شكرا بكرى ابو بكر .... مرحب عاصم الطيب قرشى ... وابو عسل السيد احمد ابو عسل

Quote: برهــان معنى كلامك دا أنو كنت متابع برضو معانا الحاجات الحاصلة دي .. رحلة البحث والاكتشافات .. والاصرار على الوصول إلى عمق حقائق الاشياء باستعمال نظرية البحث عن المتاعب ، ، كانت فترة جميلة أن تجمعنا الحميمية الأخوية بعاصم الطيب وأن يشغل مقام الأخ الأكبر في محيط الأسرة فترة بدايات تمكين ابان دقون على السودان وطرد ابنائه ، زمان الصفوف لي سيجارة برنجي واحده وقطعة خبز .. ما خاب ظن ( الوالده ) يوم محرضة . ( يا ولد امشي شوف اخوك ده وين ليهو يومين مافيش ؟؟ ) كنت أركض .. أقطع المسافة ما بين حي الضباط ، وداخلية الجزلي بانت ( داخلية طلاب معهد الموسيقى والمسرح ) شباب زي الورد احتضنهم الاحباط ، وبؤس العيش ، فنانين يقتلون احلامهم ما بين جدران اليأس .. والمستقبل المظلم .. احيانا كثيرة كان يفاجيني وانا اهم للخروج في رحلة البحث عنه وهو يجر ( سلك ) الباب للدخول .. متأبطاً الكمان ، والكلاسيك جيتار .. وابتسامته البسيط التي كانت تعيد لي ترتيب الاشياء ، وتقويني على مرارة فقد اثنين من أخوتي في حينها بعد أن ابتلعتهم الغربة التي كانت لي نفس قناعات عاصم إنني لا يمكن أن اقف عند ابوابهــا.. .. فترة الانقسنا يا برهان عاصرت فيها أعمال ( الدنقر وصوت حبوباتنا الحكامات ، والوازا ) وكيف لهذا العاصم أن يحول قطع القرع ( البخس ) بمقاساته المتنوعة المتفرقة على ( الطشت ) المنقوعه في الماء ، والتي تقاوم نقرات العصي الرقيقة بإيقاعات منتظمة مصاحبه لأغاني الحماسة والشجاعة والكرم والجود والمناحات التي تدك ثوابت التجلد وتأتي بسيول الدمع هطاله ، كيف استطاع ان يحول كل هذه الايقاعات المعقدة إلى نوته موسيقية مموسقة اكاديميا .. مكبسلة داخل المدرج الموسيقي بنواراته ، وكروشاته وسكتاته المعقدة وميزانه القياسي ، كيف لصوت ابواق الوازا ، والبلو نبرو أن تقطع المسافات عبر المدى من أقصى الصعيد ( قوقش ، ام صونجو ، سنجة نبق .. ) وهي بكامل بساطتها المعقدة ، وتحجز لهـا مكان بين سيمفونيات موتزارت وشوبان وهندل وباخ .. وتجري صياغتها بعبقرية عاصم ،، هذ من ضمن الاختراعات العظيمة التي كان يمكن أن تضاف إلى قوائم الشرف للعبقرية السودانية الغنائية والتي حرم البعض من الاطلاع عليها .. .. الكجور .. او الباراسايكولوجي .. وهنــا اشهد أن ما قام به عاصم من بحث مضني امتد لسنوات قام بالبحث عن حقيقة هذه الاشياء حول السودان القارة دون كلل أو احباط ، أشهد أنه مرجع يمكن أن يدرس في افخم الجامعات حول العالم ، كنت اللاحظ بدقة وبدهشة وأحيانا اجرب ما تيسر لي من مواد حتى اصل معه إلى حقيقة هذه العوالم التي تزخر بها البيئة والطبيعة السودانية والتي تشاركنا في ثقافتها العديد من الحضارات الأفريقية القديمة والحديثة .. فكم اندهشت لي ( عرق ) ( باندا ) والذي سرعان ما يتحرك من الشمس إلى اقرب مكان يتوفر فيها الضل .. والذي أخبرني عنه عاصم علمياً يحتوائه على حزمات عالية من الاستاتيكة التي سرعان ما تتحول إلى ديناميكا ( لاحظ استعمال المادة العلمية مع طبيعة الاشياء ) .. .. كنت في بدايات دراستي لي آلة الجيتار ، ( الكلاسيك ) جيتار بالمدرسة الاسبانية ، تمارين الانتقال بين السلالم المختلفة لفك طلاسم النوته ، وتعويد الاصابع على الانتقال في مساحات متفرقة والاظافر على ملامسة الاوتار بطريقة سليمة ، كنت اري استحالة ان تتم هذ المسالة بالطريقة العادية ، كان قمة سعادتي عندما خلصت من حفظ مقطوعة ( رومانزا ) على النوته وترجمتها على الجيتار ، لكن عندما كان يلعبها عاصم الطيب على جيتاره الكلاسيك ، لما تكن هذه الرومانزا التي اعرفها واقوم بخرمجتها ، وسرعان ما كنت احاول ان اسرق بعض التكنيك في استايل عاصم الغريب جدا ، واحساسه العالي الذي يوصل به الاشياء المستحيلة .. .. الصوفية .. كان عاصم أول من حببني وأخي الصغر في الصوفية وبما لمسناه منه في طيبة نفس ونقاء خرافي ، ويقين في اعلى مستوياته ، كنت دائما اتابع طريقة خشوعه في أداء الصلاة ومتابعة الاوراد اللازمة ، وكان في لحظات الونسه الجميلة يرشقني ببعض الاسرار التي ادركت حقيقتها مؤخرا والتي من أهم اسرارها المداومة على الصلاة على سيد الخلق اجمعين سيدنا محمد ( ص ) تنعكس صوفيته في اخلاصه لما يقوم به من اعمال ، وتجويدها وهي مفتاح سر تفرده بالعديد من الاعمال ، اما الكمان زي ما قلت يا برهــان .. فهو خير من يجرسها..