رحبوا معي بمحمد ادم النعمان

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد المنعم عجب الفيا(agab Alfaya & عجب الفيا )
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2004, 02:19 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20437

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان (Re: Agab Alfaya)

    مرحبا بالصديق محمد النعمان
    وهذا احد نصوصه:



    تأسيسات نقدية حول المسألة الثقافية في السودان
    محمد النعمان/واشنطون

    (لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي شئ آخر)
    المادة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
    (أولاً) في مستويات السـؤال الثقافيّ:
    أمام المعالجات المعرفية والمصـادرات الأيديولوجية - على تباين مناهج عملها - ظلت المسـألة الثقافية في السـودان تطرح ، في شمولها ، مستوياتٍ متعددة لبنية علائقها الإشكالية. إلا أن تلك المعالجات وتلك المصادرات ظلت - بسبب من أحاديتها المنهجية وتمركزها الأيديولوجيّ - تقارب المسـألة الثقافية على نحو إنتقـائي تجزيئي يركز جوهرياً على تناول قضايا ثقافية تم عزلها عن سياق بنيتها الكلية وذلك عبر التغاضي المنهجيّ عن طبيعة الروابط البنيوية وإوالـيات القوة التي تدامج ما بينها.
    لم يستطع المتن النظريّ الذي أنتجته النخبة الأيديولوجية المهيمنة تجاوز تلك المحاولات المبتسرة التي عبرت عن خطاب فصاميّ في مجمله تعلـق المرجعيات التاريخية للثقافة العربية الإسلامية دون واقع تمظهرها المحليّ ، ودون واقـع كونها تتعايش داخل كلّ متعدد يشـملها ولا تستغرقه. وبذلك فإن الخطاب المهيمن قد أهمـل ، عبر تبعيته التغريبية ، طبيعة العلائق التي أنشـأتها تلك الثقافـة داخل السياق السـوداني علي سبيل التحديد. كما شـمل ذلك المتن النظريّ تلك الجهـود الوصفية التي تناولت الواقع الثقافيّ عبر عناصره التأسيسية المكونة في إستقلالية بنيتها التاريخية، فأهملت – مرة ً أخرى - طبيعة العلاقات التي نشـأت في ما بين تلك العناصر في مجملها ، من جهةٍ ، وإطارها الإجتما سـياسيّ في شمول وحدته ، وكلّ ما يسـتتبع ذلك من مستحقات معرفية وأيديولوجية ، من جهةٍ أخرى.
    من المؤكد أن الوضع الثقـافيّ في السودان ، بإعتبار تعددية تأسيساته ، غنيّ بمحاور درس كثيرة لا تزال تنتظر التنـاول المنهجيّ المنتج. ودون التلميح إلى أن اشتغالاً فكرياً يقصر فاعليته ، في زمن الحرب ، على تقصي ظواهـر ثقافية محدودة لا تشترط دراستها ضرورة موضعتها منهجياً في سـياق أزمة الوحدة الوطنية الشاملة ، سيكون بالضرورة ترفاً لا أخلاقياً ، فإننا إنما نؤكد أن الأزمة الطاحنة ، التي راح ضحيتها الملايين ، والتي فرضت علي الجلاد والضحية معـاً إنكفاءً دفاعياً وتراجعاً شاملاً عن مسـارات حداثاتهما الممكنة ، إنما هي بالأحرى أولوية السؤال الثقافي المطلقة. تمثل أزمة وحدة المتعدِّد الثقافيّ هذه أولوية مطلقة لا لكونها وحسب ذات طبيعة تقتضي معالجات جذرية وشاملة لوقف حروبها المستعرة الآن وإنما لكونها أيضاً مؤهلة لإعادة إنتاج ذاتها في مناطق أخرى من القطر القارة وذلك على النقيض من اسـتنتاجات ذلك الوعيِّ المزيف الذي راهن على ثنائية شمال / جنوب الإختزالية لتفسير الواقع الإشكاليّ في السودان والتكهن بمصائره.
    إن أية مقاربة جادة للسؤال الثقافي في شمول أبعاده لتحتاج قطعاً إلى أكثر من تلك المصـادرات الرائجة الآن والتي كرستها مفاهيم تأسـيسية ، هي في آخر الأمر وأوله ، ركائز للأزمة الشاملة نفسـها مثل مفاهيم الدولة القومية والدولة الرسـالية وثنائية شـمال / جنوب وسيادة العنصر أو مقاومته بتخديم أيديولوجيا عنصرية.
