هل قادة جبهة الشرق اهلاً لقضيتهم

Quote: اما الأمين العام لجبهة الشرق مبروك مبارك سليم فقد تحاشى في مؤتمره الصحافي أمس الأول الحديث عن مؤتمر البجا للاصلاح والتنمية الذي فتح خطاً ساخناً مع الإدارة الأمريكية لقلة المعلومات التي يملكها أو خشي الرجل ان تفلت منه الكلمات التي لا يدرك توابعها!! فكل ما صرح به هو نفيه صحة ما أثير عن قيام الاصلاح والتنمية بمجهودات مدعومة من قبل الادارة الأمريكية. وعثمان باونين رئيس البجا للإصلاح وأعوانه قطعوا شوطاً في تحركات خارجية مناهضة لاتفاق سلام الشرق بدأت قبل عدة اشهر بالاقامة الطويلة في مدينة جوبا أسفرت عن إبرام شراكة استراتيجية مع الحركة الشعبية. ويبدو من خلال تواجد البجا في عاصمة الجنوب أن الحركة احتضنت التنظيم البجاوي الناقم على الحكومة وتحديداً على المؤتمر الوطني بعد أن نقض الوطني اتفاقه معهم الذي أبرم في أكتوبر 1994م بالقاهرة وعلى إثره عادت قيادات البجا للداخل ووضعت السلاح جانباً. بعد خمس جولات من التفاوض استند فيها التنظيم في حواره على الوثيقة التاريخية لمطالب البجا في 1958م وشعر مؤتمر البجا بعدم جدية الحكومة وأعلن في مؤتمر صحفي عن فض الاتفاق مع الحكومة في 31 يوليو 2005م بعدها أجرت معهم الحكومة اتصالات بليبيا وذلك في أكتوبر 2005 م بوفد ترأسه د. كمال عبيد وتأجلت المفاوضات إلى ديسمبر من العام نفسه. والمتابع للأحداث حينها كانت طرابلس هي الملاذ الآمن لكيانات الشرق ولكن احتلت اسمرا موقع ليبيا بسيناريو غامض التفاصيل حتى الآن!! ومع العام 2006م لم تنقطع شعرة معاوية بين الحكومة وجناح باونين، ففي مارس من العام نفسه تقدم تنظيم الاصلاح والتنمية للأمين السياسي بالمؤتمر الوطني حينذاك د. مصطفى عثمان بمقترح اطاري لحل النزاع في شرق السودان حمل كل المرتكزات والموجهات العامة والمطالب الأساسية للتنظيم وقع في »60« صفحة. وبعدها بعدة أشهر قال لي عثمان باونين إن مصطفى عثمان ابلغه بمناقشة المكتب القيادي للوطني للمقترح واجازته واتفق معهم الأخير على بدء حوار تفاوضي حدد له 24 مايو 2006م. ومعلوم في تلك الفترة أن اسماعيل كان موفداً للجامعة العربية لمنطقة الهلال الخصيب بشأن النزاع السوري اللبناني. وبعدها بأيام نقل الملف إلى الشقيقة اريتريا وقطع موعد جديد للتفاوض بمباركة من الرئيس البشير بحسب باونين الذي أبلغه اسماعيل بتوجيهات رئيس الجمهورية وكان 13 يونيو 2006 الموعد الجديد. وتم اسناد المهمة للراحل مجذوب الخليفة لكن الخليفة كان مشغولاً بأبوجا. وفي شهر اكتوبر شكل المجذوب لجنة سباعية للحوار مع الاصلاح والتنمية ضم كلاً من الوزير احمد هارون، بروفيسور غندور، حسن موسى شيخ الصافي، صلاح علي آدم، واحمد المبارك وابلغ مجذوب التنظيم وبخطاب رسمي عن استعداد الحكومة تفعيل وتنشيط الاتفاق السابق. ومعلوم بعدها توجه الحكومة بكلياتها للتفاوض مع جبهة الشرق بأسمرا ورفض الاصلاح والتنمية