|
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام (Re: عزام حسن فرح)
|
عزيزي عزَّام فرح تَحيِّاتي لك
تقول إنَّ سياق الآية نفسها هو الذي دلَّك على أنَّ النَّملة في الآية حشرةٌ، وليست اسم علم، والحقيقة أنَّني لَم أقف على شيءٍ مِن ذلك في السِّياق، فالسِّياق يتكلَّم عن "منطق الطير" و "التَحكم بالجن" (أيِّ أنَّ سُليمان كان يفقه كلام الطيور أو لغتهم، وكان يتحكَّم في الجن) ولا أرى ضرورةً لأن تكون كلمة "نملة" الواردة في الآية حشرةً حتَّى تكونَ آيةً تُتلى إلى يومنا هذا، فهنالك آياتُ كثيرةٌ ليست لها قيمة إعجازيَّةٌ أو بلاغيِّةٌ أو حتَّى ذات أهميَّة تُذكر، ورغم ذلك مَازالت تُتلى حتَّى اليوم، واقرأ معي إن شئتَ هذه الآية: {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون}(النُّور:61) هذه الآية –كما أراها- لا معنى لها على الإطلاق، فهي تُخبرنا بأنَّه لا بأس أن نأكل في بيوت أقاربنا حتَّى الأقارب مِن الدَّرجة الأولى، بل وحتَّى في بيوتنا، وأنَّه لا بأس أن نأكل جماعاتٍ أو مُتفرقين، وأن نُسلَّم على أنفسنا عندما ندخل بيوت الآخرين(!) فهل ثمَّة حكمةٌ في ذلك؟ أنا شخصيًا لا أعتقد ذلك، ورغم ذلك، مازالت تُتلى حتَّى اليوم، فالمسألة هنا كما أراها، هي في التَّدوين وليست في الإعجاز. أمَّا عبارة {يحطمنكم} والتَّي ترى أنَّها لا تكون لإنسان، فأنا في الحقيقة لا أرى وجاهةً لهذا الرأي، فنحن نقول: "فلانٌ حطَّم رأس فلان"، أو "هشَّم عِظامه" أو "كسر أضلاعه"، وفي السِّيرة نعرف أنَّ نبي الإسلام "كُسرت" رباعيته، فالتحطيم والتهشيم والتكسير، يُمكن أن يكون لأيِّ شيءٍ: إنسان أو جماد، وليس للزُّجاج فقط كما يُخيَّل إليك.
تقول: Quote: وقد ثَبت أن جسم النملة يُماثِل الزجاج (السليكون)، فوافقت كلمة <... لا يَحْطِمَنَّكُمْ ...> ما يحدث لِلزجاج مِن تحطيم إذا وُطئ |
ما أعرفه من النَّاحيَّة الكيميائيِّة أنَّ الزُّجاج مُركبٌ يتكون عند مزج السيليكون بالرمل أو الحصى، فهو ليس عنصرًا حُرًا بحد ذاته، هذا مِن ناحية، ومن النَّاحية البيولوجيِّة فإنَّ النَّمل (والحشرات عمومًا) كغيرها مِن كائناتِ كثيرةِ منها الإنسان، مكوَّنٌ من الكربون وليس السيليكون، والسيليكون لا وجود له –حسب علمي- إلَّا في الكائنات المجهرية والإسفنجيات والنَّباتات. وحيث أنَّك تتكلَّم بصيغةِ "ثبت" فأرجو أن تُفيدني بالمصدر العلمي الذي تستند عليه في إثبات هذه المعلومة.
تقول: Quote: لم نعلم بأن قَوم مِن الناس يعرفون بِالنمل ويسكُنون في وادي |
وأنا أعتقد أنَّ جهلنا بالشِّيء ليس كافيًا لنفيه، وعلى أيَّةِ وربما بإمكاننا الاستفادة مِن هذه الآية كمعلومةٍ جديدةٍ حول هذا الموضوع، فنحن لا نعرف كل شعوب الأرض، ولا كل أسمائهم.
تقول: Quote: معلوم أن النمل يسْتَوطِن الأودِية في تجاويف طبيعِية في الأغلب. |
الغالب أنَّ النَّمل من أكثر الكائنات انتشارًا على نطاق المعمورة، وليس فقط في الأوديَّة، وحتَّى إذا كان النمل لا يقطن إلَّا في الأوديَّة فلا أعتقد أنَّ هذه ستكون حُجَّةً جيِّدةً أو مقبولة لتصديق فهمك للآية على ذلك النحو.
