لقد أساء الرفيق محمد حسبو إلى نفر منا لكنه لا يشبه الآخرين

Quote: عقليّة القطيع مقدمة هز الألماني الهرم رأسة مشيراً إنه لايدري في المقابلة التلفزيونية عندما سألته المذيعة عن سبب هتافة و تأييده لهتلر أثناء وجوده في السلطة مع إنه من أشد الكارهين له الآن، هذا الشيخ مثل غالبية الشعب الألماني شخص عادي يحب الخير للناس. كيف إستطاع أدولف هتلر أن يدخل دولة كاملة و كثير من الناس خارجها في غيبوبة دماغية بمجرد مهارة في إلقاء خطابات نارية ليحولهم إلى ريبوتات للقتل و التدمير؟! . في عام 1978 إنتحر 914 إنسانا انتحاراً جماعياً في جمهورية غويانا الاشتراكية تلبية لرغبة قائد ديني يدعى جيم جونز استطاع أن يستأجر عقولهم ويستخدمها ضد بقائهم أحياء على هذا الكوكب، كما استطاع قائد طائفة دينية أخرى تسمى (بوابة الجنة) في سان دييغو بالولايات المتحدة عام 1997م أن يستأجر عقول أتباعه و يقنع 39 فرداً منهم بالانتحار الجماعي لمغادرة (عرباتهم البشرية) حتى تتمكن أرواحهم من التحليق في الفضاء بحرية ونقاء! و بين عامي 1994 و 1997 بدأ أعضاء طائفة دينية كندية تسمى (معبد الشمس) في سلسلة من عمليات الانتحار الجماعي التي وصلت إلى 74 حالة انتحار ؟!. الإنتحار من أجل الجماعة أصبح حالة شبه يومية بين عامي 2005 إلى 2007 في العراق، معظم الضحايا يتركون رسائل وداع تبين أن ما يقومون به إنما هو تضحية من أجل الإيدلوجية التي يؤمنون بها و هم واعون كما يدعون بما هم على وشك القيام به؟!. هل هم فعلا واعون كأفراد؟ هذه أمثلة قليلة متطرفة لكثير من الأحداث التي تحدث يوميا و يظهر فيها الفرد خارج إطاره الطبيعي الإنساني من أجل مصلحة جماعية أو إيدلوجية لقد بات العلماء مقتنعين أن الإدراك الذي سير العقول التي استخدمها هؤلاء من أجل أن يصلوا إلى هذا المستوى من القرارت يختلف عن الإدراك الذي يستخدمه الفرد الطبيعي في حياته اليومية. الأصل هو التأقلم من أجل البقاء لقد طورت كثير من أنواع الكائنات الحية و منها الإنسان غريزة ما يسمى بـ عقلية القطيع أو دعونا نطلق عليها تسمية أكثر لطفا هي الذات الجماعية. هذه الغريزة كانت ضرورية لهذه الكائنات من أجل حماية نفسها في الزمن الغابر من هجوم المجموعات المنافسة لها من نفس الفصيل أو فصائل أخرى، هذه الغريزة هي نفسها التي تقود أسواق المال إلى الصعود أو إلى الهاوية وهي سبب الأزمة الحالية في البنوك. كما هي نفسها التي تقود أناس طالما إدعوا عن دفاعهم عن حرية التعبير بأن يتخلوا عن مبدأهم و يهاجموا و يستبيحوا دم شخص مختلف عن الجماعة عبر عن فكره بمجرد كلام يمكنهم أن يأخذوه أو أن يتركوه، و هي نفسها التي تجعل أشخاصا تربوا على الطيبة والأخلاق الرفيعة يشاركوا في المجازر و التعذيب الجماعي في لحظة يفقدون فيها هويتهم الفردية من أجل الجماعة مع أن اغلب الناس كأفراد لا يميلون إلى أحداث الضرر بالآخرين. لقد كانت هذه العقلية أساسية و مفيدة في الزمن الغابر كما قلت و تظهر مفيده أحيانا حتى اليوم إذا بقت ذا صبغة غير عنصرية و تحت إدارة قوية مبنية على قوانين و أهداف واضحة كجماعات الدفاع عن حقوق الإنسان و الحفاظ على البيئة. و لكنها قد تكون قوة تدميرية خطيرة ضد المنجزات الحضارية للإنسان و تظهر أحيانا كقوة تعيق التقدم و تشجع التقوقع و الإنعزال و وسيلة لا إنسانية للترهيب و انتهاك حقوق الإنسان يقوم بها الأفراد في المجموعة بدافع غريزي لا يقاوم حتى لو علموا أن ما يقومون به لا يفيدهم كأفراد أو أنهم يخدمون مصلحة أفراد قله في المجتمع، و الإرهابيون الانتحاريون هم خير مثال على المدى الذي يمكن أن تصله رغبة الفرد في التضحية من أجل