|
Re: العقل والتكليف الإلهي (Re: هشام آدم)
|
قد يقول قائل: "إن المقصود بالعقل هنا: الحرية والإرادة" حيث أنَّ كل الموجودات مجبولة على معرفة الله والتسبيح له، بينما ميز اللهُ الإنسانَ بالحرية والإرادة، وكان بودي أن تكون هذه الحجة صحيحةً، ولكن دعونا نلق نظرةً على هذه الآية: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}5 وفي معنى (الأمانة) الواردة في الآية نقرأ: "قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس يَعْنِي بِالْأَمَانَةِ الطَّاعَة عَرَضَهَا عَلَيْهِمْ قَبْل أَنْ يَعْرِضهَا عَلَى آدَم فَلَمْ يُطِقْنَهَا فَقَالَ لِآدَم : إِنِّي قَدْ عَرَضْت الْأَمَانَة عَلَى السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فَلَمْ يُطِقْنَهَا فَهَلْ أَنْتَ آخِذ بِمَا فِيهَا ؟ قَالَ يَا رَبّ وَمَا فِيهَا ؟ قَالَ إِنْ أَحْسَنْت جُزِيت وَإِنْ أَسَأْت عُوقِبْت فَأَخَذَهَا آدَم فَتَحَمَّلَهَا فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : الْأَمَانَة الْفَرَائِض عَرَضَهَا اللَّه عَلَى السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال إِنْ أَدَّوْهَا أَثَابَهُمْ وَإِنْ ضَيَّعُوهَا عَذَّبَهُمْ فَكَرِهُوا ذَلِكَ وَأَشْفَقُوا عَلَيْهِ مِنْ غَيْر مَعْصِيَة وَلَكِنْ تَعْظِيمًا لِدِينِ اللَّه أَنْ لَا يَقُومُوا بِهَا ثُمَّ عَرَضَهَا عَلَى آدَم فَقَبِلَهَا بِمَا فِيهَا وَهُوَ قَوْله تَعَالَى : " وَحَمَلَهَا الْإِنْسَان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا " أَيْ غِرًّا بِأَمْرِ اللَّه"(انتهى الاقتباس)6 إذًا فالأمانة المقصودة هي التكليف الشرعي، وكانت خطة الله الأساسية تقتضي أن يحمل الأمانة إمَّا السماوات أو الأرض أو الجبل، فلما رفضن حملها إشفاقًا، لجأ الله إلى الخطة (B) وعرض الأمانة على الإنسان، وقد نفهم من قوله {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} أنَّ الإنسان ليس مؤهلًا لحمل الأمانة، ولكن إذا كان العقل هو مناط التكليف الإلهي، فلماذا عرض الله هذا التكليف على السماوات والأرض والجبال؟ هل هذه الأشياء تمتلك عقلًا بيولوجيًا؟ بالطبع لا، فهي ليست كائناتً حيّة أصلًا، إذًا فهل تمتلك إرادةً وحرية؟ بإمكان غير المسلم أو غير المُتدين أن يجيب عن هذا السؤال مباشرةً بلا، ولكن المسلم لا يستطيع، لأنَّه يقرأ في القرآن هذه الآية {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}7 فالسماوات والأرض بالنسبة إليه كائنات عاقلة، من حيث أنها تعرف الله وتسبحه، ومن حيث أنها تمتلك حريةً وإرادة، فهي "اختارت" أن تأتي إلى الله (أي تعبده) طائعةً، وليست مجبولة أو مُكرهة. فأين هو تميز الإنسان المزعوم، إذا كان قد حصل على الأمانة الإلهية بمحض الصدفة؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 01:51 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 01:53 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 01:56 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 02:24 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 02:25 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 02:29 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 02:31 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | هشام آدم | 06-09-13, 02:33 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | Mohamed Adam | 06-09-13, 06:34 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | Adrob abubakr | 06-09-13, 07:57 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | احمد سيد احمد | 06-09-13, 11:42 PM |
Re: العقل والتكليف الإلهي | Adrob abubakr | 06-10-13, 02:35 AM |
|
|
|