|
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا (Re: Kabar)
|
عن جاك دريدا October 7, 2008
كتب محمد الحاج
Quote: " لماذا نحتفي برحيل من رحلوا؟ الأمر بدا لي اشبه بالإحتفاء برحيلهم ، موتهم.." |
هل كان الموت هو النص الوحيد الموارب الذي لم يتسنى لدريدا تفكيكه/تقويضه.. Deconstructing it? هل هو نص داخل من غير خارج ؟..هل هو الحقيقة التي اعيته بحثا و تساءلا؟..هل هو متعة الحضور في الغياب؟.. هل هو ميتافزيقا الحضور التي شغلنا بها و اعيانا بحثا في تتبعها و تتبع اثارها؟.. ثم ما هو النص؟..و كيف يكون نص بتميز بالوحدانية؟..و كيف يكون نص شبه مغلق/غامض/غاوي/مدهش؟
هل الموت نهاية؟..نهاية من..نهاية ماذا؟..
ما بين تحديد الموت كواقعة مادية ، نهاية فرد/كائن ..و ما بين تحديده كحال.. يكمن جوهر عجز اللغة المحكية و المكتوبة في تفسير الظاهرة..فيمتد التواري من العجر الى الماوراء..و يتوسم تفسيرها في حقل الدين..و هذا لن نسلكه في هذه اللحظة.. لأن السؤال: و ماذا عن الفرد الذي ليس له دين؟.. ألأ يحس الموت؟.. الأ يخاف الموت؟.. الأ يحاول أن يتفادي الموت؟.. الأ يحلم بالخلود؟.. الأ يفسر الموت كظاهرة؟..
عجز اللغة المحكية و المكتوبة..قد لمح له دريدا ذات مرة .. بأن الحرف المكتوب قد لا ينقل بصدق المفكر فيه..و هذا يفتح الباب لنيران التأويل ..التي تنداح كدوائر أشبه بدوائر الموجة..هذا اذا تسنى لنا جميعا أن نتأمل اندياح الموجة و حركتها العجيبة المدهشة.. لأن من حق احدهم أن يسأل: ماذا عن الذي يعيش في صحراء و لم يتسنى له أن يرى مسطح مائي تتراء فيه حركة الموجة؟..
عجز اللغة المحكية و المكتوبة هذا.. لا يستطيع أن يحدد ماذا يحدث للفرد بعد أن يموت.. وعلاقتنا نحن الأحياء به..و كيف لنا أن نصيغها كعلاقة من طرف واحد (لأن الميت غائب فيها ماديا)..هنا يجئ دور المعنى.. فيضيف افق غير مرئي/غير مادي للظاهرة.. فمن يموت يمكن (من فرضية معنوية بحتة) أن يكون حيا بيننا..و هي طريقة حياة لا يمكن أن نلتمسها ماديا.. لأن اللغة بعجزها لا تستطيع أن تحددها لنا ماديا..هذا العجز نحن من صنعه.. لأننا نحن من صنعنا اللغة و اتفقنا على رموزها..و اتفقنا و تعاطينا على معانيها (حياة الماوراء اياها)..
اذا قلنا أن الموت نهاية مادية..اذا كيف أن نفسر الحياة المعنوية التي نضفيها كمعنى حول الميت؟..و قولنا بأنه نهاية.. ربما يغطي فقط نهاية الأنفاس (عملية التنفس الضرورية لوصف الفرد/الكائن بأنه حي ماديا)..اما امتداد المعنى بان للميت حياة و حضور بعد ذهابه.. فهنا ندخل في اشكالية.. لأننا لو اعترفنا بأن هناك حياة.. اذن لماذا هناك موت؟..و يبدو الأمر كأنه حلقة مستمرة..و لكن لماذا نحرص ، كبشر ، على اضفاء معنى رمزي للحياة بعد الموت؟.. لماذا نجزم أن هناك حياة معنوية للميت بعد موته؟.. ربما خوفنا من مجابهة الموت.. نسعى لتطمين ذواتنا بأن هناك حياة اخرى.. حياة تخلقها اللغة و المعاني فقط..
عجز اللغة يحصر تعريف النص في المكتوب الملموس و المنطوق (الذي هو بدوره في مكانة الملموس اصطلاحا).. بمعنى فعل مستطاعة القدرة على فعله..و لكنه يعجز أن يعترف به كحال..فان جاز لنا اجتراح معنى جديد للنص بأنه يمكن أن يشمل الحال..فهنا يكون فات على جاك دريدا أن يفكك / يقوض هذا النص..بحثا عن استيلاد معاني كثيرة له..و تأويلات لا نهاية لها..و علينا أن نعى جيدا أن الكتابة عن الموتى و العيش داخل نصوصهم و تفكيكها ليس هو مقاربة للنص/الحال.. الموت نفسه.. و يظل هو نص مجهول تعجز المخيلة البشرية على استكناه معانيه.. كل الذي حدث و يحدث باستمرار.. هو الوقوف خارج السور /الحوافي..و محاولة التوصيف..
مسألة الوقوف خارج اسوار الظاهرة..تلامس فرضية دريدا أن كل نص هو داخل..و أن قراءة النصوص يجب أن تكون حركتها في اتجاه واحد من الداخل للخارج..و عبرها يحق لنا أن نمارس التأويل قدر ما استطعنا..هذه الإستراتجية قاصرة .. تنحصر فقط في النص الفعل..او النص المادي (بما في ذلك الملحقات الملموسة مثل المنطوق)..و تعجز أن تقدم اٍفادة عن النص الحال الذي اجترحنا معناه قبل قليل..
