كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 01:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2008, 11:15 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5838

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) (Re: طلعت الطيب)


    منطلقات اساسية لاعادة بناء الحزب :-

    ١- ان انهيار التجربة الاشتراكية ، لا يعنى ان راية العدالة الاجتماعية قد انطوت ، او ان سير الانسانية نحو المجتمع الامثل الذى يضمن لكل فرد حريته الفردية ، ويوفر له احتياجاته الاساسية ، ويتيح له كل فرص النمو الشامل واللا محدود ، قد توقف او ان التاريخ قد انتهى . ولن تكف الانسانية عن تحديد ملامح هذا الامثل الذى تتوق اليه . ولن تتوقف عن صياغة رؤى ، على هذا القدر او ذاك العمق والوضوح ، تحكم مسيرتها واعادة صياغة المشاريع بفضل الافاق الرحبة التى تتفتح كل يوم ، سمة اساسية من سمات الفكر الاجتماعى والسياسى، لقد اصبحت كل لحظة من لحظات الانسانية لحظة تنظير . وقد انطوت بالتالى الحقبة التاريخية التى يقوم فيها عبقرى ما بصياغة مشروع كامل للتحرر الانسانى ، تمسكه الانسانية ككتاب مقدس ، يهدى مسيرتها منذ هذه اللحظة الماثلة الان وحتى آخر لحظة متصورة فى الزمان . ان تطور المجتمع وتراكم العلم والمعرفة يضع فى ايدى الاجيال اللاحقة مقدرات ووسائل وامكانيات تجعلها اقدر بما لا يقاس من كل الاجيال التى سبقتها فى رسم اهداف ابعد مدى واكثر انسانية . ان الاجيال الحاضرة عليها ان تكون اكثر تواضعا . لان الفضاء التاريخى ، والمستقبل مسكون بكائنات اكثر ذكاءا واطول باعا .
    ٢- التقدّم الانسانى لا يطرح نفسه بصورة عامة او مجردة ، بل بصورة خاصة ومحددة فى شكل قضايا ومهام ومشاكل ، تخص هذا المجتمع بالذات ، فى هذه اللحظة التاريخية بالذات ، القوة الاجتماعية ، والحزب السياسى الذى يريد ان يخدم التقدم الانسانى ، هو الذى يقدم الحلول الواقعية للمشاكل الحقيقية . ويتوجه بها بلغة واقعية الى هذا الجيل من البشر الذى يعاصره . ويبين له الطريق ، ويمهد بالوسائل والادوات لحلها . وعندما يتمكن هذا الحزب من نقل المجتمع ، ولو درجات قليلة على سلم التطور ، فانه يكون قد ادى ما يتوجب عليه تجاه الانسانية ، وتجاه التقدم الانسانى.
    فالانسانية ليست شىء آخر غير هؤلاء الناس ، الافراد والمجموعات والطبقات ، بلحمهم ودمهم ، بقيودهم وحدودهم وتناقضاتهم ، بأمانيهم وآمالهم وصبواتهم الموجودين هنا ، الموجودين الآن .
    والانسان ليس نبوءة ستتحقق فى المستقبل . ليس فكرة فى ذهن احد - نحن لسنا مقدمات لظهور الانسان . لسنا مشاريع انسانية . لسنا طورا سابقا فى التاريخ الانسانى . اننا نحن الانسان فى هذه البقعة من الارض ، فى هذه اللحظة من الزمان . لسنا وسيلة احد فى تحقيق رؤاه الذهنية . لسنا فئران للتجربة . ظهور الانسان الجديد ليس شيئا اضافيا للعملية الحياتية البشرية المألوفة ، والمعروفة. والتقدّم مبدأ اصيل In-built فى البيئة الاجتماعية - وليس ورادا بالتالى التضحية بالاجيال الماثلة لمصلحة الاجيال القادمة . او لمصلحة - الانسان الجديد - كما حدث فى تجارب التجميع الزراعى الستالينى فى الثلاثينات والذى راح ضحيته ما لا يقل عن عشرين مليونا . كما حدث فى تجربة بول بوت التى راح ضحيتها اكثر من ثلاثة ملايين ، او فى الصين على ايام الثورة الثقافية ، او غيرها . ان من يضحى بالاجيال الحاضرة لمصلحة الاجيال القادمة يضحى بكليهما . وهو كمن يضحى بالعلم والمعرفة والتكنولوجيا المعاصرة من اجل مصالح العلم والمعرفة والتكنولوجيا القادمة او الجديدة ! ان المشاريع الاجتماعية تصاغ من اجل الانسان ، ولا يصاغ الانسان من اجل المشاريع الاجتماعية .


