اعدام صدام اراء اخرى خارج ثنائية التمجيد و التجريم ..

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 11:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عصام جبر الله(esam gabralla)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2007, 02:35 AM

esam gabralla

تاريخ التسجيل: 05-03-2003
مجموع المشاركات: 6116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكاميرا أعداءه (Re: esam gabralla)

    Quote: عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكاميرا أعداءه
    نائل الطوخي
    مع التزامن النادر لعيدي الأضحي والميلاد، تسير أخيرا، وجنبا الي جانب، قصتا الفداء المقدستان، قصة افتداء اسماعيل وافتداء يسوع نفسه لأجل الانسان. الفداء هو ما يصلح اعوجاج البشرية. اختيار أفضل ما لديك، ثم التخلص منه، في نوع من اثبات الولاء للرب، ولكن أيضا كنوع من البرهنة علي صحة جسدك، جسدك الذي لم يقصر عن تأدية كل مهامه بعد خلع العنصر الأكثر بهاء منه. الفداء يحوي عنصر التكفير عن الذنب، ولكنه يحوي أيضا ذلك التحدي الواثق منه نفسه، الذي يؤكد أن الجسد سيظل كما هو، لن تقل كفاءته بعد. هكذا، تم الاعلان عن اعدام صدام حسين فجر عيد الأضحي.
    تم التخلص من البطل الشرير اذن، لا علي هيئة تضحية هذه المرة ولكن علي هيئة تطهير، تطهير للجسد العراقي الجميل من مرضه. هذه الحملة التطهيرية التي توبعت بمشهدية وافرة تمثلت في دخول كاميرات التصوير غرفة الاعدام، واكبتها حملة موازية تمثلت في ردود الفعل الفرحة بالاعدام، حملة كانت عناوينها من عينة عام جديد بدون الطاغية أو بدون صدام ذلك أفضل جدا. هكذا اذن. كان صدام، حتي في أثناء كونه أسيرا، هو من عطل الجسد العراقي عن أن يكون جسدا صحيحا. حسنا، لننتظر ونر.
    لا يمكننا تصنيف الفرحة باعدام صدام حسين الا بنوع من السذاجة، فالطاغية كان متقاعدا عن استبداده منذ سنوات. انها فرحة تطهيرية في المقام الأول، فرحة بتناقص عدد الأشرار واحدا، الأشرار الذين لم يستطع أحد احصاءهم ولا تقديم تصور عن كيفية التخلص من بقيتهم جميعا، واحدا اثر واحد أو مجتمعين. الشر دوما هو كائن هلامي ومختلف عليه تماما. ومحاولة ملاحقة الشر، خاصة في حال كونه عاجزا، تكون لها اهداف خطابية أكثر منها سياسية. من هذه الناحية لابد من الاعتراف بأن اعدام صدام حسين هو عبث، هو أمر ينتمي لقصص الأطفال التي تصر علي أن يلاقي المسيء جزاءه، حتي لو كان جزاؤه هذا وبالا علي من عاقبه، لأن الحكايات لا تجازف أبدا بأن تصل الي هذه النقطة.
    يملك حكام العراق الجدد بطش صدام ولايملكون حنكته. استطاع صدام تحويل قطاعات كبيرة من الشعوب العربية، المولعة بالخطابة، الي مناصرة له، وفشل حكام العراق في لفت نظر قطاعات كبيرة من الغرب، المولع بالنجاح، اليهم. كان الفشل رديفهم في كل خطوات اصلاح العراق، هنا يمكن القول أن صدام كان هو النموذج الأمثل لهم. صدام الذي استطاع باستبداده الحفاظ علي تماسك، نسبي وهش وشوفيني، للعراق. هذا النجاح علي ما يبدو مثار غيرتهم، هم الذين لا يملكون، مثله بالضبط، محاذير أخلاقية كثيرة فيما يتعلق باستخدام العنف أو تأجيج الطائفية أو القمع.
    علي الرغم من استشهاد المسيح علي أيدي اليهود، فلقد تم التكفير بموته عن خطيئة الانسان، الانسان الذي قتل ربه بيديه، والذي لم يحتمل أن يعيش الابن المقدس بين ظهرانيه. هذه النقطة في حكاية الفداء تتعطل القصة القرآنية والتوراتية عن بلوغها، تصل القصة الاسلامية واليهودية الي مكافئة ابراهيم علي استعداده لقتل ابنه وحيده الذي يحبه. الهدية هي عنوان القصتين، قصة العهد الجديد وقصة القرآن والتوراة، هدية يسوع للانسان (الغفران) و هدية الله لابراهيم (الكبش)، الهدية التي تأتي في أعقاب التضحية. في النهاية، يبدو استعداد الانسان للتخلص من أغلي ما لديه، لأجل أمر بعيد، صوت يسمعه، وحي يتلقاه من عالم آخر يحب أن يختبر دوما قدرته علي الحياة بعيدا عن مسببات سعادته، يبدو هذا الاستعداد هو مختبر الانسان أمام ذاته. لا يمكن القطع أن أشياء كتلك لم تخطر في بال حكام وقضاة العراق، والذين ينظرون الي صدام بنوع من البنوة، هم أبناء بطشه وممارسيه والمحتجين عليه فقط لأجل ترسيخه. هكذا يضحي الابن بأبيه، لاثبات قوته وكفاءته واستقلاليته بعيدا عنه، وانتظارا لهدية الرب الأخيرة. العالم الجديد سيتحقق الآن، حالا. بعد بعض الهجمات الانتقامية للبعثيين والصداميين والارهابيين، سينتفض الشر انتفاضته الأخيرة ويسلم الروح. هكذا فقط ندخل جنة غفران الخطيئة الأولي، ندخل جنة نسيان ماضينا الملوث ومحوه، ندخل نهاية التاريخ. يقدم حكام العراق قربانا ما يرون أنه أفضل جزءا من جسدهم، الجزء الذي تربوا عليه ولا يفهمون الا اياه، الجزء الأكثر نجاعة وكفاءة في نظرهم، صدام حسين، هم الأبناء الشرعيون له، بهدف انقاص أعدائهم الأشرار واحدا، ولكن أيضا بهدف يتصل بالتحدي، بهدف قطع أي كلمة قد تقال عن أن صدام لو كان في السلطة لما كان العراق علي هذا الشكل، هذا التحدي يدخلونه واثقين، ثم يخسرون المرة تلو المرة. لم يتوقف العراق طيلة السنوات الثلاث الأخيرة عن أن يسير بثبات نحو الأسوأ.