    إن تأهيل أي موقف نظريّ لمعالجة السـؤال الثقافيّ الشامل يعتمد كلياً على تأسيسات وعيّ يكون في مقدوره المنهجيّ أن يستقصي طبيعة ووظائف العلاقات البينية التي تتحكم في موضعة عناصر التكوين الثقافي ، رغم تعددها وتباينها ، داخل كيان إجتما سياسيّ إسـتلزمت ضرورات العمران الحديث إختلاف هويته ووظائفه عن هوية ووظائف أي عنصر تكوين مفرد حال عزلته وإستقلاله. إن المماهـاة بين هوية هذا الكيان أومطابقـته بهوية أيٍّ من عناصر التكوين ، مما يشمل داخـل أطره ، تعني بداهـة اسـتلحاق عناصـر التكوين الأخرى بمجال هـوية أجنبية عنها أما بهدف الإسـتيعاب أو القهـر. إن دولة السـودان (وجمهوريته اللاحقة) كما ورثت مقالـيدها الطوائف العروبوية الإسلاموية في العام 56 هي ذلك الكيان الإجتما سياسي المشار إليه وذلك بحدود سلطته الجيوسياسية المعروفة وبكامل أجهزته الأيديولوجية والقمعية ومؤسسات تحكمه في الموارد وإعادة توزيعها.
    إن موضوعة السـلطة ، وطبيعتها التي هيكلت عناصر التكوين الثقافية المتعددة داخل وحدة كيان شـامل ، على الرغم من تباينها ، لا يمكن - إذاً - تغييبها مفاهيمياً عبر التواطؤ الأيديولوجيّ أو العجز المنهجيّ ، دون إعادة إنتاج للأزمة و تكريس لنتائجها المحتومة.
    أما وإن كان الأمـر كذلك ، فإن المقاربات المعـرفية على قلـتها وهـوانها ، والمصـادرات الأيديولوجية على كثرتها ورواجها ، ظلت في نسختها النظرية السائدة ، تعمل حثيثا على تمكـين أو تبرير نوع من الإمـتياز الإقصـائيّ لأيديولوجيا تغـريبية إستند حملتها على الثقـافة العربية الإسـلامية كنموذج تاريخيٍّ متعـالٍ وما فوق وطـني ، أو إنها - في المقابل المحدود- طرحت مسائل في الإحتجاج المرّ على استحقاقية ذلك الإمتياز ومشروعيته على أساس إقصائيّ أيضاً عمل أيديولوجياً على إستدعاء أسانيد تاريخية متناثرة لتعضيد ما يعتبره إنتماءً "أصيلاً" (في مقابل إنتماء طارئ) للمكان السوداني منظوراً إليه في فيزيائيته الغفل وحدها أو، في أحسن الفروض ، منظوراً إليه في تاريخيته ذات الصلة الجزئية بالراهن السوداني الذي تعود تأسيساته ، كلها ، إلى العام 56
    إن السـيرة النظرية التي حررها الطرفان لا تعدو أن تكون في متـنها الرئيس سـيرةً للواحد في إكتفـائه الأيديولوجي وإنعزاليته المفاهيمـية. وهي سـيرة للحاضـر الذي صرفته الأيديولوجيا الماضوية عن راهنه الغنيّ والشائك فلم يعد يرى فيه إلا إشاراته الغامضة وتلميحاته الملتبسة إلى ماضٍ سحيق.
    هناك حقيقة أولية يستبدهها الكلّ لكن دون أن يستصحبها منطقياً النظر الفكري السائد عند توسـله نتائجه. تتمثل هذه الحقيقة في أن البنية الثقافية في السودان ( ومن ثم الذاتية السودانية نفسها إن لم يكن من ذكرها بد ) إنما تقوم في حقيقة أمرها على عناصر تكوين متعددة وإن عامل التوحيد الذي يدامج ما بينها ويكسبها وحدة كيان هو عاملٌ سياسيّ مؤسسي في الجوهر وإنه بحداثته النسبية لا ينتمي انطلوجيا لأي من عناصر التكوين تلك إذا ما وقع النظر عليها في استقلالها و انفرادها.
    تفعيلاً لهذه البدهـية التي ظلت تناور من حولها الأيديولوجـيا القومـوية ، وتنشيطاً لمقمـوعها النهضوي ، فإننا نتبنى هنا رؤية تحاول إنتشال السؤال الثقافي من عمومياته الإختزالية وترده إلى مستويات منه منضبطة تنظم قضاياه كما تعمل على تعيين البنى الموضوعية المتميزة التي تتحكم في طبيعة تلك القضـايا ، من جهةٍ ، وتشـير ، من جهةٍ أخرى ، إلى ضرورة وعيّ منهجيّ "لا يخلط حابلها بنابلها" فيطابق أيديولوجياً ما بين الخاص والعام ، الجزئيّ والكليّ ، القوميّ والوطنيّ ثم ما بين الخطاب والثقافة.