    ٣- الداء العضال ، والآفة اللعينة التى يعانى منها مجتمعنا هى التخلف ، وما يصاحبه ويتمخض عنه من فقر وجهل ومرض ، على المستوى الاجتماعى ، ومن تخلف مريع فى قوى وعلاقات الانتاج ، على المستوى الاقتصادى ، ومن قهر وطغيان على المستوى السياسى . فالقوى السياسية التى امسكت بزمام الحكم منذ الاستقلال لم تفشل فقط فى التصدى لقضية التخلف ، بل زادتها تفاقما واستعصاء على الحل .
    الحزب الذى نحن بصدده هو الاداة الجماهيرية المناسبة لاخراج شعبنا من وهدة التخلف وتخليصه من براثنه، ونقله الى مشارف القرن الحادى والعشرين . ووسيلته فى هذه النقلة ، التى تطوى العقود والحقب ، هى التطوير العاصف لقوى الانتاج ، ربما فيها ، وعلى رأسها الانسان . وادواته الاساسية هى توظيف مكتسبات الثورة العلمية التكنولوجية بصورة واسعة وشاملة، فى كل الحقول الاقتصادية ، زراعة وصناعة وتعليما وصحة واتصالات ومواصلات . واذا كان الحصول على الاكتشاف الاخير فى هذه المجالات صعبا وبعيد المنال ، فالاكتشاف قبل الاخير يكون كافيا ، وسيكون الحصول عليه ميسورا بفضل المنافسة الشرسة بين الاقتصاديات الرأسمالية المتقدمة ، التى تجعل الاخذ بآخر مقتنيات العلم والتكتولوجيا مسألة حياة او موت وفى هذه المنافسة تصبح المعارف والمقتنيات التى كانت حتى الامس مثارا للعجب ، قليلة القيمة جدا ، مما يضعها فى متناول ايدينا ، لاننا نكون كمن يشترى ملابس الصيف على مشارف الشتاء اوالعكس .
    لقد نادى حزبنا بطى مراحل التخلف عن طريق تخطى الحقبة الرأسمالية . وتبنى طريق التطور غير الرأسمالى لهذا الغرض . ومع ان الهدف يبقى كما هو - اى نقل المجتمع الى مشارف القرن القادم - الا ان الوسائل ستختلف - فالتركيز الوحيد الجانب على علاقات الانتاج سيحل محله تصور شامل يركز فى نفس الوقت على تطوير قوى الانتاج ، وعلاقات الانتاج بالتالى . وتراعى فيه بدقة المصالح الاجتماعية لكل القوى المشتركة فى هذا البعث الاقتصادى الاجتماعى الحضارى الشامل . فى حين يشن هجوم كاسح على كل اعمدة التخلف ، فان كل القوى الاجتماعية القادرة على المساهمة فى بناء السودان الجديد ، سيفسح امامها المجال . وسيسمح بأشكال مختلفة لملكية وسائل الانتاج مثل ملكية الدولة ، الملكية الرأسمالية باشكالها المختلفة ، الملكية التعاونية ، والملكية الاسرية ، والرفاقيات الانتاجية التى تقيمها طلائع القوى المنتجة الاكثر تقدما ، وذات التخصصات المتكاملة ، والمستويات الثقافية الرفيعة ، ومهما كان حجمها ضئيلا فى البداية . ان تخطى اى شكل من اشكال الملكية ليس هدفا مسبقا ، بل هو امر يتعلق بتطور القوى الانتاجية ، وحفز العلاقة الانتاجية الدافعة لتطور الانتاج ، او كبح هذه العلاقة . انه امر ثقافى ، بالاضافة الى كونه اقتصاديا وسياسيا . وهو لا يتم الا برضى المنتجين انفسهم وبنضالهم . ان العلاقة المرفوضة والتى ستتم محاربتها هى العلاقات الطفيلية الصريحة ، بأشكالها المختلفة . سواء كانت موجودة حاليا ، او تتولد فى مجرى التطور . ان هذا الطريق الذى نختطه ليس طريقا راسماليا . ولكنه فى نفس الوقت ليس رافضا للرأسمالية من حيث المبدأ . وكعلاقة واحدة ضمن علاقات اخرى . انه يستند على كل النضالات السابقة للمنتجين . ويستفيد من ثمرات المساومة التاريخية التى انجزوها مع الرأسمالية . وتمت الاستجابة من خلالها لضرر هائل من مطالبهم ، مما اعطى الرأسمالية بعدا اجتماعيا تصور المنظرون المبكرون انها غير قادرة على تحقيقه . وقد تطورت قوى الانتاج ، فى اطار النظام الرأسمالى بصورة لم يكن يحلم بها احد . واصبح الربح - هذا الدافع الازلى للانتاج الرأسمالى - لا يمكن تحقيقه الا من خلال تنازلات حقيقية للمنتجين. وصارت العملية الانتاجية اكثر ديمقراطية بما لا يقاس . اذا دخل المنتجون والاداريون والتقنيون والمستهلكون فى تحديد اهدافها ، وفى رسم كيفية الوصول الى هذه الاهداف ، جنبا الى جنب مع مالكى وسائل الانتاج.
    وظهرت الى جانب الملكية الرأسمالية الكلاسيكية اشكال اخرى للملكية مثل شركات المساهمة، والتعاونيات ، والصناديق الاجتماعية المختلفة والمتعددة ،والاوقاف الدينية والخيرية ، بالاضافة الى ملكية الدولة التى توسعت بصورة كبيرة فى كل المجتمعات الرأسمالية. بل ظهرت الملكيات الجماعية المباشرة فى الكثير من المؤسسات الصحفية والاعلامية وغيرها .وظهرت فئة تزداد كل يوم من المالكين لوسائل انتاجهم - من الحرفيين الجدد - الذين يبيعون منتجاتهم وليس قوة عملهم ، من المهندسين والمصممين والفنانين والمبدعين وصانعى الموضة ، ونجوم الرياضة البدنية والذهنية ...الخ.
    هؤلاء المرتبطون بالثروة العلمية التكنولوجية الذين يزداد نصيبهم باطراد فى خلق الثروة القومية . واذا كان التخلف يحول بيننا وبين ظهور بعض هذه الاشكال من العلاقات الانتاجية، فان التطور كفيل بحل هذه المشكلة ، واذا كانت الرأسمالية المحلية سترفض الانطلاق من هذه النقطة المتقدمة فان الصراع الاجتماعى ، والتدخل السياسى ، من قبيل المجتمع ، كفيل بأن يضع لها رأسها ، على الدوام بين كتفيها .
    المهم فى كل ذلك اننا لا نسعى الى بناء دولة مطلقة الصلاحيات ، مالكة لكل وسائل الانتاج، ومتصرفة فى كل الثروة القومية ، وحائزة على سلطة سياسية جبارة فى مواجهة مجتمع مدنى مجرد من الحقوق ، ومفتقر الى القوة. اننا لا نطابق بين ملكية الدولة والملكية العامة لوسائل الانتاج كما حدث فى التجربة الاشتراكية المقبورة.
    اننا لا نسعى الى اقامة مجتمع سكنات جديد هذه اهداف قد تحطاها الانسان . ونحن نعلم ان الملكية تسير بصورة لا مرد لها نحو الاصطباغ بالصبغة الاجتماعية ، ولكن هذه العملية لا تمر كلها من خلال عنق زجاجة الدولة . فتطور قوى الانتاج ، وزيادة نفوذ المنتجين ، وارتفاع مستواهم الثقافى وصراعهم الاجتماعى ، الذى نعمل جميعا لجعله صراعا ديمقراطيا ، يسير بهذه العملية سيرا وتيدا وطيدا نحو غاياتها النهائية.


