هل الانقاذ فى حوجة لكى يدافع عنها الصحفى (جمال عنقرة) وما مدى معلوماته عن السودانيين بمصر؟؟

Quote: تأملات جمال عنقرة كُتب في: 2006-07-19 [email protected] لا مناص من حراستها !!! الأستاذ محجوب عروة دعا أمس الأول ومن خلال حديثه في ندوة (smc) حول الحُريات الصحفية إلى نظريةٍ إسلاميةٍ تقوم على الحق والواجب مشيراً إلى أن الحق ليس منحةً أو منّةً من أحد ، الزميل حسن محمد صالح أكد في مداخلته بذات الندوة على بعض ما ذهب إليه أستاذنا عروة وأن الصحافة ليست منحةً أو إستجداءً ، الدكتور تيتاوي نقيب الصحفيين قال إن (الصحافة حرية ومسئولية) وأن إتحاد الصحفيين بلور موقفه رسمياً بعد إجتماعٍ حاشدٍ لمكتبه مورست فيه الديمقراطية بكامل أركانها . أما نحن فنقول إبتداءً أننا جميعاً كأصحاب مهنة ومهتمين بحرية التعبير ، المُخضرمين منا والمبتدئين ، المتخصصين منا والعموميين ، ربما نكون الأكثر حرصاً وجِداً على سَوْدة وترسُخ مُناخ الحريات وتمدد مساحتها رأسياً وأفقياً وإتساعها لأقصى مدىً ممكن ، فنحن نعلم يقيناً أن الحرية للصحفي ولعموم أصحاب الرأي ضرورة حياة ، كما الماء للأسماك ! والحرية بهذا المفهوم كانت وستبقى بمشيئة الله قيمةً ساميةً سامقةً تستحق أن نتراص أمامها ، ندفع عنها ونفديها بأزكى الدماء ، وتستحق أن نرعاها - كمجتمع - ونحرسها بسلوكنا الواعي وممارستنا المسئولة ونحميها بإحترام قواعدها وإلتزام أخلاقها ذلك أن سفينتها المُبْحِرة إن لم تجد كفايتها من الرعاية والحراسة والتصويب من الجميع فستنحرف وتجنح وتتعدى حدودها وخطوطها ومياهها (الإقليمية) والنتيجة الكارثية المدمرة وقتئذٍ وعندئذٍ متوقعة ومعلومة وسندفع ثمنها جميعاً !! ولأن الكون متسق والحياة الدنيا مرتبة فإننا نلحظ أن الكثير من المساحات الحياتية لها ضوابطها ومحدداتها وحدودها ، الشورى مثلاً ، لديها أُسس وحدود ، ليست حدوداً للرأى أو كوابح للنقد ، لكنها حدود للعملية نفسها ، فإذا ما انعقد مجلس الشورى وتشاور المستشارون وقلبوا الخيارات ثم خلصُوا إلى قرارٍ إنعقد عليه الرأي ونهضوا للتهيؤ والتجهز للتنفيذ ، فإن ما يلزمهم من بعد هو العزم ثم التوكل على الله والتقدم للتنفيذ ، وقتها فإن أي دعوةٍ للتشاور والتحاور إنما هي فوضى مضرةٌ وسلوكٌ معيقٌ لا علاقة له بماهية الشُورى وحدودها !! الحرية إذن ومهما كانت قدسيتها وضرورتها وقيمتها عندها ستتحول إلى بركانٍ يدمرنا وغيرنا إن لم تجد منا -قبل غيرنا - الحراسة اليقظة !! والحراسة - في الأصل - لا تتم بالقوانين واللوائح والضوابط والإجراءات الإدارية وإنما تتم عبر الممارسة المتجردة الصحيحة والرقابة الذاتية الشجاعة وحماية (الحوش) من المُفلسين العُاطلين عن الموهبة ، العاجزين عن العطاء ، وحمايته من الدُخلاء والأعداء الكافرين بالحرية المتظاهرين بأنهم روادها وحُماتها !! والذي لا يتذوق ويحس بقيمة الحرية وضرورتها لشخصه وبيته وللمجتمع الصغير من حوله ، لن يكون مؤهلاً للدفاع عنها في المجتمع الكبير وحراستها وتعميق دورها وتأكيد علو قامتها وقيمتها ، بل ربما لن يفتقدها أو يبكي عليها لحظتئذٍ !! لا أتخيل أو أخال نظرية أستاذنا عروة الإسلامية التي ألمح لها إلا وهي نسيج قيمي يرتكز وينبني على ما تقدمت إليه الإشارة رغم أن النظرية الإنسانية البحتة قامت وتأسست على ذات الأضلاع مع فوارقٍ بسيطةٍ !! من جانبٍ آخرٍ فليس مُجدياً ومُفيداً أن نتنكب ونلجأ لـ (العنتريات) والصراع العقيم حول الدجاجة والبيضة وأيهما خلق الله أولاً ، ونجتر ونكرر بسببٍ وغير سببٍ أن الحرية ليست منحةً من أحدٍ ، وكأننا نبتغي تجريد قيادة الدولة الدستورية والسياسية من قناعتها الراسخة وإنجازها المستحق ومبادرتها الشجاعة لبسط الحريات وإتاحتها واسعةً وتحمل عواصفها والصبر على أتربتها !! نعم الحرية ليست منحةً من السلطة أو غيرها ، لكننا عندما نُعايش حكومةً تُؤمنُ بالحرية وتبادر وتُتبع الإيمان بالعمل ، كما في حالة بلادنا ، فإن تلك تبقى حقيقةً ملموسةً تستحق التحية والتقدير وليس التبخيس والمزايدة والانتقاص ، ذلك دون خصمٍ أو تقليلٍ لأي دور فعال للمجتمع ومنظماته وكياناته وقياداته وقواعده !! وكما قالها الشهيد الأزهري فإن الحرية نار ومن أراد نورها فليصطلي بنارها ، ونارها في تقديرنا لا تقتصر على نار (النضال) والمجاهدة والتضحيات (القبْلية) فحسب لكنها تمتد لنيران الصبر والمصابرة والوعي العميق والإنضباط القاطع (البعدية) حتى لا يقع (المحظور) ونكتشف بعد الكارثة وفوات الأوان أننا لا حريةً (حققنا) ولا وطناً (بنيْنا) ولا نفساً حفِظْنا !!! من أعالي القيف : اليوم ذكرى 19 يوليو 1971م المشؤومة !! لن نسأل عن التأميم والتكميم !! لن نسأل عن دوافع المغامر الذي أضاع أبطال (الصف الأول) ، فقط نتمنى بل نطالب بفتح ملف شهداء قصر الضيافة !!!