الكتاب الأسود للرأسمالية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-17-2024, 04:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-04-2006, 07:09 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكتاب الأسود للرأسمالية (Re: هشام آدم)

    ___________


    المقال الثاني:

    أصول الرأسمالية بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر


    (بقلم : جان سوريه - كانال)


    القرن التاسع عشر هو القرن الذي أصبحت فيه الرأسمالية القائمة على العمل المأجور نمط الإنتاج السائد في أوروبا الغربية والولايات المتحدة أولاً ثم أخضعت بقية العالم بالسيطرة المباشرة (الاستعمار) أو غير المباشرة. وقد استغرق نشؤها في الجزء الأساسي منه القرون الثلاثة السابقة (السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر) وهذه الفترة إذا استخدمنا مصطلح آدم سميث الذي أعاد استخدامه كارل ماركس هي فترة "التراكم الأولي" أو بترجم حرفية للمصطلح الذي استخدمه آدم سميث Previous Accumulation أي التراكم السابق. كيف اتفق أن تقابل رأسماليون يملكون ثروات قابلة للتحول إلى وسائل إنتاج: آلات ومواد أولية ... إلخ، وبروليتاريون محرومون من كل وسيلة عيش مستقلة ومرغمون كي يعيشوا على أن يصبحوا أجراء للسابقين؟



    الآيديولوجية البرجوازية التي يعبر عنها المفكرون السياسيون وعلماء الاقتصاد العاميين في القرن التاسع عشر تشرح الأمر فتقول: أن المجتمع قد انقسم في الأصل إلى فئتين: الفئة الأولى كادحون أذكياء مقتصدون والفئة الثانية كسالى ومبذرين. ومن البديهي أن بعضهم كدس الكنز فوق الكنز في حين سرعان ما وجد الآخرون أنفسهم مجردين من كل شيء. ويذكر كارل ماركس من بين المؤلفين الذين طوروا هذه الأطروحة اسم (م. تييرز) وفي القرن العشرين سوف يقول الطبيب الطيب ألكس كاريل الحاصل على جائزة نوبل في الطب ومناصر بيتان في كتابه (الإنسان ذلك المجهول) أن الأولين كانوا متفوقين وراثياً في حين كان الآخرون أدنى درجة!



    ويدلي كارل ماركس بالملاحظة التالية: "في حوليات التاريخ الحقيقي فإن الغزو والاستعباد وسيادة القوة الوحشية هي التي انتصرت دائماً" ومن أجل دراسة هذه الفترة التي افتتحت بالاكتشافات البحرية الكبرى سوف نستعين بمصدرين أساسين: الأول قديم وهو المصدر الذي يوفره رأس المال لكارل ماركس في معالجته لموضوع "التراكم الأولي". والآخر أحدث وأغنى بالمعلومات بالتأكيد يقدمه كتاب فرنان برودويل (الحضارة المادية: الاقتصاد والرأسمالية بين القرنين الخامس عشر والثامن عشر)


    إن وجهة نظر برودويل كمثيلتها عند ماركس توجه انتباهاً خاصاً للبنية التحتية الاجتماعية - الاقتصادية للتاريخ. ولكنها تختلف عنها من حيث أنها لا تعطي مكانة مركزية لانقسام المجتمع إلى طبقات متعارضة. وكان يمكن للمقارنة بين وجهتي النظر أن تكون شيقة، ولكنها لسوء الحظ غائبة عن مؤلف برودويل الذي يظهر أنه لم يقرأ ماركس ولم يقرأ على الأقل هذا القسم من رأس المال الذي غطى الموضوع نفسه.