    ٤- القوى الاجتماعية التى ستنجز هذه النقلة النوعية الهائلة ، وتتصدى للتخلف بكل ثقله وعقابيله ، هى قوى المثقفين ، وكل المنتجين والعلماء بمختلف فئاتهم ، وقوى العمال والزراع المرتبطة بالانتاج ، بالاضافة الى الملايين من سكان القطاع التقليدى ، بتنظيماتهم الاجتماعية ، وانتماءاتهم الاقليمية والقومية . اى انها قوى الشعب كله . وستلعب الفئات الجديدة المرتبطة بالثورة العلمية ، وبالثقافة فى ارقى صورها ، دورا قياديا يتعاظم باستمرار. هذه القوى القادرة على استيعاب العملية الاجتماعية فى كلتيهما. والمنخرطة فى ارقى العلاقات الانتاجية ، والتى سيتعاظم نصيبها فى انتاج الثروة القومية باستمرار . وهى القادرة على قيادة المجتمع ، وتسيير وسائل التوجيه والاتصال ، وتفجير منابع الطاقة بكل اشكالها ، والتى لا يمكن لمجتمع معاصر ان يحلم بالتقدم دون تفجيرها . كما ان هذه القوى هى بوابة المجتمع لانتشار المعلومة ، الصائرة باطراد وسيلة انتاج اساسية . بأنها القوى المشرفة على العملية الانتاجية فى كلتيهما . وهى القوى التى ستضطلع بتعليم المجتمع واجياله الجديدة الطالعة، واجياله المنخرطة فعلا فى الانتاج . وفى عصر اصبح فيه التعليم وسيلة اساسية للانتاج وبوابة وحيدة للتقدم. وليست هذه نظرية جديدة للصفوة . او بحث معاصر عن الملك الفيلسوف ، بل هى استيعاب متواضع لطبيعة عصرنا ، والمام بسيط بطبيعة قواه المنتجة . وبحث حثيث عن المنافذ المفضية الى تحريك الشعب وتغيير المجتمع . والبحث يجرى هنا عن المثقف الشعبى ، الوطنى الديمقراطى ، المزود برسالة وطنية جامعة، الشاحذ ذهنه لمواجهة التحديات الكبيرة، والشاخص ببصره نحو مستقبل جدير بالانسان. ان المثقفين بأوضاعهم الحالية ليسوا مؤهلين لأداء هذا الدور، بكل عظمته وجلاله ، ولكنهم مؤهلون لتغيير اوضاعهم ، واعداد انفسهم من خلال جهد ذهنى مشترك ، وفى اطار مشروع وطنى طموح وجرىء . وعندما نقول انهم مؤهلون لاعداد انفسهم لهذا الدور ، فنحن لا نبشر بحتمية جديدة ، بل نشير الى امكانية واقعية ، والى فرصة تاريخية مواتية ، يمكن للمثقفين ان ينهضوا بها ، ويمكنهم فى نفس الوقت ان يتقاعسوا عن ادائها . ولكنهم اذا تقاعسوا فان النتائج ستكون فادحة بالنسبة لهم وبالنسبة للمجتمع . ان الذهن الانسانى هو الاداة المذهلة لطى الحقب والقرون . والمؤسسة التعليمية هى الطريق القصير للعبور من عصور ما قبل التاريخ الى العصر الحاضر، واللحظة الراهنة . وفى ظل سياسة تعليمية شاملة ، ومؤسسة تعليمية حديثة ، ومعدة اعدادا جيدا ، وممولة تمويلا سخيا ، فان ابناء الرعاة سيكونون قادرين على اللحاق بالعصر وارتياد الفضاء . وابناء الاميين قادرين على فض اسرار الذرة ن التعامل مع الكمبيوتر كما ان المصطلين بهجير الظهيرة السودانية القاسية ، قادرون على توظيف الطاقة الشمسية لخدمة تطور بلادنا ومجتمعنا ، وتحويلها بردا وسلاما على المواطن السودانى .
    ان الدور القيادى المأمول ان يلعبه المثقف لا يقلل من ادوار الطبقات والفئات الاجتماعية الاخرى . بل يفتح المجال واسعا امامها جميعا . وعلى كل حال ، فان مقولة المثقف مقولة ديمقراطية حقا ، ولانها مفتوحة لابناء جميع الطبقات ، ولان انتاج المقف هو فعالية اساسية ، ويومية ن للمجتمع المعاصر ، كما ان دور القيادة فى المجتمع الديمقراطى الذى نسعى لتحقيقه ، هو دور خاضع تماما لارادة المجتمع ، ومتوقف دواما على قبوله واختياره. كما ان الدور القيادى يطرح فى اطار الاعتراف الجهير بتنوع وتعددية مجتمعنا ، قوميا وعرقيا ودينيا وثقافيا ، وطبقيا واجتماعيا . اننا لا تراودنا الاوهام حول امكانية تخطى هذه - التعدديات - بصورة متعسفة او عجول . وحين ينخرط الجميع فى أنماط وعلاقات تناسب مستوى تطورهم ، وينخرطون فى اشكال للتنظيم الاجتماعى تناسب مستواهم الثقافى ، فانه لواقع يحسب لصالح المثقفين ، ان خصائصهم الاساسية هى خصائص متشابهة ان لم تكن موحّدة . وهذا يرشحهم لدور وطنى قيادى ، ويجعلهم مجسدين لوحدة المجتمع .


