آخر المحطة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-03-2011, 10:19 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آخر المحطة (Re: هشام آدم)

    الفصل الثالث

    غاب عن المكان، وهو يُصارع قساوة الانتظار، وراح يتذكر بعض الذكريات غير المرتبة في عقله. أول ما أسعفته ذاكرته باستدعائه، كانت ذكرياته، الأكثر حداثةً، عن مصر، ورحلته التي قام بها مؤخرًا لتدشين روايته الأولى (أنسنة الشيطان). منحته تلك الذكرى بعض السلام الذي كان يفتقده، وأشعرته بالراحة والطمأنينة.

    بطريقة تلقائية وجد نفسه أمام صورتها المحفوظة، بعناية، في إحدى أقبية اللاشعور: جميلة كما رآها أول مرّة، واقفةً أمام مبنى السفارة السودانية في حيّ جاردن سيتي بالقاهرة، وهي تتفقد هاتفها المحمول بقلقٍ لم يستطع أن يُخفي ملامحها الفاتنة.

    بأصبعيها: الوسطى والبنصر، أزاحت خصلات شعرها الجامح عن وجهها الوادع، لتضعها وراء أذنها، وكأنها كشفت له، بصفة خاصة، عن كنزها الأثير. كان جمالها من النوع الذي جعله يتوقف فجأةً، ثم لا يبرح مكانه. تعلقت عيناه بها، وراح يراقبها دون أن يُشعرها بالتطفل. سمراء صافية البشرة، وشعرها مفتول بالمشاط الكُردفاني بدقة متناهية، ممشوقة القوام إلى الحد الذي يسمح بأن يأخذ كل عضو، في جسمها، حقه من الاكتمال والنضوج المثيرين. لها ثديان بارزان كأنهما ثمرتا أناناس استوائي في غير موسم الحصاد، وشفتان صغيرتان ومثيرتان كأنهما تخصان دمية بلاستيكية أو طفلة صغيرة.

    ترتدي بنطالًا من الجينز الأزرق الغامق، وأطراف جيوبه وقدميه موشحة بخيوط حريرية حمراء رقيقة. يضيق عليها البنطال ليشفّ عن ساقٍ أنثوية مستفزة، وأرداف مكتنزة في تناسق مثير، وقميص أبيض ذو ملامح أفريقية بلا ياقات، أكمامه مطرزة بنقوش ذات ألوان جاذبة، وفي منتصف قميصها، من الخلف، رسمة تجريدية مشهورة لتشي ﭼيفارا. ترتدي قبعة شبابية معكوسة، أضفت إلى جمالها جمالًا ذا بُعد يُناهض الكلاسيكية.

    فتاة أفريقية النكهة والمذاق، رقيقة كأنه تم تخليقها للتو! كانت تنقر على لوحة مفاتيح هاتفها المحمول بأصابع ناعمة وطويلة، وترتدي خاتمًا متعدد الألوان في إبهامها الأيسر، ورغم أنه لم يتمكن من رؤية عينيها المختفيتين وراء نظارتها الشمسية الكبيرة؛ إلاّ أنها تمكنت من استفزازه، وجذبه إليها بكل يُسر وسهولة.

    عندما أحس بأنها على وشك المغادرة، تقدّم إليها بخطوات مُسرعة، دون أن يعلم ما يُمكنه قوله لها، ولكنه لم يشأ أن يفقدها أو أن يدعها تذهب دون أن يتحدث معها.
    - السَّلامُ عَليكُم. أَقْدَر أقَدِّم لَيْكِي أيّ خِدْمَة؟ شَايْفِك زِي الوَاقْعَا لَيْكِ في مُشْكِلَة.
    - شُكْرًا؛ بَطَّارِيَة الموبَايل زَي الدَّايرَا تَقَع، ودَايْرَا أَعْمَل تِلِفُون مُهِم أَوِي.
    - عِنْدِك إجْرِاءات في السِّفَارة ولاَّ شُنو؟
    - آي، بتَعْرِف لِيْك زُول في السِّفَارة؟
    - صَرَاحَة: لأ، لَكِن مُمْكِن نِجَرِّب سَوا، يِمْكِن نَقْدَر نَعْمِل حَاجَا.
    - شُكرًا لِيْك كَتِير، لَكِن لازِم أَمْشِي عَشَان أكْسَب زَمَن.
    - حَنِتْقَابَل تَاني؟

    أعجبها سؤاله الطفولي الجريء، بذات القدر الذي شعرت فيه بالدهشة، ولكنها نظرت إليه بعمق لبعض الوقت؛ قبل أن تجيبه بغنج أنثوي مدروس: "لَو عَايِز!" ثم ابتسمت ابتسامة ذات مغزى، جعلته يتبعها، ويسيرا، معًا، نحو ميدان السادات. توقفا قليلًا بجوار مبنى مجمّع التحرير؛ حيث عرض عليها تناول وجبة سريعة في مطعم هارديز المطل مباشرة على ميدان التحرير.

