثيرة منها عامل اللغة.
فرحت منتشياً بعودتي لأسبانيا، وعدت لمعهدي ولكن طرأ شئ آخر أكثر مفاجأة حيث أن خالي تعذر كثيرا بإعتياده على الأجواء الباردة وبأنه لا بد أن يكون في مناطق باردة ... لم ترحمه وزارة الخارجية من النقل وتم بالفعل نقله لموسكو ....
تمَّّ التعديل من أجل تكبير الخط
(عدل بواسطة othman mohmmadien on 09-14-2008, 10:19 PM)