لا احد يستطيع أن يمسك الحقيقة من قرونها و يقول هذه هي الحقيقة..سواءا ماديا أو معنويا..و هنا يجئ معيار الموضوعي و الذاتي..لأن الأول يعتمد على معيار اتفاقي مصطلح عليه (مع وجود احتمال الإختلافي عليه)..و الثاني يعتمد على رؤية الفرد الذاتية..و هذه فيها اشكالية.. لأن ما اراه حقيقة .. قد يراه غيري غير حقيقة.. أو بمعنى أدق .. كما صاغ السؤال ليوتارد : ما الذي يضمن لي بأن ما تقوله هو الحقيقة..و ما اقوله غير الحقيقة..و من هذه الفرضية جاءت مقولة ليوتارد عن ضرورة احداث القطيعة مع السرديات الكبرى..أو بمعنى أدق عجزها أن تخبرنا عن الحقيقة..الخ..
و لكن.. هناك ظاهرة وجودية يختبرها و و يجربها كل كائن حي.. أصر على كل كائن حي ..و هي الموت..لأن جميع الكائنات الحية ستجابه هذه الحقيقة..و يحدث لها فرصة أن تجربها و تختبرها..و المفارقة هذه الحقيقة يتفق فيها الموضوعي و الذاتي..و كلا المعيارين يقر بها كواقعة موجودة و يمكن اختبارها ماديا و التأكد منها..
اذا اتفقنا بالموت كحال..و اذا اتفقنا بالحال كنص.. لخلصنا أن هذا النص يتميز بالوحدانية.. لا شبيه له البتة..ولا يمكن أن نولد عنه تأويلات غير متناهية..و هنا يجابهنا عجز اللغة المحكية و المكتوبة للمرة المليون..لأنها لن تستطيع أن تكون ألة للعمل من الداخل (هل يستطيع احد أن يعمل من داخل الموت تفكيكا؟)..فتكون التوصيفات هي الألية التي نلجأ لها لسد النقص البشري و قصورخياله .ز فنكتفى بأوصاف من شاكلة الموت نص شبه مغلق/غامض/غاوي/مدهش..
تبقت ثيمة اخيرة نقاربها هنا..و هي فكرة متعة الحضور في الغياب..وهي مشروعية ارتكازنا لأن نتذكر دريدا و تقاليده و مساهماته في تطوير الفلسفة.. كارث بشري عام يحق لكل منا أن يغترف من منهله و معينه..و يبقى السؤال: قبل أن نحتفى بدريدا ، لماذا نقرأ (نحن اهل السودان) دريدا؟..
ليس بالضرورة أن تموت..و لكن بالضرورة أن تموت و تكون حاضرا بعد الموت..!
سأعود مرة اخرى..لمقاربة فكرة دريدا في كتابه .. Politics of Friendship
و تأريخ الإخوانيات في الفكر العربي الإسلامي..تحديدا فكرة اخوان الصفا..و الأخوان المسلمين.. على زعم (هو مزعمي حتى اللحظة)..ان فكرة رابطة الأخوة/الصداقة..لها بعد سياسي..قبل أن يكون فلسفي مجرد..
محمد النور كبّر
اشارة مهمة:
اعددت هذه الكتابة اعتمادا على حضور مقولات دريدا ، ليوتارد ، بودليارد..و بعض التلخيصات في معجم "فكر ما بعد الحداثة"، في ذاكرتي..و هي قد تكون مجرد انفعال لم يخضع كثيرا للصرامة المنهجية المتبعة في التنصيص و ذكر المراجع.. هذا ما وجب التنويه له..كبر
|
|
![Yahoo](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-06-08, 11:51 AM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-06-08, 12:01 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | دوت مجاك | 10-06-08, 12:04 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-06-08, 03:06 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | عمر صديق | 10-06-08, 03:49 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | أيزابيلا | 10-06-08, 03:49 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-06-08, 04:29 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | أيزابيلا | 10-06-08, 04:36 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | نادر | 10-06-08, 05:41 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-06-08, 06:07 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-06-08, 06:21 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | نادر | 10-06-08, 06:47 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Adil Osman | 10-06-08, 07:47 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-06-08, 08:11 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-07-08, 12:48 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | أيزابيلا | 10-07-08, 02:09 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-07-08, 06:49 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Kabar | 10-07-08, 09:27 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Kabar | 10-07-08, 09:57 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Kabar | 10-08-08, 10:24 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | أيزابيلا | 10-09-08, 06:32 AM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-09-08, 01:08 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | أيزابيلا | 10-09-08, 01:23 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | ibrahim kojan | 10-10-08, 04:30 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Amjed | 10-11-08, 00:05 AM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Amin Mahmoud Zorba | 10-11-08, 03:48 AM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Amin Mahmoud Zorba | 10-11-08, 07:54 AM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | اسامة الكاشف | 10-11-08, 09:52 AM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-11-08, 01:38 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-11-08, 04:47 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-26-08, 04:40 PM |
Re: في ذكرى رحيل جاك دريدا | Mohammed Elhaj | 10-28-08, 05:18 PM |
|
|
|