    إن الفضاء المعرفي الذي يشغله السؤال الثقافي الشامل ظل يراتب داخله ثلاثة مستويات انطلوجية لقضاياه ومواضيعه. وإن تلك القضايا وتلك المواضيع لتنماز بهذه المستويات الثلاثة وتتحدد بها ، وذلك قبل أن تكشف أمام الممـارسة النظرية ، عبر خصـوصية حقولها ، تعالقـها الجدليّ الذي يكسب السؤال الثقافيّ في السودان وحدته وشموله.
    فهناك أولاً مسـتوىً للسؤال الثقافيّ تندرج في إطاره مجمل القضايا النظرية التي تستحثها دراسة ثقافة معينة بما هي بنية متميزة تسـتقل نسبياً بتاريخ خاص ، وذلك بغض النظر عن كونها ، من طرفٍ آخر، تمثل مجرد عنصر تكوين مفرد داخل بنية ثقافية أشمل.
    هذا المسـتوى الثقافي الإجتماعي للسـؤال الثقافي الشامل ، والذي إحتكر غالب منتـوج المعرفة والأيديولوجيا معاً ، إنما يمثل في حقيقـة أمره عتبة وعيّ أولى تجـاه الإمتلاك المعرفي الكامل لقضايا التعدد الثقافيّ في السودان ولكنه لا يستغرق إشكالياتها منفرداً.
    فإن كان من البدهيّ أن تؤسس الممارسة النظرية لعملها، حين تلتمس دراسة أية ثقافـة سـودانية مفردة، داخل إطار الإسـتراتيجيات المنهجية لهذا المسـتوى ، فإن الإنغلاق على مقتضيات هذا المستوى وحده سيشكل خياراً بالغ الخطر على مآلات السؤال الثقافي في شموله. فمن نافلة القول أن نؤكد أن الأبعاد الكلية للسؤال الثقافيّ ستظل خارج مطال المعرفة والممارسة معاً إذا لم ينهض لهذه المهمـة وعيّ خاضع كلياً في مناهجه وآليات إنتاج معرفته للسـيادة الفاعلة والمطلقة لمبدأ المتعدد بإعتباره وحدة أولية للتفكير وصبغية DNA تنتشر في جسد المعرفة مهما تكاثرت حقولها وتنوعت.
    إن إستصحاب المقولات التي يتبناها الوعيّ حين يتمركز داخل حدود هذا المستوى الذي يتيح لمبدأ الواحد سيادة طاغية على مقولاته ، ثم محاولة تعميم نتائج تلك المقولات على شامل البنية الثقافية في السودان ، ظل يشكل أحد أهم الحيل الإستراتيجية والإستيهامات المنهجية التي رهنت الخطاب الثقافيّ المهيمن لتمركزه الأحاديّ وطموحه الباطش.
    تجدر الإشارة هنا إلى أن جدلية حداثة / تقليد هي الجدلية المركزية التي تسيطر فاعليتها التاريخية على نسق القضايا التي يشملها ويعالجها هذا المستوى الأول من السؤال الثقافي. فمن جهة ، يتحكم جدل الحـداثة والتقليد في مصائر البنى الموضوعية التي تؤسس تحولاتها كافة القضـايا النظرية والعملية لهذا المسـتوى. كما إنها ، من جهةٍ أخرى ، تمثل إحدى أهـمّ الفرضيات النظرية التي ينبغي أن يسـتهدف تمظهراتها أي تأسـيس معرفي يطمح للإحاطـة المنتجة تاريخياً بقضايا هذا المستوى من السؤال الثقافيّ.
    أما ثاني مستويات السؤال الثقافي في شموله فهو المستوى الثقافيّ الإقتصاديّ حيث يتشكل نسـق القضايا المرتبطة به ، وتتحين طبيعتها ، وفقاً لعلاقة التجاور الأفقي بين ثقافتين أو أكثر. وإنه هو ذلك المسرح (قبل أن يصير بسبب الهيمنة القوموية مسرحاً للعرائس) الذي تجري في ميادينه كافة العمـليات "الطبيعية" للصراع بين الثقافات التي تدخل في تركيب الكيان السـوداني ، وذلك حين تتحرر سـيرورات ذلك الصراع وتتأهل في معزل من آليات الهيمنة أو القهـر المؤسسيين والتي يتحكم فيها جهاز دولة تم تعديل وظائفه ، أيديولوجياً ، لمقابلة مهام الإستيعاب القومي. كما أن هذا المستوى يسـتقل بإستضافة السيرورات التاريخية التي يفترض أن يصير من شأنها إرصان ما قد تشير إليه الأجيال القادمة بإعتباره الذاتية أو الشخصية السـودانية والتي هي ، بعد ، برسم التخلق والصيرورة وليس التحقق والإكتمال كما يفترض خطاب الهيمنة الإلغائي.
