الرجاء قراءة هذا المقال والتعليق على ما تحته خط....!!!

Quote: بين قوسين وفعلتها أمريكا عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2008-11-09 في آخر مقال لى قبل أربع وعشرين ساعة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية قلت ان سمعة هذا البلد (على المحك) فاما أن يثبت أنه بلد عظيم ويستحق (الاحترام) وانه بالفعل بلد (الفرص المتساوية) كما تقول عنه الدعايات التى تبثها أجهزته الاعلامية صباح مساء واما أن يثبت ما يعتقده عنه كثير من الناس من أنه بلد (عنصرى) و لا يحق له ان (يحاضرنا) عن المساواة وحقوق الانسان. كانت حجتى أن المرشح الديمقراطى السيد باراك أوباما قد تهيأت له كل الظروف والمعطيات ليفوز في الانتخابات وأنه اذا ما (سقط) فهنالك سبب واحد لذلك السقوط وهو فقط (لأنه أسود)! الآن أثبت ذلك البلد انه بالفعل بلد عظيم ويستحق الاحترام. من المفارقات العجيبة أن الرئيس الجديد السيد باراك حسين أوباما، وهذا بالمناسبة سيكون لقبه الرسمى الذى سينادى به منذ اليوم، من اللافت أنه ذكر عبارة (الفرص المتساوية) في خطاب النصر. قبل سنوات ليست بالبعيدة دعا الرئيس الأمريكى ( تيودور روزفلت) أحد القادة السود الى حفل عشاء تقليدى يقيمه في (البيت الأبيض). ثارت الدنيا في وجه الرئيس اذ كيف يدعو أحد السود الى حفل يقام في البيت الأبيض! اليوم يفوز أحد السود برئاسة البيت الأبيض. وهو ليس حتى من أبناء ذلك الجيل من السود الذين عاشوا في أمريكا منذ عهود بعيدة فقد جاء والده السيد حسين أوباما الى أمريكا طلباً للعلم قبل سنوات هى عمر ابنه حيث تزوج من والدة أوباما قبل أن يتركها وابنه الذى كان في الثانية من عمره. عاد الرجل الى وطنه كينيا حيث مات ودفن هناك بمعنى أن الرئيس الجديد لأمريكا لا يستطيع أن يزور في طول البلاد وعرضها (قبر) أحد من أجداده من جهة أبيه. لقد تجاوزت أمريكا مرحلة صعبة من تاريخها (العنصرى) البغيض وحصلت على (شهادة البراءة) من ذلك الداء (الخبيث) الذى وصمها منذ انشائها. لقد تخلصت أمريكا من (ارث) ثقيل ومهين وغير مشرف. ولئن كان لى أن أهنئ الرئيس أوباما وبلده على هذه الصورة الزاهية التى ظهرت في ليلة الثلاثاء الطويلة فاننى أعتقد أن (النجم) الحقيقى لذلك المشهد و(البطل) الذى يستحق التهنئة هو السيد جون مكين المرشح الذى فقد السباق. قبل أن تعلن النتيجة الرسمية ظهر الرجل أمام مؤيديه وأعلن فوز منافسه بل وقال لمناصريه المذهولين أنه اتصل بالسيناتور أوباما وهنأه. ويستمر الرجل في كلمته ضارباً المثل الرائع في المسئولية الوطنية ويقول انه حارب منافسه بضراوة لكنه الآن (أصبح رئيسى) ودعا أنصاره الى تقديم كل الدعم للرئيس الجديد. وعندما جاء لسانه على ذكر (أوباما) حاول بعض أنصاره أن يتفوهوا بكلمات من المؤكد أنها (غير لائقة) أوقفهم الرجل بكلمة قوية وبحركة حاسمة من يده واستمر في حديثه المسئول. لقد طوى الرجل في لحظة واحدة صفحة طويلة لحملة انتخابية مريرة ودخل في مرحلة جديدة عنوانها الولاء للوطن والرئيس. قدم الرجل درساً في الأخلاق نقدمه (لأحد القادة) عندنا وتلك مداخلة سأعود لها قريباً باذن الله.