بين حجرين - رواية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2007, 10:08 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بين حجرين - رواية (Re: هشام آدم)

    _____________________________

    * فهمنا المشوّه للجنس هو البيخلينا نخاف حتى من الكلمة زاتا.
    - إيهاب .. لو سمحتا ما دايرة أسمع الكلمة دي .. ما تقولا قدامي تاني، بقوم أخليك وأمشي
    * أوكي .. أوكي

    بمرور أسابيع قليلة، لم يكن صعباً على إيهاب أن يكتشف أن ثمّة مشكلة تواصل، وأن الفارق الثقافي بينهما كالنهر الراقد بلؤم بين ضفتين يشكّل حاجزاً يصعب تخطّيه، وفي أول فرصة صارحها بهذا الاكتشاف مطالباً بإنهاء العلاقة أو تحييدها. غير أنّها بغنجٍ لا يصعب على مثلها تصنّعه أقنعته بأنها سوف تفعل ما بوسعها لتتأقلم مع طريقة تفكيره. ولم يمض أسبوع على هذا الوعد، حتى صارحته بفشل محاولاتها واستحالة الاستمرار. عندها ابتسم إيهاب وهو يقول: "ليس المهم لماذا تنتهي العلاقة، المهم من الذي ينهيها ! حسناً .. لكِ ذلك" ولم تستطع إخفاء دهشتها أو ربما إعجابها بفطنته التي كانت واحدة من المزايا التي تميّزه عن البقية. وانفصلا رغم احتفاظ إيمان بود محنّط لهذا الشاب الذي بهرها ببروده الواثق، ومنطقه اليقيني الذي لا يتزعزع. وكأنّه يعرف سر الأشياء، ويعرف سرّ حركتها. وما كان يُدهشها أكثر أنها لم تره مندهشاً قط، وكأنه يرى العالم بمنظار مقعّر، يتيح له رؤية ما لا يستطيع الآخرون رؤيته، أو كأنّ كلّ ما يراه رآه مسبقاً لأكثر من مرّة. لذا فإنها طلبت منه بأن يظلا صديقين، ولكنه، وبطريقته الرومانطيقية، أقنعها بعدم جدوى ذلك طالما أنّ السرّية والخفاء سيكونان القاسم المشترك بين العلاقتين. وربما كان اختفائه عن الحي هو ما ساعد إيمان على نسيانه ولو جزئياً.


    تتذكر إيمان تلك الجلسة الحوارية التي كانت سرّ انبهارها الأول بإيهاب عندما سألته بمكر أنثوي عن عدد الفتيات اللواتي عرفهن من قبلها، فأخبرها بصراحته المعهودة أنهن لم يتجاوزن ثلاث فتيات فقط. بينما أول ما تبادر إلى ذهنها أن يكون زيراً للنساء. كان يحكي لها عن علاقاته الغرامية الثلاث وكأنه يحكيها على لسان أشخاص يعرفهم. وأسلوبه السردي الشيّق هو ما جعل إيمان تتغاضى عن التفاصيل الدقيقة التي كانت تأتي في السياق. "أكتر واحدة كنت بتحبها منو في التلاتة ديل؟" – قالتها بصوتٍ تعلوه الغيرة – إلاّ أنه لم يحدد لها شيئاً. فكل قصة لها مذاقها الخاص. وكل تجربة لها حياتها الكامنة في خصوصيتها. "لو كانت علاقتي بالأولانية استمرت أكيد ما كنت ح أحب التانية" بهذا المنطق البسيط حسم لها حيرتها في كونه زيراً ينوي وضع اسمها في قائمة نسائه. تعلّمت منه إيمان كيف أن الحب حوجة وليست مجرّد رغبة أو تماثل شخصاني. كان عندما يبدأ إيهاب في حديثه عن مثلث العلاقات الإنسانية ومدى ارتباط هذه العلاقة بالجسد والروح والعقل، تدخل في دوّامة من الخجل والدهشة. لم يكن أحد ليحدثها مثل هذا الحديث. ورغم أنها كانت ترى أن كلامه كالسحر بالنسبة إليها، إلاّ أنها كانت ترفض دائماً الاستمرار فيه خشية أن تقتنع فتجد نفسها في مواجهة مع ما لم تكن قادرة على مواجهته. "واحدة منهن لمن بوستها لقيت إنها متعودة. ما دي المشكلة. المشكلة إنها كضبت عليّ وقالت لي إني أول زول في حياتها" أحسّت بنبرة الشرقي للمرة الأولى في كلامه، وهذا ما كان يشعرها بالارتياح على فترات متباعدة، لأنها كانت تخاف من كونه غريباً وغير مألوف. ولم تنته علاقتهما حتى اقتنعت إيمان الصاوي بضرورة إكمال دراستها.