    لا تنحصر القضايا التي تنبثق عن علاقة التجاور بين الثقافات فيما يكون محلاً لدراسات المقارنة فقط ولكنها ، في الصميم ، تتعدا ذلك إلى ما يتعلق بطبيعة العلاقة بين ثقافتين (أو أكثر) تتنافذان على حَـدَّيْ المثاقفـة السلمية أو الصراع بأوجهه المختلفة. بمعنى أن التمـحيص يسـتهدف هنا إستقصاء علاقة ولا يقنع بتوصيف بنيات قائمة في العزلة.
    وعلى الرغم من أن علاقة التجـاور الأفقيّ هذه يمكن تصـورها في التجريد أو أمـثلتها ومن ثمَّ إخضـاعها وردها بالكامل لعلاقات القوة المتأصلة بنيويا في معطيات ثقافتين متجاورتين ، إلا أن واقع الحال يؤكد أن هذه العلاقات تخضع في حقيقتها الماثلة لتدخلات قوة طارئة وخارجية تقحمها الطبيعة المتواطـئة لعلاقات المسـتوى الثالث من السـؤال الثقافي والتي سنناقشها بعد قليل. هذا الإخضاع هو بالضبط ما يشـير إليه "الهامش" تحت مسـمى القهر الثقافي ، وما يستميت خطاب الهيمنة في تجييره كمهمةٍ تحديثيةٍ وحدوية أو فرض دينيٍّ مقـدس.
    فما يبدو ، في المثال ، تجاوراً أفقياً لثقافات متكافئة في رأسـمالها المعنوي ومتماثلة في حصصها من التنمية والتعبير هو بالأحرى تراتبٌ هرميّ في واقعه المادي المؤكد. إن هذا التراتب الهرمي - في تمثله الموضوعي والأيديولوجي معاً - لهو المحصلة غير العادلة للطريقة التي ظلت تؤدي بها الدولة وظائفـها (الأيديولوجـية والإقتصادية منها خاصـة) والتي تم إخضـاعها - أي تلك الوظائف – لتعـديلات متواترة إنتهت ، مع النظام القائم الآن ، إلى تسـخير جهاز الدولة بكامله تسـخيراً مطلقا لخدمة الخطاب العروبويّ الإسـلامويّ وسدنته المرحليين من طفيليي الإقتصاد التبعي.
    وأنه لمن أحـابيل أيديولوجيا الغلبة أن نذهب إلى إن هذا التراتب قائم في راهـنه بمـثابة وضع طبيعيٍّ استحصلته مؤهلات ذاتية كان أن قامت بتفعيلها ثقـافة محددة بكفاءة أكسبتها موقعا متقدماً ضمن تراتبية الهرم الثقافي. فعنصـر الكفاءة بنسـبيته المطردة ، في هذا الحقل ، ينبغي فهمـه بإعتباره توصيفاً يعتري الجدوى التاريخية لطبيعة علاقة معينة تقوم ما بين ثقـافةٍ ما ، من جهة ، وما بين حمـلتها ، من جـهةٍ أخرى ، وليس بإعتباره مؤهلاً نوعياً يصلح إعماله للمفاضـلة بين ثقافـتين من المفترض تمتعـهما بأحقية متساوية في الوجود والصيرورة بحكم إنتمائهما المتكافئ للكيان المشترك.
    إن أسـئلة التنمية المتوازنة والتوزيع العادل للثروة هي الأسئلة التي تستحوذ على طبيعة القضايا المدرجة ضمن هذا المسـتوى من السـؤال الشامل. وبما أن الأمر كذلك ، فإن موضوعة الدولة المركزية والكيفية التي ظلت تؤدي بها وظائفها هي المدخل الذي لا مناص من إعتباره عند فحص قضايا هذا المستوى.