    السوق وأشكال رأس المال (قبل الطوفانية):

    اتصفت المجتمعات الطبقية التي سبقت الرأسمالية بعلاقة شخصية بين السيد والمسود "(العبد أو التابع أو القن ... إلخ) كان المسود بالتاكيد مستغلاً وغالباً بأشد الطرق وحشية ولكن الاستغلال كان مبرراً أيديولوجياً على الأقل بنوع من التبادل: واجب الحماية بل والمساعدة تحت قناع بطريكي غالباً. أما مع الرأسمالية فقد اتخذت العلاقات الاجتماعية طابعاً من التجريد والغفلية وفقدت بذلك إنسانيتها. لقد نمت الرأسمالية على أساس الانتاج السلعي الذي يفترض التعميم. وخلافاً لأنماط الإنتاج السابقة، القائمة، بدرجات متفاوتة على اقتصاد اكتفاء ذاتي اتجه الإنتاج الرأسمالي فوراً إلى السوق: فالرأسمالي ينتج ليبيع، والعلاقة بين الرأسمالي والأجير تتبدى هي ذاتها على صور تبادل سلعي. فالرأسمالي يتقد كمشتر لقوة العمل والأجير يتقدم كبائع لها.



    ظهر السوق والسلعة والإنتاج منذ وقت مبكر جداً في أكثر المجتمعات تنوعاً دون أن تكون من أجل ذلك الأشكال الحصرية ولا الأولية للتبادل، فالمجتمعات القديمة تبرز أشكالاً غير سلعية للتبادل ألقي عليها الضوء منذ دوركهايم وكان لكارل بولانيي فضل التشديد على خصوصيتها بالنسبة للتبادل السلعي. في الانتاج السلعي البسيط لا يعود الفلاح أو الحرفي ينتج جزئياً أو كلياً لتغطية حاجاته الخاصة مباشرة، بل ليبيع منتجاته في سوق يجري فيها تبادل المنتجات بواسطة معادلات نقدية ويتخصص فيها المنتجون بموجب تقسيم اجتماعي للعمل. ومع الرأسمالية الإنتاجية يشتري الرأسمالي مالك وسائل الإنتاج (الأرض - آلات - مواد أولية ... إلخ) من العامل قوة عمله بأجر يقابله إجمالاً المبلغ الضروري من أجل استمرار قوة العمل هذه وإعادة إنتاجها. مبلغ هو أدنى من قيمة ذلك المنتج الذي يظهر بتشغيل هذه القوة. والزيادة المتحققة على هذه الصورة (فضل القيمة أو القيمة الزائدة أو فائض القيمة كما يسميها ماركس) تعود إلى الرأسمالي. وهكذا فإن رأس المال الذي يسلفه الرأسمالي ويشغله في الإنتاج يعاد إنتاجه في نهاية الدورة ويزيد بإضافة يمكن للرأسمالي أن يستخدمها لغايات الاستهلاك الشخصي ولكنه يستطيع أيضاً مراكمتها لزيادة كتلة رأسماله (وهذه هي إعادة الإنتاج الموسعة)



    وكان ناتج الاستغلال (استغلال العبد أو الخاضع أو التابع الاقطاعي - القن أو الفلاح - في المجتمعات السابقة يستهلك بصورة رئيسية من قبل الطبقات المتميزة ولا يستثمر إلا قليلاً نسبياً وكانت الدورة تتكرر إلى حد ما على النطاق نفسه وكانت التنمية بقدر ما كانت موجودة بطيئة جداً وتكاد لا تدرك. أما في الرأسمالية المعاصرة (الإنتاجية) التي ما فتأت تترنح بصورة متزايدة بفضل الثورة الصناعية فإن ضروب تقدم إنتاجية العمل سوف تسمح (مع الاستعمال المعمم للطاقة الآلية) بإعادة إنتاج موسعة على نطاق متزايد السعة (أي بالتنمية) لقد ظهرت هذه الرأسمالية الإنتاجية منذ القرون الوسطى على صورة جنينية في المدن الإيطالية على صورة "المشغل" ("مصنع" يمارس ف مكان واحد التقسيم اليدوي للعمل أو العمل في البيت، فيقدم الرأسمالي المادة الأولية الخيط للحائط مثلاً ويشتري منه النتاج المصنوع) ولكن رأس المال كان يتبدى أساساً حتى نهاية القرن الثامن عشر بأشكال يسميها ماركس "قبل الطوفانية" رأس مال تجاري أو رأس مال مالي (ربوي) وهما شكلان ظهرا منذ العصور القديمة. ويوجد في هذين الشكلين تراكم ولكن من دون خلق ثروات. فرأس المالي يكتفي هنا باقتطاع إتاوة من الإنتاج الموجود. ومع حلول الرأسمالية الإنتاجية الصناعية جوهرياً كان لا بد أن تتوفر فوق الشروط التقنية السالفة شروط اقتصادية واجتماعية.