    ٥- يؤمن الحزب فى صورته الجديدة بالديمقراطية اساسا للحكم ، وشريعة المجتمع . الديمقراطية كممارسة انسانية واحدة من حيث الجوهر والاساس . اشتركت كل الشعوب فى صياغتها وتطويرها واثرائها . الديمقراطية القائمة على سيادة الشعب والانتخاب العام والحكم النيابى والتعددية الحزبية ، وضمان الحريات الاساسية فى التعبير والاجتماع والاحتجاج . وضمان حرية العقيدة ، وحرية ممارسة الشعائر الدينية ، وصيانة حقوق الاقليات القومية ، واحترام التعددية ، واحاطة الحريات الشخصية المعترف بها ، والمنصوص عليها فى المواثيق الدولية ، بسياج متين من الحماية . الديمقراطية التى تحمى الحقوق الاجتماعية الاساسية مثل حق العمل والصحة والتعليم والسكن . الديمقراطية النابعة من واقع السودان ، ومن تجاربه القديمة والمعاصرة ، ومن تطلعات شعبه ، والمفتوحة فى نفس الوقت ، ودون تعصّب او حرج ، على كل منجزات الفكر الانسانى وتجارب الشعوب .
    ان الحزب الشيوعى السودانى قد قدّم تضحيات جسيمة فى الدفاع عن الديمقراطية فى بلادنا ، وفى النضال من اجل استعادتها على مدى ثلاث دكتاتوريات عسكرية . ان هذا الارث المجيد يجب ان يتواصل ويزداد . ولكن المفارقة ان هذا المناضل الجسور من اجل الديمقراطية كنظام يسود المجتمع ككل ، يحكمه فى ادائه الداخلى مبدأ غير ديمقراطى ، كما اوضحنا من قبل ، ولا يمكن للمجتمع ، اذا كان منطقيا مع ذاته ان يأتمن على النظام الديمقراطى حزبا يقوم بناؤه الداخلى على مبدأ نقيض . ان ما يضن به الحزب على اعضائه ومناضليه لا يمكن ان يجود به على المجتمع . هذا ليس من طبيعة الاشياء . وقد آن لهذا التناقض ان يزول ، وذلك بأن يقوم الحزب على الديمقراطية وليس سواها . وهذا يعنى بالنسبة لنا ، وبصورة عامة ما يلى :
    أ- الانتخابات الحرة ، السرية ، المتعددة المرشحين ، أو القوائم ، والمؤتمرات السنوية التى تدخل التعديلات الضرورية على البرامج واللوائح ، وتنتخب القيادات الحزبية والهيئات المتخصصة .
    ب - حق الاقلية فى تنظيم نفسها ، وتمكينها من نشر آرائها من جميع المنابر الحزبية ، والدعوة لها جماهيريا ، مع التزامها برأى الاغلبية فى كل المؤسسات والمنابر الجماهيرية التى تتطلب التصويت.
    ج - الفترة الزمنية المحددة للمسؤلية الحزبية وخاصة على المستوى القيادى وتحديد سن التقاعد ، وضمان حق القاعدة فى طرح الثقة بالقيادة . وفق قواعد دقيقة متفق عليها .
    د - نشر السلطة الحزبية على المستوى الافقى باعطاء الهيئات المتخصصة ، والقيادات الاقليمية والقطاعية ، صلاحيات واسعة فى مجالاتها المختلفة ، ومساعدتها فى الوصول الى مستوى التمويل الذاتى لنشاطاتها .
    ها - فتح قنوات المبادرة الفكرية والسياسية من القاعدة وذلك بتشجيع نشر المساهمات والآراء الفردية وتقوية وترسيخ استقلال المنابر الحزبية وجعل الحصول على المعلومة حول كل اوجه نشاط الحزب ، حقا متاحا لجميع اعضائه . وطرح سياسات الحزب ، ليس من خلال وثائق تتسم بالعمومية والغموض ، بل من خلال خيارات ملموسة ، يختار الاعضاء من بينها .
    و - جعل الانجاز الفكرى ، والمساهمة الفكرية ، وخاصة فى صياغة وتعميق وتوصيل برنامج الحزب ، اضافة الى الانجاز السياسى المتقدم ، معيارا اساسيا فى الصعود الى المواقع القيادية . ومحاربة العطالة الفكرية على هذه المستويات .
    ز - استيعاب العناصر الشابة ذات القدرات المتميّزة فى البنية القيادية للحزب ..