المجموعة. حين يكون الفرد في خدمة الذات الجماعية بالإضافة إلى أنانية بعض الأفراد في الاستفادة من عقلية القطيع فإن أكثر ما يجذب أكثر الأفراد إلى المجموعة هو في الحقيقة لذة تكوين صورتهم الذاتية الجماعية. و أي شخص يستطيع إبراز تلك الصورة الذاتية الجماعية للمجموعة يتأهل لقيادتها أكثر من غيره إلى مستويات أعلى أو إلى الهاوية كما فعل هتلر مع الألمان، أو ماو تسي تونج مع الصينين أو بن لادن مع القاعده . هذه القدرة على التأثير يقوم بها ذوو مهارات قيادية في الأصل والذين يمتلكون تركيبة نفسية متطورة أكثر من المتوسط العام للمجموعة يستطيعون بها التأثير على الأشخاص ذوي النزعات الفردية الضعيفة الذائبين بشكل كامل في الذات الجماعية لإرتكاب أفعال منافية لطبيعتهم التي نشأوا عليها. فإذا ضحى بطل حرب أو إرهابي بحياته من أجل المجموعة، فهو لم يقم بالضرورة بتحليل للمكاسب و الخسائر بشكل خاطئ كفرد. الحقيقة إنه لم يعد يهتم بذاته الشخصية و لا بالألم الشخصي أو الموت، وعيه بالكامل تم استيعابه في إطار المجموعة. ويُصبحُ الموتُ قرباناً للشكلُ الأعلى للإدراكِ الذاتيِ والمتمثل في المجموعة. تنشيط عقلية القطيع العامل الأساسي في تنشيط عقلية القطيع هو تصرفات بعض الأفراد المتعصبين جدا في المجموعة التي تم سلفا تحفيزها وذلك عن طريق تضخيم أوجه العداء و المبالغة في توضيح الفرق بينها و بين المجموعات الأخرى المنافسة. لنضرب مثلا مظاهرة خرجت سلمية في بدايتها و انتهت إلى العنف و الشغب، ففيها يتم إلقاء أول حجر من قبل شخص يعرف بانه ينتمي إلى المجموعة بشكل واضح من خلال لباسه أو شعاراته، عمل هذا الشخص سوف ينهي حالة التردد أو اللا تحديد في ما يجب فعله لدى الآخرين و يتضح الدور الذي يجب عليهم القيام به في تلك اللحظة و ربما يأخذ ذلك الشخص وضع القائد و سوف يقوم الآخرون المتحمسون للمجموعة بسرعة بتقليد سلوك الشخص القائد. مثل ذلك السلوك المعدي يمكن أن ينفجر بسهولة ضمن المجموعات التي ليس لديها هيكل إداري يترأسه زعيم قوي ينتهج سلوكيات محددة و ثابتة و مبادئ واضحة تنبذ العنصرية و العنف. و ينشأ لدينا ما نسميه إصطلاحا الغوغاء التي لا يمكن التنبؤ بأفعالها الإرتجالية في لحظة نشاط عقلية القطيع. كملخص: السلوك العدواني للمجموعة مرجح للظهور إذا سيطرت "الذات الجماعية" على توجهات و أفعال معظم أفرادها، فالفرد هنا لا يفرق بين "أنا" و "أنت" ولكن فقط بين "نحن" و "هم" الآخرون. هذه الآلية يمكن ان تظهر بشكل متقطع لدى الأشخاص العاديين الذين يعيشون اغلب الوقت بشكل طبيعي لكن تظهر لديهم هذه ال "نحن" في وقت تنشط عقلية القطيع. كيف يمكن أن نتقي هذا الخطر معرفتنا عن علم النفس الجماعي تساعدنا على مقاومة إغراء ولذة ممارسة هذه الغريزة و تجنب سيطرة نفوذ الدوجماغيين في المستقبلِ، و تساعدنا كذلك على وضع سياسة خيرة للإستفادة من القوه الإيجابية للعمل الجماعي الذي يساهم في تحقيق إنجازات لم يكن ممكنا بدونها. إن التنشئة على قبول الأخر الذي يظهر نزعة مخالفه في أفكاره مهما شذت للأفكار السائدة في المجتمع و احترام التميز الفردي داخل المجموعة يقلل من خطر الوقوع في السيطرة العقلية الشريرة للقطيع، و قد إتضح الآن بما لايدع مجال للشك أن عدم تميز الفرد داخل المجموعة يجعله سهل التحفيز للقيام بسلوكيات المجموعة العدوانية و تجاهل قواعد سلوكية تعلمها خلال فترة الحالة الاجتماعية الصحية. كما أن التطور التكنلوجي و المعرفي للمجتمع منشأه مهارات الإبداع الفردي و الذي لا يبرز إلا إذا تم تحييد عقلية القطيع البدائية في مجتمع يقدس الحرية الفردية. نقل بتصرّف من منتديات فرق