    صعدا إلى الطابق الثاني من المطعم، وجلس في مواجهتها تمامًا، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يستمتع فيها برؤية عينيها الساحرتين، عندما خلعت نظارتها الشمسية: عينان واسعتان تكادان تلتهمان كل شيء تنظران إليه، نظراتها حادة وموحية للغاية؛ من ذلك النوع الذي لا يستطيع أحد مقاومتها، وكأنهما تدعوان إلى الاقتراب حدّ الاحتراق أو الهرب حدّ التعلّق. أدرك، عندها، بأنه غرق فيهما حدّ اشتهاء التنفس؛ فخرج على الفور، وتناول سجارة أحس بأنها ساعدته على استعادة التوازن. خفق قلبه بقوة، مثلما لم يخفق من قبل، وشعر بسعادة غامرة؛ كونه ظفر بأنثى فاتنة تشاطره إحدى لحظات اغترابه السريع.

    تحدثا لوقت طويل عن القاهرة وشوارعها وأهلها، وعن السودانيين القاطنين فيها منذ سنوات. كانت تتكلم عن ذلك بحزن بالغ، وشعر بأنها تخشى أن تصبح واحدة من أولئك الذين ابتلعتهم شوارع القاهرة في كرشها، وقذفت بهم إلى غياهب اليأس والمجهول دون رحمة. كانت لكنتها السودانية مشوبة بشيء من اللكنة المصرية؛ الأمر الذي أعطى لكلامها بعضًا من الرونق والغنج المحبب.
    - دَي الزِّيَارة الأُولى لِيْكِي؟
    - لأ، لَكِن دِي أرْوَع زِيَارة لَي.
    - وجَاي تَعْمِل إيَه في مَصْر؟ كَايِس لُجوء سِيَاسِي بَرْضَك؟
    - لأ، أنا جَاي لحَفْل تَوقِيع رِوايتي الأولى.
    - واو! إنتا رِوَائي؟
    - يَعْنِي؛ مُمْكِن تُقُولي كِدَا. يَا دَاب في بِدَايَة الطَّرِيق.
    - أنا بَمُوت في الرِّوَايات؛ وبِالزِّات الرِّوايَات السُّودَانية. بِتْحَسِّسني إني لِسِّه سُودَانية في الغُرْبَة الأرَف دِي.
    - شَكْلِك مُطَوِّلَة في البَلَد دِي.
    - لَو شَايِف إنو خَمْسَه سَنَة كِتِيْرَة، فَأنا أَعَدْت كِتِير.
    - بَسْ شَايْفِكْ بِتتكَلَّمِي مَصْرِي!
    - آي، أنَا فِيْني عِرِق مَصْرِي أصْلاً، مِنْ نَاحيَة أهَل مَامَا، لَكِن صَدِّقْني الخَمْسَه سَنَة دِي وَلا حَاجَة بِالنِسْبَة للنَاس البِتُؤعُد في البَلَد دِي بِالعَشَرَة والعِشْرِين سَنَة.
    - صَرَاحَة مَا اتْعَرْفَت لِسَّه عَلى زُول مِن الجَالِيَة السُّودَانية، لَكِن دَا مَوْضُوع تَاني، خَلِّينَا نِتْنَاقَش فِيْهُو بَعْدَين.

