الفلسفة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 06:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هشام ادم(هشام آدم)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-17-2006, 04:49 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفلسفة (Re: mazin mustafa)

    نواصل ...........


    تضمنت المداخلة السابقة قانون الحركة وبدايتها وتكلمنا عن الحركة من مفهومها المادي ونظرة المتيافيزيقيين للحركة ودورها في خلق التغيير والتطور. كما تضمنت المداخلة علاقة الحركة بشكلها العام بالتطور. وتوقفنا عند نقطة بالغة الأهمية تتعلق بأثر التناقضات في الفكر.

    وقبل محاولة الإجابة على هذا السؤال دعونا نبدأ من البديهيات التي تقول ان الاحكام المتناقضة منطقياً لا يمكن ان تكون صحيحة. فمن البديهي أننا لا يمكن ان نطلق حكمين متناقضين على الشيء الواحد في نفس الوقت لان قوانين التفكير لا تسمح بالتناقض في الفكر فمثلا هل يعقل ان تقول ان X من الناس بعينه حي وميت في نفس الوقت؟ رغم الفناء هو حقيقة وكل البشر فانون. ولكن اذا كان الانسان حياً فلا يعقل الى ان نصفه بوصفه المقيم الحالي وهو (الحياة) واذا مات (فلكل حادث حديث) كما يقال. ومن غرائب الديالكتيك العلمي ما حير العلماء لمدة طويلة حول نظرية حركة الضوء فبينما رأى نيوتن ان الضوء عبارة عن بنية (منفصلة) في شكل حبيبات متناهية الصغر نجد في المقابل نظرية اخرى تقول بان الضوء هو حركة موجبة لوسط (متصل) وبين المنفصل والمتصل وحيرة العلماء في تفسيرهم لظاهرة الضوء او حركة الضوء أوجد الديالكتيك حله الجذري في ان الضوء متصل ومنفصل في آن واحد فيتحرك حركة موجبة (متصلة) وجسيمية (منفصلة) وهذا التضاد هو الذي يولد الإضاءة. وبنفس هذا الفهم فان الطبيعة او الحياة متناقضة أيضا وهذا التناقض او الديالكتيك كان لا بد ان ينعكس على الفكر. فالفكر اليقيني (العياني) يتناول الجوانب المتضادة من الظواهر مأخوذة في وحدتها. فالفكر تبعاً لهذا الديالكتيك يوفر نوعاً من المرونة. وبالاضافة الى مرونة الفكر التي يوفرها الديالكتيك نجد ان للديالكتيك سمة اخرى فهو يوضح لنا ان ليس ثمة شيء معطى مرة واحدة والى الابد فكل الاشياء في حركة دائمة وفي تغير مستمر. ولكن اليس من المنطقي ان نعرف الى اين يسير هذا التطور. وبالعربي كده (التطور ده حدو وين؟)

    من المعروف ان مفهوم التطور مرتبط بموت القديم وولادة الجديد فعلى سبيل المثال فان الأجسام الحية يجري فيها تجديد مستمر للخلايا فتموت خلايا قديمة وتولد خلايا جديدة. حتى على مستوى المجتمعات فنجد ان الانسان بدأ من شكل القطيع البدائي الى العبودية فالإقطاعية فالعمل بالأجر ثم الى مجتمع يتساوى فيه جميع الناس....وهكذا. وبالتأكيد فان التطور او التغير ليس حكراً فقط على الطبيعة والمجتمع بل كذلك يشمل الوعي: رؤيتهم للعالم – انفعالاتهم – أحلامهم – طريقة تفكيرهم...إلخ. إذاً فاستبدال القديم بالجديد ميزة هامة لتطور الطبيعة والمجتمع والفكر. فالديالكتيك يرى في كل شيء حتمية الفناء أو (النفي) الحتمي. والنفي هنا المقصود به هو (عملية استبدال القديم بالجديد) وإذا عرفنا ديالكتيكياً ان لا شيء ثابت وان كل الأشياء تتقادم فهل يعني هذا ان العالم كله يمضي قدما الى الزوال؟ والإجابة بالطبع هي ( لا ) لان الجديد حتمية ديالكتيكية مرتبطة بالقديم. وعلى هذا فإن الاشتراكيين يعولون في ظهور الاشتراكية على أنقاض الرأسمالية وهم في ذلك مقتنعون بأن هذا التغيير حتمية تاريخية ديالكتيكية لا ريب فيها.

