|
من سيدفع دية الفيارين ؟
|
لم يمضي أسبوع واحد علي مؤتمر الصلح بين الرزيقات والمسيريه الذي أنعقد في الأبيض عاصمة الشمال الكردفاني ، حتي تحددت الديات علي طرف النزاع الآخر ( قبيلة الفيارين ).
وبالرغم من أن المؤتمر إنعقد تحت مسمي مؤتمر الصلح بين الرزيقات والمسيريه ، إلا أن الديات وزعت علي خشوم بيوت الفيارين وحدهم .
غير أن السؤال الذي يفرض نفسه والجدل الذي يثور ويدور حول هذه الديات يضع علامات تعجب ٍ كبري أمام قيادات الفيارين .
فهذه القيادات التاريخيه والتي ظلت جميع النظم والانظمة السياسيه تنظر إلي قضايا الفيارين من خلالهم ، ممن ظلوا كذلك يمثلون أهلهم داخل البرلمانات عبر الحقب السياسية المختلفة ، هذه القيادات التاريخية التي ظلت تخلق لنفسها كاريزما قبليه داخل مراكز القرار السياسي ، آن الأوان أن يدخل هؤلاء أيديهم في جيوبهم ويتحسسون مواقعهم الجغرافية سيما وأن الإنتخابات علي الأبواب وأن أمر ترشيح وإنتخاب هذه القيادات أصبح رهين بدفع هذه الديات !
آن لهؤلاء المثقفين دفع دية أهلهم مقابل وجودهم الكبير وإنتفاعهم بكل مخصصات المركز عبر الزمان والمكان .
ولكني هنا أجد نفسي مضطراً كذلك مناشدة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية هذان الحزبان الكبيران اللذان ظلا يتقاسمان السلطة والحكم بفضل دماءٍ غزيرةٍ زرفها أبناء هذه القبيله ليبقيا في السلطة ، آن لهذين الحزبين أن يسهما مع أهلهم الفيارين في دفع هذه الديه التي قدرت بثلاثة مليار جنيه .
أن الصراع والموت في مناطق القرنتي ودليبه والجرف والذي كان ضحاياه أبناء الفيارين كاد هذا الصراع أن يأتي ويخرق إتفاقية السلام في أكبر رقعةٍ من جسدها الرهيف . غير أن أبناء هذه القبيلة ثبتوا علي جماجم أهلهم دعامات السلام وأعمدته رغم الغبن علي الإتفاقية الأم التي سوت الأرض وطوتها من تحت أقدامهم كطي السجل للكتب .
|
|
|
|
|
|