الانضمام لمنبر اسمرا وتمسكه بطرابلس. بعدها قاد مؤتمر البجا للإصلاح حملة شرسة لمناهضة اتفاق سلام الشرق الذي أبرم في اكتوبر 2006م ودعا كافة الأطراف للوقوف بصلابة في وجه الاتفاق. ولعل التنظيم تحمس في مسعاه وهو يرى أن اتفاق اسمرا لم يناقش القضايا البجاوية - المقصود المنطقة وليس الاثنية- وكان مسؤول الجانب الحكومي في مباحثات الشرق د. مصطفى عثمان قد قال في ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط بمركز الشهيد الزبير في 28 فبراير العام المنصرم: »جبهة الشرق لا تمثل كل أهل شرق السودان وان هناك تنظيمات أخرى بالشرق تمثل السواد الأعظم من أهل الشرق«!!! وكان ذلك بمثابة اعتراف ضمني من الحكومة بأن الاتفاقية ناقصة ولذلك ظل مؤتمر البجا للاصلاح والتنمية يشدد على أن المبادرة الليبية 2005 م تمثل القاعدة التي يمكن أن تؤسس لسلام شامل وعادل في الشرق، وظل ينادي بأن تتمحور المفاوضات حول مطالب أهل الشرق وانسانه دون الانحراف بها، الآن عشرة من قيادات البجا للاصلاح برئاسة باونين وصلت ظهر أمس الأول للعاصمة اليوغندية كمبالا وشرعت فور وصولها في اجتماعات مع مسؤولين من الادارة الأمريكية والاتحاد الأوربي من أجل الترتيب لزيارة التنظيم لواشنطن وعواصم غربية. وخطوات البجا لم تقف عند الجولات السياسية التشاورية، فالتنظيم دشن نشاطه السياسي العسكري الأسبوع المنصرم بالعاصمة الاثيوبية اديس أبابا وشرع في تجهيز معسكر خارج أديس!! وسبق هذه الخطوات توليه لملف أحداث بورتسودان 2005م وجلوسه مع وزير الداخلية حينذاك اللواء عبد الرحيم محمد حسين اسفر عن ذلك اهتمام نائب الرئيس علي عثمان بالملف وتوجيهه بتشكيل لجنة ضمت اللواء أمن يحيى حسين وقطبي المهدي والطيب ابراهيم. وبحسب قيادات من تنظيم البجا قبل مغادرتها جوبا إلى يوغنداعلمت الانتباهة أنه تم اختيار ممثلين اثنين من أسر الضحايا والمصابين سيغادران ضمن الوفد الذي سيطير إلى أمريكا وأوربا. وناور تنظيم البجا وللمعلومية فهو حزب مسجل رسمياً بطرف مسجل الأحزاب والتنظيمات السياسية إذ فتح فرصة للكيانات الشرقاوية الرافضة لأسمرا »التجمع الديمقراطي لشرق السودان الذي يتزعمه حمد النيل السماني، المنبر الديمقراطي لشرق السودان الذي يرأسه عبد المنعم محمد دين وتفضل بمنحهما مقعدين في الوفد. مسؤول حكومي على صلة وثيقة بملف الشرق- فضل حجب اسمه- تحدثت إليه عبر الهاتف وقال لي إنه نما إلى علمه الخطوات التي قام بها تنظيم البجا للاصلاح ونفى أن تكون تلك التحركات تقلق الحكومة. وأشار إلى ذات الحديث الذي صرح به مبروك سليم بأن الولايات المتحدة باركت كل اتفاقات السلام التي وقعتها الحكومة- في اشارة منه إلى تقليل الخطوة! على كل يبدو أن الأمر له ما بعده وحتى إن لم تظهر الادارة الأمريكية اهتماماً بالشرق فالكل يذكر توفيرها دعماً لوجستياً مكن الجيش الشعبي من التواجد في شرق السودان وفي منطقة القرآن والتقابة همشكوريب.