متاهة الإنتظار على مرافيء الزمن الحزين!!... خواطر وأشجان

Quote: متاهة الإنتظار على مرافيء الزمن الحزين!!... خواطر وأشجان!! (2) ابوبكر يوسف إبراهيم متن: ولأنني أحبك يا بلادي .. يا أمي عليّ أن أصرح بالكثير الذي خبأته عنك؛ فإن كان حبي إليك من الإيمان ، فرعايتك لي واجب وسنة وصدقة .. أنجبتني لأكون صالحاً طائعاً باراً ؛ فإن كنت غير ذلك فعليّ وعليك بحث الأسباب ومواجهة الذات؛ أعلم أن بعض من أبنائك وقابلوا محبتك بالحجود وأنهم يريدون إيذائك .. وبعض صمت وهم يشاهدون هذا الجحود .. والبعض الآخر شارك مباشرة بتحريض هؤلاء الأبناء الأبناء حتى أرتموا بأحضان الغريب الذي يتمنى ويريد ويعمل جاهداً على تمزيقك إرياً إن أفلح أو يبيعك أجزاءً في سوق النخاسة!! فمن نلوم في هكذا حال؟!! ألوم نفسي يا بلادي أولاً ثم ألومك ثانياً وهذا تجاسر مني ولكن إسمعينني ، فلا تغضبي عني أكثر ؛ فمهلا فإن وقائع الحياة تدين للأقوياء بالاتجاه وتجرى على الضعفاء بالأثر، فلماذا لا نكوني من الأقوياء؟ نراجع الفكر ونمهد الطريق ونبدأ العلاج مدركين أن من يعطى لقلبه إجازة من حب الوطن وينأى بفكره عن مواجهة الخطر، هو كائن يعطى لنفسه صك اغتراب عن الحياة قاصدا أن يعيش أبد الدهر بين الحفر مثلما قال الشاعر التونسي ابوالقاسم الشابي. أنت يا أمي الوطن ؛ أنت سبب وجودي الإنسانى؛ إنه وجود حى يمتزج فيه البشر بالانتماء مع مكان بعينه وزمان فى حينه، هكذا ينبغي ولكن حالما يضربه بعض أبناء في خاصرته وذلك بغية شهوة مصالح وطموحاتٍ شخصية يصار إلى وطن ضعيف تدب على الأرض أجساد بشر بلا هوية لأن من يفعل هذا من بنيه لا يقدس هويته، وويكون الأثر السيء لذلك أن تستطيل المسافات فارقة بين نصوص القوانين وبين روح العدالة لأن هذا هدف من يعضد مثل هذه الفئة من أبناء الوطن سواء تعضيد من الداخل أو من الخارج ، ونتاج لذلك يعيش الناس حياة تَفُح بالوضاعة، ويتكالب القهر من قوى التسلط والجبروت دافعا الجميع لإدمان للرقص جنونا على حافة الانتحار. فى الوطن ، أيضاً طابور خامس يولد فى الظلام عشرات من الحكومات السرية يديرها موظفون لحسابهم الخاص، ينشرون الفساد ويقتلون حقوق المواطنة، يصنعون بفسادهم قدرة إنجاز فاعلة لكثير من خدمات المواطنين، فيدفعون المواطن صاغرا ليدبدب الأرض من قلة حيلة، يقدم فروض الرشوة والولاء لأصحاب السلطة السرية، قاصدا أن يتحول من عبد مهان لا تقضى حاجاته فى ظلل الحكومة العلنية إلى سيد مهيب يشترى حقوق الآخرين فى نور الحكومات السرية. فى الوطن الضعيف عوامل نفسية وإعلامية وإدارية تصنع الحكومات السرية، عامل نفسى يرجع إلى عدم إشراك الآخر حتى ولو كنا نعلم لأجندة من يعمل هذا البعض من الآخر هذا ما لا يجب أن تمارسه الحكومة العلنية ضد هذه الفئة لأنهم مواطنين، ويندفع الجميع لأن يحتموا خلف ميراثهم من الجبن والصمت أو أن يتمردوا ويخرجوا عن الشرعية الوطنية ، يمارسون لعبة الهروب بغير ثورة تاركين قدراتهم بعيدا عن مواجهة الفساد، وسبب إعلامى، يرجع إلى تكريس وجود بطل خرافى يحقق طموحات الناس بالخروج على كل ما هو منطقى وإنسانى، ويضغط بمعجزاته المصطنعة على وجدان الضعفاء من الناس، أما السبب الإدارى يرجع إلى ضعف نظام المعلومات، فيخلط المواطنون بين مهام السلطات الأساسية فى المجتمع من تشريعية وتنفيذية وقضائية، وتختلط عليهم معالم الطرق الشرعية لتلبية حاجاتهم. حاشية: إشبيلية يونيو2002 يا بلادي المقدسة؛ يا أمي الحبيبة؛ رغم شعوري بالعقوق تجاهك إلا أنه قد استوقفتني عيناكَ متمثلة في زرقة سمائك والنيل وأنا ابحث عن عيني كارمن في حارات الغجر ومسارح اشبيلية لأخلع نعلي وارقص معها في إحدى حانات الكيتانوس وأنا معك انشد أغنية “سيجويديللا” في حانة “ليلاس ياستيا” ..ونرقص على أنغام موسيقى الغجر والـ “هابانزا” رقصة الفلامنكو.. ثم احتفي بموتها التراجيدي بين يدي عشيقها دون خوزيه الذي غرز بقلبها خنجر غيرته ثم ركع أمام جثتها ليعلو لحن “جورج بيزيه” واوركسترا أوبرا كارمن “ لبروسبيرو ميرميه” مخلدا مصيرها المحتوم ليصيح العاشق القاتل بألم : ” اقبضوا على فقد قتلت حبيبتي كارمن”. فصحوت على دفئ أنفاسك يا بلادي وأنت تدثرينني بشال مطرز بخيوط من حرير يديك وزرقة عينيك وشفق شفتيك على سنين كهولة عمري الحالكة التي بدأت وغربتي.