نقد الانتلجنسيا السودانية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-24-2007, 06:40 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نقد الانتلجنسيا السودانية (Re: هشام آدم)

    ______________________

    الموضوع : حوار ثقافي
    [blck]المحاور : عيسى الحلو
    الضيف: عالم عباس


    عالم عباس صوت شعري متميز. وهو من جيل وسيط بين طلائع الشعر عقب الاستقلال ثم طلائع تحديث القصيدة في الستينات، حيث جاء عالم في السبعينات لتواصل حركة الشعر مسعاها التاريخي دون ان تفصل هذه السيرورة من حركتها. ومن هنا تأتي جدية ابداع عالم عباس. وهي تمثل موقفاً فكرياً قاطعاً غير قابل للتزييف أو المساومة .. فقصيدة عالم عباس هي ابداع عبقرية فردية داخل شرط عبقريتها الجماعية، هذا بعض من ابداع شاعرنا الكبير عالم عباس فإلى الحوار الذي يعبر عن بعض هموم الشاعر على مستوى الشعر ومستوى قضايا الوطن.

    * هل يمكن ان ينفصل العمل الابداعي عن بيئته الثقافية؟

    - الاجابة بداهة هي لا. لعل الذي قاد الى هذا السؤال هو ان كثيراً من المثقفين يهتمون بالحراك العام - لابد للمثقف ان يتأثر بحركة المجتمع من حوله ... التذمر من الوضع السائد هو موقف .. حتى الهروب هو موقف وإن كان سلبياً .. التحرك - الوقوف امام التحديات .. درجة اعلى من حيث الموقف. وتذكرت قول الشاعر محمد المكي ابراهيم في رثاء المجذوب (الآن ينفصل الجمر عن صندل الشعر) .. هل يمكن ذلك؟



    * ما هو دور المثقف في القضايا الوطنية المصيرية؟

    - كثيراً ما يدور الحديث عن قضايا تهم الوطن والمواطن .. يبيح بعض الساسة لأنفسهم حرية ارتكاب الاخطاء باسمنا .. يبدو ان للسلطة السياسية محورين - محور استقطابي تحشد له الموالين والمتوالين للاستنصار بهم لتحقيق رؤاها واقصاء الآخرين باعتبار كل من ليس معنا فهو ضدنا. ويبدو ان القطب الآخر لديه نفس النظرة .. النظرة في السودان تكون دائماً: انا ضد الآخر .. وتغيب نظرة نحن جميعاً. ولكن برؤى مختلفة وما يتبع ذلك من احترام الرأي والآخر .. هل الثقافة او المثقفون السودانيون هم فقط المنضوون في هذين القطبين؟ من ناحية اخرى جل الفاعلين في حقل الثقافة هم من خارج هذين القطبين .. وما يجري على الساحة حالياً - بالرغم من طغيان النبرة السياسية فيها هو في واقع الامر حراك ثقافي .. وهذا الحراك يمتد من زمان بعيد. ولقد كان يتم في ظروف موضوعية وثقافية وليست سياسية .. بمعني ان المظهر السياسي هو المظهر الحاد ومظهر الصراع وليس الحوار .. وبالتالي قاد الى العنف والاقصاء والاقصاء المضاد. ومثل الوجه القبيح لذلك الحوار الثقافي الذي كان يدور على مستوى الفكر .. ونحن نحتاج لمشروع وطني جديد ونحتاج الى قدر اكبر من التواضع وفهم ونقد الذات ودراسة المكونات الثقافية لكل سكان هذه الرقعة المسماة السودان.. ونحتاج الى ما يمكن ان يسمى بميثاق ثقافي في المقام الاول يعترف بكل التكوينات العرقية والقبلية والثقافية، على اساس كامل من المساواة دون وضع اعتبارات للاوزان اوالاحجام. والاعتراف بالآخر ودون اقصاء اي طرف. ومن هنا تبدأ مهمة تأسيس هوية سودانية معبرة عن السودان بكل تنوعه واشكاله .. واذا استطعنا تحقيق ذلك نستطيع ان نتحدث من بعد عن دور فاعل للمثقف في قضايا الوطن .. وقبل ذلك سيكون الموضوع اجتهادات فردية تخطئ وتصيب دون رؤية متكاملة.