    قبل وداعهما الأول؛ أبدت (شاهيناز حسب الرسول) بعض الارتياح لحديثها معه، ونجحت في نقل ذلك إليه بيُسر، فهي صنعة أنثوية لا تحتاج إلى كثير مراس. تحدثا مطولًا عن كل شيء؛ إلاّ الحب، وكأنهما اتفقا على ذلك مسبقًا، ولكنه كان يقول دائمًا: "أيّ حَاجَة إزَا كَانَت مَا بِتَفْضِي للحُب؛ فَأكِيد بِتَنْبُع مِنَّها." فكان حديثهما، بالنسبة إليه، مدخلًا إلى عوالمها الخاصة التي استطاع، عن طريقها، بناء تصوراته العاطفية تجاهها، فوجدها أنثى تحمل من الدفء ما يكفي لأن يحترق بها إلى الأبد، وانسابت ضحكاتها المدهشة في أذنيه كأرواح خيّرة سكنته، وتمكّنت منه فلم تفلته.

    كان كل شيء فيها رقيقًا ومدهشًا ومثيرًا؛ حتى غيابها اللحظي عن المكان، وقلقها الذي كان يؤرقه بين الفينة والأخرى؛ عندما تتذكر معضلة نفاد بطارية هاتفها المحمول، وإجراءات السفارة العالقة، والتي لم تفصح له عن تفاصيلها، رغم حرصه على ذلك.

    شعرت نحوه بميل غريب، وأدهشها ذلك، ولكنها كانت ترى في عينيه الحزينتين أمنياتها الضائعة في رجل يُمكنها أن تهبه حبها دون خوف أو توجس. تشعر المرأة بالإغراء تجاه أيّ رجل غامض، فالغموض خصلة أنثوية لها دلالاتها؛ لذا تشعر المرأة بالإرباك تجاه الرجال الغامضين، لأنهم، بطريقةٍ ما، يُنافسونها على أحد أهم أسرارها على الإطلاق.

    تبادلا أرقام الهواتف، وتواعدا على أن يلتقيا قريبًا؛ كان ذلك قبل أن يُفاجئها: "عَلَى فِكْرَة: أنَا بَطَّارِيَة مُوبَايلي مَلَانَة، مُمْكِن تِسْتَخْدِمِيها في مُوبَايلِك، وتِتْكَلَّمَي زي مَا دَايْرَا!" عندها فقط عرفت أنه كان بإمكانه اقتراح ذلك منذ البداية، وأحست في تصرّفه مكرًا لا ضرر منه؛ فاكتفت برسم ابتسامة متوددة، وهي تجيب: "شُكرًا، مَا كَان مِن بَدْرِي!"

    ثلاثة أسابيع قضاها في القاهرة، لم يفترقا فيها إلاّ لمامًا، أنجزا فيها كل شيء معًا: الجلوس على مقاهي البورصة وخان الخليلي، احتساء السلحب بالمكسّرات والزبيب، أكل الترمس والذرة المشوية على كورنيش النيل ليلًا، وجبة كشري مُشبعة من (ملك الكشري)، الرحلات النيليلة، دور السينما، التسكع في الشوارع، وزيارة المكتبات الشهيرة، واقتناء الكتب وتبادلها، وحضرت معه حفل توقيع روايته في أتيليه القاهرة، وزارا، معًا، المتحف القومي، ومتحف الشمع، وأهرامات الجيزة. تمددا على حشائش حديقة مطصفى محمود الرطبة، وطافا محلات وسط البلد التجارية، ولابد أن ينتهي بهما اليوم عند (خمارة الحرية) في ميدان الفلكي، ليحتسيا السقارة الباردة، ويملأ كل منهما رأسه بالكحول المخففة، وينصرفا بعدها متعانقين، تملأ ضحكاتهما أوردة شارع صبري أبو علم؛ وهما متجهان إلى ميدان التحرير.

    تلك الليلة؛ لم يكن بحاجة إلى كثير عناء ليُقنعها بالذهاب معه إلى شقته في باب اللوق، فقد كانت لديها رغبة عارمة في تقبيله بخصوصية، وصرّحت له بذلك. قالت في ثقة مفرطة: "أصَلْ مَا فَضّلش غِير كِدَا!" وفعلت الكحول فعلتها بهما تلك الليلة. في الصباح الباكر، استيقظ بتكاسل ليجد ورقة صغيرة على المنضدة، التي كانت مليئة بعلب السقارة الفارغة، والسجائر، وأعواد الكبريت المحترقة، كُتب عليها بخط مهزوز: "دِي كَانت أحَلَى غَلْطَة في حَيَاتي!" ولم يرها منذ ذلك اليوم وحتى سفره.