    "تحرير" اليد العاملة: إملاق الطبقة الفلاحية واستغلالها

    الشرط الأول هو وجود يد عاملة "حربة" أي متحررة من الالتزامات والعبوديات الإقطاعية أو النبيلة: ولكنها محرومة أيضاً من كل وسيلة عيش مستقلة (وخاصة الأرض) وقد جرى هذا التحرير في إنكلترا منذ نهاية القرن الرابع عشر وأنجز خلال الثورة الأولى (ثورة كرومويل) وسوف يجري في فرنسا مع ثورة 1789 وفيما بعد في باقي أوروبا تحت التأثير المباشر أو غير المباشر للفتوحات الثورية والنابليونية. وهذا التحرير غير قابل للفصل عن إملاق كثيف وعن انتزاع ملكية الطبقة الفلاحية الصغيرة. وهذه الظاهرة بدأت في إنكلترا في عهد أسرة تودور واتسعت في القرن الثامن عشر في حين كانت أبطأ وأكثر محدودية فيأوروبا. وهكذا شكل الفلاحون "المحررون" والمنزعو الملكية كتلة متنامية من المتشردين والبؤساء الذين كانوا خاضعين في إنكلترا للتشريع الشرس حول الفقراء (قوانين الفقراء) وهي عبارة عن يد عاملة جاهزة عندما يحين الوقت للمشروع الصناعي الرأسمالي. وسوف تغذي الهجرة الريفية في القرن التاسع عشر التنمية المدنية والصناعية والهجرة إلى أمريكا أو إلى المستعمرات المعتدلة.



    فلنعد إلى المثال الإنكليزي الذي درسه كارل ماركس فقد زالت القنانة في إنكلترا منذ نهاية القرن الرابع عشر وكان القسم الأكبر من السكان الفلاحين مؤلفاً فيها آنذاك من مكترين صغار ومستقلين ميسورين نسبياً. وترافقت نهاية حرب الوردتين (حرب أهلية بين عشائر إقطاعية) وجيء سلالة التودور بظاهرتين: فتسريح الحواشي الإقطاعية التي كان النبلاء (المخلوعون أو المفلسون) يعيلونها ألقى على الطرقات بكتلة أولى من أناس دون نار ولا مأوى. ومن جهة أخرى شرع مستجدو النعمة الذين اخذوا مكان النبالة القديمة المفلسة أو المنطفئة في تحسين أملاكهم بطرد كثيف للفلاحين المكترين لأراضيهم لتحويلها إلى مراعي للخراف. فقد كان نهوض المشتغل الصوفي في فلاندرة الذي كانت إنكلترا تقدم له منذ أمد طويل المادة الأولية وارتفاع سعر الصوف الناجم عن ذلك يحثان على هذه المضاربة. وعبثاً منعت قوانين هنري السابع وهنري الثامن هدم المنازل الفلاحية وحاولت الحد من اتساع المراعي. وأدى الاصلاح الديني ومصادرة أملاك الكهنوت (وخاصة أملاك الرهبانيات الملغاة) وكانت تتراوح بين ربع أراضي المملكة وثلثها التي وزعها هنري الثامن على محظيين، إلى تسارع الظاهرة. فقد تابع كل مستجدي النعمة (هؤلاء الذي أصبحوا نبلاء) التنافس في طرد الفلاحين. وقدم صغار الفلاحين ومتوسطوهم القسم الأعظم من قوات ثورة كرومويل الإنكليزية ، ولكن التطور كان قد انتهى عام 1750 فقد زالت الطبقة الفلاحية الإنكليزية عملياً لمصلحة (سادة الأرض) كبار الملاكين العقاريين واستبدل بهم مزارعون رأسماليون أو في إيرلندا مكترون عابرون يطردون عندما يراد ذلك.



