بين حجرين - رواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 08:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-28-2007, 08:11 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين حجرين - رواية (Re: هشام آدم)

    ____________________________

    الفصل الخامس:


    في ناحيةٍ ما من حي العظمة، حيث لا تنقطع الكهرباء ولا تكف البيوت عن الامتلاء بالزوار الليليين، كانت فيلا جيوفاني صاخبة كعادتها بأصوات الموسيقى الأوبرالية، بينما كانت الأضواء تضيء شوارع الحي الباذخ كما تضيء أضواء الكنائس الأوروبية ليالي الكريسماس. الطقس الاحتفالي هو الوضعية الافتراضية لليالي حي العظمة الذي يقطنه البرجوازيون من التجار السودانيين والأجانب. وعلى بوابة الفيلا يتسامر حارسان ببذلات رسمية مكتفيين باحتساء أكواب من الشاي المستورد الذي يندر وجوده في الأسواق المحلية. وبين البوابة - المصنوعة من الحديد الألماني المشغول - والفيلا درب مرصوف بحجارة اصطناعية ملونة منتهية بنافورة مياه على شكل بيضاوي، وعلى جانبي الطريق المرصوف مسطحات خضراء وأشجار كثيفة مخيفة ليلاً لولا الإضاءات المتناثرة في كل مكان تقريباً. عندما تقف عند مدخل الفيلا متأملاً في الحديقة الخارجية ترى تدرجات اللون الأخضر من اللون العشبي وحتى الأخضر بالغ الدكنة. أرضية الفيلا الرخامية تتيح لك التفريق بسهولة بين وقع أقدام الإناث والذكور والخدم، في بعض الأماكن المتفرقة من الأرضية تنتشر بانتظام مدروس سجاجيد كشميرية فارهة حدّ ألا أحد يطأ عليها بقدميه، بينما ترقد أنثى نمر أفريقي محنّطة على منصة جبسية مغطاة بمخملٍ أحمر.


    وعلى هامش الموسيقى الأوبرالية أصوات اصطكاك الكؤوس والضحكات النسائية وأصوات رجالية جامدة. بهو الفيلا المنتهي بأدراج حلزونية مؤدية إلى الطابق العلوي يذكّرك بقصور البارونات القديمة بتماثيل الأسود الحجرية الرابضة عند نهاية درابزين الدرج. في زاويةٍ محاطة بفوانيس شرقية عملاقة آلة بيانو بلون الخشب المحروق ، وفي المنتصف تماماً تتدلى ثريا عملاقة من قبة فسيفسائية على شكل ثمرة كمثرى ضخمة، بالكاد يستطيع أطول الحضور قامةً ملامسة عناقديها الزجاجية إذا وقف على أطراف أصابعه، بينما تنتشر لوحات تكعيبية ضخمة على الجدران المنقوشة بزخارف جبسية طولية ملونة باللون الفيروزي المطعّم بالذهبي، نسخة مكررة من جدران قصور العصور الوسطى. أعلى الدرج الحلزوني وفي الردهة الفارقة بين الجهة اليسرى واليمنى صورة بالحجم الطبيعي لرجل يقف بكل فخر جوار تمثال رأسي لنفرتيتي.


    يمر الخدم حاملين كؤوس النبيذ الأحمر بطريقة آلية بملامح لا توحي بشيء على الإطلاق وكأنهم موجهون بأجهزة تحكم عن بعد. وفي كل ركن تقف سيدة ورجل مهندم، بينما يزداد العدد في المنتصف. أصوات الموسيقى تتصاعد من مكانٍ ما مجهول ليغمر البهو بأكمله. وفجأة تنطفئ بعض الإضاءة لتبقى أنوار ملونة خافتة متزامنة مع تغيّر الموسيقى الأوبرالية إلى موسيقى عسكرية من النوع الاحتفالي التي تطلق عند استقبال الرؤساء. يتوقف الجميع عن الضحك والحديث، وتتوجه الأنظار جميعها إلى الدرج الحلزوني في ترقب مصحوب بابتسامات رسمية. ويصفق الجميع في إعجاب عندما يطلّ جيوفاني ممسكاً بذراع ابنته أوديت بيده اليمنى، وباليسرى بغليونه الذي لا يكاد يفارقه. وبطريقة ملوكية يبدأن بنزول الدرج بخطوات متوافقة مع أصوات الموسيقى، بينما يتهامس البعض في إعجاب لجمال هذه الإيطالية الساحرة.


    جيوفاني لاريتّو الإيطالي المنحدر من أصول مكسيكية "الباحث عن سحر الشرق" كما يطلق على نفسه، عُرف بحبه لركوب الخيل وتربيتها، وهوسه باقتناء القطع الأثرية والتحف أكثر من حبه للنساء المكتنزات، لم ينتظر كثيراً عندما قرأ عن كنوز الشرق المدفونة تحت رمالها الذهبية، فترك دراسة الآثار، وحزم أمتعته متوجهاً إلى مصر ترافقه زوجته التي أغراها، حتى قبل زواجهما، بمجدٍ تلمسه بيديها، وتشتم عبقه بأنفها، فتركت – هي الأخرى - دراسة الموسيقى وحلمت معه بأن تصبح ملكة متوجة بكنوز الفراعنة التي رأتها وقرأت عنها في المخطوطات التي يحتفظ بها جيوفاني في مكتبه الخاص. كانت أنونوزيتا شديدة الإيمان بجيوفاني ، ورغم أنهما تزوجا حديثاً إلاّ أنهما التقيا في حبهما للمغامرة والاستكشاف، لذا قررا أن تكون رحلتهما إلى الشرق شهر عسلٍ فريدٍ من نوعه، مخالفين بذلك التقاليد الأرستقراطية الصارمة؛ ولم يعترض أحد من أقربائهما على ذلك فقد كان الجميع يعلم أنهما خُلقا ليمنحا الآلهة فرصة أن تثبت حكمتها في خلق مهووسين مثلهما!


