اليمين واليسار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 11:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2006, 02:10 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليمين واليسار (Re: هشام آدم)

    ______________


    ومع أن مقولة اليمين واليسار هي بالأساس مقولة صراعية إلى أن الديمقراطية تقدم لهذا الصراع إطاراً اكثر سلمية وأكثر اعتدالاً بكثير من ذلك الذي يتلبسه في ظل الأنظمة اللاديمقراطية ففي الحالة الأخيرة ينزع الصراع إلى أن يأخذ شكلاً مطلقاً لا نسبياً وعلى حين أن الديمقراطية هي نقطة التلاقي بين الاعتدال اليميني والاعتدال اليساري فإن اليمين المتطرف واليسار المتطرف لا يلتقيان بالمقابل إلا في عدائهما للديمقراطية. وقد وجد على الدوام من يقترح طريقاً ثالثاً ما بين الليبرالية والاشتراكية ولكن ما أمكن أن تقوم قط بين الفاشية والشيوعية علاقة أخرى غير الحرب. ففي أقصى اليمين وأقصى اليسار تنقطع الاتصالية الديمقراطية وتعاود ددائرة النزعة الاستبدادية الانغلاق على نفسها ورغم الاختلاف الجذري في برنامج الطرفين فإنه يجمعهما إيمانهما بان برنامج كل منهما لا يمكن أن يوضع موضع تطبيق إلا بالقوة والعنف فالحركات الثورية مثلها مثل الحركات المضادة للثورة هي بالضرورة جذرية والجذرية سواء أكانت يسارية أو يمينية هي قطع للاتصالية ولنسيج الاعتدال الذي لا تقوم بدونه للديمقراطية اي قائمة.

    اليمين واليسار هما إذاً عكازتا الديمقراطية ولكنهما عندما يتحولان - من خلال التجذر والتطرف - إلى هراوتين للاقتتال يقتلانها. فالديمقراطية نظام لتناوب السلطة وأول بند في العقد الديمقراطي هو أن يحتفظ الخصم بالحق في الوصول إلى السلطة بدوره. أما التطرف يميناً أو يساراً فهو مشروع لإلغاء الخصم ومبدأ التناوب معاً . ومن هنا تكمن خطورة التجذر الأيديولوجي في صراع اليمين واليسار. فالأيديولوجيا هي بالتعريف نظام مغلق وناف لكل نظام آخر من الأفكار وطرداً مع استقرار الديمقراطية تنزع شكل اختلاف في طريقة العمل وفي البرامج المقترحة لحل مشكلات المجتمع.

    ومن البديهي أن التعارض بين الأفكار يظل قائماً ولكنه ينحو أكثر فأكثر إلى أن ينصب على المناهج أكثر منه على القيم. وحتى إذا انصب الخلاف بين اليمين واليسار على المبادئ والقيم فإنه لا يأخذ في المجتمع الديمقراطي شكل نفي متبادل ، بل يقتصر على اختلاف وتفاوت في درجة التركيز والتشديد فاليميني يبدو أشد تمسكاً بقيمة الحرية. بينما اليساري بدون أن ينفي قيمة هذا الأخير يبدو أشد تعلقاً بمبدأ المساواة. والواقع أن جدلية الحرية والمساواة هي اولى جدليات المجتمع الديمقراطي ومن خلال التشديد في الأهمية على أحد قطبيها تتحدد هوية اليميني واليساري.

