|
Re: أيـــــامي (Re: هشام آدم)
|
______________________
كانت رحلتي تلك إلى كوينكا - والتي صادفت موسم حصاد التوت – ليست بذي بال على الصعيد الأسري، إذ أنني كنت في الثامنة من عمري، وما أن عدت إلى أرتكاتا حتى نسيت كل شيء، ما عدا ما اتسعت الذاكرة لحفظه إلى اليوم. كانت رحلتي تلك أشبه برحلة إلى عالم الموتى والعودة من جديد. إذ لم تكن كوينكا كأرتكاتا زاخرة بالسيارات والدراجات النارية والمباني الزجاجية وشوارع الأسفلت القاتمة. كان ريف كوينكا ساحراً ومخيفاً لكنه لم يستطع أن يحل محل أرتكاتا لدي. ولم تحل القيوط والراكونات الضخمة في كوينكا محل القطط الأليفة التي كنت أعشقها وأهوى تربيتها في المنزل، رغم اعتراض والدي على ذلك. لذا فقد كنت أشتاق إلى منزلنا في أرتكاتا وإلى سريري المصنوع من خشب الماهوجني المحروق بعناية. رغم أنني كنت سعيداً بابتعادي عن والدي الذي لم يأخذ من أورفل بودن غير عنفه وعصبيته المفرطة، بالإضافة إلى أنفه الكبير الذي كان علامة الأورفليين المميزة.
ذلك الصباح الذي أيقظني فيه ذباب لحوح قليل التهذيب، وصوت سقوط رفوف المطبخ الخشبية على قدم جوانيتا، لم يكن صباحاً اعتيادياً على الإطلاق، فقد كان آخر يوم لنا في كوينكا. كنت أشعر بسعادة غامرة وأنا أراقب أمي وهي تعد الحقائب لرحلة العودة إلى توليدو، بعد أن لفت قدم جوانيتا بشاشٍ طبي واستطاعت جدتي لأمي كفّها عن البكاء بصعوبة. كانت جوانيتا تخاف من منظر الدماء ورائحته، وكانت تبكي لرؤية الدم حتى وإن لم تستشعر الألم فعلياً. بينما لم أعر كل ذلك اهتماماً، وأنا أودع سانتياغو إميليو وبقية الرفاق الذين لم يكفوا عن مناداتي ب"القط الأرستقراطي". ونسيت أن أودع أورفل بودن عندما سمعت صوت أبواق عربة أمادو وهو يدور دورته الاحتفالية في الساحة العامة. وغادرنا كوينكا عصر ذلك اليوم، وحملت معي في جيبي خلسة بعض ثمار التوت التي لم أتذكرها بعد ذلك إلاّ عندما ساحت وتركت بقعة حمراء كبيرة حسبتها أمي جرحاً.
أول ما فعلته عندما وصلنا إلى توليدو أن ذهبت إلى سوليداد فيدل وقبلتها تقديراً وعرفاناً مني بما عرفته من محبتها لي بدليل العملة القيّمة التي اكتشفتها فيما بعد، وكانت سعيدةً بذلك أيما سعادة. كانت سوليداد تكره الأورفليين من غيرما سبب واضح عدا غضبها من أورفل بودن الذي تزوج عليها مخالفاً بذلك عرف الكنيسة الذي هو قسيسها الأكبر. وكانت ترجو من الرب ألا يجعلني نسخة مكررة من أحدهم، لذا فقد كانت دائماً تكرر جملتها المشهورة "إذا كنت تريد أن يرضى عنك الرب؛ فلا تكن أورفلياً صرفاً" كان ثمة سؤال يدور في ذهني ولم أجرؤ أن أطرحه على أحد: كيف وازن أورفل بودن بين حبه للرب وحبه للنساء؟
- نهاية الفصل الأول -
.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أيـــــامي | هشام آدم | 11-17-06, 01:58 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-17-06, 02:01 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-17-06, 02:05 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-17-06, 02:08 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-17-06, 02:12 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-17-06, 02:59 PM |
Re: أيـــــامي | خضر حسين خليل | 11-18-06, 05:28 AM |
Re: أيـــــامي | yaser mostafa | 11-18-06, 05:47 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-18-06, 10:55 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-18-06, 10:20 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-18-06, 11:05 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-18-06, 12:30 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-19-06, 03:30 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-19-06, 05:41 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-19-06, 11:12 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-20-06, 03:15 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-20-06, 04:48 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-20-06, 09:21 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-21-06, 10:20 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-21-06, 12:23 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-21-06, 12:26 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-22-06, 06:24 AM |
Re: أيـــــامي | معتصم الطاهر | 11-22-06, 06:54 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-22-06, 10:52 AM |
Re: أيـــــامي | فدوى الشريف | 11-22-06, 07:16 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-22-06, 11:25 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-22-06, 02:52 PM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-23-06, 03:06 AM |
Re: أيـــــامي | معتصم الطاهر | 11-23-06, 08:00 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-25-06, 01:59 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-25-06, 02:08 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-25-06, 08:53 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-26-06, 02:48 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-26-06, 05:01 AM |
Re: أيـــــامي | معاذ حسن | 11-26-06, 05:26 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-26-06, 07:33 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-26-06, 08:52 AM |
Re: أيـــــامي | هشام آدم | 11-26-06, 10:14 AM |
|
|
|