|
Re: الرواية بوصفها أداة قياس (Re: Osama Mohammed)
|
الأخ : أسامة محمد
أنا من يتوجب عليه شكرك لهذه المتعة التي توفر لها عبر هذا النقاش الجميل والمفيد، والحقيقة أنني لست ناقداً متمكناً، ولكن ما أفهمه هو أنّ الناقد يقع قبل شيء في مقام المتلقي، وهنالك العديد من النظريات النقدية التي تتناول ما يُسمى بالعلاقات التفاعلية والنص باعتباره كائناً حياً منفصلاً عن الكاتب. فالعلاقة الحيوية القائمة بين النص وبين الكاتب تظل مكتسبة لحيويتها طالما لم ينته الكاتب من نصّه الإبداعي، فيظل في علاقة ثنائية متبادلة بينه وبين النص مؤثراً ومتأثراً معها، وما أن يضع الكاتب آخر نقطة في نصّه الإبداعي حتى تنتهي هذه العلاقة تماماً، لاسيما وإن عرّضها للنشر.
يُصبح النص عندها كائناً يبحث عن وسط ليعيش فيه، وهذا الوسط في الحقيقة يكون في الطرف الثالث من هذه العملية الإبداعية ألا وهو القارئ. ومن الغريب أن نعرف أن عمر العلاقة التفاعلية بين القارئ (المتلقي) وبين النص هي أطول بكثير منها بين النص وبين الكاتب. ولا يُمكن أن نصدق تلك الأكاذيب التي يختلقها بعض الكتّاب من علاقته ببعض أو كل نصوصه، واعتبارهم أبناء له أو امتداداً له، هذا الكلام لا يعدو كونه رومانسية فجة وسخيفة يحاول الكاتب بها أن يُلمّع نفسه على مصلحة نصوصه.
والواقع أن النص الأدبي له حيوات أخرى منفصلة تماماً عن حياة الكاتب نفسه، وهذه الحيوات هي حيوات لا تتصف دائماً بالاستمرارية، وليس للنص شأن في ذلك، وإنما الشأن كل الشأن في الكاتب أو في القارئ. ويأتي دور الناقد ليخرج من عباءة المتلقي المستمتع إلى المتلقي المُحلل. وأنا هنا أتوقف لأفرّق بين النقد بوصفه عملية تحليلية، والنقد بوصفه عملية فلسفية استقرائية ممنهجة.
ثمة كيمياء خفية جداً تستفز الناقد لتخرجه من عباءة المتلقي المستمتع للممارسة دور الناقد المحترف. ونحن بالفعل بحاجة لمعرفة هذه الكيمياء ، وبحاجة أكثر لمعرفة دور النقد بوصفه أحد المؤشرات الأساسية للجو الإبداعي الصحي. إذن؛ يُمكننا القول أن كل ناقد هو بالضرورة متلق واع، ولكن ليس كل متلق ناقد، كما أن ليس كل متلق واع. وهذه نقطة أساسية. والخطوة الأسبق دائماً هي عملية القراءة وليست عملية النقد، فلا يصح القول بأن الناقد يقرأ لينقد، بل هو يقرأ ليستمتع في البداية وفي ثنايا هذا الاستمتاع تتبدى له إخفاقات النص الفنية، ومؤشراتها الحيوية التي كانت –في حقيقتها- سرّ ارتباطه بالنص واستجابته للاستفزاز تجاهه.
لك مني يا عزيزي كل التحايا وكل الود
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-27-09, 06:24 PM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-28-09, 06:25 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | emadblake | 01-28-09, 06:33 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-28-09, 08:13 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | emadblake | 01-28-09, 09:22 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-28-09, 10:14 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | ibrahim kojan | 01-28-09, 10:26 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-28-09, 12:08 PM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | Osama Mohammed | 01-28-09, 02:10 PM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-29-09, 08:43 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | Osama Mohammed | 01-29-09, 09:32 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-29-09, 10:35 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | Osama Mohammed | 01-29-09, 10:48 AM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-29-09, 12:32 PM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | Osama Mohammed | 01-29-09, 04:20 PM |
Re: الرواية بوصفها أداة قياس | هشام آدم | 01-29-09, 06:22 PM |
|
|
|