    * الشعر السوداني المعاصر يتجه للعروبة بشكل مطلق او الى الافريقانية بشكل مطلق ايضاً ... حاولت مدرسة الغابة والصحراء التوفيق؟ وكذلك فعلت مدرسة الخرطوم في التشكيل؟

    - دعني اتناول الموضوع من خلال زاوية شخصية محضة ..انا كثيراً ما اتهم بالتخلي عن عروبتي ان صحت هذه النسبة. وكثيراً ما اردد ان العروبة في تقديري هي عروبة لسان. واستهدي بقول الرسول «ص» «ليست العربية منكم باب ولا ام، فمن تحدث بالعربية فهو عربي» لكن يبدو في هذا الوطن الكريم ان العربية ليست هي باللسان وفي هذا - بالرغم من كثرة الادعاءات في هذا الصدد - لا اجد نفسي كثيراً خارج الاطار الذي حدده الرسول «ص» .. والمؤسف ان هذا الاحساس تركز عندي حينما اتيحت لي فرصة الاتصال بكثير من الاعراب الذين نحسب ان اعراقهم عربية، رغم انهم لا يحسنون حتى لغتهم، فاجد سحنتي منكورة لديهم ، ويصبح انتمائي العروبي مثار ريبة وتساؤل. والاغرب ان فيهم الفينيقي والارمني وربما الشركسي والكردي، لكن هؤلاء في العرق السائد هم العرب ويصدرون شهادات لنا باننا نحسن التحدث بالعربية، مع ان فينا من يدعي ان جده العباس. في هذا السودان نجد هذه النبرة : نبرة التمسك بالعروبة «عرقياً» نبرة عالية بلا ضرورة. وهي كما قال الرسول «ص» «دعوها فإنها منتنة» .. يكفينا من الامر كله ان لساننا الغالب هو العربية : ثقافة وديناً ولكن هذا السودان - وان اردت الانصاف - اغلب اهل هذا السودان ليسوا بعرب على النحو الذي ذكرته آنفاً ... ذلك ان اكثر الناس لديه لغة اخرى «رطانة» كما اوردت الاحصاءات مئات اللغات واللهجات والرطانات .. ابتداءً من حلفا حتى نمولي - ومن بورتسودان الى الجنينة.. «يتراطنون » وتجمعهم اللغة العربية .. «انظر تجربة عربي جوبا - وعربي الجنينة وابشي وعربي حلفا وعربي بورتسودان ...«هلمجرا». واللغة العربية تتكيف في مختلف البيئات اللغوية والثقافية. كنت اتمني ان اجد شعراً سودانياً نزاعاً الى الافريقية، هذا نادر وخجول مع الاسف .. هل المقصود الشعر السوداني المكتوب باللغة العربية - اذا كان كذلك فإني لا اجد شعراً بهذا المعني يعبر حقيقة عن وجهنا الافريقي يوازي مقدار التأثير الافريقي فينا .. ثمة محاولات كنت اتمنى ان تستمر وتتجذر كالتي بدأها المرحوم جمال محمد احمد - محمد عبد الحي - النور عثمان أبكر - ابراهيم اسحاق - ابكر آدم اسماعيل «الروائي» ومحاولات فرانسيس دينق ومحمد هارون كافي - الذي اتمنى ان تستعيده الثقافة ليكمل مشروعه الذي بدأه وآخرون .. وهذا ليس اغفالاً لجهود الفيتوري ومحيي الدين فارس وتاج السر الحسن وجيلي عبد الرحمن .. لاني اتحدث عن الاعمال التي كرست عن وعي كامل في اتجاه تجذير ذاتنا الافريقية التي تناسيناها في الحمى والهذيان العروبي. والذي عالجناه بسذاجة وبحماس فطير .. هل انتبهنا نحن كسودانيين الى أننا حقاً افارقة؟ وماذا انتجنا كمثقفين وكتاب في هذا الاتجاه .. كأننا نحس بمعرة أننا افارقة وهو امر بائس ومحزن. بالنسبة لمدرسة الغابة والصحراء، فقد ادت دورها وماتزال بعمق وانتشار مبين. وان اتخذت اشكالا مغايرة وتطورت. وان انكرها المنكرون فهي حقيقة كرست وعياً نشاهد ثمراته يومياً ويبشر بالمستقبل.



    * ابراهيم اسحاق وعالم عباس ومن بعد أبكر آدم اسماعيل - حيث ان تعريف الجنوب ليس هو بالضرورة الجهة الاخرى المقابلة لجهة اخرى والتي هي الشمال فهناك الشرق والغرب ايضاً؟

