|
Re: البركة ...... "فيكم" (Re: عمر التاج)
|
البركة في مخلوقات الله : 1- البركة في الناس : هناك أشخاص مباركون، في مقدمتهم وعلى رأسهم أفضل الأنبياء وسيد الأولين والآخرين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لإنه سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر وأول شافع وأول مشفع روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله اصطفى كنانة ،واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بين هاشم)) فله عليه الصلاة والسلام فضائل عظيمة ومزايا كريمة أنعم الله تعالى عليه بها ،فزادته شرفاً وفضلاً وبركة. ومن صور بركاته صلى الله عليه وسلم الحسية: تكثيره الطعام ،ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة وإبراؤه المرضى وبركته في إجابة الله تعالى لدعائه صلوات ربي وسلامه عليه. وهناك أولياء لله عز وجل. وهؤلاء أيضاً بركة على أنفسهم وعلى غيرهم. وفي مقدمة هؤلاء العلماء والدعاة وطلاب العلم العاملين المخلصين ،هؤلاء هم صفوة المجتمع ،فهم مستقيمون في جميع أحوالهم وهم مطيعون لربهم ،أخلاقهم حسنة ،نفوسهم طيبة ،فكيف يكون هؤلاء بركة على المجتمع؟ يكون ذلك من وجوه عديدة : منها أنهم هم الدعاة بين الناس إلى الخير، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ،وهم الذين يقومون بواجب النصيحة. وكل هذا بركة على الناس. ومنها: أنهم يعرفون الناس بدينهم وبأحكامه وتشريعاته وآدابه ،فهم ورثة الأنبياء في هذا الباب. ومن بركتهم الدعاء للناس ،فهم يدعون للفساق والمنحرفين بالهداية ،ويدعون للمؤمنين المستقيمين بالتوفيق والمغفرة ،ونحو ذلك. ولا يخفى الأثر العظيم النافع للدعاء دنيا وآخرة. يقول ابن القيم: "النافع هو المبارك ،وأنفع الأشياء أبركها ،والمبارك من الناس أينما كان هو الذي يُنتفع به حيث حل". 2- القران كلام الله مبارك وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون وقال سبحانه: وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون يقول صاحب الظلال رحمه الله وهو يصف بركة القرآن: ومن بركات القرآن أنه رقية ،وأنه دواء وشفاء، ولكن كثيراً من عباد الله حرموا أنفسهم هذا الخير. ويقول ابن القيم عن نفسه: مكثت بمكة مدة يعتريني أدواء ولا أجد طبيباً ولا دواءً فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ،فأرى لها تأثيراً عجيباً ،فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثيراً منهم يبرأ سريعاً. 3- ومما جاء الشرع ببركته مكة إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ووجه البركة ،أن الطواف بالبيت فيه مغفرة للذنوب فهذه بركة ،والصلاة فيه بمئة ألف صلاة ،وأي بركة أعظم من هذا، وجعله سبحانه مباركاً لتضاعف العمل فيه ،بل قد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)). وقال: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)). 4- وأيضاً مما ورد في الشرع بركته أرض الشام، فأرض الشام أرض مباركة قال جل وتعالى في شأن انتقال بني إسرائيل إلى الشام: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وقال تعالى مخبراً عن هجرة إبراهيم ولوط عليهما السلام إلى الشام ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين فأرض الشام أرض مباركة ولا عبرة بالفترة الحالية من عمر الزمن ،سواء كان فيمن يحكمها أو يعش فيها أو حتى وجود اليهود على أرضها ،فكل هذا فترة مؤقتة. وكذلك أرض اليمن أرض مباركة بدعاء النبي (ص): ((اللهم بارك لنا في يمننا)) ،ولا عبرة أيضاً بوضعها الحالي وما تعيشه من أوضاع ،روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي (ص)أنه قال: ((أتاكم أهل اليمن ،هم أرق أفئدة ،وألين قلوباً ،الإيمان يمان والحكمة يمانية)). 5- وأيضاً مما ورد في الشرع أن فيه البركة: المطر: ونزلنا من السماء ماء مباركا . 6- وأيضاً: شجرة الزيتون قال تعالى: يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم يمسسه نار . 7- وأيضاً: الخيل قال (ص): ((البركة في نواصي الخيل)) [البخاري]. وهذه البركة لارتباطها بالجهاد في سبيل الله: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم قال (ص): ((الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ،الأجر والمغنم)) [رواه البخاري]. 8- وأيضاً النخل قال صلى الله عليه وسلم: ((إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم)). والمراد بها النخلة. وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ،فإنه بركة)) [رواه أبو داود]. 9- وأيضاً: الاجتماع على الطعام فإن الله يبارك فيه وأيضاً لعق الأصابع قال (ص): ((إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة)) وأيضاً بركة السحور: ((تسحروا فإن في السحور بركة)) وأيضاً ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض قال (ص): ((إنها لمباركة هي طعام طُعم وشفاء سقم)). 10- وأيضاً التبكير قال (ص): ((بورك لأمتي في بكورها)) ألا فليعلم أولئك الذين ينامون إلى نصف النهار أنهم قد حرموا أنفسهم بركة ذلك اليوم. 11- وأيضاً الصدق في البيع ((فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما)). 12- والإيمان الحقيقي : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون .
ونواصل --- (بعض فقرات البوست منقولة بتصرف)
|
|
|
|
|
|
|
|
|