|
Re: يوتوبيا الخطاب السياسي (Re: ابوالقاسم ابراهيم الحاج)
|
-الاخ هشام
اولا احب ان ابدأ بان اشكرك على هذا البوست المهم, فمن ضروريات المرحلة الحالية, و اعنى بها السلام بين الشمال و الجنوب, ا عنى بها الاحداث الحالية التى تألمنا و تمسنا كسودانيين فى منطقة دارفور, و السلام المرتقب. اعنى بها ايضا البترول و الامل بتقدم السودان لينال حقة فى الاحترام و المشاركة الدولية. تقييم المراحل الماضية و تقديم نقد بناء لها يضمن, فى رأى, التقدم و الازدهار فى المراحل المقبلة.
سأبدأ اولا بشعار فلناكل مما نزرع و لنلبس مما نصنع. هذا الشعار, اتفق معك تماما, فى انة من مظاهر الرترك التى قامت الجبهة بتبنيها فى خطابها السياسى, فكل الناس اجتمعت, معارضة او مؤيدة للحكومة بان اعلام الجبهة هو من اهم مقوماتها التى استحوذت بها على الشارع السودانى, و نذكر منها الاغانى العديدة التى تشيد بالجبهة و التى قامت بترديدها فى كل وقت –كاليل و لى و لن يعود- و غيرها من الاغانى. الا ان شعار ناكل مما نزرع كان من اهم الشعارات التى رفعتها الجبهة, ففى هذا الشعار ايحاء خاطئ بان المستمع او القارئ هو صاحب الامر و القرار. فمن الذى سيزرع؟ نحن. و من الذى سيأكل؟ نحن. من الذى سيصنع؟ نحن. و من الذى سيلبس؟ ايضا نحن. يصاحب هذا الشعار احساس بالعزة بالوطن, و باننا ابناء هذا الوطن الذين سنقوم بتنميتة, بزراعتة و بالاهتمام بصناعاتة, و فى هذة ايضا يوتوبيا. ان الوطن سيصبح من افضل الدول الزراعية, لاننا سنزرع, و بان السودان سيصبح من افضل الدول الصناعية, لاننا ايضا سنصنع, و فى هذا امل بان الوظائف ستكثر و بان المشاريع ستكبر, و بان الوضع سيصبح افضل كثيرا مما كان لذا يجب ان نتوحد معا و لا بجب ان توجد هنالك معرضة لهذة الخطة الجهنمية, و ان عارضت, فانك لست سودانى اصيل و لا تسعى لخير بلدك.
اما شعارات الجهاد فهذة لعبة اخرى. استخدام ايدولوجية الدين لم و لن تبلى ابدا, وا ستعملتها الجبهة بذكاء شديد. فتهييج المشاعر الدينية و كما قلت, الشهادة و الحور العين, يقدمان الامل بيوتوبيا ليست فى الحياة فقط, بل فى الممات ايضا. فمن منا لا يتمنى الشهادة, و من منا لا يمنى نفسة بموت تسعد فية روحة, و بهذا يصبح هذا الشعار ا ملا تعلق علية الامال و يقف التفكير عندة. خطورة هذا الشعار هو الدين الذى لا نستطيع ان نتجاوز حدودنا عنة, فلن نشكك فية و لن نبحث بهذا عن اهدافة.
ان خطورة اليوتوبيا فى الخطاب السيايى لا تكمن فى و جوها اصلا, فمن حق الحاكم او صاحب القرار ان يقدم للشعب افكارة, و خططة و ايدلوجيتة, و انما تكمن خطورة اليوتوبيا السياسية, من وجهة نظرى, فى استخدامها كمخدر يسرى فى حواس الناس و يشل تفكيرهم, خطورتها فى الآمال التى تعقد على اوهام نفيق منها لنجد انفسنا فى المؤخرة, و ليس امامنا الا عجاج الدول, و لا نراها.
آسفة للاطالة
تحياتى و تقديرى
غادة
|
|
|
|
|
|