|
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية (Re: Nazar Yousif)
|
لماذا حذف جهاز الامن الملاسى فقرة الاربعاء: ___
الأربعاء
ما ظننت محللاً منصفاً يستطيع أن يماري في أن (مبادرة أهل السودان) لم تواف، حتى الآن، ولو بعض مطلوباتها المعلنة أو الضمنيَّة: تحقيق المصالحة الوطنيَّة، وتسوية أزمة دارفور على الأرض، وقطع الطريق أمام إجراءات المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة. بل ما ظننت أنه لم يكن ممكناً، منذ البداية، رؤية هذا المآل في ذات المقدِّمات الخاطئة التي عَمَد إليها قادة المؤتمر الوطني، بمسارعتهم لالتقاط فكرة المبادرة فور إطلاقها ضمن خطاب البشير في الفاشر، أواخر يوليو 2008م، وتصميمهم، من ثمَّ، تفاصيلها على مقاس حزبهم، بالمخالفة لما بشرت به المبادرة نفسها من مشاركة واسعة لا تستثني أحداً.
لقد اقتصرت المشاركة في ملتقى المبادرة على أحزاب هجين السلطة، وحزب الأمة القومي (المهدي)، والحزب الاتحادي الديمقراطي (الميرغني). وهي مشاركة لا تقلل، مقدار قلامة ظفر، من شأن مقاطعه قوى رئيسة، كالشيوعي والشعبي (الترابي)، فضلاً عن أهمِّ حركات دارفور، كتحرير السودان (عبد الواحد)، والعدل والمساواة (خليل).
ولم يغيِّر من هذا المشهد غير الوفاقي حتى إعلان الرئيس، في ختام الملتقى في 12/11/2008م، عن حزمة قرارات، كوقف إطلاق النار من جانب واحد، ووقف العدائيات، والموافقة على مبدأ التعويضات، ونزع سلاح الميليشيات، وتقييد استخدام السلاح في الإقليم؛ بينما لا يزال غير معروف مصير بقية توصيات الملتقى، والتي يفوق عددها مئة توصية رئيسة وفرعية تتعلق بسبع مجالات، أهمها الأمن والإعلام والخدمات وخيارات الحل، ويتمثل أبرزها في الإفراج عن المعتقلين من أبناء دارفور، ومراجعة أوضاع المحكومين على خلفية أحداث العاشر من مايو 2008م، وكذلك تحقيق العدالة في الإقليم، وإنشاء صندوق للديات، وآخر للتعويضات وجبر الأضرار الفردية والجماعية، على أن تتولى إدارته لجنة من أهل الثقة والمعرفة والخبرة والحيدة؛ وإلى ذلك تطبيع علاقات السودان مع تشاد، والترحيب بالمبادرة العربيَّة الأفريقيَّة برعاية قطر، كمخرج من أزمة المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة؛ إضافة إلى جعل دارفور إقليماً واحداً، رغم التوصية بزيادة عدد ولاياته، وتنفيذ خطط للتنمية فيه على المدَيَيْْن القريب والبعيد، ومنحه منصب نائب الرئيس بعد موافقة شريكي الحكم الأساسيين.
الذين أحجموا، ابتداءً، عن المشاركة في أعمال الملتقى واصلوا تمسَّكهم بموقفهم لذات الأسباب التي يمكن إجمالها في هيمنة المؤتمر الوطني، وعدم التمثيل الجامع، خاصة للحركات المسلحة (الجزيرة نت، 15/10/08)، وفي التشكك من ارتباط المبادرة بضغوطات الجنائيَّة الدوليَّة (شبكة محيط، 15/10/08)؛ وبعد نهاية أعمال الملتقى، وإعلان توصياته وقرارات رئيس الجمهوريَّة، عاد الرافضون للتشديد على أنهم ما زالوا لا يلمحون أيَّة جدوى من المبادرة، كون الحزب الحاكم هو المسيطر على لجان الملتقى، والمتحكم بتوصياته (الجزيرة نت، 12/11/08).
وفي السياق سارعت العدل والمساواة وتحرير السودان (الوحدة) إلى رفض حتى إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وانتقدتا عدم الإفراج عن المعتقلين (قناة الجزيرة، 12/11/08). ونقلت رويترز عن نائب رئيس العدل والمساواة، أنهم لن يوقفوا القتال، وأن إعلان الحكومة غير جدِّي؛ كما رفضت تحرير السودان (الوحدة) أيضاً وقف القتال "بدون مفاوضات مباشرة مع الحكومة"، واصفة التعويضات بأنها "رشوة" (الرأي العام، 13/11/08).