    ٦- ان الاساس الفلسفى لتوجهات الحزب الديمقراطية هو ايمانه بأن مسائل الحكم ، وتحديد النظم الاجتماعية ، وصياغة قواعد الاجتماع البشرى ، هى مسائل انسانية دنيوية ، المرجع فيها هو الشعب ، والصراع حولها يعبّر عن مصالح اجتماعية تخص الجماعات والطبقات والفئات المكوّنة لهذا المجتمع . ولا يحق لطرف من اطراف هذا الصراع ان يدّعى انه معبّر عن ارادة السماء او ممثل للارادة الالهية المتعالية . كما لا يحق له ان يصف الآخرين بأنهم خارجون عن طاعة الله أو ممثلون لحزب الشيطان . ومن هذه الزاوية فانه يتبنى موقفا علمانيا مستقيما - والعلمانية لا تعنى بالطبع ، كما يعرف كل شخص مستنير ، غير متحامل على الحقيقة الموضوعية ، وغير منخرط فى وأدها ، معاداة الدين او استبعاده من الحياة ، انها على العكس من ذلك تعنى ضمان الحرية الدينية اعتقادا وممارسة . وضمان حرية الضمير وتؤمن بالمساواة بين الأديان ، وتناهض الاضطهاد الدينى بكل أشكاله . ان الحزب العلمانى يرفض تحويل الصراع الانسانى الى صراع دينى - ويسعى الى ايجاد حل ديمقراطى لكل الصراعات وهو ما لا يتوفر لغير العلمانيين .
    أولئك الذين يضعون أنفسهم فوق البشر ، ويزعمون لأنفسهم خصائص فوق - انسانية - ومدعين لذواتهم تمثيلا فوق - انسان .
    ان الحزب يناهض الدولة الدينية بكل أشكالها لهذا السبب . ولكنه يجهد فى ذات الوقت ، وبكل السبل الى التعبير عن الجوهر الاجتماعى لرسالة الدين والمتمثلة فى اقامة قيم الخير والعدالة والمساواة ، واشاعة روح التكافل والتراحم واللين . انه يستلهم هذه القيم ، ويفتح ابوبه للناس كافة ، بمختلف انتماءاتهم الدينية ، ولا يغلق امام اىّ عضو من اعضائه فرص الصعود الى اعلى المراتب القيادية بسبب انتمائه لهذا الدين او ذاك ، أو بسبب غياب ذلك الانتماء . كما يراعى فى كل نشاطاته تيسير ممارسة أعضائه لشعائرهم الدينية . ولا يطالب الحزب أعضائه بتبنى موقف فلسفى أو ايديولوجى متكامل عن الوجود . بل يطالبهم فقط بالاقتناع ببرنامجه ولائحته ومنطلقاته الاساسية المنصوص عليها صراحة فى وثائقه المختلفة