    فيما يخص صدام حسين بالتحديد، وليس العراق، تتتابع الأعياد، بدءا من سقوط تمثاله في ساحة الفردوس حتي العثور عليه في الحفرة التي اختارها بنفسه وانتهاء بموته الآن. لا يبدو أن هناك عيدا موحدا استقر عليه أعداؤه، وهم كثر. لماذا؟ لأن كل عيد يكشف نفسه بسرعة عن أنه ليس عيدا، لأن الفارق ليس شاسعا بين يوم ثمانية وعشرين كانون الاول/ ديسمبر ويوم ثلاثين كانون الاول/ ديسمبر عام 2006. ان لم يكن العنف يتزاد لصالح الأخير. برغم ذلك، فالحرص أشد ما يكون لدي حكام العراق علي مزاجهم الاحتفائي، علي رموزهم التي يكدسونها، علي تقــــديس الأشخاص والتواريخ والأفعال. وباختصار، علي تحويل تاريخهم الي معرض كبير من الأيقونات، لنتذكر المشهدية الرهيبة لحادث تافه مثل اسقاط تمثال، المشهدية التي يحبها كل الساعين وراء الرموز لا البشر.
    هل قصدوا فعلا بفجر الثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) دفن صدام أم اعادة بعثه بقوة، علي هيئة ضحية، قربان، اله شهيد؟ أليس استسلامه الذي وصفه موفق الربيعي هو تسليم ينتمي للمسيح، لاسماعيل، لعلي بن أبي طالب، الذي يملك هو أيضا مع ابنه نفس الطاقة الهائلة علي افتداء نفسه لأجل العالم، نفس التسليم أمام السكين الآخذ في الاقتراب لأنه يري في الغيب ما لا تري السكين وما لا يري حاملها. بهذا كان حكام العراق يرسمون اسطورة صدام الخاصة، عبر هذه المشهدية التي تعمل وفق حدين في الغالب، وفي الغالب تميل أكثر الي حد واحد منهما، وهو الضحية. يتحول الضحية الي اله أما الجلاد فينساه التاريخ، من يتذكر الآن صراخ اليهود مطالبين بيلاطس بقتل المسيح سوي بنوع من القرف والابتسامة الهازئة؟ ولا يهم أي سياق أو أي أسباب دفعت الضحية والجلاد لكي يقف كل منهما في هذا الموقف. أليست المشهدية هي حالة تقطيع للسياق، للتاريخ، الي لقطات صغيرة لا تعني الا ذاتها؟ ليتحمل حكام العراق اذن، ولتتحمل أمريكا موجة جديدة من العداء الذي لا تفهمه ولا تسعي لفهمه.
    في يوم من الأيام، أثناء الحرب علي العراق، وعلي شاشة احدي الفضائيات العربية، وفي سجال حول ذاك السؤال الذي كان المادة المفضلة للفضائيات وقتها: هل الحرب علي العراق هي صواب أم خطأ؟ قال فؤاد عجمي أن أمريكا ستنتصر وأن صدام سيهزم وأن الكاميرا ستقترب من وجهه قتيلا ليقتنع كل من يشاهده أنه ميت. أضاف عجمي أن المشاهدين سيقتنعون بأنه ميت بالضبط كما اضطروا الي الاقتناع بأن غيفارا قد قتل. كانت نبوءة عجمي مرعبة. كانت تعمل لصالح صدام بشكل مطلق. هل قصد وقتها أن وجه صدام سيتحول الي أيقونة مقدسة مثل وجه غيفارا؟ هل قصد أن صدام سيصبح ملهما للشعوب والحركات التحررية مثل غيفارا، وهو رمز آخر للفداء في العقائد العلمانية. بالتأكيد لا. ولكن النبوءة تعمل علي غير رغبة صاحبها أحيانا. هنا بالتحديد يبدو صدق نبوءة عجمي أمرا لا مناص منه. عبر اقتراب الكاميرا من صدام حسين، من تصويره نائما في حفرته، في زنزانته، يغسل ملابسه، ثم وهو يلقي كلماته المقدسة الأخيرة قبل "استشهاده" ، جنبا الي جنب مع تصوير ابنيه علي هيئة شهيدين، عبر كل هذا تكرس الكاميرا الأمريكية والعراقية التابعة لما سيعمل ضدهما في السنوات القادمة. يكرس حكام العراق لملهمهم وأبيهم الروحي، يضحون به مع خلفية درامية وموسيقي حزينة مناسبة تجعل من البطل الشرير الذي يموت في نهاية الفيلم علي أيدي أبطال أكثر شرا محل تعــــاطف وتقديس من الجمهور الواسع، محلا لاكتشاف وسامة مفتــــقدة ظلت غير مدركة في الأيام السابقة. غيفارا بوجهه اليسوعي، الحسين بملامحه الثائرة، صدام بلحيته الأنيقة، كل هذا يضم الأخير الي أبطال لا يشبههم ولا يشبهونه. ينسي له الجمهور المستلب كل خطاياه، دفعة واحدة، في أوكازيون نادر، ولكنـــــه لا ينسي أبدا الموسيقي التصويرية التي صاحبت مقتــــل بطله، لا ينسي الجمل الأخيرة التي قالها قبل موته. يعي مخرجــــو مسرحية العراق الآن أن هذا النــــوع من الميتــات هو بالضبط مجال عمل الدراما.
                  

