اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 10:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-10-2005, 05:10 AM

Agab Alfaya
<aAgab Alfaya
تاريخ التسجيل: 02-11-2003
مجموع المشاركات: 5015

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! (Re: Agab Alfaya)

    - زمن الوقائع هو زمن اهتزاز التملك وزمن الصراع:

    في نهاية المقطع الأول يترك السرد زمن القص ، زمن الحاضر الروائي وينفتح على زمن آخر هو هنا زمن الوقائع ، زمن الماضي ، ولكن هذا الماضي ليس أي ماض ، بل هو ماضي هجرة مصطفى ، ماضي تحصيله الثقافي . الماضي الذي يفسر غربته.

    في المقطع الأول ينفتح زمن القص أيضا على ماض آخر هو ماضي الراوي الذي يفسر عدم غربته . هذا الماضي هو طفولة الراوي ، وليس سفره . هو ما قبل سفره . ينفتح زمن القص على ماضي الراوي تذكراً ، إطلالاً لا يشكل كسراً في زمن القص ، ذلك أن هذا التذكر يندرج في زمن القص وكأن زمن القص استمرار لهذا التذكر يسقط منه السفر . بينما ينفتح زمن القص على ماضي مصطفى سعيد لا تذكراً بل انتقالاً . ينكسر السرد ، لا يعود قصاً حاضراً بل يصير حكاية عن ماض ، عن وقائع وأحداث ، عن سيرة شخصية . في هذه الـ (عن) ومعها تتمايز شخصية مصطفى: مصطفى السيرة . الوقائع . ومصطفى الشخصية الحاضرة الناطقة مباشرة . لغة الشخصية الأولى : النص المكتوب ولغة الشخصية الثانية : النص الكلام . مصطفى الثاني يبدأ بالحكاية عن مصطفى الأول ، يحكي للراوي ويحكي الراوي لنا . مع هذا الانتقال تبدو الرواية كأنها رواية عن هجرة مصطفى فتتقدم " الهجرة" إلى عنوانها .

    التملك . انقلاب المعادلة وإعادتها

    غربة مصطفى سعيد هي المفارقة ، هي المشكلة وهي السر . يصر الراوي على معرفة هذا السر. يطرح السؤال حوله ومع طرح السؤال تبدأ طريق المعرفة التي هي طريق الدخول إلى عالم مصطفى ، إلى زمنه الذي ينكشف فيه السر. السر قائم في الوقائعي وليس في أحاسيس مصطفى ولا في نفسيته . الوقائعي حكاية يبدأها مصطفى أو تبدأ من تاريخ ولادته.

    يُبرز مصطفى سعيد وثيقة ميلاده في نهاية المقطع الأول أي في نقطة الانتقال من زمن القص إلى زمن الوقائع . ثم يبدأ مصطفى هذا الزمن ، زمن الوقائع ، قائلاً " إنها قصة طويلة" . القصة الطويلة هي ما حدث لمصطفى ، هي ما وقع له وهي بذلك تكتسب طابع الحقيقي.

    عام 1898 هو عام ولادة مصطفى ، تخبر به وثيقة الميلاد وليس كلام مصطفى الشفوي . وهو أيضا عام ولادة الكسر في زمن السودان وفي تاريخها . جاء في أوراق مصطفى سعيد (أي في مدوناته التي أوصى بها للراوي بعد وفاته) ، التي قرأها الراوي وحكى لنا عنها ، أنه " حين جيء لكتشنر بمحمود ود أحمد وهو يرسف في الأغلال بعد أن هزمه في موقعه أتبرأ ، قال له : لماذا جئت بلدي تخرب وتنهب ؟ " الدخيل هو الذي قال ذلك لصاحب الأرض ، وصاحب الأرض طأطأ رأسه ولم يقل شيئا" (ص 97)

    من هو كتشنر ؟ أنه قائد القوت الإنكليزية التي اجتاحت السودان يوم ميلاد مصطفى. ميلاد مصطفى هو رمز ولادة الكسر في تاريخ البلد. ومصطفى هو رمز زمن السودان بعد هذا الكسر ، الكسر في زمن السودان عبر عنه الطيب صالح في روايته ككسر في زمن الانتماء إلى الوطن. إنه زمن انقلاب معادلة الانتماء بين الغريب وأبن الوطن. بين المستعمر والمستعمر . بين الغرب المستعمر وبين الشرق المستعمر. وهو انقلاب علاقة التملك بينهما . الغريب هو الآن السوداني . هو الداخل . الغربي الخارج هو الآن صاحب الأرض أو مالكها.

