|
Re: الدم الذي تكلّم (Re: نادية عثمان)
|
____________
وفي الجانب الآخر .. انبطح عليش على مقربة من مكب مجرى الصرف ليجد الظرف وسط كومة من الأخشاب المبلولة والأوراق وعلب العصير وأكياس النايلون الفارغة. فمّد يده وأخرج الظرف. وبسرعة بدأ يفتح الظرف ليتأكد من أن النقود ما زالت سليمة. وصرخة بقوة عندما وجد رزمة النقود لم يصبها الماء إلاّ قليلاً وبدأ يتدحرج على الأرض من فرط فرحه وسعادته. وبدأ يقبّل رزمة النقود وهو يقول : أحمدك يا رب.
ولكن سعادته تلك تحولت إلى وجوم وإلى دهشة صاعقة عندما نظر إلى الصورة المرفقة في الظرف ليكتشف أن صاحبة الصورة هي سعاد أم شريف. عندها فرك عينيه مرة وأخرى ليتأكد من الصورة جيداً ، وتأكد أكثر عندما قرأ العنوان. يا إلهي .. إنها هي بدون شك. ولكن لماذا يريد هذا الثري أن يتخلّص من أم شريف؟ ما الذي يربط بينهما ؟ وبماذا تهدد سعاد - المرأة الفقيرة الضعيفة - هذا الثري؟ نهض عليش وركض ليبلغ شريف بالأمر .. فلا بد أن يعرف بذلك ، وبما يكيد لها هذا الثري.
ولكنه في الطريق توقف ، وبدأ يفكر. ربما تضيع مني النقود إذا عرف شريف بالموضوع. ثم لا تنس أن هنالك خمسة آلاف جنيه أخرى في الانتظار. بماذا تفكر أيها العليش الشيطان. إنها أم صديقك ورفيق دربك. هل جننت لتفكر في هذا الأمر؟ ولكنني كرهت حياة الفقر ، والعوز. ألا يكفي أنني تركت الدراسة بسبب هذا الفقر .. ألا تكفي الإهانات التي أسمعها كل يوم من أصاحب السيارات الفارهة وهم يرمون لي ببعض الملاليم بعد أن أغسلها لهم. ألا يكفي الذل الذي أراه كلما لمحت أطفالاً يحملون في جيوبهم مصروفاً يعادل ما أجنيه خلال شهر كامل من الذل والتعب والإهانات ؟ أليس من حقي أن أعيش أنا أيضاً .. أليس من حقي أن أملك ثمن الآيسكريم عندما أشتهيه؟ أو ثمن الكباب الذي ظللت لأكثر من عشرين عاماً أكتفي بشمّه دون أن يعرف لساني طعمه؟ أليس من حقي أن أرتدي ملابس جديدة؟ وحذاءً جديداً ؟ لماذا عندما أمسك بيدي أول رزمة نقود حقيقية وذات قيمة يكون طريقها الدم؟ ودم من؟ دم أم صديقي ؟؟؟ إذاً ربما كان الأجدى أن أحتفظ بهذا المبلغ ، وأعود إليهم لأخبرهم بأنني لم أتمكن من إيجاد الظرف. ولكن ماذا سيحل بأم شريف؟ ربما اتفق ذلك الرجل الثري مع شخص آخر وقتلها. وماذا عن الخمسة آلاف جنيه الأخرى؟؟ إذا كانت الخمسة آلاف جنيه تفعل الأعاجيب فهل تتصور ماذا يمكن أن تفعل عشرة آلاف جنيه في هذا الزمن ؟
ألم يقل ذلك الرجل بأنه وضع خطة محكمة؟ إذاً لن يعرف أحد بأنني القاتل ، ثم أنّ شريف نفسه لا يعرف أن أمه هي المرأة المستهدفة؟ ولكن ... أتهون عليك العشرة؟ ألم تعاملك الخالة سعاد كابنها شريف؟ ألم تكن تستلف منها ثمن تذكرة السينما عندما يرفض أبوك أن يدفع لك؟ أنت الآن يا عليش أمام خيارٍ صعب. إما أن تعيش أم صديقك وتموت عندها كل الأحلام الوردية التي يمكن أن تتحقق ، أو أن تموت الخالة سعاد ويعيش حلمك والطريق الطويلة للمتعة والاستمتاع. إنها بالفعل فرصة العمر التي لا تأتي إلاّ مرّة واحدة.
فكرّ في الأمر يا عليش .. صديقك وأمه ، أم نفسك وحلمك ؟؟؟
وللقصة بقية...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-09-06, 01:01 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-09-06, 01:44 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | غادة عبدالعزيز خالد | 07-09-06, 02:07 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 02:01 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-09-06, 02:08 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | معتز تروتسكى | 07-09-06, 02:17 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 02:02 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | نادية عثمان | 07-09-06, 02:17 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 00:27 AM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 03:56 AM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 02:04 PM |
Re: الدم الذي تكلّم | Ibrahim Algrefwi | 07-10-06, 07:53 AM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 09:02 AM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 09:16 AM |
Re: الدم الذي تكلّم | هشام آدم | 07-10-06, 11:22 AM |
|
|
|