    جيوفاني، الذي عُرف منذ بلوغه بشهوانيته المفرطة، لم يستطع أن يمنع نفسه من تقبيل أنونوزيتا أوغستو علانية أمام مرأى ومسمع الحضور في قدّاس الأحد رغم أنه لم يكن يعرفها مسبقاًَ، عندما انتبه فجأة إلى أن الفستان الأبيض الضيّق الذي كانت ترتديه أنونوزيتا الواقفة أمامه يُظهر بوضوح مغرٍ وفاضح حدود ملابسها الداخلية، فما استطاع أن يمنع يده من مداعبة أردافها المكتنزة، ولم يمنحها فرصة إبداء الدهشة لجراءته فقبّلها بمجرّد أن التفتت إليه. حتى أنونوزيتا لم تستطع أن تتمالك نفسها عندما رأته يقبّلها كما لم يقبّلها أحدٌ من قبل، فتركته يشبع رغبته الجارفة مكتفية بإيماءات تدل على الموافقة غير المشروطة، ولم يخرجا من القدّاس إلاّ وقد اتفقا على الزواج، "فلنتزوج إذن!" هكذا أعلاناها بعد انتهاء القبلة التي ألهبت حماسة النساء فأخذت كل واحدة منهن توخز زوجها بكعب حذائها. وربما انتهى القدّاس ذلك اليوم سريعاً :

    - لم تثرني امرأة كما فعلتِ أنتِ .. لا بد أن ثمة سراً ما !!
    * ما تزال شفتاي تؤلماني أيها الداعر الجريء.

    هكذا تزوج الاثنان وسط دهشة كل من يعرفهما. أنونوزيتا التي بلغت مبلغ الإناث منذ أن تخطّت الحادية عشر، لم تكن تحب شيئاً بقدر ما تحب عزف الكمان والبيانو. ولم تكن كذلك، رغم ملامحها الأكاديمية الجادة، هادئة الطباع ؛ بل كانت مشاكسة مقبلة على الحياة بكل حيوية. كانت تثق في جمالها أكثر من ثقتها بالأب سانتو مارسيلو الذي اعتادت على الاعتراف بين يديه بخطاياها، بينما هو منهمك في مراقبة نهدها الطافي كعوّامتين في بحر فستانها متسع الصدر. ولأنها كانت تعلم أن أليساندرو الأعزب الذي يسكن في الجوار يراقب غرفتها ليلاً من خلال نافذته المعتمة، فقد كانت تتعمّد النوم بملابسها الداخلية. صباحاً كان أليساندرو الأعزب يرتبك في كل مرّة تلقي عليه أنونوزيتا التحية بغنجٍ ماكر. في البدء أعجبها في جيوفاني فجوره الجريء ، والفنتازيا الجنسية التي مارسه معها فيما بعد. غير أنهما كانا يشتركان في حبهما للمغامرة واقتناء التحف الأثرية. هؤلاء الذين لا يحسّون بالعوز للمال، يقتلهم العوز لكل شيء: الجنس، الحب، الطعام وحتى العوز لله ، بينما الفقراء قد يلهيهم العوز عن كل شيء. ولم تتوقف مداعبات جيوفاني الفاضحة لأنونوزيتا حتى على مائدة العشاء العائلي الذي أقامته آلدابيلا أوغستو أرملة أوغستو أورلاندو على شرفه للتعرّف إليه وتعريفه بعائلة أوغستو الصغيرة التي بدأت مؤخراً في استعادة أفرادها مجدداً بعد أن تفرقوا إبان الحرب الأهلية التي قتل فيها أوغستو أورلاندو.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-28-2007, 08:15 AM)
    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-28-2007, 08:16 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:31 PM
  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:35 PM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:42 PM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:55 PM
  Re: بين حجرين - رواية Mohammed Elhaj06-26-07, 05:57 PM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:02 PM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:05 PM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:09 PM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:17 PM
  Re: بين حجرين - رواية محمَّد زين الشفيع أحمد06-27-07, 05:15 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 07:10 AM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 08:49 AM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 09:35 AM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 09:44 AM
            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 10:08 AM
  Re: بين حجرين - رواية محمد على النقرو06-27-07, 10:10 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 10:40 AM
  Re: بين حجرين - رواية محمَّد زين الشفيع أحمد06-27-07, 10:43 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:01 PM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:14 PM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:21 PM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:23 PM
            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:27 PM
              Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:29 PM
                Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:24 AM
                  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:44 AM
                    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:48 AM
                      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:56 AM
                        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 08:11 AM
                          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 08:33 AM
  Re: بين حجرين - رواية محمَّد زين الشفيع أحمد06-28-07, 09:21 AM
    Re: بين حجرين - رواية محمد جميل أحمد06-28-07, 10:15 AM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 11:43 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 11:27 AM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 11:47 AM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 12:07 PM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 08:05 AM
            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 08:50 AM
              Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 09:08 AM
                Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 09:19 AM
                  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 10:49 AM
                    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 11:47 AM
                      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 12:48 PM
                        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 01:04 PM
                          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:07 PM
                            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:11 PM
                              Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:31 PM
                                Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:39 PM
                                  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 07:19 PM
                                    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 07:25 PM
                                      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 07:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de