|
|
 عودة الكوشى ... النوبيون قادمون .. رسالة الى المهندس النوبى ابو بكر سيداحمد
|
نقلا عن المنتدى النوبى العالمى
معذرة إن نقلت هذا المقال من موقع آخر دون استئذان ولكن رأيت ان اشرككم جميعا فى بعض الحزن النوبى المقيم..
صحوت مبكرا واتجهت نحو المنتدى النوبى قبل قهوة الصباح على اجد شيئا يطمئئننى بأن العالم مازال بخير.. قلت ابدأ بالبيت النوبى .. فبيتنا من زجاج ولابد من حماية الظهر قبل الانطلاق الى بيوت الآخرين.. قلت لنفسى: ألج دارى اولا.. "إدخلوها بسلام آمنين".. كما ندخل الى البيوت النوبية المشرعة الأبواب .. صفقت من خارج الحوش: يا ناس جوة .. يا هوى... أووقوو .. نوق نوتو مسكاقجلو.. Awogoo .. Nogn Uttou ودلفت الى المنتدى النوبى ..وكان مقالك معلقا على استار النوبة كما معلقة عربية.. تذكرت امرؤ القيس .. ذلك الشاعر الجاهلى بجلالة قدره لم يكن يملك وطنا بجمال الوطن النوبى.. كان كل ما حوله رمال وابل وحراب وسيوف .. كندة تقاتل بنى اسد وعبس وذبيان وبكر وتغلب تفنيان بعضهما ومازن وهوازن.. وقضاعة وخزاعة وبنو كلاب وانف الناقة.. والشعراء يتفاخرون بالسلب والنهب وامراؤهم ورعاعهم ورجرجتهم ودهمائهم يطوفون حول هبل واللات والعزى .. لم يكن حولهم ما يغرى بالجمال والفن والإبداع إلا الكلام.. ولم يجد إمرؤ القيس حوله ما يثير خياله غير:
ترى بعر الآرام فى عرصاتها **** وقيعانها كأنه حب فلفل
تخيلوا!! كان اجمل ما رآه بعر الآرام (الغزلان) فشبهه بحب الفلفل...وعندما نحر جمله للعذارى طرب ثملا وقال:
فظل العذارى يرتمين بلحمه***** وشحم كهداب الدمقس المفتل!!
شحم كالخز والدمقس والحرير !!! ماهذا يا صديقى المتعب ابابكر؟؟
لقد قرأت مقالك يا باشمهندس.. وعجبت لحال النوبة التى ذهب ريحها.. كانت النوبة وقتها مملكة عظيمة تمتد من تخوم الجنوب الى شواطئ المتوسط وغربا الى بلاد القرعان والزغاوة والتكرور وشرقا الى بلاد بنت وبحر القلزم.. البحر الأريترى الذى لونه العرب بالأحمر كما اسبغوا علينا اللون الاسود صفة فسمونا بالسودان.. إحتقارا.. وكانوا يصفون انفسهم بالبيضان ويرون الجمال كل الجمال فى السمنة المفرطة..
ومأكمة يضيق الباب عنها **** وكشح قد جننت به جنونا
او كتلك التى سلبت عقل اعشى قيس:
هركولة فنق درم مرافقها ***** تمشى الهوينى كما يمشى الوجى الوحل
كان النوبيون وقتها يشيدون الأهرامات ويصهرون الحديد ويصنعون اجمل الحلى والجواهر والفخار المنقوش ويزرعون القطن والأعناب والكروم ويصنعون منها افخر النبيذ ويرمون الأحداق بالنبال.. ويديرون الساقية ويملأون الارض خيرا وبركة ويغزون ويهزمون الأعداء.. وصلوا الى تخوم فلسطين وصدوا الغزو الآشورى عن اليهود اصحاب ديانة السماء فى ذلك الزمان.. لقد عرف النوبيون التوحيد فى ذلك الوقت بينما كان العرب يهرولون حول اصنام الكعبة.. وكان اول امرهم بالتقسيم بعد دخول المسيحية فى بلاد النوبة حيث انقسمت النوبة الى ممالك مسيحية ثلاث ... نوباتيا فى اقصى الشمال والمقرة فى الوسط وحاضرتها دنقلا ومملكة علوة وعاصمتها سوبا التى دمرها العرب وقتلوا رجالها وسبوا نساءها واطفالها عبيدا.. قالوا ان عجوبة التى خربت سوبا كانت نوبية.. يبدو انها كانت هجينة.. (نصف بغل) يا صديقى.. وسرحت فى مقالك الحزين والجارح كما السهم النوبى لحظة اختراقها للحدق.. تخيلت معاوية بن خديج وهو يصيح: لقد فقأوا عينى.. عجز هذا الفارس العربى عن إختراق النوبة فذهب فى معية بعض من فرسانه وفتح طبرق فى شمال افريقيا بعين واحدة وبسهولة لأنه لم يجد هناك رماة حدق!!
