الدم الذي تكلّم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:02 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2006, 02:08 PM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدم الذي تكلّم (Re: هشام آدم)

    _________

    فتح شريف باب السيارة وخرج ، لتنطلق السيارة بسرعة وتختفي عن ناظريه. في هذه الأثناء وبينما كان شريف واقفاً وهو غارق في التفكير وفي الدهشة ، وجد نفسه محاطاً بأصدقائه ، عليش والتاج ومسعود.

    (عليش) : وأخيراً .. أيها العفريت !!!
    (مسعود) : لا بد أنك وقعت على كنز يا شريف ، من هذا الثري الذي كنت معه في سيارته؟
    (التاج) : على مهل يا رفاق ... دعونا نسمع منه.
    (مسعود) : ما بك يا شريف ، لماذا لا ترد علينا ؟

    التفت شريف إلى أصدقائه وهو يقول :

    - أتدرون ما بداخل هذا الظرف ؟
    (عليش) : جواز سفر؟
    (التاج) : هل تنوي الهجرة يا شريف ؟
    (شريف) : ما بداخل هذا المظروف خمسة آلاف جنيه.
    (عليش) : ماذا ؟؟؟؟ خمسة آلاف جنيه ؟؟؟؟ هل تمزح
    (مسعود) : لا بد أنك تمزح يا شريف
    (التاج) : يا شباب مهلاً .. دعونا نفهم منه. هل فعلاً توجد خمسة آلاف جنيه داخل المظروف يا شريف ؟
    (شريف) : نعم .. إنها خمسة آلاف جنيه عداً ونقداً ... ( جنيه ينطح جنيه )
    (عليش) : ومن أين لك هذا المبلغ ؟
    (شريف) : هذا الثري الذي كنت معه في السيارة أعطاني إياها ..
    (مسعود) : شريف .. هل أنت بخير؟ هل أصبح الأثرياء يوزعون ثروتهم هكذا ؟
    (التاج) : أكيد انت تمزح يا شريف .. لماذا لا تقول لنا الحقيقة يا رجل ؟
    (شريف) : الحقيقة ما أقول .. هذا المظروف به خمسة آلاف جنيه
    (عليش) : هل وهبها لك هكذا لوجه الله تعالى ؟ أم لسواد عينيك ؟؟؟
    (شريف) : لا هذه ولا تلك ...
    (مسعود) : إذاً ؟؟؟!!
    (شريف) : إنها الدفعة الأولى من عملية يريدني أن أقوم بها.
    (التاج) : عملية ؟
    (عليش) : أي عملية هذه التي يكون أول عربون لها خمسة آلاف جنيه ؟
    (شريف) : إنه يردني أن أقتل له سيدة ، وإذا نفذت الجريمة فسوف يعطيني خمسة آلاف جنيه أخريات.
    (الجميع) : ماذا ؟ تقتل ؟؟؟
    (شريف) : ما رأيكم ؟
    (عليش) : هل تعي ما تقول يا شريف؟
    (شريف) : لم أكن أصدق القول كما أنا الآن. إنني في حيرة من أمري يا رفاق .. أفتوني في أمري هذا. هل أرفض العرض أم أقبله؟


    جلس شريف إلى رفاقه وبدأ يسرد عليهم الموضوع منذ تلك الحادثة التي تعرض لها. وحكى لهم كل ما قاله له ذلك الرجل الثري ، وكيف أنه أحس به صادقاً وبأنه فقط يريد أن يضمن ألا ينهار مستقبله ، وكيف أنه كان خائفاً أيضاً وهو يصف له تفاصيل الخطة التي وضعها للنيل من تلك السيدة.


    (عليش) : ومن هي هذه السيدة ؟
    (شريف) : لا أدري ... ولكن صورتها واسمها وعنوانها داخل المظروف كما قال لي ذلك الرجل الثري.
    (مسعود) : ومن يكون هذا الثري.
    (شريف) : لا أدري ..
    (التاج) : أيعقل هذا يا شريف ؟؟ كيف لا تعرف اسمه.
    (شريف) : كما قلت لكم ، لقد بهرني العرض ، فلم أفكر في أن أسأله عن اسمه.
    (عليش) : لا يهمنا اسمه الآن يا شباب .. الأهم الآن .. ماذا سوف تفعل يا شريف. هل سوف تقتل تلك السيدة فعلاً؟
    (مسعود) : شريف لا يقتل .. شريف لا يضيّع مستقبله بيده
    (التاج) : خذ المبلغ وأنسى الموضوع ، وأتحدى أن يبلغ ذلك الرجل الشرطة عنك.
    (عليش) : وماذا عن الخمسة آلاف جنيه الأخرى؟ هل من الأفضل أن يكتفي بخمسة آلاف أم الأفضل أن يأخذ العشرة كلها ؟؟
    (شريف) : ولكن الباقي لا يمكنني أن أتحصل عليه إلاّ إذا قتلت تلك السيدة.
    (التاج) : اسمع كلامي يا شريف ... خذ المبلغ وأنسى موضوع القتل.
    (شريف) : ولكن .....
    (عليش) : لا تسمع كلام هذا المعتوه يا شريف... طالما أن الرجل قد وضع خطة محكمة ، فتوكل على الله ونفّذ العملية ...
    (مسعود) : عليش .. هل أنت مجنون؟ هل تريد لشريف أن يقتل ؟
    (عليش) : هذا أفضل من العيش في حياة الفقر .. هؤلاء الأثرياء لا يهمهم خمسة آلاف ولا عشرة آلاف جنيه ولا حتى مائة ألف .. قد ينفقونها في حفلة عيد ميلاد. متى يمكن لشريف أن يحظى بفرصة كهذه ؟؟ بعد عشرين سنة؟ بعد خمسين؟ حتى وإن تحصل عليها بعد هذا العمر سيكون قد تساقط شعره واعوّج ظهره وضعف بصره. اسمع نصيحتي يا شريف ... فلتذهب تلك السيدة إلى الجحيم طالما أن موتها سيكون سبباً في أن تعيش حياة كريمة ولو لبضعة أيام.
    (مسعود) : لا يا شريف لا تصغ إليه. أن تعيش فقيراً شريفاً خير من أن تصبح غنياً تتلطخ يدك بالدم.
    (التاج) : ها يا شريف أين ذهبت بتفكيرك ؟