هكذا، وبرغم كلِّ ضجيج المبادرة وملتقاها، تستمرُّ حالة التشظي الوطني العام، وتتواصل معاناة المدنيين في دارفور، فلا المصالحة تحققت، ولا الأزمة سُوِّيَت؛ وفي البادي أن كلَّ هذه الأثقال ستبقى منتظرة لنحملها معنا إلى الدوحة! أما الهدف الثالث من المبادرة، وهو قطع الطريق أمام إجراءات المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة، فقد عومل في إطار الملتقى بذات نهج (العلاقات العامَّة) الذي ظلَّ يعامَل به في كلِّ المحافل المشابهة، فلا أرضاً قطع، للمؤتمر الوطني، ولا ظهراً أبقي! أوضح مثال على خطل هذا النهج الموقف المعلن للحركة الشعبيَّة، الشريك الأكبر في حكومة الوحدة الوطنيَّة، والذي لم تكف عن التعبير عنه داخل وخارج السودان، وهو ضرورة التعاون مع المحكمة؛ مع ذلك أوصى ملتقى أهل السودان، والذي شاركت الحركة فيه، برفض هذا التعاون! لكن، ما كاد المحفل ينفض، حتى برز، مجدَّداً، موقف الحركة الحقيقي، حين بعثت إلى شريكها في السلطة برأيها حول ضرورة التعاون، وذلك من خلال مؤتمر الحوار الجنوبي الجنوبي الذي رعته بجوبا في أواسط نوفمبر 2008م، الأمر الذي سارع البشير للردِّ عليه، رافضاً ما أسماه "فتح أيَّة نوافذ لمثل هذا التعاون"، وذلك من خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإريتري أسياسي افورقي الذى اختتم زيارة للسودان استمرت ثلاثة أيام (موقع المستقبل، 16/11/2008م).
من جهة أخرى فإن الأكرم للكفاءات القانونيَّة داخل الحزب الحاكم نفسه أن تضع الحكومة حدَّاً لتدفق سماسرة مكاتب المحاماة الأجنبيَّة على الخرطوم من شتى العواصم، بعد أن أسال لعابهم، في ما يبدو، إرتباك الموقف الرسمي؛ وقد سبق لنا أن تناولنا هذا الموضوع في رزنامة 27/10/08، كما عرض له، بحصافته المعهودة، صديقي محمد لطيف في عموده (تحليل سياسي) بصحيفة الأخبار بتاريخ 25/11/08. من عينة هذا الارتباك أنه، وفي الوقت الذي لا تكفُّ فيه الحكومة عن إعلان رفضها الاعتراف بالمحكمة، يعبِّر السيِّد علي الصادق، الناطق باسم الخارجية، عن أمل الحكومة في أن يتفق وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا، في اجتماعهما الأسبوع المقبل، على إقناع أمريكا بتعليق إجراءات المحكمة لمدة عام عبر مجلس الأمن (الرأي العام، 18/11/08). المفارقة هنا أن هذا الإرجاء لا يكون إلا تحت المادة/16 من نظام المحكمة نفسها؛ فهل من المنطق أن نرفض الاعتراف بها بينما نحن نعترف بنظامها؟!
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Nazar Yousif | 12-01-08, 07:29 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Hussein Mallasi | 12-01-08, 07:40 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Hussein Mallasi | 12-01-08, 07:43 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Hussein Mallasi | 12-01-08, 08:15 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Hussein Mallasi | 12-01-08, 08:48 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Nazar Yousif | 12-01-08, 06:44 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Nazar Yousif | 12-01-08, 06:44 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | عبد المنعم سليمان | 12-01-08, 11:42 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | shammashi | 12-01-08, 12:51 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Nazar Yousif | 12-01-08, 06:46 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Adil Osman | 12-01-08, 03:41 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | بكري الصايغ | 12-01-08, 03:50 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | برير اسماعيل يوسف | 12-01-08, 07:18 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Nazar Yousif | 12-01-08, 07:27 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | خضر حسين خليل | 12-01-08, 07:32 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | مؤيد شريف | 12-01-08, 09:28 PM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Nazar Yousif | 12-13-08, 08:59 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | Nazar Yousif | 12-20-08, 11:06 AM |
Re: رزنامة كمال الجزولي لعدد الاثنين.. حذفتها الرقابة الامنية | abubakr salih | 12-20-08, 11:35 AM |
|
|
|