    ٧- يشجّع الحزب ويضمن حرية البحث العلمى ، الفلسفى والاجتماعى داخل هيئاته المختصة ،وعلى نطاق المجتمع ككل . ويشيع جوا من الصراع الفكرى الخلاّق بين مختلف المدارس . ويساهم فى بناء المؤسسات التى يمكن ان تكون منابر مناسبة لمثل هذا الصراع والحوار . ويشجع الانتاج الفكرى ، والبحث الفردى والجماعى ، ويسخر له كل الامكانيات الضرورية والمتوفرة . عن هذا الطريق يزيد المامه بالواقع وقوانينه وتزيد مقدرته فى التعبير عن مصالح القوى التقدمية الصاعدة فى المجتمع . ان المعارف التى تتراكم عن طريق هذا البحث ، الذى يتم داخل الحزب ، وعلى نطاق المجتمع ، هى المستودع الزاخر الذى يغترف منه برنامج الحزب فيصبح اكثر عمقا وشمولا . والجديد فى المسألة ان هذا لا يتم بصورة تعسفية مملاة . بل يتم كعملية ديمقراطية عميقة ، ووفق قوانين الفكر فى الانتشار والتطور. ويعبر عن تطور فكرى حقيقى وملموس . وبهذا يتخطى الحزب المطلب غير الواقعى بأن يكون أعضاؤه من الفلاسفة فى مجتمع شبه أمى ، ويغلق الباب أمام ظهور الأدعياء الذين يعتقدون أنهم ملمون بأرقى المعارف البشرية ، لمجرد تلقيهم لمحاضرة او محاضرتين ، او قراءتهم لبعض - القوانين والمقولات - والذين يصبحون بفضل هذا الادّعاء اسوأ الدعاة للحزب ، بل واسوأ رسله الى المجتمع .
    وفى نفس الوقت ينفتح الباب واسعا للقادرين على الانتاج الفكرى لينخرطوا فى معرفة واقع شعبهم واحتياجاته المادية ، والروحية ، وقوانين تطوره الاقتصادية والاجتماعية والثقافية - كما يتعرفون على تراثه وينابيعه الملهمة ، ويفجرون قواه الكامنة التى تمكنهم من انجاز القفزة الى ذرى العصر وهم يستطيعون أن يفعلوا ذلك دون تصورات فكرية ايديولوجية مسبقة . ودون كوابح دوغمائية - ويفعلونه فى نفس الوقت مستفيدين من كل الارث الفكرى الايجابى العالمى ، ومن كل الانجاز العلمى والمعرفى المعاصر، صاعدين على القمم الفكرية التى انجزتها العقول البشرية ، ومنها وعلى رأسها الانجاز الفكرى الماركسى ، وما حققه من منهج علمى فى الاقتراب من الواقع ، وما كشفه من حقائق اجتماعية واقتصادية وثقافية لا يستطيع اى مفكر جاد ان يتجاهلها وفى مقدمة تلك الانجازات ، الانطلاق فى نشاط نظرى وعملى من - دراسة المنطق الملموس للواقع الملموس - والانطلاق من دراسة كل ظاهرة فى خصوصيتها الشاخصة ، وتناقضاتها الداخلية وميولها المستقبلية . مع الانتباه لكل علاقاتها الخارجية ، فى واقع وفى عالم يمثل الترابط الجدلى سمة اساسية من سماته .


    ٨- لقد تكون الحزب الشيوعى على خلفية من الرؤى الشاملة ، وعلى ايمان عميق بعملية ثورية واحدة تحدد مصائر البشرية جمعاء ، وعلى المسؤولية الاخلاقية النبيلة تجاه الانسانية كلها وخاصة كادحيها . وغالبا ما ينسى الكثيرون أن الهدف النهائى للماركسية هو الانسان . ليس الطبقة ولا الحزب ولا الدولة . بل الانسان الفرد ، المتحرر من كل هذه المؤسسات المشار اليها ، باعتبارها قيودا خارجية على فعاليته الانسانية الحرة ، التى يجب ان يسمح لها بالتطور تطورا غير محدود . ان هذا الهدف النهائى المتمثل فى التحرر الانسانى الشامل ، سيبقى على الدوام حافزا للمسيرة الانسانية ، ومفجرا للطاقات البشرية ، ودافعا لتخطى الانسان لذاته وواقعه . ولكن وسائل الوصول الى ذلك الهدف النهائى ستختلف على الدوام . بل ان الانسانية ستتوقف فى كل محطة هامة من مسيرتها الصاعدة ، لتعيد النظر فى الوسائل التى اعتمدتها بالامس . وستتبنى وسائل اكثر تقدما اصبح استخدامها ممكنا بفضل المسافة التى قطعت ، والمعارف التى تراكمت . وهذا ما عبرنا عنه بأن كل لحظة من لحظات الانسانية أصبحت لحظة تنظير . ولذلك فان اضفاء اية قيمة مطلقة على الوسائل ليصبح مسألة غير علمية - كما ان الاهداف نفسها ، الانسانية من حيث الجوهر ، سيتم تعميقها وتوسيعها وتوضيحها .
    لقد تمت صياغة المشروع الماركسى بالتركيز على لحظة التعميم النظرى . والعكس ذلك فى الفكر والممارسة معا . وكان ذلك على حساب الخصوصية ، الامر الذى أصاب الممارسة الثورية بأضرار فادحة . وتمّ التركيز على الاهداف النهائية ، على حساب الاهداف الجزئية كوسائل فقط ، مع انها تشتمل على غائيتها الخاصة ، والتى لا يمكن الوصول الى غاية نهائية - ان كان ثمة شىء كهذا - بدونها .
    وقد عومل البشر أنفسهم كوسائل فقط فى كثير من لحظات التاريخ المأساوية ، مع أن كانط كان قد حذر من ذلك قبل ماركس بكثير .
    وقد أستبان الآن مدى التعقيد الذى ينطوى عليه المجتمع الانسانى المعاصر . ومدى التعقيد الذى تنطوى عليه عملية تحريره . مما يجعل التركيز على خصوصية الجماعة البشرية ، الموجودة فى هذا القطر او ذاك ، فى هذه القارة او تلك ، والبالغة مستوى معينا من تطور القوى المنتجة ، ومن قوانين الاجتماع ، وموروثات الثقافة ، أمرا لازما لصياغة اى برنامج سياسى او مشروع للنهضة . كما ان التركيز على الجزئى ، وعلى الاهداف المرحلية يصبح من مقتضيات النظرة العلمية ذاتها . وقد اوضحنا ان كل ذلك لا يتم على حساب المشروع الانسانى العام ، ولا على حساب الاجيال القادمة . بل العكس يضعها على قاعدة ارفع من التطور الانسانى . ويرفع عنها عبء الوصاية التى يصوغ لها مسبقا شروط حياتها ، مع انها اكثر قدرة من هؤلاء الاوصياء . هذه الاعتبارات تملى علينا النزول من سماوات الثورة العالمية ، ومآلات الانسان النهائية ، الى الاحتياجات الماثلة لشعبنا ،ومجتمعنا ، فى هذه اللحظة من التاريخ ، وفى هذه البقعة من الارض .