تقول: Quote: هل أنا قُلت أن النمل يُصْدِر أصوات؟ |
الحقيقة أنَّكَ لَم تقل ذل حرفيًا بل قلتَ: Quote: النملة لم تكُن تتكلم بِلُغة سُلَيْمان عليه السلام، بل كان سَيِدُنا سُلَيْمان هو الذي يفقه كلام النمل |
وأنا شخصيًا لا أعرف للـ"كلام: وصفًا غير أنَّه صوتٌ/جهاز صوتي/اعتماد على الهواء في نقل الصَّوت. هذا ما فهمته، وإلَّا فكيف يكون الكلام بدون صوت؟
تتساءل: Quote: (1) هل هُناك أي إحْتِمال لإكْتِشافات جديدة في عالم النمل في شأن الأنواع؟ |
الحقيقة، لا أعرف.
Quote: (2) هل هُناك أي إحْتِمال إكْتِشاف وسيلة أُخرى يتواصل بِها النمل مع بعضه البعض؟ |
حسب المُكتشف فإنَّ الوسيلة الوحيدة التَّي يتواصل بها النَّمل هي عبر قرون الاستشعار، ولا أعتقد أنَّ هنالك وسيلةً أخرى إلَّا أن يخضع النَّمل لعملية تطوُّر بيولوجي فهذا أمر آخر، ولكننا هنا نتكلَّم عن نملٍ سلفي ancestor، وليس نوعٍ جديدٍ مِن النمل، ولكن سؤالكَ هنا يُوحي بالاعتماد على ما قد يُكشف، وليس على ما تمَّ اكتشافه، فإذا كنتَ تملك دليلًا على قدرة النمل (أبو بعض أنواعه) على التَّواصل بطريقةٍ أُخرى غير قرون الاستشعار، فما حاجتنا إلى انتظار اكتشاف وسائل جديدة؟
تقول: Quote: نعم يجوز، مع تكرار أن ذلك كان في بِداية نزول الوحي وقبل إشْتِداد عداوة اليهود، والتحريف الذي تم كان بعيد عن الحقائِق العلمِية، التحريف الذي تم بأيْدي عُلماء اليهود كان لِيُكْسبهم مال وجاه، والآية الكريمة حصرت الأمر في الحقائِق العلمِية.
نعم يجوز ذلِك، ونحن نعيشه كُل يَوم، نعترِض على سفاهة حكومة الإنقاذ (إنقِلاب عُمر حسن أحمد البشير-السودان) وتجِد ألد خُصومِها يتعامل مع القضاء الذي تحت حكم الإنقاذ والشرطة... إلخ. وأنت يا هشام آدم رغم إلْحادك عشت في المملكة السعودِية والتي ترى حكامها على ضلال، ورغم ذلِك عشت أكثر مِن نِصف عُمْرِك تحت ظلالِها، إذن يجوز أن تتعامل مع الضال والسفيه وِفْقًا لِرؤياك. |
التَّعامل مع الأمر الواقع رغم فساده شيء، والاستشهاد به كمصدر يُمكن أن يُعوَّل عليه شيءٌ آخر. وأنا شخصيًا لَم أعتبر ولا أعتبر القانون السُّعودي الحالي، أو القانون السُّوداني الحالي مصدرًا أو مرجعًا، ولا حتَّى أرى نفسي مُلزمًا بهما. أعتقد أنَّه قد خالفك التوفيق في ضرب المثال في هذا الموضع. فإذا افترضنا على سبيل المِثال أنَّ بيدي نسخةً مِن رواية "مائة عام مِن العزلة" وهي موقعة مِن ماركيز شخصُيا، فكيف يُعقل أن يقول لي ماركيز: "إذا كنتَ تشك أنَّ روايتي هذه صحيحة، فعليك بطبعة (كذا وكذا)" في حين أنَّ ماركيز نفسه أكَّد غير مرَّة أنَّ تلك الطَّبعة مُزيفة ومُزوَّرة. لا أعتقد يا عزيزي أنَّه يُمكن أن يحدث ذلك إلَّا في حالةٍ واحدةٍ فقط، أن تكون إحدى الآيات ناسخةً للأخريات، فإمَّا أنَّ الآيات التَّي تُؤكد على تحريف أهل الكتاب لكتبهم منسوخة، وإمَّا أن تكون الآية 94 مِن سورة يونس منسوخة. وفي اعتقادي، لا يوجد حل آخر غير التَّناقض في القرآن.
عزيزي عزَّام .. اسمح لي بأن أتجاوز موضوع التَّحريف في الكُتب المُسمَّاة بالمُقدَّسة، فهذا سوف يقودنا بعيدًا جدًا عن موضوعنا، ولكن بصورةٍ عامةٍ أُريد أن أُوضح لكَ الأمر مِن وجهة النَّظر المسيحيَّة كما أفهمها، فالوحي في المفهوم المسيحي غير مُطابقٍ للوحي في المفهوم الإسلامي، وبالتَّالي فإنَّ النَّسخ نفسه طريقةً ومعنى لا يتشابه بما هو موجود في الفهم الإسلامي، المسيحيون لا يُؤمنون بأنَّ الكتاب المٌقدَّس مُوحىً به نصًا أو لفظًا، وهذا يجعل فكرة اختلاف وتعدد النُسخ واهية ولا معنى لها. على أيَّة حال، فهُم أدرى وألزم منِّي بالدِّفاع عن هذه النُّقطة. هذا الأمر ليس موضوعي في هذا البوست. أرجوك
تقول: Quote: بُشارة محمد (ص) لم تأتي واضِحة بل جاءت مُتوارِية |
ولكن هذا يُخالف نص القرآن الذي يذكر أنَّ اسم (محمد) مذكور حرفًا بـ(أحمد) وليس متواريةً كما تقول!
