تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 11:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-19-2013, 00:48 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس (Re: ASHRAF MUSTAFA)

    الأخ: أبو بكر قاسم
    تحيِّاتي وأشكرك على المُشاركة

    الحقيقة أنَّني أجد صعوبة في مُناقشة الأفكار العاطفية، والكلام الإنشائي المُرسل الذي لا يقوم على حجج منطقية، ولكن احترامًا لتداخلك سوف أقوم بتفنيد كلامك هذا حول بلاغة القرآن وإعجازه، وحجتك هنا قائمةٌ، كما أراها، على النقاط التالية:
    1- انبهار العرب بالقرآن المُحمَّدي.
    2- تحدي القرآن للعرب أن يأتوا بمثل القرآن.
    3- عجز العرب عن مُجارات التحدي القرآني.
    4- سخافة وسذاجة محاولة مسلم بن حبيب (مُسيلمة) في مُجارات القرآن.

    والنتيجة النهائية من كل ذلك هي: أنَّ القرآن من عند الله. لنأخذ هذه الحجج حجةً حجة، ونناقشها بالتفنيد:

    1- انبهار العرب بالقرآن المُحمَّدي:
    وهو يتمثل فيما ذكرتَه عن الوليد بن المُغيرة في قوله عن القرآن: "إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه" ومن سُخرية القدر أنَّ الوليد بن المُغيرة هذا، الذي تستشهد بمعرفته اللغوية وبفصاحته، لم يكن أحد المُؤمنين بمحمَّد، بل ذكره القرآن بالذم، ولكن هلًا فعلًا مدح القرآن بما تقوَّل عليه التاريخ الإسلامي أم أنَّه كان له رأي آخر في القرآن؟ من سُخرية القدر أنَّ القرآن ذكر ما كان من الوليد بن المُغيرة بخصوص القرآن، ولنقرأ معًا ما قاله القرآن فهو أصح من التاريخ، أليس كذلك؟: {إنه فكر وقدر (*) فقتل كيف قدر (*) ثم قتل كيف قدر (*) ثم نظر (*) ثم عبس وبسر (*) ثم أدبر واستكبر (*) فقال إن هذا إلا سحر يُؤثر (*) إن هذا إلا قول البشر}(المدثر:18-25) إذن؛ فالوليد بن المُغيرة هذا الذي تقول وتفخر بمعرفته اللغوية، قال عن القرآن إنَّه كلام بشري، وكان هذا الرأي بعد تفكير مطوَّل كما هو واضح من الآيات، فأين قال إنَّ للقرآن حلاوة وإنَّه ليعلو ولا يُعلى عليه؟ هذا ما أُسمِّيه بالنقل العمياني عن التاريخ، دون أن ننسى أنَّ التاريخ الإسلامي كتبه المُسلمون، ولا أدري إن كان يجوز الاعتداد بالتاريخ الذي كتبه القوم للحكم عليهم أو لهم(!)

    أنا شخصيًا، مُقتنع أنَّ القرآن كان مُدهشًا بالنسبة للعرب، ولكن ليس من باب الدهشة المحمودة التي قد يتخيَّلها البعض، فالعرب لم تكن تعرف في أدبياتها غير الشعر والنثر والسجع، فالشعر كان معروفًا، والنثر في خُطبهم، والسجع في كلام الكُهان وفي الخُطب كذلك، ولكن القرآن جاء وخلط بين كل ذلك، فلم يكن شعرًا كما هو الشعر المعروف، ولا سجعًا كما هو السجع المعروف، فكان جنسًا أدبيًا جديدًا بالنسبة إليهم، وهذا هو، على الأرجح، سبب اندهاش العرب بهذا القرآن، وبالتأكيد فإنَّ لقراءات محمَّد التوراتية والإنجيلية واطلاعه على بعض المعارف القديمة، ربما أكثر من غيره، دورٌ كبير في مجيء القرآن على هذا الشكل، وعلى العموم فإنَّ القالب اللغوي لا يُغني ولا يُسمن شيئًا في هذا الصدد، فإنَّ السؤال مازال قائمًا: هل كانت العرب ترى فعلًا أنَّ القرآن جاء بلغة بليغة؟