    كان شريف غارقاً بتفكيره ، وما زال يتأرجح بين أن يفعل وألا يفعل. تتناوشه الهواجس والمخاوف والرغبة. يغلب عليه الخير تارة والشر تارة. ماذا يفعل بالفضيلة والخير طالما أنه سيظل فقيراً معدماً ؟ هل هو سعيد بان تظل أمه تبيع الشطائر أمام مدرسة البنات الابتدائية؟ ألا يرغب كبقية الشباب في أن يريحها وأن يحمل عنها القليل من العناء فيمد إليها يد المساعدة؟ هذه العشرة آلاف جنيه قد تساعده كثيراً في أن يبدأ مشروعاً صغيراً يأكل منها وأمه بالحلال. أي حلال وهي نقود أتت من حرام؟ وهل وجد سبيلاً للغنى بالحلال ورفضه؟ ثم أن هذه المرأة تستحق الموت. ألم تهدد هذا الرجل بالقتل من قبل؟ لماذا تهدد هذه المرأة رجلاً بفضيحته أو قتله إن لم تكن تستحق القتل فعلاً ؟ ولماذا أكون أنا اليد التي يبطش بها الأغنياء ليظلوا أغنياء؟ لماذا أنا من يتوجب عليه أن يحمل جريرة هذا الجرم وحده ؟ ربما لأنني فقير ومحتاج . أين كانت هذه الحاجة قبل هذا العرض؟ لماذا لم تفكر بأنك فقير ومحتاج إلاّ الآن؟


    (عليش) : أفتح المظروف ودعنا نرى النقود ولو لمرة واحدة.

    وقف شريف وقد أضمر أمراً ما في سرّه.

    (شريف) : سوف لن أقتل تلك السيدة أو غيرها.
    (مسعود) : أحسنت يا شريف .. هذا هو شريف الذي أعرفه.
    (التاج) : والنقود ؟
    (شريف) : سوف أرمي المظروف في بالوعة المياه.
    (عليش) : لا .. لا تفعل .. إن لم تكن ستفعلها أنت فدع الفرصة لنا .

    ويأخذ شريف الظرف ويرمي بها في بالوعة الصرف الصحي. يقفز عليش ليلحق بالمظروف قبل أن يقع. ولكنه لم يستطع. أحس عليش بغضب عارم. فوقف ناهضاً وأمسك بتلابيب شريف وهزّه بعنف:

    (عليش) : أمجنون أنت؟ إذا لم تكن رجلاً بما يكفي .. فلماذا اتفقت مع الرجل إذاً ؟؟؟ إذا كنت خائفاً فلماذا لم تدع لنا هذه الفرصة؟
    (شريف) : لن أقتل تلك السيدة يعني لن أقتل تلك السيدة.
    (عليش) : لم نصر عليك لقتلها ، ولكن ... النقود .. الخمسة آلاف جنيه... أنت مجنون ... إذا كانت تعجبك حياة الفقر هذه فأنا لا تعجبني ولست بمجنون مثلك لأركل فرصة ذهبية كهذه. وسوف ترى.


    ركض عليش إلى حيث منتهى مصب بالوعة الصرف الصحي .. وهو يمني نفسه بأن يجد ما بداخل المظروف سليماً. انطلق وحده ، وظل مسعود والتاج مع شريف:

    - لا بأس يا شريف .. أنت تعرف عليش. المهم أنك فعلت ما يرضي ضميرك وكفى.




    يتبع .........
                  

العنوان الكاتب Date
الدم الذي تكلّم هشام آدم07-09-06, 01:01 PM
  Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-09-06, 01:44 PM
    Re: الدم الذي تكلّم غادة عبدالعزيز خالد07-09-06, 02:07 PM
      Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 02:01 PM
    Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-09-06, 02:08 PM
      Re: الدم الذي تكلّم معتز تروتسكى07-09-06, 02:17 PM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 02:02 PM
      Re: الدم الذي تكلّم نادية عثمان07-09-06, 02:17 PM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 00:27 AM
          Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 03:56 AM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 02:04 PM
  Re: الدم الذي تكلّم Ibrahim Algrefwi07-10-06, 07:53 AM
    Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 09:02 AM
      Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 09:16 AM
        Re: الدم الذي تكلّم هشام آدم07-10-06, 11:22 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de