    لقد انقلبت المعادلة ومصطفى سعيد في الرواية ، بل في الزمن الوقائعي فيها ، يعيش عملية إعادتها. ولكن مصطفى لا يعيد هذه المعادلة بتغييب التاريخي منها. فهو لا يمكنه أن يفعل ذلك ، لا يمكنه أن يفعل كما فعل الراوي فيستمر مثله بزمن ماضيه ، يكرره ويماثل الحاضر به . لا يمكنه أن يلغي فعله الثقافي ولا يمكنه إلا أن يكون زمنه . كيف يمكن لمصطفى أن يلغي حضور الغرب الذي هو حضور تاريخي. كيف يمكنه أن يلغي هجرته التي هي تغير زمنه الداخلي ، تغير زمن رؤياه ونظرته وعلاقته بالوطن ، والتي هي أيضا زمن تملك آخر له ؟

    عملية إعادة المعادلة لم تكن عملية سهلة ، لا بسبب هذا التاريخ فقط . بل لأن انقلاب المعادلة كان فعلاً ملتبساً أيضا . فعلاً يتقدم إلى الواجهة على غير حقيقته . كان يتقدم لوعي الناس فعلاً ثقافياً يخفي السياسي فيه . كان يتقدم كفعل تحضيري . إن " بروفسور ماكسول فستركين ، وهو من المؤسسين لحركة التسلح الخلقي في اكسفورد وماسوني وعضو في اللجنة العليا لمؤتمر الجمعيات التبشيرية البروتستنتية في إفريقيا " . كان يقول لمصطفى سعيد أيام تتلمذه عليه في أكسفورد : " أنت يا مستر سعيد خير مثال على أن مهمتنا الحضارية في إفريقيا عديمة الجدوى" (ص 96) . الغرب جاء بمهمة حضارية لا استعمارية . هذه هي الواجهة ، لذلك فإن إعادة المعادلة في هذه الوضعية التاريخية كان يعني كشف حقيقة هذه المهمة ، حقيقة الفعل الثقافي وفضح الالتباس فيه . وهذا يعني بالنسبة لمصطفى سعيد القدرة على الخروج من هذه الثقافة وهو يتكون فيها ، أو بلورة وعي له فيها يتجاوزها ، يتملكها ويتحرر منها . يقول مصطفى : ط لقد انشأو المدارس ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم " (ص 9 . وهو يريد أن يتعلم في هذه المدارس (كواقع) كيف يقول لا بلغته . على حد هذه المغايرة في تملك الثقافة ينهض الصراع في الثقافة . الثقافة في رواية الطيب صالح تبدو فعلاً مساعداً مزدوج الوظيفة.

    - الثقافة سبب الهجرة والغربة.
    - الثقافة سبيلا لتحرر من هذه الهجرة والغربة أي سبيل العودة للوطن ، لتملكه المختلف أي لتملكه في حاضر تاريخي ، إن تملك الراوي للوطن هو تملك واهم لأنه في حقيقته ليس إلا استمراراً متكرراً بالماضي ، إنه إلغاء للوطن في التاريخ.