تقول: Quote: العهد القديم = كُل كُتب اليهود العهد الجديد = الأناجيل + أعمال الرُسل |
هذا صحيح، ولا أختلف معك حوله، فقط أُضيف معلومةً طفيفة: العهد القديم لا يشمل التُّلمود، بل يشمل فقط الأسفار ال38 مِن سِفر التَّكوين إلى سِفر ملاخي، بالإضافة إلى المزامير طبعًا.
تقول: Quote: لِمن أُرْسِل سَيِدنا عيسى ابن مريم (عليهما السلام)؟ - أُرْسِل لبني إسْرائيل، فبشر في العهد الجديد بِمُحمد الذي ذُكر في العهد القديم "بني قيدار" |
مرَّة أُخرى: أمرٌ يخص المسيحيين وحدهم نقاشه، والدِّفاع عنه. وعلى العموم، فيسوع/عيسى هو نفسه البُشارة التَّي وردت في العهد القديم، وبشارات العهد القديم تنص على أنَّ النبي القادم "المسيح" سيكون مِن بني إسرائيل وليس مِن أي عِرقيَّةٍ أُخرى، وأنتَ تعرف جيدًا أنَّ نبي المُسلمين لَم يُلقَّب في أيِّ مرحلةٍ مِن مراحل حياته باسم المسيح.
تقول: Quote: اقرأ عن قيدار في مَوقِع [قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية] |
قرأتُ يا عزيزي، فوجدتُ الآتي: Quote: اسم سامي معناه "قدير" أو "أسود" أو "داكن البشرة" وهو اسم الابن الثاني من أبناء اسماعيل بن إبراهيم |
فقيدار هو اسم ابن إسماعيل، وليس اسم إسماعيل كما زعمتَ في المُداخلة السَّابقة عندما قلتَ: Quote: قيدارَ = هو إٍسماعيل بن إبراهيم عليه السلام ولم ينحدِر مِن صُلبهِ إلا محمد (ص) |
وقرأتُ أيضًا: Quote: كان ملك قيدار وأن سلطته كانت تمتّد من شرقي الأردن إلى حدود مصر. |
فالقبائل العربيَّة المقصودة هنا كانت تسكن تخوم بلاد الروم وفارس (في العصر الإسلامي) وهم يتوزعون بشكل أُفقي من الأردن إلى حدود مصر، ولَم يذكر المُقتبس أنَّ لهم وجودٌ جنوبًا (في جزيرة العرب) وأنتَ تعلم جيدًا أنَّ هنالك عربٌ بائدةٌ وعربٌ عاربةٌ وعرب مُستعربةٌ، وتعلم أيضًا أنَّ نسب نبي الإسلام يكون في عدنان (العرب المُستعربة)، في حين يكون نسل إسماعيل في قحطان (العرب العاربة) .. وبالتَّالي فلا علاقة لنبي الإسلام بإسماعيل أصلًا .. ولكن ما علاقتنا بهذا كلِّه؟ نحن نُريد أن نناقش موضوع النَّملة ومِن ثمَّ ننتقل إلى موضوع الحديد. هذا هو موضوعنا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-09-14, 03:27 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | cantona_1 | 04-09-14, 04:54 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-09-14, 05:09 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-10-14, 03:10 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-10-14, 03:42 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-10-14, 04:25 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-10-14, 05:49 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | Abureesh | 04-10-14, 06:05 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-10-14, 06:14 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-11-14, 04:20 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-11-14, 04:20 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-11-14, 04:57 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-12-14, 08:18 AM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-12-14, 02:31 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-12-14, 03:44 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-12-14, 04:43 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-12-14, 04:49 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-12-14, 07:15 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-12-14, 09:14 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-13-14, 05:18 AM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-13-14, 09:38 AM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-13-14, 03:19 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-13-14, 05:01 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-13-14, 07:11 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | هشام آدم | 04-13-14, 08:17 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | ناصر احمد الامين | 04-13-14, 08:29 PM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عمار يس النور | 04-14-14, 08:52 AM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عزام حسن فرح | 04-14-14, 09:11 AM |
Re: عن النَّمل والحديد يا عزَّام | عمار يس النور | 04-14-14, 10:26 AM |
|
|
|