من القاهــــرة سلام العدد الجديد علي صحيفة اخبار اليوم :

Quote: من القاهرسلام تفتح ملف الباعة الجائلين من السودانيين في القاهرة : قنصل سفارة السودان بالقاهرة : وضعت ضوابط لتاشيرة الخروج من السودان تحقيق :بهاء حسن عيسي[email protected] الأعمال الهامشية التي يقوم بها السودانيون بالقاهرة كثيرة ومتنوعة .. ولكن أصعبها هو التجوال علي الارصفة والتعرض للمطاردة من قبل السلطات المختصة مـــن المحليات ومسئولي النظافة في الحي .. ولما كانت هذه الاعمال بسيطة ولاتفي بحاجة البائع فكان لابد لنا ان نبحث ماوراء هذه الاعمال من أسرار .. فلايمكن لرجل يعول اسرة ويستاجــر شقة ان يفترش بعض الشنط الصغيرة وحافظات جلدية وبعض العطور الرخيصة ويستطيـــع بهذا العمل ان يعول اسرته ويفي باحتياجات اطفاله في المدارس والإيفاء بمصاريف يومية لايمكن لمثل هذا العمل ان يوفرها .. فكيف يمكن ان تفي بعض أكياس السعوط أو الحناء بإحتياجات أسرة كبيرة كانت أو صغيرة ؟ هذه الحيرة والاسئلة الصعبة كان لابد أن تجد إجابة من هؤلاء الباعة الذين إضطروا لهذا العمل الشاق الذي يكلفهم الارهاق والمطاردة والتوتر خلال انتظار الزبون الذي ربما لايأتي خلال اليوم كله .. فكان لنا في صفحة من القاهرة سلام هذا الاستطلاع مع بعضهم : أحمد بائع يفترش الرصيف العام علي شارع التحرير بمنطقة الدقي .. .. توجهت اليه وبدأت بتصوير معروضاته علي الرصيف فوجدت منه ترحيبا ورغبة في التحدث : ماهي المدة التي تقضيها في هذا العمل يوميا ؟ أحمد : ابدأ العمل عادة منذ الثانية ظهرا بعد أن يعود موظف المحلية الي عمله حيث انهم لايسمحون لنا بالعمل هنا بل ويصادرون البضاعة كلها اذا تصادف وجودهم وأعمل حتي العاشرة مساء . وهل هذا العمل الذي تقوم به من بيع لحافظات النقود الجلدية والشنط الصغيرة والعطور يغطـــي مصاريفك؟ أحمد : لايكفي لتغطية مصاريفي لانني أستاجر شقة بمبلغ(200 ) جنيه مصريا بمنطقة بعيدة من هنا تسمي البراجيل وأعول أسرة مكونة من ثلاثة أفراد . وماذا يجبرك علي كل هذه المعاناة وانت بعيد عن بلدك؟ لماذا لاترجع الي السودان ؟ أحمد : اتمني أن أعود اليوم للسودان ولكن الاوضاع هناك صعبة وقد عانيت من قبل ولا اريد العودة الي نفس المعاناة ومعي أسرتي وقد علمت من إخوة لي عادوا الي السودان بعد ان سمعوا ان الاوضاع تحسنت ولكنهم لم يستطيعوا البقاء لارتفاع الاسعار والايجارات وانا اليوم علي استعداد للعودة الي السودان اذا توفر لي سكن ولكن دون وجود سكن سيكون وضعي صعبا ولايمكنني ان أعيــش هناك باطمئنان دون وجود مسكن لاولادي . هل تواجهكم صعوبات في هذا العمل هنا ؟ أحمد : نعم هنالك مطاردات السلطات المحلية والبضاعة التي نعرضها علي الارصفة معرضة للمصادرة في اي وقت وهذا شئ مؤسف لأن معناه قطع أرزاقنا ورزق أطفالنا؟ وتركت أحمد في همومه الكبيرة لمواجهة المد القاسي للحياة ليقاوم المجهول مع هذا العمل الذي بالكاد يكفيه أو لايكفيه قوت اليوم من لقمة كريمة لابنائه الصغار وايجار شقة ومواصلات ومدارس وكسـاء لاسرته ..!! تركته وتوجهت لمنطقة العتبة حيث عدد كبير من السودانيين يفترشون الارصفة وتوجهت الي مجمع الفنادق الشعبية الرخيصة حيث يضع السيد هشام كمية من أكياس (الصعوط ) علي صندوق من الخشب ومعه بعض الزبائن من السودانيين يشترون منه هذا الكيف الغريب المخصص للسودانيين فقط وتوجهت اليه بالاسئلة : هل بيع الصعوط بالنسبة لك هو العمل الذي تعول به نفسك وأسرتك وهل يكفيك دخله المادي ؟ هشام : ابدا فهو عمل مكمل لتجارة أقوم بها بين مصر والسودان منذ ثمانية اعوام حيث احضر هنا واعود بعد شراء بعض البضائع واعود وانا احمل بعض المتطلبات السودانية الى هنا واقيم في فندق بذات المكان وأبيع الصعوط وبعض الاغراض هنا للاخوة السودانيين مما يعني ان هذا العمل مؤقت لحين سفري الي السودان . ماهي المصاعب التي تواجهك في هذا العمل ؟ المضايقات التي نجدها هنا من السلطات المختصة حيث يمنع العمل العشوائي علي الطرقات والارصفة وهنالك مشكلة ظهرت في الاونة الاخيرة وهي العصابات السودانية التي تعترض بعض التجار مثلنــا ورغم انني لم أصادف هذه العصابات للآن والحمد لله الا ان الحكايات من بعض الزملاء وبعض السودانيين المقيمين في القاهرة كثرت في الآونة الأخيرة حيث يتحدثون عن عصابات تنتشر في القاهرة وتعتدي علي بعض التجار والمقيمين وتقتلع منهم كل مايحملون تحت تهديد السلاح ويعتدون بالضرب في حالة المقاومة أو الاعتراض وهذه العمليات تتم في وضح النهار وعلي مرأى من المارة ومن هذا المنبر نناشد السلطات والسفارة السودانية بالقاهرة بالتعاون مع الحكومة المصرية بالتصدي لهؤلاء المجرمين لانهم أصبحوا معروفين في نطاق السودانيين بل وان بعض الصحف تناولت هذه الظاهرة والجميع يعرف عن هذه العصابات الكثير والقصص المتداولة عنهم تملأ كتبا ومكان تمركزهم بمناطق المعادي وعين شمس والعباسية وفي اطراف القاهرة !! وماجدوى قيامكم بهذه الاعمال التي لاتكفي كمصاريف وإصرار أغلبية السودانيين للقيام بها ؟ هشام : السوداني مضطر لمثل هذه الاعمال البسيطة والتي تعرضهم لمصادرة مدخراتهم وفي بعض الاحيان يساقون الي السجون . ولما كان موضوع الباعة انفسهم والعصابات التي تعترض بعض السودانيين في مصر موضوعات في غاية الخطورة فقد توجهت للسفارة السودانية بالقاهرة وتحدثت مع الدكتور ياسر محمد علي القنصل العام للسفارة الذي قال : إن السوداني حينما يخرج من بلده يجب ان يكون عنوانا جيدا للوطن والحقيقة إن ظاهرة الباعة الجائلين ظاهرة لاتمثل خطورة لانها في نطاق ضيق وليس بهذا الانتشار المخيف والسفارة من الصعب ان تتابع هؤلاء الباعة لانها أعمال هامشية تتعامل معها السلطات المصرية بالمحاربة لجميع الجنسيات حتي المصرية !! والموقف الآن فقد وضعت ضوابط لتاشيرة الخروج من السودان من شأنها الحد من تنامي هذه الظاهرة الشاذة هنا وبعد ان توقفت الهجرة عن طريق اللجوء فالعودة الطوعية لكل من ليس له عمل ثابت في مصر ان يتوجه الي السفارة لعمل اجراءات العودة الي البلاد . خاصة الذين يربطون انفسهم باعمال هامشية لاتكفيهم للحياة بعيدا عن الاهل والوطن . اما عن الشق الثاني من المشكلة وهي العصابات المسلحة فصراحة نحن نحذر من خطورتها و السفارة تتعامل مع المشكلة بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والخارجية في مصر لتدارك هذه المشكلة وندعو الاعلام الي العمل علي ابراز هذه المشكلة لخطورتها .. وهناك بلاغات وصلت للسفارة بهذا الخصوص وعلى الرغم من قلتها الا ان الخطورة في ان تتطور هذه المشكلة ويصبح من الصعوبة بمكان السيطرة عليها . كما ندعو الحكومة المصرية الي التعامل مع هذه العصابات لخطورتها وعدم تحويل المبلغين الي السفارة علي انها مشاكل بين السودانيين . لان الخطورة في هذه العصابات تتمثل في تسليحهم باسلحة بيضاء الان وربما تتطور الي غير ذلك !! وهذه العصابات إعترضت عريسا وعروسته من قبل فـــي منطقة المعادي وتم تهديدهم بسيوف واستولوا علي كل (ذهب ) العروس ومامعهم من مبالغ مما أصاب العروس برعب شديد وقرروا العودة فورا لعدم شعورهم بالامان والامثلة كثيرة في هذا الأمر للأسف