    التملك صراع على مستوى الثقافة يكشف السياسي

    من هنا يبدو فعل مصطفى فعلاً معقداً ، متناقضاً . فهو في محاولته تملك وطنه لا يعاني مسألة إعادة المعادلة المقلوبة وحسب ، بل أيضا مسألة مفهوم آخر لهذا التملك (يمثله الراوي) مفهوم يستند إلى نوع آخر من الثقافة ، أقل ما يقال عنه ، وحسب رأي مصطفى سعيد في الرواية ، أنه ثقافة غير علمية . وهو في تملكه لثقافة تساعده على تملك وطنه يعاني مسألة مجابهة هذه الثقافة . ذلك أن للثقافة أوجهها وميادينها . حين جاء الغرب المتحضر بثقافته جاء بأوجه منها وميادين تعلم ، وكما يقول مصطفى : " كيف نقول نعم" . ولكن الثقافة حين تنفتح على أبواب منها لا يمنها أن تنغلق على أخرى ، وهي حين تقدم المعرفة لا تستطيع أن تلغي المواقع الاجتماعية التي منها نمتلك هذه المعرفة . من هذه المواقع ينهض الصراع الثقافي ويتشكل السياسي فيها . " نفس الطاقة العاطفية المتطرفة تتجه إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار ، لو أنه فقط تفرغ للعلم لوجد أصدقاء حقيقيين من جميع الأجناس " (ص 162) . هذا ما يقوله رجل انكليزي عن مصطفى أو عن توجهه الثقافي .

    " الطاقة العاطفية" ، في نظرنا ، هي قوة الاحاسيس التي ترتبط بما يرى الإنسان ويعيش ويطمح ، وهي ما يشده أو يدفعه لإعادة انتاج عيشه بما يتلاءم وحاجاته المحددة بموقعه في محيطه الاجتماعي ، أي بما يخلق توازنه وقدرته على التجاوز. والطاقة هي ما يكون تحفزه ودينامية نمو وعيه . مصطفى مشحون بهذه الطاقة ومشدود برغبة تملك الوطن. وطنه . وهو متجه في تحصيله الثقافي – العلمي اتجاه ما يخوله هذا التملك . لعله اكتشف في هذه الثقافة اتجاها يمينيا فذهب ضده ، ولعل الرجل الانكليزي يهاجم الاتجاهين كي يهاجم واحداً .

    من هذا المنطلق يرى الرجل الإنكليزي أن " علم الاقتصاد" هو عبارة عن جمع الأرقام وتنظيم الجداول . أي مجرد إحصائيات لا حق لها بالتأويل أو بالترجمة السياسية للأرقام ، أو رمبا حق لعلم الاقتصاد مثل هذه الترجمة السياسية ، فقط ، حين تتم وفقا للمنظور الاستعماري أو وفقا لما ينجح " المهمة الحضارية" ويرسخ علاقة التبعية للغرب . خارج هذا المنظور يجب أن يقى " علم الاقتصاد" علما آليا ، محنطا ، بارداً . علما لا يصل به البحث إلى حرارة الدلالة ونار المعرفة الكاشفة لفعل الاستغلال .

    غير أن مصطفى سعيد لم يكن يفهم علم الاقتصاد كذلك ، وهذا ما دعا الرجل الإنكليزي إلى نقده بالقول : " إنني قرأت بعض ما كتب عما أسماه اقتصاد الاستعمار" (ص 61) . اقتصاد الاستعمار . هنا بيت القصيد وموضع الخلاف . اقتصاد الاستعمار – والتسمية طبعا لمصطفى – ليس هو الاقتصاد . الاقتصاد يجب أن يكون – حسب الرجل الإنكليزي طبعا – شيئا آخر وإلا ما كان علما . الاقتصاد علم حين لا يكون اقتصاد الاستعمار ، أو حين يغيب منه المفهوم الاستعماري . من هذا المنطق الذي يكشف موقعا إيديولوجيا في العلاقة الثقافية ، يقوم الرجل الإنكليزي أعمال مصطفى وفكره ، فيقول : " إن الصفة الغالبة على كتاباته أن إحصائياته لم يكن يوثق بها" (ص 61) . أما الإحصائيات التي يوثق بها فهي : في نظر هذا الرجل ، الأرقام التي يكتفي الاقتصادي فيها بتحديد " العلاقة بين حقيقة وأخرى ، بين رقم وآخر . أما أن تجعل الأرقم تقول شيئا دون آخر ، فذلك شأن الحكام ورجال السياسة " .ثم يتابع الرجل الإنكليزي حواره مع الراوي حتى يصل إلى الاستنتاج التالي : " الدنيا ليست في حاجة إلى مزيد من رجال السياسة . لا ، مصطفى سعيد هذا لم يكن اقتصاديا يوثق به " (ص 61/62) .