    وربما كان من نافلة القول أو الترف أن نفهم (المنحى) الذي تسير عليها عملية التطور. فالبعض يرى ان الكون عبارة عن إحداثي كبير وان التاريخ ما هو الى حشد من الأحداث او النقاط العشوائية (مسرحية البشر فيها هم الممثلون والمخرج هو الإله) ويقول آخرون ان التطور يسير بطريقة : ولادة – نضج – شيخوخة – موت. وهكذا من جديدة (دائرة مغلقة) بحيث تعود الأشياء الى حالتها الأولى. ويرى آخرون ان التطور يتم في شكل حلقات مغلقة حيث تنتهي كل حلقة وهكذا ... والطريف في الأمر ان هنالك من يرى في التطور صورة من صور الانحدار (تصوروا) وربما اشهر من اقتنع بمسألة انحدار التطور هو اليوناني هزيود والأدهى والأمر ان مثل هذه الفكرة تجد قبولا حتى عند المعاصرين مثل الفلكي ( جينز ) حيث يرى ان الحياة والمجتمع والكون كله يسير نحو ما اسماه بالقبر أي الفناء. وكلنا يعلم بالطبع ان القوى الرجعية سيطرت في فترة ما فالفاشية في الماضي والعصر الحاضر عملت وما تزال على توقف عجلة التاريخ وربما الى تقهقرها الى الخلف في أوقات كثيرة ولكن مثل هذه الأنظمة تعتبر أشكال اجتماعية بالية ولا يمكن ان يكون نجاحها (لا سيما اذا ساد الإحباط العام) إلا نجاحاً مؤقتاً وزائلاً.

    ان النفي الديالكتيكي (نفي النفي) ليس فقط مجرد إلغاء القديم إنما هو يعني حتمية ظهور الجديد كضرورة لإلغاء القديم. وعلى هذا فالنفي الديالكتيكي يعتبر محرك هام للتقدم الاجتماعي فهو لا يعني إلغاء القديم كاملاً إنما ينمو على أنقاضه مع الإبقاء على سمات القديم الإيجابية ويتابع التطور على مستوى ارفع ، فمثلا نجد ان العضويات العليا تنفي العضويات الدنيا ولكنها تبقي على بنية الخلية وكذلك النظام الاجتماعي الجديد ينفي القديم ولكنه يظل محتفظاً بقواه المنتجة كما انه يحافظ على إنجازات العلم والثقافة. ومفهوم التطور بهذا المعنى هو نفسه مر بالعديد من المراحل التطورية فنجدان هيغل يقول ان الجديد إنما يتطور من القديم عبر نفيه وهو كلام منطقي ومعقول (رغم انه يتكلم فقط عن (الفكرة) أي الروح والعقل وبصورة أدق فان نظرته للتطور نظرة مثالية أيضاً. وربما لا يستطيع أحد أن ينفي ما استفاده ماركس من هذه الفلسفة الديالكتيكية المثالية التي نادى بها هيغل ولكن أضاف وطور عليها بماديته المعروفة وقال: كل ما هو موجود جدير بأن ينهار. ويرى ماركس والماركسيون من بعده ان حركة التطور تتم بشكل تصاعدي (تقدمي) من الأدنى الى الأعلى – من البسيط الى المعقد وهكذا. ويمكن تشبيه هذا التطور بالشكل الحلزوني . فالتطور يسير نحو الأعلى ولكن ليس في خط مستقيم إنما في خط متعرج. فالشكل الحلزوني هذا يظهر ان كل حلقة تبدو وكأنها تكرر الحلقة الأدنى منها ، وتزايد قطر الشكل الحلزوني يدل على حجم التطور. وهذا التطور بطيء فمثلاً: ظل النظام المشاعي البدائي عشرات الآلاف من السنين ، فحل محله المجتمع العبودي القهري وظل لآلاف السنوات ، وحله محله بعد ذلك النظام الإقطاعي فسيطر لمدة طويلة كذلك ، وحله محله الآن النظام الرأسمالي (ويرى الماركسيون ان النظام الرأسمالي سوف يعيش مدة أقل بكثير من الأنظمة السابقة لها).

