|
Re: البركة ...... "فيكم" (Re: عمر التاج)
|
الكاتب العملاق الطيب صالح أفكاره مكتنز ة بالبركة ، وكثيرا مايستشهد في رواياته بالمبروكين ، فالقارئ لا ينسى (الزين )الفتى الطيب والذي كان يناديه شيخه ( الحنين )بالمبروك .. وكيف أن أم الزين "روجت أن ابنها ولي من أولياء الله . وقوي هذا الاعتقاد صداقة الزين مع الحنين .و كان رجلا صالحا منقطعا للعبادة ، يقيم في البلد ستة أشهر في صلاة وصوم ، ثم يحمل إبريقه ومصلاته ويضرب مصعدا في الصحراء ، ويغيب ستة أشهر ، ثم يعود ولا يدري أحد أين ذهب . ولكن الناس يتناقلون قصصا غريبة عنه ، يحلف أحدهم أنه رآه في مروى في وقت معين . بينما يقسم آخر أنه شاهده في كرمه في ذلك الوقت نفسه - وبين البلدين مسيرة ستة أيام . ويزعم أناس أن الحنين برفقة من الأولياء السائحين الذين يضربون في الأرض يتعبدون والحنين قلما يتحدث مع أحد من أهل البلد ، وإن سئل أين يذهب ستة أشهر كل عام . لا يجيب . ولا أحد يدري ماذا يأكل وماذا يشرب ، فهو لا يحمل زادا في أسفاره الطويلة " . الاقتباس أعلاه من رواية عرس الذين يبدأ بنا في رحلة الابحار في مصطلح البركة في حياتنا ... فمثلاً عندما تفقد عزيزا لديك فان غالبية أهل السودان يعزونك بقولهم "البركة فيكم " ، وعند الزواج يدعون للعروسين " اللهم بارك فيهما ، وعند الاكل نقول اللهم بارك لنا فيما رزقتنا، وعندما تساعد أحد يقول لك " بارك الله فيك " ، ومع عبارات السلام الحار نسمع " الله يعافيك الله يبارك فيك "والعيد مبارك ، ورمضان شهر البركة، وعند قدوم كل خير يقولون لك مبرووووك . شيوخنا عموماً – والشيوخ خشوم بيوت " مبروكين ، وبركة الشيخ -"حتى الدراما السودانية مترعة بالبركة" - غالباً ما تكون مقترنة بكفاية الزاد وان قل ... فإذا بدأنا بهذا الجانب من البركة جاز لنا أن نسأل أنفسنا .. هل هناك أناس مبروكين فعلاً ؟ هل البركة حقيقة أم خيال ؟ هل يوجد لها تأثر على حياتنا وهل لها ارتباط مباشر بالمكان والزمان ؟ هل هي علم أم فن ؟ هل هي طبيعة في الإنسان ام مكتسبة ، هل ...وهل.
إلى ان نجد الاجابة على بعض هذه الأسئلة أترككم في حفظ الله .. ورحماته الطيبات المباركات ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|