    حتى نستطيع معرفة ما إذا كان نصٌ ما، بليغًا أم غير ذلك، فإنَّ كل ما نحتاجه هو عرض النص على المُختصين من أهل البلاغة؛ أليس كذلك؟ قريش لم يكونوا أهل بلاغة على أيَّة حال، وسوف أُوضح ذلك في موضع آخر، ومهما كانت بلاغتهم وفصاحتهم فإنَّهم لم يكونوا أكثر بلاغةً وفصاحة من الأعراب الذين يسكنون البادية، وحتى العرب كانت تبعث أطفالها إلى البادية ليتعلموا الفصاحة هناك. إذن؛ فإذا كان القرآن فصيحًا وبليغًا بصورة مًعجزة حقًا، فإنَّ أوَّل من سيقفون على هذه الفصاحة والبلاغة ويعرفون أنَّه يستحيل أن يكون كلامًا بشريًا هم الأعراب (البدو) أهل البادية، فماذا كان موقف الأعراب من القرآن؟ هل تدفق الأعراب على الإسلام مُتأثرين ببلاغة القرآن اللغوية وفصاحته، كما يتوجب أن يكون الأمر؟ من سخرية الأقدار، كذلك، أنَّ القرآن يكشف لنا عن موقف الأعراب من القرآن والإسلام، فنقرأ: {الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله}(التوبة:97) إذن؛ فالأعراب (أهل اللغة وأكثر العرب قدرة على الاعتراف بفصاحة القرآن) لم يروا في القرآن بلاغةً ولا فصاحةً، وكان ذلك سببًا في عدم إسلامهم بادئ الأمر. وحتى عندما آمنوا بعد ذلك، رفض القرآن إيمانهم، وفضح حقيقة إيمانهم، وأخبرنا أنَّه لم يكن إيمانًا حقيقيًا، بل كان مُجرَّد إسلام قشري ظاهري: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}(الحجرات:14)

    هذا هو موقف الأعراب (أهل اللغة والفصاحة) من القرآن، دعك من الوليد بن المغيرة، ومن عرب قريش وما جاورها من الذين لم يُسلموا إلَّا طمعًا في المغانم التي وُعدوا بها، وهذا مما نقرأه في القرآن نصًا: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا (*) ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما (*) وعدكم الله مغانم كثيرة تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آية للمؤمنين ويهديكم صراطا مستقيما}(الفتح:18-20) ولقد رأينا كيف أنَّ العرب ارتدوا عن الإسلام بعد وفاة الرسول، حتى لم يبق من المسلمين إلَّا أهل مكة وأهل المدينة، وبعض القبائل المتفرقة هنا وهناك، بينما أرتدت غالبية العرب، فهل كان لأقوام لم يُؤمنوا بنبوة الرسول إلَّا لقناعتهم بأنَّ قرآنه مُعجز ومن الله أن يرتدوا عن الإسلام بعد موته؟ أم أنَّ ردتهم هذه تأكيد على أنَّ إسلامهم كان إسلامًا انتهازيًا لا علاقة له لا بالقرآن ولا بإعجازه المزعوم(!)


    2- تحدي القرآن للعرب أن يأتوا بمثل القرآن:
    الحقيقة أنَّ فكرة التحدي هذه، فكرة غريبة بعض الشيء، فمن المُعيب أن ينزل الله (بكل قداسته) ليتحدى البشر في شأنٍ من الشؤون؛ لاسيما إذا كان هذا التحدي في شأن بشري خالص، فاللغة صناعة بشرية وليست صناعة إلهية، واللغة من المُنتجات البشرية التي تتطور باستمرار ودون توقف. هل من الكريم لكَ أن تقف أمام طفل عمره 4 سنوات مثلًا، وتتحداه في أيّّ شيء؟ عمومًا، دعنا نتساءل أولًا عن معنى هذا التحدي بهذه الصيغة؟ هل من الممكن فعلًا أن يأتي شخص بمثل شيء ما؛ إلَّا أن يكون مثله؟ ما هو المِثل والمماثلة أصلًا؟ إذا طلبتُ منك أن تأتي لي بمثل هذه العبارة: "الواقفون على الجمر" فإنَّ مِثله هو مثله أيضًا: "الواقفون على الجمر"(!!) فإذا قلتَ لي: "الواقفون على الحصى" أو "الواقفون على الصخر" فإنَّ هذا ليس بمِثله؛ بل هو مُجاراةٌ له. ومثل ذلك في قوله {ليس كمثله شيء} والحقيقة أنَّ ليس أيَّ شيء مثله شيء أبدًا. ولكن لنقل إنَّ المُراد هو الإتيان بمثله في البلاغة، وهنا سوف تتدخل العاطفة الدينية في تحديد ما إذا كان النص الجديد مماثلًا للنص الأصلي في القداسة أم لا، وهو الذي يجعلكَ قد تضحك أو تستخف كلامًا مثل: "والزارعات زرعاً. والحاصدات حصداً" ولا تضحك أو تستخف {والعاديات ضبحا. فالموريات قدحا. فالمغيرات صبحا} فما الفارق النوعي أو البلاغي بين الاثنين؟ الحقيقة؛ أنَّه لا فارق على الإطلاق، وإنَّما الفارق بينهما فقط في القداسة، فأنتَ تنظر إلى الثانية على اعتبار أنَّها كلام الله؛ وبالتالي فهي كلام بليغ ومُعجز حتى وإن لم يكن كذلك، والأول كلام بشري؛ وبالتالي فهو كلام سخيف ومُضحك، حتى وإن لم يكن كذلك، والواقع أنَّ كلاهما كلام بسيط وساذج، ولكن الأول لا يتمتع بقداسة والثاني يتمتع بها.