    - قدرنا كسودانيين ان نتعايش مع بعضنا البعض .. ولا مجال للكيانات الصغيرة في هذا العصر في وقت يتجه فيه العالم كله نحو الاستقطاب والتكتل - من حسن حظ السودان انه بهذا الحجم وهذا التنوع، لكن مما يعيب هذا الوطن الجميل ان كافة الساسة الذين تداولوا السلطة نجحوا نجاحاً باهراً في قتل ووأد كل عناصر القوة والتمتين في جعل هذا الوطن متجانساً متماسكاً متوحداً في تنوعه - فظلوا باستمرار ولكي يبقوا مسيطرين، يواصلون اللعب على النقائض. ظللنا على مدى خمسين عاماً نتعامل مع ما يحدث في الجنوب باعتباره تمرداً على الوطن الكبير. وحتى هذه اللحظة نظرتنا ماتزال قاصرة حيالها.. فكلنا نعلم في قرارة نفسه انها نتيجة لمظالم عرقية وتاريخية وثقافية لا يتجاهلها الا مكابر. ومع ذلك قضينا نصف قرن كامل في الاحتراب وازهاق الارواح واهدار الموارد ... لنأتي اخيراً لنعترف بذلك على استحياء ومماطلة .. هذا امر محزن ومؤسف. وفي تقديري ان الجنوب حالة تكاد تنطبق على اجزاء اخرى من السودان. وفي تقديري ان ثمة فهماً خاطئاً، بمعنى ان كل ما هو غير جنوبي فهو ليس شمالياً بالضرورة، بمعنى اذا حددنا الجنوب هل ما تبقى بالمقابل هو شمالي؟ هل الشرق شمالي في هذا التصنيف - هل الغرب شمالي ؟ ما هو الشمال ؟ هل التعريف ان الشمال هو ما ليس بجنوب ؟ اذا كانت النظرة هكذا فإننا سنواجه مخاطر اخرى لا ادري كم يطول الزمن حتى ندرك أننا كنا نسير في الطريق الخطأ .. وثمة ارهاصات واضحة نعيشها يومياً هذه الايام شرقاً وغرباً وشمالاً ... الاحساس بالتهميش اوالوعي به «حقاً او كذباً » هو الذي يحرك ويدفع باتجاه ازالة هذا الظلم .. هل نفوت فرصة اخرى كان يمكن فيها ان نرسم وطناً نتعاهد فيه جميعاً بما نحس ان هذا الوطن لنا جميعاً اخشى ان فرصة اخرى ستضيع.



    * هل الشعر السوداني ينكفئ على ذاته محلياً أم له بعده الكوني؟

    - هذا تعميم مخل .. ومن الصعب بمكان تنميط الشعر السوداني بأنه كذا او كذا ... ما يعتري الشعر السوداني يعتري الشعر في اي مكان آخر من العالم .. باعتبار ان الشعر شكل من اشكال التعبير يمس الذات وغيره .. هل نحن في السودان منكفئون على ذواتنا لكي يكون الشعر تعبيراً عن هذه الحالة؟.. في اعتقادي اننا شعب منفتح اكثر من اللازم على العالم. وربما هذا جزء من ازمتنا: الانفتاح علي العالم يوسع المدارك ويجعلك تحس بالتقصير .. نحن نعرف العالم اكثر مما يعرفنا العالم. وتبين لي بعد معايشة مع الاخوة في الاقطار العربية انهم هم المنكفئون على ذواتهم . ولا يعلمون عنا الا القليل .. ضعف وسائط النشر والاعلام لدينا امر بائس ومحزن .. وتتسم اعمالنا بالمكابرة وعدم الاستمرار والفجائية .. ويبدو اننا ما نزال في بداوتنا الاولى .. غياب المؤسسية والاستفادة من تراكم الخبرات، حيث لا يوجد ارشيف او حتى قوائم باسماء الادباء والنقاد والفنانين والشعراء وغيرهم ... ولا عناوينهم .. فوضى محزنة - في وسط هذه الفوضى هل يمكن الحديث عن أدب سوداني وتواصل مع الآخر - اذا كانت اجهزتنا الثقافية لا تعرف أسماءنا؟ اين مؤسساتنا الثقافية اذا كانت مثل كناتين الاحياء وخيام السلع النموذجية تظهر وتختفي حسب مزاج الحاكم والسلطة؟ والتي كلما دخلت امة لعنت اختها وجبت ما قبلها، كأن ليس لها قبل ولا بعد. ولعلنا ايضاً شركاء في هذا العبث والهرج والمرج ولا حول ولاقوة الا بالله !


    المصدر : صحيفة الصحافة
                  

العنوان الكاتب Date
نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 02:24 PM
  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 03:32 PM
    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 05:19 PM
      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 05:31 PM
        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-19-07, 07:34 PM
          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 09:03 AM
            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 10:55 AM
              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:05 AM
                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:10 AM
                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:43 AM
                    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 11:50 AM
                      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-20-07, 12:09 PM
                        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:17 AM
                          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:51 AM
                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 10:59 AM
                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 11:06 AM
                              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-23-07, 01:09 PM
                                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 08:56 AM
                                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 09:01 AM
                                    Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:15 PM
                                      Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:33 PM
                                        Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:43 PM
                                          Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 05:52 PM
                                            Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:40 PM
                                              Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:46 PM
                                                Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 06:52 PM
                                                  Re: نقد الانتلجنسيا السودانية هشام آدم06-24-07, 07:05 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de