العنوان الكاتب Date
اعدام صدام اراء اخرى خارج ثنائية التمجيد و التجريم .. esam gabralla01-03-07, 02:23 AM
  همجية نظام صدام وهمجية إعدامه esam gabralla01-03-07, 02:24 AM
  لقد سقط صدام, ولكن باتجاه السماء esam gabralla01-03-07, 02:29 AM
  دورة إنتاج القتلة..الطاغية الأخير نموذجا...! esam gabralla01-03-07, 02:32 AM
  عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكاميرا أعداءه esam gabralla01-03-07, 02:35 AM
  نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام esam gabralla01-03-07, 02:45 AM
    Re: نهاية عام‮.. ‬إعدام صدام NASERELDIN SALAH01-03-07, 05:51 AM
  الجنرال فرانكو في الجحيم esam gabralla01-03-07, 02:08 PM
    Re: الجنرال فرانكو في الجحيم محمد عثمان ابوشوك01-04-07, 00:49 AM
  Re: اعدام صدام اراء اخرى خارج ثنائية التمجيد و التجريم .. esam gabralla01-04-07, 09:49 PM
  العدالة أم الإنتقام في إعدام صدام ! esam gabralla01-04-07, 09:53 PM
  تصريح حول تنفيذ عقوبة الاعدام بحق الدكتاتور صدام حسين esam gabralla01-05-07, 02:22 PM
  إعدام صدام حسين ثقافة الديكتاتور هي من أعدمته esam gabralla01-06-07, 03:13 PM
  المشهد العراقي بعد إعدام صدّام: الفارق بين الرجل والسلحفاة esam gabralla01-06-07, 03:18 PM
  تعزية صدام - طائفية أزلام وأعراف قبائل esam gabralla01-06-07, 03:22 PM
    Re: تعزية صدام - طائفية أزلام وأعراف قبائل Elmoiz Abunura01-07-07, 05:27 AM
    Re: تعزية صدام - طائفية أزلام وأعراف قبائل Elmoiz Abunura01-07-07, 05:27 AM
  Re: اعدام صدام اراء اخرى خارج ثنائية التمجيد و التجريم .. esam gabralla01-07-07, 10:49 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de