    3- عجز العرب عن مُجاراة التحدي القرآني:
    الحقيقة أنَّني أستغرب قولك بأنَّ التحدي مازال قائمًا، وأنَّ العجز عن مُجاراة التحدي كذلك، مازال قائمًا، رغم أنَّ التحدي تم دحضه منذ عصور سحيقة جدًا، بعضها كان في العصر النبوي، على يد عبد الله بن أبي السرح ومُسلم بن حبيب (مسيلمة) وهو مما نقرأه في القرآن: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله}(الأنعام:93) وبعضها كان بعد ذلك. هذا إضافةً إلى زُهد العرب أصلًا عن مُجاراة القرآن لأنَّهم كانوا لا يرون في القرآن شيئًا مثيرًا؛ إذ كانوا ينظرون إليه ككتاب يحكي ويُردد الأساطير القديمة، ولهذا قال النضر بن الحارث: {لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين}(الأنفال:31) وسوف أترك الكلام عن قرآن مسلم بين حبيب (مسيلمة) إلى النقطة الأخيرة، ولنتكلَّم عن شاعر وفيلسوف وأديب له مكانته المرموقة كأبي العلاء المعرِّي الذي: "درس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء، وقرأ النحو في حلب على أصحاب ابن خالويه، ويدل شعره ونثره على أنه كان عالماً بالأديان والمذاهب وفي عقائد الفرق، وكان آية في معرفة التاريخ والأخبار. وقال الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة. كان على جانب عظيم من الذكاء والفهم وحدة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر."(انتهى الاقتباس: المصدر) أفلا يعني لك رأي شاعرٍ وأديبٍ وفيلسوفٍ مثله شيئًا؟ أما قرأتَ كتابه الموسوم (فصول وغايات) والذي قدَّم فيها نماذج في مجاراة القرآن "لإثبات أن لغة القرآن ليست معجزة، ولكنها تبدو كذلك بالنسبة للبعض بسبب تبجيلها لمئات السنين"(المصدر السابق) واقرأ من شعره إن شئت، ولابد أنَّك تعرفه:
    فلا تحسب مقال الرسل حقاً *** ولكن قول زور سطّروه
    وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ *** فجاءوا بالمحال فكدروه

    وقوله كذلك:
    هفت الحنيفة والنصارى ما اهتدت *** ويهود حارت والمجوس مضلله
    اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا *** دين وآخر ديّن لا عقل له


    لقد تبيَّن لنا مما سبق قوله، إنَّ فكرة المماثلة شيء مُستحيل، أمَّا المُجاراة فهي ممكنة بكل تأكيد، ولكن يتبقى بعد ذلك قدرتنا على تجاوز القداسة لنحكم على أيّ نص إذا كان فعلًا قد نجح في مُجاراة القرآن أم لا. ولكن علَّنا نسأل، ماذا تعني مُجاراة القرآن أصلًا؟ وما هي القيمة الحقيقة من ذلك؟ هل آية مثل: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون}(النور:61) يُمكن اعتبارها نصًا إلهيًا مُعجزًا حتى يعجز الناس عن مُجاراته؟ وما الوجاهة في التحدي بالإتيان مثل شتيمة ونعت لشخصٍ ما بأنه ابن حرام أو ابن زنا كآية: {عتل بعد ذلك زنيم}؟ نحن نعرف أنَّ الشتم لا يُمكن أن يكون قولًا إلهيًا، ولكن الأمر هنا مُتعلق في المقام الأول بمسألة القداسة، والتي هي، في آخر الأمر، مردُّها إلى الإيمان القلبي الوجداني الذي لا يتعلق بمنطق عقلي، وأيًا كانت قيمة النص فإنَّه سوف يظل على الدوم دون المُستوى المطلوب للمجاراة، ولكن متى ما تمكنَّا من التخلص من هذه القداسة سوف يُصبح بإمكاننا الحُكم بموضوعية على هذه النصوص.

