|
Re: اسماك في حياتنا (Re: Mutwali Malik)
|
كتب هذا المقال بجريدة الصحافة بتاريخ 18-3-2008م
عوضية ست السمك .....«مرا» بى عشرة رجال: السوق دا زي البحر فيه الصير وفيه التماسيح!!! ... امدرمان: محمد شريف «أنا اصلا من جبال النوبة والسمك دا عرفتو فى البلد دى» هذه كانت بداية دردشتنا مع عوضية اشهر ست سمك بسوق الموردة بامدرمان، عوضية تعد نموذجا للمرأة السودانية المكافحة التى تبحث عن مهنة شريفة لتأكل هى وعيالها لقمة العيش الحلال ... سكنت عوضية حى الموردة بالقرب من محلات السكى للاسماك الشهيرة، ودخلت السوق لاول مرة بداية التسعينيات.. اخذت تتجول محتارة بين «قفف» سمك البياض والبلبوط وخشم البنات والقرموط وغيرها «أكبر سمكة خلعتنى كانت عجل وزنها 150 كيلوجراماً دى بقرة عديل» نزلت علوية البحر وتعرفت على «الحواتة» القدام «عمك ابو حديد وشيخ ادريس وبحيرى» عرفت سر المهنة «السمك سعرو غالى فى الشتاء لانو بغطس وصيدو صعب فى الخريف، وتجار الجملة بجيبوه من الدمازين والجنوب وحلفا». واشتغلت عوضية اولا في نظافة السمك وكسيرو، وبعدها اشتغلت «ست شاى وزلابية». وكانت بتظبط للمراكبية «شوربة القرقور والكمونية» وفى صاج الزلابية بترمى ليها سمكة سمكتين بعدها عملت ليها محل خاص لبيع السمك «المحمّر» تشترى كيلو العجل بى 25 الف جنيه «بالقديم» وكيلو البلطى الاكثر طلبا بى 10 آلاف وتبيع الطلب بى 20 الف معاه السلطة والرغيف والشطة، اما الفسيخ علبته بى الف والصير الطلب بى 2 الف «نعم البحر قريب لكن التكلفة غالية.. شوال الدقيق حصّل 95 الف وباغة الزيت 80 الف، دا اضافة لماهية العمال وايجار المحل وحق ناس المحلية».. زبون عوضية إما عضو بالمجلس الوطنى او محامى او رجل مرور، وهى تعامل الصحافيين بطريقة خاصة «أكتر ناس شنافين بسألونى سمكك دا ما يكون بايت والزيت دا ضرورى يكون جديد.. لكن لما يلقوا اليد طاعمة يطلبوا المزيد».. عوضية ابتعدت قليلا من نار صاج التحمير، واكتفت بادارة المحل والاشراف على النظافة والتمليح.. وتستعد الآن لافتتاح مقرها الجديد.. ومستقبلاً تحاول أن تخصص موبايلها الذى لا يفارقها لحظة واحدة، لانها تطارد به ديونها فى السوق. وتخطط لتقديم خدمة التوصيل الى البيوت.. عوضية قالت لنا انها تعلمت الصبر من اكل الدبسة، وعرفت كيف تدافع عن نفسها ومالها مثل البردة بضربات كهربائية «السوق دا يا ولدى زى البحر فيه السمك الصغار البياكلو السمك الكبار حقارة ساى.. وفيه كمان الله يكفينا شرهم التماسيح.. بس انا قايلنى عشان مرا بتاكل ليهم.. والله أنا عديل شوكة حوت»
|
|
|
|
|
|
|
|
|