نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
الرؤية الرمادية...والحقيقة الغائبة
|
السؤال الذى يطرحه السودانى لنفسه عندما يبدا سؤال الهوية يلعب فى عبه:والله نحن ذاتو ما عارفين نحن عرب ولا افارقة؟ ولان السؤال كما يقول المناطقة ينبنى اصلا على مقدمة مغلوطة ،فمن الطبيعى ان تاتى نتيجة الاجابة على السؤال مغلوطة.فصيغة السؤال تفترض الاجابة باحد خيارين لا ثالث لهما ؛ فاما ان نكون عرب وبالتالى فلسنا افارقة واما ان نكون افارقة وبالتالى فلسنا عرب.وهنا يكمن الشيطان وتاتى البلبلة ويبدا التناحر والتناقر.فانصار الانتماء العربى يرون ان وجودهم لا يستقيم الا بنفى الانتماءات الافريقية الاخرى وانصار هذة الانتماءات يرون ان وجودهم لا يتحقق الا بنفى الانتماء العربى فكلا الفريقين ذو نظرة احادية،يرى الاشياء اما بيضاء واما سوداء،ويعجز ان يرى الرؤية الرمادية التى تجمع بين كل الالوان.لذلك اقول دائما ان نظرتنا الى الهوية نظرة عوراء ،تفتقر الى الرؤية التعددية القائمة على الاعتراف بالاخر والتعابش السلمى معه.وان ازمتنا ازمة ديمقراطية ثقافية قبل ان تكون ازمة ديمقراطية سياسية.ان نظرة سريعة الى بعض مواضيع البورد خلال هذا الاسبوع توكد ما ذهبت اليه،ومن ذلك:- 1- دعوة الى التنكر لعروبتنا
2-نحن اولاد عرب
3-هل عندما يقول الشمالى انا عربى هل يعنى ذلك انه عنصرى؟
4- ماذا قدم مثقفو الجنوب والغرب الى السودان؟
والمؤسف اننا كلنا رهائن لهذه النظرة الاحادية العوراء التى تقودنا كل يوم الى المزيد من التناقر والتناحر.حتى مفكرينا ومثقفينا الذين وثقنا فيهم لم يسلموا من الوقوع فى هذا المستنقع الاسن . عندما كتبت ما كتبت عن الدكتور عبدالله على ابراهيم قبل ايام فى هذا البورد،وصلتنى رسالة من اخ عزيز اتشرف بمعرفته لاول مرة،يقول لى فيها ،ربما ان تحول عبدالله 180 درجة يعود الى مواجهة هذا التيار الافريقانى العدمى الذى يريد ان يقطع صلة السودان بكل ما هو عربى .وقال لى ان د.عبدالله ليس وحده فى هذا التوجه الجديد،معه الشوش وخالد المبارك واخرين.لذلك فهو يخشى على من ان اكون من انصار هذا التيار الافريقى العدمى.فقلت له اننى ضد الافريقانية كما اننى ضد العروبية فى ذات الوقت ،فعروبتى لا تنفى افريقيتى ، وافريقيتى لا تنفى عروبتى؟ لذلك ارى ان الذى يقول نحن اولاد عرب له الحق كل الحق ان يعتز بعروبته كما يشاء بشرط الا يمارس نعرته العروبية على حساب الاخرين،وان ياتى هذا الاعتزاز مبرا من كل الاوشاب وسخايم النفوس التى علقت به عبر التاريخ .والذى يقول انا افريقى له مطلق الحرية ان يعتز بافريقيته بشرط الا يكون ذلك على عروبة الاخرين. لقد عالج عبدالله على ابراهيم والشوش ومن شايعهم فى موقفهم الجديد ،خطا بخطا وقابلوا تطرف بتطرف فلم يفلحواالا ان زادوا النار اشتعالا.ان واجبهم كمثقفين ومفكرين كان يحتم عليهم ان يردوا الامور الى نصابها، باناة وصبر ومثابرة المثقف والمفكر،لا ان يناصروا احد الطرفين على الاخر وهنا لا بد لى ان اسجل شهادة للتاريخ للاشادة بتلك النظرة المتوازنة والرائدة لجماعة ما عرف بالغابة والصحراء.فهم اول من نادى بافروعروبة السودان_طبعا كانت هناك ارهاصات قبلهم-واول من دعى الى ضرورة الاعتراف المتبادل والتعايش السلمى بين العنصرين ،العربى والافريقى،فى بوتقة الوطن الواحد الا ان المكايدات السياسية والايدلوجية والحزازات الشخصية ابت الا ان تنال من سعة ورحابة هذا الطرح الرائد،لتغرقنا فى هذه الدوامة العدمية.وهذا باب يطول فيه الحديث ،فلنرجاه لسانحة اخرى
عبد المنعم عجب الفيا
|
|
|
|
|
|
|
|
|