    4- سخافة وسذاجة محاولة مسلم بن حبيب (مسيلمة) في مُجارات القرآن:
    لقد قرأتُ كثيرًا عن النصوص المنسوبة إلى مسلم بن حبيب (مسيلمة)، ولكني لم أقف على مخطوطة تُؤكد فعلًا نسبة هذا الكلام إليه، فهي كُلها واردة في كُتب التاريخ الإسلامي، ومن البديهي أن يتم تناول المُعارضين للإسلام في كُتب التاريخ بالذم والقدح والتسخيف، فهل هذه النصوص فعلًا من قوله أم مما نُسب إليه زورًا وبُهتانًا؟ وجاهة هذا السؤال تكمن في سخافة ما يُعتقد بأنَّها نصوص لمسلم بن حبيب، وحتى أدفعكَ دفعًا للبحث في هذا الموضوع بشيء من الجدِّية فإنَّ معرفتنا بأنَّ مسلم بن حبيب (مسيلمة) قد نجح فعلًا، رغم سخافة قرآنه، في إقناع الكثير جدًا من العرب بنبوته. والتاريخ الإسلامي نفسه يتكلَّم عن عجز الجيش الإسلامي، في حروب الرِّدة، عن مواجهة جيش مسلم بن حبيب (مسيلمة)، فقد هزم جيش مُسلم بن حبيب الجيش الذي أرسله أبو بكر (خليفة المسلمين) بقيادة عكرمة بن عمرو المخزومي (عكرمة بن أبي جهل) فهرب عكرمة بما تبقى من جيشه، وانتظر المدد من الخليفة الذي أمَّده بجيش آخر بقيادة خالد بن الوليد، وكان قوام جيش مسلم بن حبيب 40 ألفًا(!!) هذا تعداد جيشه فقط، فكم كان تعداد المُؤمنين به؟ ولقد رأينا أنَّ المُؤمنين بنبوة مسلم بن حبيب كانوا يفضلون الموت دفاعًا عن إيماناهم، تمامًا كان المسلمون كذلك، فأيَّ إيمان هذا الذي زرعه قرآن مسلم بن حبيب السذاج هذا داخل هؤلاء القوم؟ كيف استطاع مسلم بن حبيب أن يقنع هذا الجمع الغفير من الناس بنبوته إلى حد تقبلهم لفكرة الموت في سبيله؟ هنالك احتمالان لا ثالث لهما:
    • أن تكون معلوماتنا عن فصاحة العرب معلومات غير دقيقة وتحتاج إلى مُراجعة.
    • أن يكون ما وصلنا من قرآن مسلم بن حبيب مكذوبًا عليه.

    إذا أضفنا إلى كل ذلك أنَّ نبوة مسلم بن حبيب الحنفي (مُسيلمة) كانت قبل نبوة محمَّد، وأنَّ مسلمًا كان معروفًا بين العرب باسم (رحمن اليمامة) وأنَّ مشركي قريش كانوا يقولون للرسول عندما قال: {اسجدوا للرحمن}: "ما نعرف إلَّا رحمن اليمامة" فإنَّه يحق لنا أن نتساءل: من أين أتى محمَّد بنبوته؟ وكيف؟ وعلى أيَّة حال فإنَّنا لا نعلم صدقًا من كان يُجاري الآخر في قرآنه: محمَّد أم مسلم بن حبيب، فإنَّه لو عرفنا أنَّ نبوة مسلم بن حبيب كانت قبل نبوة محمَّد أمكننا معرفة أيَّ النصين أسبق، وعندها فإنَّ السؤال المطروح هو: هل كان محمَّد يُجاري قرآن مسلم بن حبيب؟ ولقد عرفنا أنَّ مسليمةٌ هذا كان محبوبًا لدى العرب، ولدى قومه، حتى أنَّه يُنسب إلى عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسيني قوله:
    بديعًا أحومًا غنجًا لعوبًا * * * ظريفًا وجهه حاز الوسامة
    بمفرق شعره والحسن يبدي * * * صباحي والدجا من فوق هامة
    رنا ريمًا وأسفر بدر تم * * * وصال مثقفًا وشدا حمامة
    وصدق العشق أوقفني عليه * * * فسلواني مسيلمة اليمامة