    ٩- ان الحزب الذى يتوق اليه شعبنا هو حزب القوى الحية فى المجتمع من منتجين بأدمغتهم وأيديهم ، ومن رأسماليين مرتبطين بالانتاج والوطن ، ومن أقليات قومية ودينية وثقافية ، فى قوة اجتماعية كبرى تواجه التخلف بكل أشكاله ، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية ، وتواجه المجاعة وسوء التغذية ، ونسبة وفيات الاطفال المأساوية ، والسكن العشوائى وانعدام المياه والدواء ، وتخلف التعليم وتدنى الثقافة ، ورداءة المواصلات ، وبؤس وبدائية الكساء ، وتخلف قوانين الاحوال الشخصية ، ودونية المرأة . قوة اجتماعية كبرى تغادر الامس السياسى الى المجرى العميق للسياسة السودانية ، والمجتمع السودانى . قوة تصل السلطة وتبنى نظاما ديمقراطيا معززا ووطيدا . قوة اجتماعية كبرى ، وحزب سياسى حديث وتقدمى . يتحدث لغة الشعب ، ويأخذ من كل انجازات العصر.


    ١٠- وكما هو واضح فان هذا الحزب لن يكون حزبا شيوعيا لأنه لا يتبنى موقفا أيديولوجيا متكاملا ازاء الكون ، ولا يبشر بمرحلة معينة يتوقف عندها المجتمع البشرى ، ولا يرمى الى اعادة صياغة المجتمع وفق مخطط نظرى شمولى . وهو ليس حزبا اشتراكيا اذا كانت الاشتراكية هى الملكية العامة لوسائل الانتاج ، مفهومة بأنها ملكية الدولة . انه حزب للعدالة الاجتماعية والتى هى مقولة عامة لها وجهها الاقتصادى والاجتماعى والسياسى ، وهى الجهد المدروس لرفع المظالم . اى انها مقولة مفتوحة ، تعطى فى كل منعطف معنى محددا . انها تتعامل مع المجتمع كتكوين معقد ، مداخل العدالة اليه متعددة ، وليس مدخلا واحدا . ان العدالة الاقتصادية هامة واساسية ، ولكن أهميتها وأساسيتها لا تقلل من أهمية وأساسية الجوانب الاخرى . كما ان حل التناقضات الاقتصادية ، أو بعضها لا يؤدى بصورة تلقائية أو بسيطة لحل التناقضات الاخرى .