    إن دولة التعدد الثقافي ، في نموذجها الذي فشـلت التجربة السودانية في تحقيقه ، ينبغي أن تخلي بين الثقافات المتجاورة وسيادتها البنيوية فيما يتعلق بإنشـاء العلاقات البينية لتعايشها ومن ثم فهي – أي الدولة - لا ترهن مثل تلك العلاقات لتدخـلات قوة طارئة تاريخـياً من خلال التحكم غير المباشـر في الملعب الذي تجرى في مضمـاره عمليات التثاقف أو الصراع. كما إنها لا تسـخر دواليبها لتدعيم فرص ثقافة بعينها لتؤهلها ، عبر إمتيازات التنمية وحق التعبير ، بعناصر سيادة لا تنتمي إلى بنيتها التاريخية إبتداءً.
    هذا ، وقد أضفى تاريخ الهيمنة ، الذي أفرز علاقات بينية شائهة في ما بين الثقافات المتجاورة ، طبيعة ً إزدواجية على قضايا ومواضيع هذا المستوى من السـؤال الثقافي الشـامل. فإن عمدت الهيمـنة القوموية إلى تغليب آليات القهـر الثقافيّ على الصراع الثقافيّ والإستيعاب القسريّ على التثاقف السلميّ ، فإن هذا المستوى الثاني من السـؤال الثقافيّ إنما يحصر بين أقواسه - في واقع الأمر - ما هو متجـاور أفقياً ، إذا ما اسـتوقفنا النظر عند حـدود العلاقات التي من الممكن أن تستولدها عناصر ثقافية متباينة تتعالق على أرضية متكافئة للتثاقف أو الصراع. كما إنه يحتضن ، في الوقت ذاته ، ما هو متراتب رأسـياً بحكم الطروء التاريخي لعامـل خارجيّ تمثل في الدولة المركزية نفسها والطريقة التي مارست بها وظائفها في إدارة العلاقات الأفقية بين الثقافات.
    بسببٍ من هذه الطبيعة الإزدواجية فإن المستوى الثاني للسؤال الثقافي الشامل يخضع ، بالنتيجة ، لجدليتين تتعاضدان في عملهما وهما جدلية صراع / تثاقف وجدلية تنمية / لا تنمية.
    أما المستوى الثقافي السياسي ، ثالث مستويات السؤال الثقافي الشامل ضمن تصانيف هذه الرؤية ، فهو ذلك المسـتوى الذي ظل يطرح تحدياً جذرياً أمام النظر الفكري والإرادة السـياسية لا لكونه وحسب ذلك الحقل التاريخي الذي اسـتدرجت قضاياه "الوطن الواحد" لأزمة وجوده الطاحنة وإنما لأنه أيضا هو ذلك الحقل الملغوم الذي لا مناص من إجتيازه للذين يستقصون أبعاد الأزمة الراهنة بحثا عن إمكان تاريخي لنهضة سودانية شاملة.
    فإن كان المستوى الأول من السؤال الثقافي الشامل يوجه فاعليته نحو معالجة المساءلات التاريخية التي يدفع بها الواقع أمام صيرورة ثقـافة محددة بما هي رؤية للعالم ذات إستقلال نسبيّ وتميز ، وإن كان المستوى الثاني يستدعي إلى مجاله قضايا تجاور ثقافتين وتزامنيتهما المرهونة للصراع أو التثاقف السلميين ، فإن هذا المستوى الثالث هو الذي يحتكر وينظم حروب النخـبة حين تتبنى أيديولوجيات قومـوية تتعيش على خطاب أيديولوجيّ يمحور وظائفه حول إوالـيات الإقصاء أو الإستيعاب القوميين ، كما تثابر على تأهيله سياسياً لمقابلة مهام السيطرة على جهاز الدولة لكي يتم تخديمه لأغراض الهيمنة الثقافية بمردودها الإجتما إقتصادي.
    إن مجمل القضايا التي يحصرها في مجاله هذا المستوى الثالث من السؤال الثقافي الشامل لهي في عمومها تلك القضايا التي اسـتجمعتها - بالايجاب أو السلب - موضوعة الوحدة الوطنية. إلا أنه ينبغي أن نشـير هنا إلى أن مفهـوم الوحدة الوطنية يتم إدراجه في هذا المستوى محكوماً بمـبدأ المتعدد المتكافئ وخاضعاً خضوعاً تاماً لمنطقه وليس مرتهناً لمبدأ الواحد (حتى حين يراتب ذاته ويدلسها داخل ثنائية شمال / جنوب مثلا) كما هو الشأن في مواضعات الخطاب السائد.