ماذا دهى النوبيين؟؟ ماذا دهى السودان والد ذلك الرهط الجميل؟ اين الألى نقشوا على الصخر الحروف؟ واين ترهاقا النبيل؟؟؟ اهو مجد غابر لن يعود ام انه إرث وإبداع إنسانى يجب ان نحمله الى الشعوب؟؟ ماذا دهانا
ولماذا تفرقنا أيدى سبا وذهب ريحنا وتفرقنا شذر مذر؟؟ واصبحنا ننطق ونكتب لغة الضاد مثل ابنائها وأكثر!!
هل من سبيل الى وحدة نوبية تجمع شتاتنا وتوحد قلوبنا وافكارنا وتجعلنا شعبا واحدا متماسكا كسابق عهده ومبدعا فى صناعة مستقبله كما ابدع فى صناعة ماضيه؟؟ لقد اوجعنى مقالك يا صديقى وهز كيانى.. هل نحن نشهد زوال الكيان النوبى ام عودة الوعى اليه؟؟ هل نحن جديرون بالبقاء ام ان مصيرنا الزوال ؟؟ إجابتى: أننا قادرون على ان ننتفض من جديد كطائر الفينيق (العنقاء) من الرماد.. عندما اغتال الظلاميون الشهيد مجدى ومعه الطيار جرجس القبطى جاءنى ذلك الإحساس ووقف فى حلقى بكل مرارته.. قلت لمجدى وهو فى عليائه:
قم ايها الكوشى كالعنقاء من قلب الرماد
واستنهض التاريخ والامجاد من واد لواد
قم زلزل الارض الرحيبة إنها حبلى بزاد .. أى زاد
وتماسكى يا ام مجدى .. كلنا مجدى .. وحبك فى ازدياد
هزى جريد النخل نأتى فوق صافنة الجياد
بالطار والجرجار والطمبور ترقص كل فاتنة لمجدى فى بلادى
لا تحزنى.. لا تصنعى الأحزان.. لا تتوشحى ثوب الحداد
هاتى اناشيد النضال فكل قافية تنادى
هذا عريس المجد يشمخ فوق هامات الأعادى
وحزنت حتى كاد الحزن يقتلنى لولا هم نوبى ممض .. وليل اعانيه بطيء الكواكب.. لقد طال ليل النوبة.. تذكرت الفنان الراحل مصطفى سيداحمد وهو يشدو لنا ذات مساء حزين فى اركويت وعدالة نميرى الناجزة (العاجزة) تنهش ليل ونهار الخرطوم والسياط تلهب الظهور عندما اخذوا الناس بالشبهات وأذلوا الرقاب وسمعنا لأول مرة بحدود تقام لجرائم لم تقع بعد.. الشروع فى الزنا والشروع فى السكر ولم يطل بهم ليل الظلم ليطبقوا على العباد جرائم الشروع فى التفكير والشروع فى المعارضة حتى قال الخبثاء ان جماعة التكفير والهجرة ظهرت فى مصر وظهرت جماعة التفكير فى الهجرة (الإغتراب) فى السودان... تغنى العندليب السودانى مصطفى سيداحمد تلك الليلة كما لم يغن من قبل فى جلسة صغيرة بمنزل اهل زوجتى الحبيبة:
طال الليل يا المساهر واصبح ما ليهو آخر
طال ليل النوبة ولابد لهذا الليل ان ينجلى ولابد للقيد ان ينكسر..ولابد للكوشى ان يعود..
شكرا قريبى ابابكر بن سيداحمد.. المهندس المعمارى وخبير تكنولوجيا الكمبيوتر الذى لم يجد له مكانا يأوى اليه فى وطنه فاختار الإغتراب الجسدى مثل الكثير من النوبيين لعل الله يجعل لنا نخرجا ونعود والنوبة قد التأم شملها.. نوبة واحدة بدون تمييز بين هذا دنقلاوى وهذا حلفاوى وهذا سكوداوى وهذا محسى وذاك فديجا وذاك متوكى.. كلنا نوبة.. حفظك الله لنا يا وردى وانت تشدو:
نوبة ويرا .. محس ويرا .. حلفاويرا .. سكود ويرا دنقلا ويرا
حلفا فيا سهرينقون.. سكود فيا نيرمونا
دنقلا لن سهركان قون.. محس فيا نيرمونا
إنيل إكة مونمونا.. قسر كورجة بايمونا
Nuba waira.. Mahas waira.. Halfa waira..
sikkode waira Dongola waira
Halfa Fiyya Seherin gon.. Sikkode Fiyya Nair munna
Dongola lon Seher kan gon.. Mahas Fiyya Nair munna
Inni lika moan munna.. Gisir Korja Bai munna
لقد نكأت جرحا لا يندمل يا صديقى ولابد لجرحنا ان يندمل ونخطو بثقة نحو الأمام.. يلة كوتان..
نورى جليلة (نورالدين منان)
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Mannan
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست