|
Re: الفلسفة (Re: هشام آدم)
|
نواصل .............
( الميتافيزيقا )
الميتافيزيقا هو ما وراء الطبيعة. وهذه هي الترجمة الحرفية لهذه الكلمة كما جاء في كتاب (ماهي الفلسفة) وأول من قال بهذه الميتافيزيقا هو أحد تلاميذ ارسطو وهو (اندرو نيقوس) ولا أدري إذا كان اسمه (أندرو نيقوس) أم (أندرونيقوس) على وجه التحديد ولكن مصطلح الميتافيزيقا التي اختارها إنما أطلقها على مجموعة كتب قام فيها بترتيب مؤلفات أستاذه ارسطو. والميتافيزيقا مبحث فلسفي يهتم بدراسة علل الموجودات وأصولها ومبادئها أي دراسة (الوجود بما هو موجود) دون النظر في توابعه الزمكانية. ثم جاء هيغل واستخدم الميتافيزيقا على أساس أنها مقابلة للديالكتيك. والميتافيزيقا الكلاسيكية القديمة يبالغ في ثبات الاشياء وصيغ التفكير. فالميتافيزيقيون يعتبرون ان الاشياء وانعكاساتها الذهنية (المفاهيم) امور منفردة وساكنة لا تتغير إلى الأبد وتخضع للبحث احدها بعد الاخر انه يحاكم من خلال اضداد مباشرة فيتألف من: ( نعم –نعم ، لا-لا ، وما عدا ذلك فمن الشيطان) وهذا يعني كذلك ان الميتافيزيقا والديالكتيك نظريتان متضادتان الى التطور او اسلوبان مختلفان في تفسير معرفة العالم.
ورغم ان الميتافيزيقا الكلاسيكية في بداياتها كانت تنكر التطور الى ان الميتافيزيقا المعاصرة او الحديث تثبت هذا التطور وتؤمن بالحركة مثلها - في ذلك - مثل الديالكتيك تماما ولكنهما يفهمان الحركة والتطور على نحو مختلف. كيف؟ الديالكتيك - كما في المداخلة السابقة – تفهم التطور على اعتباره تفاعلا للاضداد حيث انه وحدة لها وصراعا بينها أي انها تنظر الى الطور على انه تطور داخلي (تطور الذات) كما يقولون، اما الميتافيزيقا فانها تفهم التطور على انه مجرد الانتقال والزيادة والنقصان او التكرار او الحركة الدورية فهي بذلك تنفي التطور الداخلي او التطور الذاتي.
ان النظرة الميتافيزيقية الى العالم ومعرفته كانت له مبرراته في تلك الحقبة لانها ارتبطت بتقدم العلم واحتياجات تطور المعرفة وقد ساعدت على جمع او تكديس الوقائع الخاصة بالاشياء والظواهر المنفردة وعلى الكشف عن صفاتها عبر المقارنة والملاحظة وغيرها. وعلى هذا النحو تمت الاكتشافات العلمية. ولكن تكديس هذه المعارف وتنسيقها يؤدي - في ظل سيطرة الاسلوب الميتافيزيقي في التفكير الى ان الاشياء والظواهر تدرس خارج اطار ارتباطها بالاشياء والظواهر الاخرى وتؤخذ منعزلة بعضها عن الاخر. وأدى ذلك الى ان ذهب البعض الى القول بعدم تغير العالم وبمطلقية قوانينه التي كانت ترد الى قوانين الميكانيك وهذا ما جعل المقولة المشهورة (لا جديد تحت الشمس) تظهر ذلك الوقت.
توصل كانط الى وضع فرضيته التي تقول بان المجموعة الشمسية منحدرة اصلا من مادة سديمية اولية وجاءت هذه الفرضية لتحدث اول شرخ في صرح التصورات الميتافيزيقية عن الاجرام السماوية. ان الافكار الديالكتيكية حول التغير والتطور الشاملين قد ولدت في احشاء العلم نفسه. فالفكرة القائلة بانه بدون نظرية التطور يتعذر تفسير تنوع العالم المتغير صارت بمتناول العلم. وقد لعبت دورا كبيرا في تشكل النظرية الديالكتيكية الى العالم ثلاثة اكتشافات كبرى هي:
أولاً : اكتشاف البنية الخلوية للكائنات الحية ثانياً : ظهور قانون حفظ الطاقة وتحولها. ثالثاً : النظرية التطورية (الدارونية)
كما ساعدت هذه الاكتشافات الثلاثة على تفسير الارتباط الشامل بين الاشياء وظواهرها. كما فسرت كيف ان التطور يتم في شكل حركة تتفاوت بين البسيط والمركب والمعقد. واذا اخذنا اكتشاف البنية الخلوية للكائن الحي كمثال نجد ان هذا الاكتشاف كان له قيمة فلسفية عالية جداً حيث ساعد على فهم وحدة عالم الكائنات الحية كلها وعن القرابة التي تجمع بين كل الكائنات وكذلك اكتشاف قانون حفظ الطاقة وتحولها ساعد على معرفة انه لا شيء في هذا العالم يظهر من عدم او يفنى نهائياً . ونظرية التطور الدارونية التي تفسر مادياً وجود ارتباط وثيق بين الحيوانات والنباتات فلقد حاول دارون في نظريته اثبات ان الطبيعة كلها ابتداءً من النباتات وانتهاءً بالانسان انما هي دائمة التطور. إذاً فالتطور موجود في جميع هذا العالم فالجيولوجيون والجغرافيون اثبتوا تطور الارض المستمر وعلماء الفلك اثبتوا كذلك تطور المجرات والاجرام السماوية المستمر. وعلى فكرة فقد كان لنظرية التطور هذه عندما دخلت جميع مناحي العلوم وتحديداً علم الجيولوجيا ساعدت على دراسة علم الجيولوجيا لتطور المادة حتى انتج لنا في نهاية الامر (مبدأ التاريخية) بمعنى طرح فكرة التقدم - كحركة - من الادنى الى الاعلى. كما بين علم النفس ( السايكولوجي) ان النفس البشرية تتغير وتتطور. وهكذا نجد ان فكرة التطور دخلت جميعا مناحي العلم الطبيعية والانسانية. وبهذا انتفى الايمان بثبات هذا الكون واستقراره.
مما سبق نستنتج ثورة (التطور) التي عمت جميع العلوم وتاثير هذه القناعة في ظهور بعض النظريات الحديثة التي قتلت على اثرها نظريات قديمة. ولكن هناك سؤال منطقي جداً يطرح نفسه. ( كيف يتم هذا التطور ؟) أو بمعنى آخر ما هي آلية هذا التطور؟
نواصل ....................
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 06:15 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 07:51 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 09:00 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-10-06, 09:30 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-10-06, 09:31 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-10-06, 09:38 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-10-06, 11:20 AM |
Re: الفلسفة | Mohamed Adam | 01-10-06, 02:00 PM |
Re: الفلسفة | Mohamed Adam | 01-10-06, 05:09 PM |
Re: الفلسفة | AMNA MUKHTAR | 01-10-06, 05:32 PM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-11-06, 01:14 AM |
Re: الفلسفة | معتز تروتسكى | 01-11-06, 01:22 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-11-06, 04:19 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-11-06, 04:26 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-11-06, 07:24 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-12-06, 04:32 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-13-06, 09:50 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-14-06, 06:09 AM |
Re: الفلسفة | mazin mustafa | 01-15-06, 00:40 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-17-06, 04:49 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-19-06, 11:04 AM |
Re: الفلسفة | هشام آدم | 01-21-06, 01:42 PM |
|
|
|