    إن جعل الأرقام تتكلم وتقول دلالتها هو أمر ليس من شأن الاقتصادي بل من شأن رجل السياسة . ورجل السياسة المعني هو الحاكم . أما الاقتصادي فعليه أن يتبع السياسي . الاقتصادي يجب ، وحسب هذا المنطق ، أن يكون في خدمة السياسة الحاكمة . أما حين يكشف الاقتصاد السياسي الحاكم من موقع سياسي آخر فإنه لا يعود علما . هكذا يجب فصل العلم عن السياسة حين لا يكون العلم موظفا لخدمة السلطة الحاكمة . لا حرصا على العلم بل حتى لا ينهض العلم بسياسة النقيض الذي ترى أنه هو العلمي .

    هذا هو الموقف الأيديولوجي الذي نقرأ في الرواية والحاضر في الثقافة فيها ، والذي به يجب أن يحصل مصطفى ثقافته ، ولو فعل ذلك لكان " قطعا سيعود وينفع بعلمه هذا البلد الذي تتحكم فيه الخرافات " ، كما يقول الرجل الإنكليزي (ص 62) .

    بهذا المفهوم للعلم حاول المستعمر إخفاء السياسي في الثقافة . العلم " المحايد" الذي لا تؤوله سياسة ، إلا سياسة الاستعمار ، هو المحضر أو الحضاري الذي يجب أن نراه في الثقافة . " المحايد" وهما ، والذي هو السياسي الاستعماري حقيقة ، هو ما يحضرنا ، وهو المقبول في العلاقة الثقافية . خارج هذا ط المحايد" الذي هو " العلم" والذي هو التحضير لنا ، لا يعود العلم علما ولا تعود الثقافة ثقافة في المنطق الاستعماري كما لا يعود التقدم مصيرنا نحن أبناء الشعوب العربية.

    وبهذا المفهوم للثقافة أخفى الغرب العلاقة الاستعمارية . أ×فاها في الحضاري الذي تقدم على الواجهة . أخفى السياسي الذي هو ، كصراعي ، في التاريخ حركته ، مكان السياسي أقام ما هو ، وهما ، حيادي ، فاتر ، غير متوهج بالمعرفة ، أقام السياسي آخر ، المقبول – الإحصائي – الأرقام البكماء ، وسماه العلم ، وجعله طريقا للحضارة ، طريقا للشرق ينهض به من انحطاطه ليصل إلى مستوى الغرب في تفوقه . التفوق الحضاري إذاً هو علة القدوم الغربي إلى الشرق وهو سبب دخوله بلاد السودان . التفوق الحضاري هو ما يمنح الغرب شرعية تملك هذا البلد وأناسه ، وهو ما يجعل تملك هؤلاء الناس لوطنهم لا شرعياً .

    معتمداً هذه الأيديولوجية للعلم والثقافة حاول الاستعمار استبدال العلاقة الاستعمارية بالعلاقة التحضيرية ، وحاول تغييب السياسي في الحضاري : الحضاري في هذه الأيديولوجية لا ينهض إلا في استقلاله عن السياسي . والحضاري لا علاقة له بالسياسي .

    عن هذه الأيديولوجية تكشف رواية " موسم الهجرة إلى الشمال" إلا أن هذه الأيديولوجية ، التي تكشف عنها الرواية ، ليست واضحة في الوعي الجماعي في السودان ولا في وعي المثقفين فيه . أن هذا الوضوح تعبر عنه قصة مصطفى سعيد التي يرويها هذا الأخير للراوي والتي مازالت سراً عند أهل القرية . تعبر عنه أوراق مصطفى التي يقرأها الراوي والتي مازالت محفوظة في هذه الغرفة السرية – وهي تعبر عن هذه الأيديولوجية لا بشكل مباشر بل بحضور الصراع فيها وعند مصطفى على المستوى الثقافي نفسه.

