|
رسالة
|
رسالة الى سيدي وامامي الصادق المهدي سيدي وإمامي : عندما ممدنا أيدينا لك , بطول كل أحلامنا التي تجوس في الجينات , ورددنا بنبراتنا , التي خرجت بكل صوت ألفناه في تلك المساحة التي أسميناها وطن , اذكر جيدا تلك الأصوات التي انسابت نيلا , صوتنا ونحن نلعب الكمبلت ونحبو في تاريخنا أهراما , ونحاس , وعيون ماء تتفجر معها دموعنا دونما سابق اتفاق في كسلا وجبل مرة , صوت أنعامنا وهي تعلن رحلة عودتها بعد يوم ملئ بالكلأ الذي لم نعد فيه شركاء , استعدادا ليوم رحيل آخر في وطن أدمنا فيه بداوة الترحال شرقا وغربا . عندما مددنا أيادينا سيدي , وهدرت أصواتنا مبايعين , كنا نبايع فيك الانعتاق من الظلم , مبايعين فيك توحدنا كما توحدنا خلف جدك الأكبر لانرغب في شئ سوى أن نكون أحرارا . مبايعين فيك حبك لنا في قمع شهوتنا دهورا في اعتلاء صهوة القصر ليلا وباقي أحبابك نيام , كنت تصر دوما على أن الجميع أحباب , ليس نحن فقط , وان صهوة القصر حبا تقي من عثرات الطريق الذي طال فأحببناك أكثر . جعلت تحدثنا بعوالم من نراها إلا من خلالك , وعالم لم نحلم به إلا معك , وأجبرتنا أن نحيل سيوف عشرنا ألسنة , وكناديب حرابنا أقلام لاتبشر بشئ سوى الوطن , وترتجف خوفا عليه من الضياع . فآمنا وخلعنا (العلى الله) , وتشدقنا بالكرافتات غائصين حتى آذاننا في كتب أنت من استشهد بها دوما في حديثه إلينا , راسمين على شفاه الجرح ابتسامة . لماذا الآن سيدي وإمامي ؟: الذي دربتنا في حربه صبرا , واحتمال اهاناته تنهدا , وبعد أن بدا يتهاوى مسخا ينكره كل من تنفع به حينا , أتيت وحدك تبث فيه من روحنا عمرا روحا وعمرا؟ هل هو هاجسك الدائم خوفا على الوطن ؟ اطمئن الآن سيدي , لم يعد هناك ما كان يدعى يوما وطن , لم يعد سواهم ونحن . لماذا سيدي ؟ ماذا نقول اليوم لصديق مات بسهم الجان , نائما في داخليته يحلم بانتفاضته القادمة ؟ (للموتى عيون أيضا ) ماذا سأقول وأنا استبدل حلمه , بانتفاضة انتخابية , قاتله مرشح المال في نفس دائرة موته الصبي . سيدي................ هل تخشى على الوطن تراب وأحجار ؟ أم تخشى علينا نحن ؟ السنا نحن وطنك ؟ فكيف يقتل الإنسان وطنا بايعه . لماذا لم تدع لهم الأحجار والتراب وتكتفي بنا نحن ؟ الأحجار لا تتوالد سيدي , والتراب رهن الريح . هم سيفلسون إذن . أما نحن فنبقى , نتكاثر لتباهي بنا حجارتهم وترابهم . حبيبي هل تحلم بان يتغيروا ؟ لن يتغير سوى نحن , نحن من امن بك , وسار على هدى دربك وحدنا القادر أنت على تغييرهم . أما هم فلا . لن يتغيروا . نموت ألف مرة ونحن نراهم يستغلون حبنا لك , ووفائنا لمبادئك , وإيماننا بما تفعل . فلماذا تهب حبنا ووفاءنا وإيماننا سيرونا يغذي أوردتهم التي أتلفها كلسترول أطفالنا ونساءنا . حبيبي أخاف عليك كثيرا ............... كثيرا ..................... ليس منهم ....................... بل منك . عندما تكتشف أنهم وجدوك قنينة زئبق احمر جددوا بها شبابهم ثم القوها علينا نحن سلة قاذوراتهم ( صبرا ) كما علمتنا . وعندما تتلفت حول نفسك ولا تجد سوى الحجارة والتراب وشاهد كتب عليه , هنا يرقد ما كنا نحلم به ..................... وطن . عندها فقط نخاف عليك ................................. منك .
|
|
|
|
|
|