    دخل الريّس الميناء بحفاوة اعتيادية، وتوجّه مباشرة إلى الغالبونة التي يضع تحتها صيّادو الوزارة أمتعتهم، وحبالهم، وحقائبهم. نظر حوله، وجلس. بينما راح يجهّز شبكته بسرعة وحرفيّة. البحر يعلّم هؤلاء الصيّادين الصبر، ويربطهم بحبال أسمك من الحبال التي يستخدمونها في ربط مراكبهم، وكأنهم عائلة واحدة. الوجوه السمراء التي تكتسي بلمعان جميل تحت أشعة الشمس المنعكسة على البحر متشابهة من الوهلة الأولى، وخلف كل وجه قصة ذات طابع إنساني خاص جداً. لن تستطيع أن تفرّق – وأنت على رصيف الميناء – بين عمّال الميناء وبين الصيّادين إلاّ من خلال الغالبونات التي يجلسون تحتها، فلكل فئة غالبونة مرقّمة خاصة بهم. وعلى الطرف النائي من الرصيف غرفة خشبية مبنية على الطراز الإنجليزي القديم بسقوف التوتياء المموج، والنوافذ الناتئة وفي الواجهة الأمامية أعلى باب الغرفة صولجان هيرمس حديدي متآكل بفعل الرطوبة، في هذه الغرفة يتم إسعاف المصابين من عمّال الميناء وجبر كسورهم ومعالجة الحالات الطارئة والبسيطة كضربات الشمس أو الغيبوبة أو دوار البحر للعمّال والبحّارة الجدد. كل شيء في الميناء أزرق، وما بين زرّقة البحر وزرقة السماء وجوه سمراء متعرّقة تحمل في تجاعيدها غضباً صامتاً، وحلماً يرفرف كلّما نظر أحدهم إلى المدى البعيد، إلى حيث يلتقي الأزرقان. وكأن الأحلام الجميلة تخرج من بين ثنايا ذلك الخط الداكن. "ليس هناك حلم، هنالك واقع مؤجّل فقط" هذا ما كان يقوله العم صابر مراقب العمّال في الميناء، أو "الكومندة" كما كان يطلق عليه عمّال الميناء. العم صابر "الكومندة" أعطاه الله بسطة في الجسم، ونبرة صوت لا تزعج حتى عندما يصرخ. رجل يحمل حكمة السنوات الستين في شعره الأشيب، ويواري وسامته خلف تجاعيد وجهه المتعب. ربما ظلّ يعمل في الميناء إلى هذا العمر لأنّ خبرته لا تعوّض، كما أن جميع عمّال الميناء وحتى الصيادين كانوا يحبونه ويحترمونه، ويعتبرونه أباً لهم.


    أكثرهم إهمالاً ولامبالاة، الشفيع الطاهر طبيب الميناء، رغم براعته في عمله، إلاّ أنه كان مزاجياً لدرجة تجعله يبدو غريب الأطوار. كان يرى أن مكوثه في الميناء طوال الوقت ضرب من الجنون، فلم تكن لوجوده حاجة ملحة، فأغلب الحالات يمكن لمساعده سرور أن يقوم بمعالجتها. لا سيما وأن الحالات كلها متشابهة ومتكررة. لذا فلم يُعهد عنه أنه بقي في عيادته الخشبية لأكثر من ثلاث ساعات يومياً. كان يوكِل مهام التطبيب لسرور الذي اكتسب خبرة جعلته يرتدي بالطو الأطباء في غياب الشفيع الطاهر. "الشغل دي نباهة وخبرة، ما أكتر من كده" هذا ما كان يقوله سرور عندما يسأله أحدهم عن سر إتقان مهنة التطبيب رغم أنه لم يكن حاصلاً على شهادة في المجال.



    نهاية الفصل الثانية



    .

    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-27-2007, 10:12 AM)
    (عدل بواسطة هشام آدم on 06-27-2007, 10:13 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:31 PM
  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:35 PM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:42 PM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 05:55 PM
  Re: بين حجرين - رواية Mohammed Elhaj06-26-07, 05:57 PM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:02 PM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:05 PM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:09 PM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-26-07, 06:17 PM
  Re: بين حجرين - رواية محمَّد زين الشفيع أحمد06-27-07, 05:15 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 07:10 AM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 08:49 AM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 09:35 AM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 09:44 AM
            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 10:08 AM
  Re: بين حجرين - رواية محمد على النقرو06-27-07, 10:10 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 10:40 AM
  Re: بين حجرين - رواية محمَّد زين الشفيع أحمد06-27-07, 10:43 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:01 PM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:14 PM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:21 PM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:23 PM
            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:27 PM
              Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-27-07, 01:29 PM
                Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:24 AM
                  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:44 AM
                    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:48 AM
                      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 06:56 AM
                        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 08:11 AM
                          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 08:33 AM
  Re: بين حجرين - رواية محمَّد زين الشفيع أحمد06-28-07, 09:21 AM
    Re: بين حجرين - رواية محمد جميل أحمد06-28-07, 10:15 AM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 11:43 AM
    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 11:27 AM
      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 11:47 AM
        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-28-07, 12:07 PM
          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 08:05 AM
            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 08:50 AM
              Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 09:08 AM
                Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 09:19 AM
                  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 10:49 AM
                    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 11:47 AM
                      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 12:48 PM
                        Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 01:04 PM
                          Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:07 PM
                            Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:11 PM
                              Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:31 PM
                                Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 03:39 PM
                                  Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 07:19 PM
                                    Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 07:25 PM
                                      Re: بين حجرين - رواية هشام آدم06-30-07, 07:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de