    إن الوحدة الوطنية القائمة على مبدأ المتعدد المتكافئ تتم معالجتها هنا وفق رؤية سودانوية للنهضة تراهن في منطلقها على إعـادة تعريف جذرية لوظائف جهاز الدولة المركزي وتعول على آليات دسـتورية ومؤسـسية لضبط تلك الوظائف وتوجيهها على نحو يفرض على جهـاز الدولة ولاءً وظيفياً متسـاوياً لكافة عناصر التكوين الثقافية في تعدديتها وتباينها. إن إعادة التعريف المذكورة ينبغي لها أن تجد منطلقها في فك الإرتباط ما بين جهـاز الدولة القائم والأيديولوجيا العروبـوية الإسـلاموية المهيمـنة كما ينبغي لها أن تلتمس جـدواها التاريخية على ضوء مفاهيم الحـداثة التأسيسسة والمتمثلة في الديمقراطية وعلمانية الدولة.
    لعل البعض يدرك ، من خلال تاريخنا الموثق ، كيف أن النخـبة الأيديولوجـية التي فتنتها الدولة القومـية (= الدولة / الأمة) كانت قد راهنت على اسـتراتيجية استيعاب شـامل استهدفت إنجاز الوحدة الوطنية (كهدف حضاريّ تنمحي بتحقيقه فوارق الهويات الأنثربولوجية ويتوحّد به المتعدد الثقافيّ) وذلك لحساب النمـوذج التاريخيّ للثقافـة العربية الإسلامية. كما يدرك البعض أيضا أن استراتيجية الاستيعاب تلك كان أن ارتكزت تنفيذياً على عمليات استلحاق ثقافيّ محموم سخرت له كافة الأجهـزة الأيديولوجية للدولة المركزية منذ أن ورثتها الطوائف في العام 56 . فالسـياسات الرسمية التي عولت على التعريب في مبتدأ أمرها عند إستقلال السـودان وانتهت في راهنها إلى أسلمةٍ متوحشة، ما هي إلا إجراءات استيعاب قوميّ توهمت فيها النخبة الأيديولوجية المهيمنة رداً عملياً يتجاوز معضلة التعدد الثقافيّ ومثولها الناتئ والصلد تحت مسـحجة الدولة القومية المحلوم بإرسائها منذ أمدٍ بعيد.
    أما وإن كان الاستيعاب القوميّ عبر اللغة والدين قد جرى تفعيله من خلال استراتيجية إمتصاص متدرج لجهاز الدولة القائم ومن ثم تخديمه ضد طبيعته الأولية لأغراض تمكين الخطاب العروبويّ الإسلامويّ من إحلال دولته الأسطورة محل الدولة الرأسمالية التابعة والتي كان من أهم وظائفها أن بنينت المتعدد الثقافيّ داخل كيان واحد ، فإن الإنفصال القوميّ هو رد الفعل الشامل الذي قابل ذلك الاستيعاب بذات منطقه فيما شاطره فضاء الأيديولوجيا القوموية ، رغم وقوعه - مصالحياً - على طرف النقيض.
    أن الخطاب القومويّ الذي يؤدلج الأفريقانية كهوية ذاتية لجماعات متباينة أنثربولوجياً ، أو يجرب التأسيس لذاتية سـودانوية لا تشمل بين مكوناتها العنصـر العربيّ وثقافته على إعتباره عنصراً دخيلاً وغازياً هو خطاب يستعيد في دفاعه اليائس ذات المرتكزات الأيديولوجية التي عمل ويعمل على ترويجها الخطاب العروبويّ الإسلامويّ من أجل تدعيم هيمنته وتبريرها.
    إن هذين الخطابين ، واللذين يتحكمان الآن في سيرورات الأزمة الوطنية عبر تناقض مصالحهما، إنما ينهلان – في حقيقة الأمر – من منبع مشـترك هو الأيديولوجيا القوموية التي لا تعبأ بتفكير المبدأ السياسي ديمقراطياً وتفعيله مؤسـسياً من أجل الحفاظ على وحدة المتعدد الثقافيّ القائمة مع تعـديل طبيعة علاقاتها الشائهة. فالخطابان يلتمسان مسالكاً لطموحهما القوميّ عبر الرهان على وحدة العرق والثقافـة وليس عبر وحدة الكيان السـياسيّ ومتطلباته الحديثة. غير أن هناك فرقاً يتصـل بالدوافـع التاريخية لكلٍّ من هذين الخطابين يجـدر بنا إثباته هنا. فبينما ظلّ الخطاب العروبويّ الإسلامويّ يتمدد بالأصـالة عن مصالح ممـثليه لفرض هيمنة قومية غاشـمة ، فإن الخطاب الأفريقويّ ظلّ يتقـوى من يأس "الآخر" المتزايد في أي إمـكان تاريخيّ لبزوغ خطاب وطنيّ يتمتع بكفاءة سياسية بين حملة الثقافة العربية الإسلامية أو ممثليها الأيديولوجيين. هذا يعني إن النزوع القومـويّ المتطاول ظلّ يشـكل سمة أصيلة بين سـمات الخطاب الأول بينما هو ، بالأحرى ، يمثل رد فعل دفاعيّ شامل لدى الخطاب الثاني.