    كانت قد أغلقت هاتفها المحمول، ولم يستطع العثور عليها في أي مكان، حتى أنه كان يذهب إلى السفارة السودانية يوميًا؛ علّه يجدها هناك، ولكن دون جدوى، فتركت بذلك فجوة في قلبه الذي كان قد أُغرم بها، كما لم يُغرم بفتاة من قبل. أراد فقط أن يسأل عن سر ما فعلته، أن يراها؛ ولو لدقيقة واحدة، أن يتأمل وجهها الملائكي الوادع، وأن يسمع ضحكاتها الطفولية الآسرة، أن يُداعب خصلات شعرها الكُردفاني الجامح، ولكنها لم تعد مرة أخرى.

    الحياة دائمًا تمضي قدمًا، دون أن تكترث بما فعلناه، وبما لم نفعله، وحتى تلك الأشياء التي أغفلنا فعلها عن عمد؛ لذا فإن كل لحظة في حياتنا نادرة بمعنى الكلمة. استغلال اللحظة الآنية هي الطريقة المثلى لصناعة التاريخ والتوثيق له، فإن لم نكن ممن يهتمون بالحاضر، ويُحسنون استغلاله، فإننا، ولاشك، من الذين يبكون كثيرًا على الماضي، ويسجنون أنفسهم داخله.

    لا شيء قد يُبهرنا سوى تلك المصادفات التي تبدو وكأنها هدايا قدرية ترمي بطريقها أمامنا، تلك لحظة لا يُمكن تعويضها؛ إلاّ باقتناصها فورًا، أو الاحتفاظ بها في أقبية الذاكرة، كأيقونات مُحرّضة على الحسرة؛ هي إنما بذرة النوستالجيا الحمقاء التي يُجيد أداءها الفاشلون والجبناء، ممن لا يُحبون المغامرة.

    ثمة أشخاص يدخلون قلوبنا ويخرجون منها كل يوم. قلوبنا كغرف تبديل الملابس، ولكن شيء منهم يتبقى لنا في كل مرّة: روائح، أصوات، مقولات، ضحكات، مواقف، صور. أولئك الذين نحبهم: هم الذين يتركون بقايا أكثر وراءهم. عندما ينفلت خيط من بكرة القلب، فإنه يبقى مشدودًا إلى الأبد، وهذا ما يجعلنا، دائمًا، في حالة من الحنين والحسرة تجاه بعض الذكريات والأشخاص. شاهيناز حسب الرسول تركت أشياءها كلها في قلبه، وغادرته دون أن تغلق الأبواب.

    كان من الصعب عليه أن يُصدق أن فتاة مثلها قد تدخله وتخرج بهذه السهولة؛ في اللحظة التي أحس فيها بأنه وجد واحته المفقودة. وقتها شعر بأنها غدرت به وقد أسلمها زمام حاضره وتاريخه، وحتى مستقبله؛ تلك كانت أكثر المآسي التي سجّلها في دفتر مذكراته، ولم يكن من السهل عليه توقع كيف يُمكن أن تكون الحياة بدونها. "أَرِيْتِني مَا لَاقِيتَا!" كثيرًا ما استغرب هذه العبارة ذات الدلالة العبثية، ولكنه وجد نفسه يُرددها كلما عاوده الحنين إليها، دون أن يجد حلًا لمعاناته تلك.

    لا حيلة لنا إزاء ما حدث في الماضي، فليس بإمكان أحدنا تغيير ما حدث؛ ومن أجل هذا فإن الأشخاص الأقل ندمًا هم الأكثر نجاحًا في حياتهم. أذهلته تلك العبارة الحكيمة التي قرأها في كتاب عن الحضارة اليابانية القديمة: "عِش حاضرك؛ تكن راضيًا عن ماضيك!" ومنذ ذلك الحين؛ قرر أن يُطبق ذلك على نفسه ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.
                  

العنوان الكاتب Date
آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:31 AM
  Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 09:47 AM
    Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 10:19 AM
      Re: آخر المحطة عصام دهب11-03-11, 11:20 AM
        Re: آخر المحطة هشام آدم11-03-11, 05:17 PM
          Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:16 AM
            Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:26 AM
              Re: آخر المحطة هشام آدم11-12-11, 09:56 AM
                Re: آخر المحطة الرفاعي عبدالعاطي حجر11-12-11, 08:03 PM
                  Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:10 PM
                    Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:27 PM
                      Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:35 PM
                        Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:47 PM
                          Re: آخر المحطة هشام آدم11-14-11, 12:52 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de