    كلمة أخرى أريد أن أضيفها قبل أ أختم هذه المداخلة ، وهو أن الديالكتيك يدل في معناه الاستمرارية والتواصل في التطور وعلى ارتباط الحاضر بالماضي وبالمستقبل وعلى كمون الجديد في قلب القديم نفسه فهو (أي الديالكتيك) ليس فقط نظرية حول القوانين العامة لتطور الطبيعة والمجتمع إنما هو كذلك منهج في المعرفة وأداة لتحصيل الحقائق.

    وإلى هنا أردت فقط أن أقول أنه وبعد الإلمام بكل ما ورد حول بدايات الفلسفة وتطور المسألة الفلسفية ومعرفة أهم مدرستين او منهجين فلسفيين موجودين (المادي) و (المثالي) وآراء هؤلاء وآراء هؤلاء وبعد أن تطرقنا بقليل من الإيجاز إلى الديالكتيك أو نظريات التطور فإنه لم يتبق غير أن نسأل أنفسنا (بناء على هذه الحصيلة المعرفة السابقة) سؤالاً هاماً جداً: ( كيف يعرف الإنسان عالمه المحيط؟) وهذا السؤال الكبير جداً يتطلب معرفة (نظرية المعرفة) وكيف ان المعرفة تعني الفعل وليس فقط مجرد المعرفة من اجل المعرفة ، ثم ماذا يجب علينا ان نصدق: هل نصدق حواسنا أم نصدق العقل؟ وما معنى عبارة (الحواس نافذة على العالم؟) وكيف تنتقل المعرفة من الحواس الى العقل ، ومسألة المفاهيم وكيفية نشوئها ، والعلاقة بين المعرفة والإبداع. ثم بعد كل هذا وذلك أن نعرف العلاقة بين الفلسفة والحياة الاجتماعية ، وكيف يمكننا أن نستفيد من الفلسفة في حياتنا اليومية ونجعله كالدليل أو المرشد.


    وجدت أنه ليس من النزاهة أن أغادر مع إبقاء مثل هذا الموضوع معلقاً دون أن أوفيه حقه. ولذا فقد أحببت أن أكمل الموضوع حتى لا يكون لأحد منكم علي دين يستحق أن أقضيه فيما بعد. آملاً أن نلتقي في مساحات أرحب من عيني حبيبة ووطن. وأتمنى أن أكون وفقت إلى هذا الحد في أن أشبع فضولكم المعرفي بما ذكر في جميع المداخلات أعلاه. ولنا لقاء آخر.

    هشام آدم
                  

العنوان الكاتب Date
الفلسفة هشام آدم01-10-06, 06:15 AM
  Re: الفلسفة هشام آدم01-10-06, 07:51 AM
    Re: الفلسفة هشام آدم01-10-06, 09:00 AM
      Re: الفلسفة معتز تروتسكى01-10-06, 09:30 AM
        Re: الفلسفة معتز تروتسكى01-10-06, 09:31 AM
          Re: الفلسفة هشام آدم01-10-06, 09:38 AM
            Re: الفلسفة معتز تروتسكى01-10-06, 11:20 AM
  Re: الفلسفة Mohamed Adam01-10-06, 02:00 PM
  Re: الفلسفة Mohamed Adam01-10-06, 05:09 PM
  Re: الفلسفة AMNA MUKHTAR01-10-06, 05:32 PM
    Re: الفلسفة معتز تروتسكى01-11-06, 01:14 AM
      Re: الفلسفة معتز تروتسكى01-11-06, 01:22 AM
        Re: الفلسفة هشام آدم01-11-06, 04:19 AM
          Re: الفلسفة هشام آدم01-11-06, 04:26 AM
            Re: الفلسفة هشام آدم01-11-06, 07:24 AM
              Re: الفلسفة هشام آدم01-12-06, 04:32 AM
                Re: الفلسفة هشام آدم01-13-06, 09:50 AM
                  Re: الفلسفة هشام آدم01-14-06, 06:09 AM
                    Re: الفلسفة mazin mustafa01-15-06, 00:40 AM
                      Re: الفلسفة هشام آدم01-17-06, 04:49 AM
                        Re: الفلسفة هشام آدم01-19-06, 11:04 AM
                          Re: الفلسفة هشام آدم01-21-06, 01:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de