    أن التركيز على خطابيْ الإسـتيعاب والإنفصـال هنا لا يعني أن كافة الخطابات العامـلة داخل المسـتوى الثقافيّ السـياسي الآن إنما هي حصراً خطابات للإستيعاب أو الإنفصال القوميين. ما أردنا إضاءته بالأحرى هو أن هذين الخطابين يشـكلان مركزي الإستقطاب في اللحظة التاريخية الراهنة ، وإن كليهما لا يتوانى في الدفع بهذا الإسـتقطاب إلى نهايته المتمثلة في تفتيت الوحـدة الوطـنية لمصلحة الدولة القومية التي تستمد إنسجام كيانها المتوهم من الأيديولوجيا لا من الواقع الثقافيّ الإجتماعيّ الفعليّ. كما تجـدر بنا ملاحظة أن هذين الخطابين يملكان مؤهـلات تاريخية ودوافـع طبقية ومواقع أيديولوجـية تدفع بهما ، بل وتمكنهما من إبتزاز الخطابات الأخرى ، في إختلافها النسـبيّ أو المطلق معها ، وذلك بغرض اسـتلحاقها أو تحييدها أو حذفها كلياً من فضاء صراع النخب.
    لتلخيص طبيعة القضايا داخل هذا المستوى الثالث من مستويات السؤال الثقافيّ الشامل فإننا نستعيد ما ألمحنا إليه من قبل: إن الخـطاب ، بما هو رؤية طبقـية جامعة تصطنعها جماعة أيديولوجية محدودة إستناداً على تفسـير نفعيّ لتراثها القوميّ وذلك لإغراض السيطرة على جهاز الدولة ومن ثم تخديمه لإسـتيعاب الآخر أو قهـره من أجل توسيع قاعدتها الإجتما إقتصادية ، إنما هو ما يقع إدراجـه داخل هذا المستوى. وإننا نسـتهدف من خلال هذا الإدراج فحص طبيعة ذلك الخطاب وتفهم وظائفه وتقصي علاقات الصراع الذي ينخرط فيه وكشف آليات إنتصاره أو إندحاره.
    هذا المستوى الثالث ، إذاً ، يميز منهجياً ويعالج معرفياً صراعاً للخطابات و ليس صراعاً للثقافات كما يذهب إلى ذلك خلط رائج ظلّ ينهك النظر الفكريّ بعبء الثقافوية في بعض الأحيان وبالنعرة العنصرية في غيرها.
    هكذا نخلص إلى أن رد السـؤال الثقافيّ الشامل إلى مستويات متميزة في تداخلها (أو متداخلة في تميزها) فيما وقع تحريره الموجز سلفاً ، يمثل في جوهره اسـتراتيجية منهجية ذات نتائج عملية ومردود حقوقيّ من شأنه تعرية الأيديولوجيا القوموية وإبطال تكتيكاتها الرامية إلى الهيمنة المطلقة على المجال الوطني. كما أن هذه الإسـتراتيجية المنهجية تمكننا من تحرير مبدأ المتعدد المتكافئ وتفكيره ديمقراطياً من أجل صيانة الوحدة الوطنية وإرسائها على مبادئ الحق الإنسانيّ وقيم العدل والمسـاواة. فالأيديولوجيا القومـوية (مهما اختلف منطلقها الثقافي أو العنصري) سـتفقد ، جراء التمييز المنهجيّ بين المستويات المذكورة ، قدرتها البراغماتية على تأهيل تدليسـاتها الكبرى التي تستهدف في غايتها الأخيرة تحقيق المماهـاة بين الثقافة القومية المفردة وهوية الكيان الوطني في شموله. كما أن ترتيبنا المنهجيّ المذكور لقضـايا المسـألة الثقافية ، والذي لا يسمح بالنظر إلى جوهر الأزمة الوطنية بإعتباره صراعاً للثقافات بقدر ما هو صراعاً لخطابات نخبوية ، يسـتطيع أن يحـقق تمييزاً ضرورياً وحاسـماً - فيما يتصل بقضـايا الصراع على طبيعة جهـاز الدولة ووظائفه - وذلك عبر تأكيد الفرق ما بين الثقافـة القومـية ، من جهةٍ ، والخطاب القومويّ الذي يؤسس لهيمنته من خلال أدلجـة عناصر تلك الثقافة ، من جهةٍ أخرى. فالثقافـة ، أية ثقافة ، لها القـدرة الذاتية على تكييف أوضاعها وفقاً لشرط وجـودها الموضوعيّ. فهي تتأثر وتؤثر ضمن رهاناتها الشـاملة لتجاوز تحققاتها القائمة عبر الإمتثال الطوعيّ لإكراهات التاريخ وإرغاماته. إلا أن النخب الأيديولوجية ، التي تسـتهدف إعادة إنتاج إمتيازها الطبقيّ وتخليده ، هي التي تكلـس إرثها الثقافيّ وتحبسـه في فكرةٍ صلفـة لا تنهض من موتها إلا عند تأهبها لقهر الآخر أو محوه.


