|
النوبيون وضرورة البحث عن حلفاء اقوياء
|
فى عالم اليوم الملئ بالتناقضات والتعقيدات وفى زمن سقطت فيه سيادات الدول الضعيفة واصبحت فيه لقمة سائغة للكيانات الكبيرة، وفى زمن اصبح فيه من حق الشعوب المستضعفة ان تلجأ لمن يحميها من اضطهاد حكامها الدكتاتوريين اصبح لزاما علينا كنوبيين ان نبحث عن حلفاء واصدقاء ذوى بأس شديد يستطيعون ان يقدموا لنا يد المساعدة وحمايتنا من الإبادة والتطهير الثقافى والإثنى.
إن النوبة التى يعرفها العالم أجمع كأحدى اعرق الحضارات الإنسانية لن تعدم الوسائل للوصول الى اصدقائها فى كل ارجاء العالم والنوبيون الذين ارسلوا الرسل والدبلوماسيين الى الإغريق والرومان لن يعجزهم الآن وفى عصر ثورة المعلومات ان يصلوا الى اكثر مما وصل اليه اجدادهم، فإذا وصل ترهاقا الى اورشليم وواجه الأشوريين بجيوشه هناك فان النوبيين الآن بامكانهم ان يصلوا الى اركان الدنيا الأربعة فى لمح البصر!!!
لقد ثبت جليا ان مصر لا تحب الخير للنوبيين وتسعى الى إذابتهم فى تيارها الثقافى العروبى الاسلاموى بكل الوسائل الخادعة حتى لا تلفت انتباه العالم اما وقد اصبح الوضع الآن مختلفا مع ثورة المعلومات وبعد ان اصبح العالم قرية كونية صغيرة ترى كل شيئ امامها فى شاشة صغيرة فان على حكام مصر والسودان ان يدركوا انه لم يعد هناك جسم صغير يمكن محوه بالقوة.. ان النوبيين الذين يقبعون خلف السد العالى ويتضورون من الجوع والإهمال منذ بناء السد العالى وحتى تاريخ اليوم لم يجدوا من مصر غير الإبتزاز والإفقار والطمس الثقافى والعرقى ولم تتحرك مصر إلا أخيرا وبعد فوات الآوان..
أين حق النوبيين من كهرباء السد العالى منذ عام 1962 وحتى الآن؟ ولماذا تمد مصر الاردن بالكهرباء وربما اسرائيل والنوبيون اصحاب الحق يرقدون فى الظلام منذ نصف قرن من الزمان؟؟ هل ادركت مصر أخيرا ان هناك بشرا يسمون بالنوبيين ينامون خلف الجدار؟؟
اين مستحقات السودان (النوبيين) من ديون منذ انشاء السد العالى الى الآن؟
لماذا اقفلت مصر ابواب السياحة امام المنطقة النوبية والتى تعج بأثارات تفوق أثارات مصر عددا؟ هل تخشى مصر ان يتسرب الجزء الآكبر من عائدات السياحة الى داخل النوبة السودانية؟ او ليس بمقدور النوبيين فتح منافذ اخرى للسياحة غير المنفذ النهرى؟؟
لماذا قامت مصر بإغراق وتخريب الآراضى النوبية الزراعية والنخيل فى فيضانات اواخر التسعينات وذلك بقفلها لخزان السد العالى فى موسم الفيضان حيث تعرضت كل القرى النوبية واراضيها الزراعية ونخيلها للإغراق؟ ولماذا لم تعوض مصر النوبيين من ذلك التخريب المتعمد؟
لماذا خنقت مصر وبالتأمر مع نظام الجبهة الاسلامية فى السودان كامل المنطقة النوبية لآكثر من خمس سنوات على إثر محاولة إغتيال الرئيس المصرى حسنى مبارك؟ لقد تم إيقاف القطار من الخرطوم - حلفا واوقفت الملاحة بين مصر والسودان بين حلفا والشلال واختنقت المنطقة النوبية باسرها وكادت تخلوا من سكانها بل ان قرى نوبية بأكملها فى السكوت والمحس هجرها اهلها الى الخرطوم ودول الخليج بسبب سياسة التفريغ المتعمدة!!
وقامت حكومة الجبهة الإسلامية بتعيين ولاة على المنطقة النوبية من غير النوبيين فساموا النوبيين العذاب ونكلوا بهم ( مثال حادث إقتحام قوات من حامية وادى حلفا لناد للنوبيين فى وادى حلفا)..
إن نظامى الخرطوم والقاهرة الذين وصلا إثر محاولة الإغتيال إلى حد التلويح بالمواجهة العسكرية والتهديد بالغزو من جانب مصر وضرب السد العالى من جانب السودان (الترابى) التقت مصالحهما الآن!!! نعم التقت مصالح النظامين المتناقضين حول خنق النوبة والنوبيين والغريب ان النوبيين يصبحون كبش فداء عندما يضعف نظام الخرطوم ويهرول الى النظام المصرى ليستر عورته..
ومثل اتفاق الحريات الأربعة والتى يجهل النوبيون بنودها السرية قمة الانبطاح ارضا بالنسبة للنظام السودانى الذى اصبح يبيع ما لا يملكه لمن لا يستحقه. ان الارض النوبية هى ملك حر للنوبيين منذ ألاف السنين ولا يجوز التصرف فيها بدون علم النوبيين وحتى فى أسوأ الظروف لا يمكن استغلالها بدون تعويض مجز للنوبيين من العائد الاستثمارى وسابقة اقتسام النفط بالتساوى بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية تعتبر سابقة قانونية سيلجأ اليها النوبيون فى استغلال موارد منطقتهم الزراعية والسياحية وغيرها..
إننا نطالب الحكومتين المصرية والسودانية بالإستماع الى الصوت النوبى قبل ان يتطور الامر ويخرج من يد الجميع فالنوبيون لن يسكتوا على هذا الضيم والتجهيل والتدبير بليل وكل ما يدبر بليل سيبطل مفعوله بكل الوسائل المتاحة للنوبيين ومن الخير لمصر والسودان ان يتعاونا مع النوبيين لتطوير المنطقة النوبية بمساعدة النوبيين فى زراعة الاراضى الزراعية وذلك بتوفير مدخلات الانتاج بدلا من استجلاب عمال زراعيين من خارج المنطقة النوبية وبإمكان النوبيين الاستعانة بإخوتهم من النوبيين فى الشق المصرى والذين يعانون ايضا من العزلة والفقر.
هذه هي بعض الآفكار التى عنت لى الآن وساعود الى إلقاء المزيد من الضوء على موضوع استثمار الاراضى النوبية وإمكانية إنشاء شركات نوبية والاستعانة بالاستثمارات الأجنبية.
نورى جليلة (نورالدين منان)
|
|
|
|
|
|
|
|
|