صاحب كتابات تافهة تكون بطنه طمت وخلي الكتابة !!

Quote: بعد انهيار الفكر الشيوعي المتخلِّف.. وترنح النظام الرأسمالي الظالم محجوب عروة هل من طرح لفكر ونظام إسلامي حقيقي؟ استمعت لمحاضرة متميّزة قدمها صديقي وابن دفعتي في كلية الاقتصاد د. بشير عمر وزير المالية الأسبق ورئيس مجلس إدارة بنك تنمية الصادرات والخبير الاقتصادي ببنك التنمية الإسلامي– جدة.. كانت محاضرة عميقة ومليئة بالمعلومات والتحليلات عن الأزمة المالية العالمية أو ما اسماها (أزمة الرهن العقاري) والتي بدأت بشرارة صغيرة بإفلاس بعض الشركات الأمريكية بسبب اعتمادها أدوات تمويل مهيكل (Structured Finance) بديلاً لنظام الودائع التقليدية المعروفة وبسبب التمويل العقاري الضخم والتسهيلات الواسعة وعدم الشفافية أدى ذلك لشح كبير في السيولة فأفلست شركات كبرى مثل بيرنز وستيرز وولهام برذرز ثم تساقطت شركات كبرى مثل ميرلنش و(AIG) رغم أن الإدارة الأمريكية حاولت حقن تلك الشركات بمبالغ كبيرة وصلت إلى (329) مليار دولار، والطريف في الأمر أن إفلاس تلك الشركات أكلت معها أموالاً خليجية بلغت أرقاماً فلكية!! ويبدو أن الحالة المرضية حالة وبائية إذ سرعان ما انتشر الوباء فتعدى أن يكون أمريكا التي عطست فأصاب الزكام أوروبا وآسيا وبقية دول العالم أنها العولمة وآلياتها وامتداداتها!! كانت نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات نهاية التاريخ للفكر الماركسي والشيوعي فانهارات الإمبراطورية السوفياتية التي قامت على الفكر الماركسي واللينيي الجامد والنهج الستاليني المتسلط، فتهاوى ذلك الفكر تحت ضربات التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان وازدياد الوعي الديني المناقض لفكر الجدلية المادية إضافة للاوتوميشن (Automation) الذي أحل الطبقة الوسطى المتطورة تقنياً محل طبقة البروليتاريا التي افترض الفكر الشيوعي أنها ستحل محل الطبقة الرأسمالية والبرجوازية وأنها تسود العالم كنهاية للتاريخ والاجتماع البشري الذي بدأ بالشيوعية الأولى فالاقطاع فالبرجوازية فالرأسمالية فالإشتراكية فالشيوعية وسيادة طبقة البروليتاريا، وذلك بعوامل تغير وسائل الإنتاج كما قال كارل ماركس والذي يؤدي للصراع الطبقي، ثم أضاف إليها لينين منهجه ونظام الحزب الشيوعي الواحد الطليعي (الماركسية اللنينية) وتبعه المنهج الستاليني القاسي الذي ضحى بالملايين من البشر من أجل (الدولة) الشيوعية، ولكن انتهت البروليتاريا إلى طبقة جديدة (New class) متميزة تملك كل شيء وانهارت البرولتاريا حتى شاعت تلك الطرفة التي تقول إن كارل ماركس قال "يا عمال العالم سامحوني"، بديلاً عن مقولته الشهيرة "يا عمال العالم اتحدوا"!! وعقب ذلك ادعت الرأسمالية والليبرالية أنها فازت بنهاية الحرب فظهر كتاب (نهاية التاريخ) يبشّر بذلك، ثم كتاب (صراع الحضارات) الذي اعتبر أن الحضارة الغربية هي الغالبة على ما عداها.. ولكن.. لو انتظر مؤلفو الكتابين قليلاً ربما ظهرت لها سوءات الليبرالية والرأسمالية ربما بتسارع الأزمة المالية العالمية الحالية وغيرها من مظاهر.. لقد ثبت الآن أن الأزمة الحالية وضعت النظام الرأسمالي أيضاً في المحك، ربما يقول مفكرو وفلاسفة هذا النظام إنه قادر بحكم طبيعته على تصحيح أخطائه بنفسه من خلال نظام (التصحيح والتوازن) (Check and Balance) الذي يقوم عليه النظام السياسي الذي يعتمد على تقسيم وتوازن السلطات (Distribution of powers)، ولكن ثمة تساؤل هل ما حدث هو نتيجة لأخطاء عادية أم أنه مشكلة أخلاقية وفلسفية في النظام الرأسمالي الليبرالي نفسه.. وهل هذه الأزمة هي ظاهرة من ظواهر الدورة المفرغة التي يمر بها النظام الرأسمالي عادة أم هو فقط رأس جبل الجليد الذي يخفي (تحت السواهي دواهي)؟؟ في تقديري الشخصي الأمر لا يخرج من أحد ثلاثة أمور: الأمر الأول: أنه خطأ فادح للنظام المالي الرأسمالي الذي تساهل في منح القروض للقطاع العقاري لأسباب سياسية وشبهة فساد لا تخفى فانفجر الأمر ولم يتمكن من احتوائه. الأمر الثاني: هو نظرية المؤامرة التي تقول إن هناك سرقات منظمة للأموال العربية والفوائض البترولية الضخمة التي يتم إيداعها أو المساهمات التي درجت الدول البترولية على وضعها كاستثمارات في الشركات الكبرى خاصة الأمريكية فيتم النصب عليها بطرق مختلفة مثل التلاعب في أسعار العملات صعوداً وهبوطاً والتلاعب في البورصات أو التلاعب في أموال المودعين وهذه النظرية وإن بدت بعيدة شيئاً ما ولكن لا يمكن استبعادها، فهناك عصابات ومافيا تتلاعب مع مديري البنوك والمؤسسات المالية، تبتلع فوائض أموال البترول التي تستثمر في الدول الغربية. الأمر الثالث: هو أن النظام الرأسمالي وصل نهايته ولا يمكن اصلاحه مثلما حدث للنظام الشيوعي فانهار، وبالتالي لا بد من نظام جديد ربما النظام المختلط الذي تطبقه بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وغيرها والتي تأثرت لحد كبير بالفكر الإشتراكي الذي كان منبعه أساساً أوروبا فلسفةً ونظرياتٍ اقتصادية أتى بها أمثال دعاة الغابية الإشتراكية المثالية أو أهل الإشتراكية العلمية.. فهل يكون الفكر والنظام الإسلامي هو البديل، ولم لا؟؟ فالإسلام هو الذي أعطى البشرية هذا النور الذي عم العالم بعد ما جاء سيدنا محمد بن عبدالله (ص) بالرسالة الخاتمة فأخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام وهو الذي طوّر تلك الحضارات القديمة وأعطاها معنىً إيمانياً وخلقياً جديداً أضاء أوروبا فكانت هذه الحضارة الإنسانية الجديدة المتجددة.. فلم لا نبعث رسالة الإسلام من جديد؟؟ ولكن ينشأ سؤال ما هو الفكر الإسلامي أو النظام الإسلامي الاقتصادي الذي يمكن أن يكون بديلاً للنظام الرأسمالي الحالي الذي يترنح أو الشيوعي السابق الذي هوى؟؟ هذا يعتمد علينا معشر المسلمين فبدلاً من هذا الصراع العقيم بيننا كأبناء أمة واحدة موحدة بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ما زلنا نختلف حول الفروع ونتصارع صراعاً مذهبياً وسياسياً دون أن نقدم للعالم شيئاً والبعض يقدمه في شكل عمليات انتحارية غير ذات جدوى تسيء للإسلام والمسلمين.. إن كل ما قدم من فكر إسلامي، محاولات جزئية وقاصرة حول التمويل المصرفي والتأمين الإسلامي وحتى هذه لم نتفق حولها، إننا في حاجة ماسة لنقدم فكراً اقتصادياً إسلامياً واجتهاداً متطوراً لا الإنكفاء على الماضي وإجتهادات السلف أو التابعين بل نحتاج لمزيد من الإجتهاد حتى نواكب العصر.. نعم حاجتنا ماسة لمفكرين وجهاد فكري وإجتهاد حقيقي معاصر يرتكز على أصول الدين وجوهره.. فالإنسانية اليوم بإنحدارها الخلقي تحتاج للإسلام أكثر من أي وقت مضى نعم (للحراك الإسلامي) الشامل عقيدة وأخلاقاً حميدة ومبادئ سامية وعدل الإسلام وتسامحه وسموه الروحي بدلاً من هذا الواقع الإسلامي الأليم وبالله التوفيق.