    "إن خلق بروليتاريا دون نار ولا مأوى (المطرودين من قبل كبار السادة الإقطاعيين والمزارعين وضحايا عمليات نزع الملكية العنيفة والمتكررة) كان يمضي بالضرورة بصورة أسرع من عملية امتصاصها في المشاغل الوليدة. فخرجت من هذه البروليتاريا إذن كتلة من المتسولين واللصوص المتشردين." ومن هنا فقد جاء فقد جاء اعتباراً من نهاية القرن الخامس عشر تشريع شرس ضد الفقراء. فقد نص قانون هنري الثامن على أن المتشردين الأقوياء سوق يحاكمون بالجلد وسيربطون وراء عربة ويجلدون إلى أن تسيل الدماء على أجسادهم ثم يسجنون بعد ذلك. وزاد قانون تالٍ للملك نفسه (هنري الثامن) العقوبات ببنود إضافية، ففي حال التكرار يجب أن يجلد المتشرد من جديد وأن يقطع نصف أذنه، وفي حالة التكرار الثاني سوف يشنق. وفي عام 1572 جددت الملكة إليزابيث هذا التشريع. ففي العهد شبه الأمومي للملكة بيس شنق المتشردون بطريقة جماعية وعلقوا في صفوف طويلة ولم تكن تمضي سنة حتى يكون هناك ثلاثمائة أو أربعمائة معلقون على المشنقة في هذا المكان أو ذاك. كما يقول ستيرب في حولياته. فقد كان هناك على حد قوله في السمرشاير وحدها أربعون شخصاً أعدموا وخمسة وثلاثون دمغوا بالحديد المحمي وسبعة وثلاثون مجلوداً ومائة وثلاثون وأربعون "أوغاد غير قابلين للإصلاح" أطلق سراحهم بفضل قلة اكتراث قضاة الصلح والطف الأحمق للشعب.



    كما وضع (قانون الفقراء) للملكة نفسها 1597 المعوزين على عاتق الأبرشيات. وكانت معونة الأبرشيات تقوم على حبس المعوزين في ملاجئ أو (بيوت عمل) وهي سجون حقيقية يخضعون فيها لعمل منهك ويكادون لا يطعمون ولم يلغ قانون الفقراء إلا عام 1834 لأن البرجوازية الإنكليزية وجدت وجوب دفعها رسوماً لإعالة "كسالى" أمراً لا يطاق، الأمر الذي أدى إلى استمرار إرسال المعوزين إلى ملاجئ يعملون فيها كحد أدنى 18 ساعة يومياً ويجري فيها الحرص على عدم تقديم كساء وغذاء لهم إلا بمستوى أدنى من مستوى أسوأ العمال أجراً.

    (عدل بواسطة هشام آدم on 10-04-2006, 03:34 PM)

                  

العنوان الكاتب Date
الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-03-06, 03:10 PM
  Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-03-06, 03:15 PM
    Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-04-06, 07:09 AM
      Re: الكتاب الأسود للرأسمالية عبدالله الشقليني10-04-06, 10:30 AM
        Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-04-06, 03:36 PM
          Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-04-06, 03:58 PM
            Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-05-06, 05:05 AM
              Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-07-06, 06:56 AM
                Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-07-06, 04:42 PM
                  Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-08-06, 04:33 AM
                    Re: الكتاب الأسود للرأسمالية هشام آدم10-09-06, 07:48 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de