    إذن؛ فهو لم يكن منبوذًا أو مكروهًا، بل كان له شأنٌ ومقام رفيع عند الكثير من العرب، فهل مثله قد تُنسب إليه نصوص ركيكة كهذه؟ أم أنَّ العرب كانوا خفيفي العقول لدرجة أنَّ كلامًا ركيكًا مثل هذا قد يُعجبهم ويُؤثر فيهم؟ أتمنى عليك أحد أمرين يا عزيزي: إمَّا أن تبحث بصدق وبحياد حول تاريخ مسلم بن حبيب فعلًا لتعرف مدى صدق ما نُسب إليه، أو أن تُعيد قراءة القرآن مرَّة أخرى، وإنَّه ليُسعدني أن تكون مقالاتي حافزًا لك على إعادة قراءة القرآن مرَّة أخرى، فأغلب المُسلمون لا يقرأون القرآن إلَّا وهم معصوبي الأعين والعقول.

    تحيِّاتي لك
                  

العنوان الكاتب Date
تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:05 AM
  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:07 AM
    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:11 AM
      Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:13 AM
        Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:16 AM
          Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:20 AM
            Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:22 AM
              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:24 AM
                Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:38 AM
                  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-14-13, 01:40 AM
                    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس الزبير بشير05-14-13, 10:43 AM
                      Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس محمد عبد الماجد الصايم05-14-13, 10:50 AM
                        Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Balla Musa05-14-13, 01:44 PM
                          Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-15-13, 06:49 PM
                            Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-15-13, 06:50 PM
                              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-15-13, 06:51 PM
                                Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Balla Musa05-16-13, 08:57 PM
                                  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Nasr05-16-13, 09:26 PM
                                    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Balla Musa05-16-13, 09:49 PM
                                  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس فتح الرحمن حمودي05-16-13, 10:09 PM
                                  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-16-13, 10:10 PM
                                    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-16-13, 10:17 PM
                                      Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Balla Musa05-17-13, 01:43 PM
                                        Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-17-13, 06:26 PM
                                          Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Balla Musa05-17-13, 06:50 PM
                                            Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-17-13, 07:05 PM
                                              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Balla Musa05-17-13, 08:28 PM
                                          Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-17-13, 07:03 PM
                                            Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-17-13, 10:34 PM
                                              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس ASHRAF MUSTAFA05-18-13, 01:10 AM
                                                Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-18-13, 04:16 AM
                                                  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس أبوبكر أبوالقاسم05-18-13, 03:53 PM
                                                    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس mustafa mudathir05-18-13, 09:04 PM
                                                      Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس ASHRAF MUSTAFA05-18-13, 10:25 PM
                                                        Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-19-13, 00:48 AM
                                                          Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-19-13, 01:01 AM
                                                            Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس أبوبكر أبوالقاسم05-19-13, 09:40 PM
                                                              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس أبوبكر أبوالقاسم05-19-13, 10:00 PM
                                                              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس أبوبكر أبوالقاسم05-19-13, 10:00 PM
                                                                Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس منتصر عبد الباسط05-19-13, 10:23 PM
                                                                  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس محمد عبد القيوم سعد05-20-13, 01:39 AM
                                                                    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Mohamed E. Seliaman05-20-13, 11:58 AM
                                                                    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس حاتم محمد05-20-13, 12:52 PM
                                                                      Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-20-13, 02:42 PM
                                                                        Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-20-13, 02:46 PM
                                                                          Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-20-13, 02:52 PM
                                                                            Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-20-13, 02:55 PM
                                                                              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس حاتم محمد05-20-13, 04:33 PM
                                                Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس garjah05-20-13, 02:54 PM
                                                  Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-20-13, 08:24 PM
                                                    Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-20-13, 08:25 PM
                                                      Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس محمد على طه الملك05-20-13, 11:58 PM
                                                        Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-21-13, 02:33 AM
                                                          Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس Hisham Osman05-21-13, 04:08 AM
                                                            Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-21-13, 05:52 AM
                                                              Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس هشام آدم05-21-13, 11:47 AM
                                                                Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس محمد على طه الملك05-21-13, 05:30 PM
                                                Re: تفسيرٌ غير مُقدَّس لنصٍ مُقدَّس أبوبكر عبد القادر العاقب05-21-13, 06:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de