    ١١ - ان اقامة هذاالحزب تتم بمبادرتنا ، وانطلاقا من كل انجازاتنا واستفادة من كل قوانا ، مع التشاور الواسع مع كل العناصر الوطنية والتقدمية والديمقراطية والمثقفة . ان الانتماء الى مثل هذا الحزب سيكون ميسورا لكل انسانا مستنير سياسيا . وسيكون بالفعل (اتحادا اختياريا لمناضلين شرفاء واعين). اى انهم سيحتفظون ازاءه بقدر وافر من الحريات الخاصة والشخصية ، فالانتماء اليه ليس نوعا من العبودية ، وليس بيعا للنفس . وهذا لا يضعف روح الانتماء ، بل بالعكس يقويها . فالحزب الذى يحفظ لاعضائه حقوقهم وكرامتهم هو الحزب الجدير بتفانيهم . هذا التفانى الذى يمكن ان يصل الى درجة التضحية بالنفس ، ان الانسان ليقبل الموت من اجل المبادىء التى يمثلها الحزب ، طالما ظلت هذه المبادىء تمثل بالنسبة له قناعات شخصية راسخة وطالما ظل ينعم داخله بكرامة موفورة ، وحقوق مرعية ، وفى نفس الوقت ، فهو يستطيع ان يتركه دون ان تلاحقه اللعنات وتختلق له العيوب ، وتنبش من طيات الذاكرة . الطبيعة الاختيارية لهذا الاتحاد ستتحول من نص لائحى مجمد الى ممارسة يومية . بل ان المرء ، يتطلع الى ذلك اليوم الذى تقيم فيه الهيئة الحزبية المعنية حفل شاى بهيج لاولئك الذين قرروا التقاعد او الخروج من الحزب ، تعدد فيه انجازاتهم ، ويشيعوا فيه بدعوات النجاح فى مقبل ايامهم ، كما يعدد فيه اولئك المتقاعدون والخارجون التجارب التى استفادوها من الحزب ، والخدمات التى قدمها لهم ، والعلاقات والصداقات والاعمال المشتركة التى يمكن ان يؤدوها مع الحزب . هذه ممارسة تحدث فى كل مؤسسة متحضرة . وستنتهى بالتالى ظواهر السجال المرير والVendetta التى غالبا ما تحدث بين الحزب والخارجين عليه.


    ١٢ - ان الظروف المثلى لقيام هذا الحزب هى ظروف الديمقراطية بالطبع ، وهى ظروف لا تتوفر الاّ باسقاط السلطة الحالية ، ولكن اسقاط السلطة يعرقله تماما غياب مثل هذا الحزب ، مما يمكن ان يوحى بأننا ندور فى حلقة مفرغة . ونحن بالطبع لا نختار الظروف التى نناضل فيها او نمارس فيها السياسة . فقيام هذا الحزب ببرنامجه الجديد ، واسمه الجديد الذى يمكن الاتفاق عليه ، ومنطلقاته الجديدة التى يجب ان تحدد بدقة ، واساليبه الجديدة الفعّالة ، فى هذا المعمعان الشرس ، يمكن ان يعجم عوده ويصقله ، ويعتقه ويقويه ، ويجعل له بأسا شديدا.


    ١٣ - ما ندعو اليه هو انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى فى فترة لا تزيد عن عام على نشر هذه الورقة . ونعتقد ان كل الصعوبات يمكن ان تجاوزها . تقدم لهذا المؤتمر كل التصورات المطروحة ، بما فى ذلك التصور الذى افضنا الحديث عنه . وفى حالة تبنى هذا التصور ، يحل الحزب الشيوعى السودانى وتتكون لجنة تمهيدية تضم بالاضافة الى الشيوعيين السابقين ، عناصر ديمقراطية مؤثرة ، وشخصيات وطنية ، مثقفة ومناضلة ويراعى فيها تمثيل الاقليات القومية والعرقية لصياغة برنامج الحزب الجديد ولوائحه ، واسمه ، ونشر وثائقه التاسيسية .

    ١٤- واخيرا لقد تميّزت كل الاحزاب الشيوعية التى انهارت بروح المحافظة الشديدة التى تصل فى كثير من الاحيان الى درجة الرجعية السافرة . واتسمت ردود افعالها بعدم الحساسية تجاه الشعب ، وتجاه الواقع ، وتجاه التغيير. ولقد تعاملت مع الزمن وكأنه من تراب . ولم تقبل الحقائق الاّ بعد ان فرضت فرضا عليها . ولم تعترف بالوقائع الا بعد ان جرت لها ومناخيرها مغلقة وافواهها مفتوحة. ان هذا الامر يجب الا يتكرر بالنسبة لنا ، وهذه اللحظة التاريخية يجب الا يسمح لها بالافلات من بين الاصابع. وذلك حتى لا نضطر الى ترديد قول الشاعر:
    نصحتهم قومى بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح الا ضحى الغد .)


    آن اوان التغيير- الخاتم عدلان
                  

العنوان الكاتب Date
كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 10:33 PM
  Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 10:38 PM
    Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 10:42 PM
      Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 10:48 PM
        Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 10:54 PM
          Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 10:57 PM
    Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) طلعت الطيب11-19-08, 11:00 PM
      Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 11:09 PM
        Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) طلعت الطيب11-19-08, 11:11 PM
          Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-19-08, 11:15 PM
          Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) طلعت الطيب11-19-08, 11:15 PM
            Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) طلعت الطيب11-20-08, 00:08 AM
              Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 07:55 AM
                Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 08:10 AM
                  Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 08:37 AM
                    Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 08:54 AM
                      Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 09:19 AM
                        Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 06:08 PM
                          Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 06:18 PM
                            Re: كتب العضو Al-Masafaa لــ عادل عبد العاطي( انت تملك حق ان تبصق على كل تاريخك او جزء منه) emad altaib11-20-08, 08:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de