    إن هذه الجدلية ليست ثنائية . والعلاقاة بين الحرية والمساواة ليست ضدية كضدية الخير والشر. ولا تدخل هاتان القيمتان في علاقة اللامساواة ، وفرط المساواة يولد الاستبداد والديمقراطية إنما تقوم على الموازنة الصعبة والذكية بين هاتين القيمتين. ومن هنا حاجة المجتمع الديمقراطي إلى ركيزتي اليمين واليسار. فاليسار يأخذ على عاتقه الحد من غلو الحرية بحيث يتجنب المجتمع المعني مطب اللامساواة المنفلت عقالها من كل قيد ومن كل تقنين. واليمين بدفاعه عن مبدأ الحرية يمنع المساواة من أن تتحول إلى مذهب مطلق واستبدادي. فاليسار الديمقراطي والمعتدل خلافاً لليسار المتطرف والاستبدادي لا يتطلع إلى إلغاء كل شكل من أشكال التفاوت فهو يدرك أن الطبيعة هي بنفسها لا متساوية وإذا كانت بعض التفاوتات الطبيعية قابلة للتسوية فإن أكثرها غير قابل للإلغاء وقد تكون التفاوتات الاجتماعية قابلة كلها للشجب ولكنها بدورها غير قابلة كلها للتصحيح. والبشر هم بالطبيعة كما بضرورة الاجتماع متساوون ولا متساوون في آنٍ معاً فهم على سبيل المثال متساوون جميعاً أمام الموت ، ولكن كل واحد منهم يموت بطريقة مختلفة وفي عمر مختلف. والفارق في الموقع اليساري واليميني هو أن الأول يعتقد أن البشر متاوون أكثر مما هم لا متاسوون. بينما يقدر الثاني أنهم متفاوتون أكثر مما هم متعادلون.

    وذلك هو أيضاً واقع الحرية في المجتمع الديمقراطي. فليس جميع البشر أحراراً بدرجة واحدة من الحرية ، فالغني أكثر حرية من الفقير ، فهو يستطيع - خلافاً لواقع الفقير - أن يركب السيارة التي يريد وأن يرسل ابنه للتعليم في الجامعة التي يشاء وأن يأخذ إجازته في الوقت الذي يشاء وبالمدة التي يشاء. ولكن المجتمع الديمقراطي يحد من إطلاقية هذا التفاوت بإقراره مبدأ المواصلات العامة والتعليم العام والإلزامي والإجازة المدفوعة لكل عامل ومستخدم. والحرية في النهاية هي نصاب للشخص . بينما المساواة علاقة اجتماعية وسمة الديمقراطية أنها تسعى إلى التركيب بين الفرد والمجتمع لتضمن للأول أكبر قدر ممكن من الحرية وللثاني أكبر قدر ممكن من المساواة.

    وإذا سلمنا بأن المعيار الذي يسمح بتمييز اليسار عن اليمين هو الاختلاف في موقف كل منهما من جدلية الحرية والمساواة أمكن إجراء التحليل الطيفي الرباعي التالي للقوى والحركات والمذاهب السياسية في المجتمع الديمقراطي:

    1- فإلى أقصى اليسار تقف الحركات ذات المنزع المساواتي والاستبدادي معاً وتجد مثلها التاريخي في يعاقبه الثورة الفرنسية وبلاشفة الثورة الروسية.

    2- وفي وسط اليسار تفق الحركات التي تتمسك بالمذهب المساواتي والمذهب الحري في آن معاً ونجد مثالها التاريخي في الأحزاب الاشتراكية - الديمقراطية.

    3- وفي وسط اليمين تقف الحركات النصيرة للحرية وللامساواة في آنٍ معاً وتجد مقالها التاريخي في الأحزاب الليبرالية والمحافظة التي لا ترضى بأي حد آخر للحرية خلا المساواة أمام القانون.

    4- وإلى أقصى اليمين تقف الحركات المعادية للحرية وللمساواة معاً ، ونجد مثالها التاريخي في النازية والفاشية وبعض حركات اليمين الجديد المعاصرة.

    ومن حسن حظ المجتمع الديمقراطي ان التطرف اليساري أو اليميني لا يفلح في أن يحتل كما تثبت التجربة التاريخية المعاصرة سوى هامش الحياة السياسية ، بينما يستأثر اليسار المعتدل واليمين المعتدل والوسط الذي بينهما بأربعة أخماس المساحة
                  

العنوان الكاتب Date
اليمين واليسار هشام آدم04-14-06, 12:06 PM
  Re: اليمين واليسار معتز تروتسكى04-14-06, 12:50 PM
    Re: اليمين واليسار هشام آدم04-14-06, 01:11 PM
      Re: اليمين واليسار معتز تروتسكى04-14-06, 01:53 PM
      Re: اليمين واليسار هشام آدم04-14-06, 02:10 PM
        Re: اليمين واليسار معتز تروتسكى04-15-06, 10:38 AM
          Re: اليمين واليسار هشام آدم04-15-06, 10:42 AM
  Re: اليمين واليسار abdelgafar.saeed04-15-06, 09:11 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de