                  

العنوان الكاتب Date
رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Agab Alfaya05-01-04, 07:45 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان tabaldy05-01-04, 07:52 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان WALEED YASSIN05-01-04, 08:23 AM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Ishraga Mustafa05-01-04, 08:34 AM
        Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Alia awadelkareem05-01-04, 08:43 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان نصار05-01-04, 01:23 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان ali othman05-01-04, 01:33 PM
  سلامات Maysoon Nigoumi05-01-04, 01:45 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان osama elkhawad05-01-04, 02:19 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Elmosley05-01-04, 03:42 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Adil Osman05-01-04, 04:41 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Raja05-01-04, 05:11 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان بلدى يا حبوب05-01-04, 06:58 PM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Giwey05-01-04, 08:17 PM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Ashrinkale05-01-04, 09:27 PM
        Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Sinnary05-01-04, 09:37 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Adil Osman05-01-04, 09:57 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان حقوقي05-01-04, 10:34 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان kamalabas05-01-04, 10:47 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان فجراوى05-02-04, 01:41 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Dr.Elnour Hamad05-02-04, 02:59 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Nagat Mohamed Ali05-02-04, 03:59 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان صديق الموج05-02-04, 04:10 AM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Osman Hamid05-02-04, 11:19 AM
        Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Abdel Aati05-02-04, 06:50 PM
          Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Ahmed Elmardi05-02-04, 07:53 PM
            Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Giwey05-03-04, 08:11 PM
              Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Giwey05-04-04, 08:28 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان الجندرية05-05-04, 09:03 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان ابو جهينة05-05-04, 09:07 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان esam gabralla05-05-04, 09:48 AM
  Re: نعمان يشكر ويعتذر Agab Alfaya05-09-04, 07:25 PM
    Re: نعمان يشكر ويعتذر Elnuman05-09-04, 07:44 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Agab Alfaya05-09-04, 10:19 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Ehab Eltayeb05-10-04, 04:55 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Elnuman05-10-04, 05:10 AM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان ودرملية05-10-04, 05:55 AM
        Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Tomader Habiballa05-10-04, 06:23 AM
          Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Elnuman05-11-04, 07:26 AM
        Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Elnuman05-10-04, 11:56 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان zumrawi05-10-04, 06:21 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان خالد الأيوبي05-10-04, 07:19 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان الجندرية05-10-04, 12:01 PM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Tumadir05-10-04, 12:14 PM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Elnuman05-11-04, 07:41 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Elnuman05-11-04, 07:31 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان هاشم الحسن05-11-04, 06:06 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان معتصم دفع الله05-11-04, 07:55 AM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان soma05-11-04, 08:41 AM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Elnuman05-12-04, 07:24 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان خالد الحاج05-11-04, 12:38 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Adil Osman05-11-04, 12:52 PM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان wadalzain05-11-04, 02:45 PM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان haneena05-11-04, 03:47 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان THE RAIN05-11-04, 03:57 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان الجندرية05-12-04, 09:06 PM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان Giwey05-12-04, 09:25 PM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان الجندرية05-19-04, 09:00 PM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان mohamed elshiekh05-19-04, 09:14 PM
      Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان على اسماعيل05-20-04, 11:50 AM
  Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان الزنجي05-20-04, 11:56 AM
    Re: رحبوا معي بمحمد ادم النعمان AL GURAIR05-20-04, 12:16 PM
  Re: الشكر للجميع Agab Alfaya05-20-04, 05:00 PM
    Re: الشكر للجميع بكرى ابوبكر05-21-04, 01:18 AM
      Re: الشكر للجميع mutwakil toum05-21-04, 10:25 AM
        Re: الشكر للجميع mutwakil toum05-21-04, 10:29 AM
          Re: الشكر للجميع degna05-22-04, 02:12 AM
            Re: الشكر للجميع Rawia05-22-04, 02:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de