    وهكذا وحين يبدأ الراوي ، صاحب الثقافة الشعرية التافهة ، أي صاحب الوعي المتخلف ، حتى كثقف ، بالتعرف على هذه الحقيقة ، حقيقة صراع مصطفى الذي يكشف هذه الأيديولوجية ، وحين يقيم الحوار مع هذه الأوراق ، أو مع ما فيها من قصة ، تنتقل الرواية من زمن إلى زمن . من زمن القص (ص 22) إلى زمن الوقائع ، إلى زمن وعي ما زال حبيس زمنه – أي إلى وعي لا يقوم في الزمن الحاضر الذي يهيمن فيه وعي يستمر بزمن ماض ويجعل منه حاضره – بهذا تتحدد غربة مصطفى كغربة لهذا الوعي ولهذا الزمن .

    ما الذي يجعلنا نرى لمصطفى مثل هذا الوعي ؟

    صوته الذي يسمعه الراوي يحكي عن وقائع حقيقة فيقول : " البواخر مخرت عرض النيل أو مرة تحمل المدافع لا الخبز ، وسكك الحديد أنشئت أصلاً لنقل الجنود . وقد انشأت المدارس ليعلمونا كيف نقول نعم بلغتهم . أنهم جلبوا إلينا جرثومة العنف الأوروبي الذي لم يشهد العالم مثيله من قبل " (ص 9 .

    صوت مصطفى في قوله هذا يلازم بين الثقافة والعنف ، بين الوجه التحضيري وأساسه التملكي للوطن . التملك بقوة السلاح وبقوة الثقافة لجعل هذا التملك مقبولا فيختفي العنف فيه .

    ولعل مقارنة بسيطة بين قول مصطفى هذا وبين ما يقوله الراوي في نظرتهما للغرب توضح ما ذهبنا إليه : " وكونهم جاؤوا إلى ديارنا ، لا أدري لماذا ، هل يعني ذلك أننا نسمم حاضرنا ومستقبلنا ... " (ص 53) كلام الراوي هذا يوحي بالقبول يطرح السؤال ، وكأن مسألة البحث عن الأسباب مسألة غير مهمة . إن تعبير "لا أدري لماذا" ، الذي يعترض سياق الكلام ، يشير إلى ذلك . وهو يفيد : أن مجيء الغرب يجب أن لا يعيق استمرار الحياة حلوة بزمانها المتكرر ، بهذا الماضي الذي يملاً فضاء الراوي النفسي والفكري رغم سفره وتحصيله الثقافي.

    يقول الراوي ما يقول قبل أن تخلخل معاشرته لوعي مصطفى وعيه هو ، وقبل أن يصير مصطفى ، وحسب قوله – أي قول الراوي نفسه – جزءاً من عالمه ، فكرةفي ذهنه ، " طيفا لا يريد أن يمضي في حال سبيله " (ص 45) ، وقبل أن يرتاب الراوي في مسألة البساطة التي يؤمن بها ويعتمدها نظرة للعالم . البساطة التي " من الجائز" ألا تكون " هي كل شيء " (ص 54) .
                  

العنوان الكاتب Date
اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 04:48 AM
  Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 04:55 AM
    Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 05:05 AM
      Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 05:10 AM
        Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 05:20 AM
          Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 05:28 AM
            Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 05:32 AM
              Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! Agab Alfaya02-10-05, 05:34 AM
                Re: ننشر هذا النص باذن خاص من يمني العيد Agab Alfaya02-11-05, 08:42 AM
  Re: في القراءة الخاطئة ل"موسم الهجرة الى الشمال"-"يمنى العيد" مثالا Agab Alfaya02-11-05, 02:21 AM
  Re: اقرأ ! فانت لم تقرأ : موسم الهجرة الي الشمال !!! WadalBalad02-11-05, 09:33 AM
  Re:عفوا يا ود البلد Agab Alfaya02-11-05, 10:24 AM
  Re: الاخ بكري ارجو حذف هذا البوست للتكرار Agab Alfaya02-11-05, 10:34 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de